بقلم : سحر الزارعي
ثمة مواعيد لا تخطئها الروح، كأنها جزء من نسيج الذاكرة، تمتد في الزمن كضوء خافت في زوايا القلب، لا يبهت،
بل يتوهج كلما اقترب أوانه.
إفطار #اللوفر_أبوظبي ليس مجرد لقاء،
إنه فصلٌ يتكرر كل عام، لكنه لا يتشابه،
لحظة تنسلّ من بين الأيام لتعيد ترتيب الفوضى بداخلي، كأنها توقيع خفيّ على هامش العمر.
في حضرة الفن، يتلاشى مفهوم الزمن، ونصبح جميعًا تجليات لذاتٍ واحدة، نحمل بصمات أماكن مختلفة،
لكننا نلتقي في نقطة تتجاوز المسافات. هنا، عند هذه الطاولة، لا تأتيني الأحاديث عابرة،
بل تحمل في طياتها ألوانًا لم تُرسم بعد، أفكارًا تولد من عتمة الصمت،
ونظرات تلمع تحت ضوء المصابيح كما تلمع انعكاسات القمر على سطح الماء.
ليس اللقاء هو ما أنتظره،
بل ما يحمله معه من نبض، من تلك الدقائق التي تترك أثرًا لا يُمحى،
من الكلمات التي تُقال بعفوية لكنها تستقر في الأعماق. على هذه المائدة، الفن ليس لوحة أو منحوتة،
بل إحساس مشترك، رائحة الخبز الساخن تلتقي مع حكايات العابرين، والنكهات تصبح رسائل سرية بيننا،
تحكي عن أماكن لم نزرها بعد، وعن أنفسنا التي نكتشفها من جديد.
كل عام، أتيه في هذا الطقس الرمضاني،
لا بحثًا عن الجديد، بل غوصًا في ما كان، في تلك الدوامة التي تحملني إلى حيث أكون أكثر صدقًا،
أكثر شفافية،
وأكثر فنًا.
#بوح_السحر
******
ألبوم الصور: