نافذة ثقافية:
ملتقى سومريون الثقافي بأمسيته الجديدة
كتابة: د. مسلم الطعان
بنجاح منقطع النظير يواصل ملتقى سومريون الثقافي بالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتّاب في ذي قار أماسيه الثقافية والإبداعية في مقهى سومريون الثقافي، وقد إنفتح الملتقى منذ أماسيه الرمضانية على الخطاب الإبداعي والمعرفي والثقافي والشعبي، ولم تقتصر تلك الأماسي الرصينة على التجارب الإبداعية والفنية الخاصة بأدباء و فنانيّ و مثقفيّ الناصرية فحسب، بل فتحت نوافذ ثقافية لإستقبال تجارب إبداعية أخرى من خارج المحافظة، حيث إستضاف الملتقى في أمسية الخميس الموافق 3/4/2025 الكاتبة والشاعرة والأكاديمية أنسام المعروف أستاذة مادة الدراما في قسم اللغة الإنجليزية/ كلية التربية للبنات في جامعة تكريت، إحتفاءً بمجموعتها الشعرية الموسومة ( إنخدوانا) الصادرة في عام 2022، والتي قدم لها الأديب الدكتور نجمان ياسين، و قام بتقديم الشاعرة للجمهور الأديب الناقد الأستاذ جبار وناس الذي عرّج على أهمية الكتابة النسوية وذكّر الحاضرين بجرأة الشاعرة الرائدة والناقدة نازك الملائكة التي شاطرت الشاعر الرائد بدر شاكر السيّاب مهمة خلخلة جدار القصيدة الكلاسيكية بولادة لون شعري جديد أطلق عليه نقدياً تسمية الشعر الحر Free Verse، وقد نجح مقدم الأمسية بضبط إيقاع برنامج الأمسية بتوزيع الوقت بين الشاعرة التي عرّفت بنفسها و بمنجزها الأكاديمي والإبداعي، والأدباء الذين أبدوا آراءهم بالتجربة الشعرية للشاعرة المحتفى بديوانها، حيث قدمت قراءة نقدية انطباعية عن الديوان كتبها الدكتور باسم صالح قرأها نيابة عنه الفنان الشاب عمّار نعيم، وبعد ذلك قرأت الشاعرة أحد نصوصها النثرية ذات الطابع السردي، وقد سلط الأستاذ المترجم والمثقف الموسوعي أمير دوشي الضوء على أهمية العنوان بوصفه ( ثريا النص)، وقال بأنه بالرغم من عدم إطلاعه على تفاصيل الديوان و محتوياته لكنه يستقرء من دلالة العنوان بأنّ الذات الأنثوية-مبدعة النص قد تماهت مع ذات الشخصية التاريخية ( إنخدوانا ) الكاهنة و الشاعرة و إبنة الملك سرجون الأكدي، ثم تحدّث بعد ذلك عرّاب الملتقى و مؤسسه المخرج والناقد المسرحي والأكاديمي البارز الدكتور ياسر البرّاك عن الهيمنة الذكورية في الإبداع الشعري قديماً و حديثاً، و أكد بأنه من الجرأة بمكان أن تتصدى شاعرة حديثة لخوض غمار تلك التجربة عبر آلية ما أطلق عليه تسمية ( النسب الثقافي ) وليس (النسب الجيناتي) ، و ذلك من خلال التماهي الثقافي مع شخصية أنثوية تاريخية شكلت حضوراً مهماً في الأدب الرافديني القديم عبر كتابة ترنيماتها الشعرية بوصفها أول شاعرة في الوجود الإنسانيّ على أديم هذه الأرض. بعد ذلك فتح باب التساؤلات والمداخلات على مصراعيه، حيث عرّج الدكتور حامد الشطري على دور الجانب الميثولوجي في الإبداع الشعري وأهمية أن تتطرق الشاعرة إلى موضوع نحتاج أن نلقي الضوء عليه أو نمارسه في حياتنا الإبداعية دون الإتكاء على الأساطير الغربية، وكذلك تحدث الشاعر والناقد الأستاذ علي شبيب عن دكتاتورية شخصية جلجامش في الأدب العراقي السومري، وأشاد القاص والروائي الدكتور حسن عبدالرزاق بجمالية النصوص الشعرية التي كتبتها الشاعرة وهي في طريقها إلى مدينة الناصرية وتحدث الأستاذ محمد حريب عن المرجعية التاريخية لإنخدوانا بوصفها كاهنة و شاعرة أكدية، وختم موضوعة المداخلات الأستاذ الشاعر كريم الأسدي بحديثه عن المخرج والكاتب المسرحي الألماني بريخت والترجمات العربية عن الأدب الألماني المليئة بالأخطاء على حد قوله، وفي ختام الأمسية أجابت الشاعرة عن الأسئلة و قرأت نماذج شعرية كتبتها من وحي زيارتها لمدينة أور السياحية و منطقة الأهوار و قد أهدت تلك النصوص لمدينة الناصرية و مثقفيها وأناسها الطيبين، و من الجدير بالذكر إن مهمة التغطية الإعلامية لتلك الأمسية قد قامت بها قناة الجنوب الفضائية عبر الإعلامي البارز الأستاذ أحمد الشهاب الذي أجرى عدة لقاءات مع الأدباء والكتّاب الذين حضروا الأمسية والذين تحدثوا بدورهم عن النشاطات الثقافية المهمة للملتقى الثقافي، و وزعت في ختام الأمسية نسخ من ديوان الشاعرة التي قامت بتوقيعها مع أخذ صور جماعية مع جمهور ملتقى سومريون الثقافي.