بين الأسس الفلسفية وتحديات الرأسمالية المعاصرة. تحليل نقدي لفكر آدم سميث.
‘ثروة الأمم’
آدم سميث
♣︎♣︎ المقدمة
في خضم التحولات الجذرية التي شهدها القرن الثامن عشر بين صعود عصر التنوير وانهيار الأنظمة الإقطاعية وتبلور ملامح الثورة الصناعية برز آدم سميث كواحد من أعمدة الفكر الذي أعاد تشكيل الوعي الإنساني بالاقتصاد والمجتمع. لم يكن كتابه “ثروة الأمم” (1776) مجرد مؤلفٍ أكاديميٍّ يشرح آليات السوق، بل كان مشروعاً فلسفياً طموحاً يهدف إلى فكِّ شفرةٍ وجودية: كيف تُبنى الحضارات؟ وما الذي يجعل الأمم غنيةً أو فقيرة؟ انطلاقاً من هذه الأسئلة، نسج سميث تحليله عبر خمسة مجلداتٍ تجمع بين الملاحظة الدقيقة للواقع الاقتصادي اليومي من ورشات العمل الصغيرة إلى شبكات التجارة العالمية والتفكير المجرد في مفاهيم مثل القيمة، الحرية، والعدالة. لم يقتصر عمله على تأسيس علم الاقتصاد الحديث، بل طرح رؤيةً شاملةً للطبيعة البشرية، حيث تتفاعل الأنانية الفردية مع الغريزة الاجتماعية لخلق نظامٍ معقدٍ من التبادلات التي تُعَظِّم الرفاهيةَ الجماعية.
لكنَّ عبقرية الكتاب لا تكمن فقط في ما قاله، بل في ما أثارَهُ من أسئلةٍ لم تُحسَم حتى اليوم: هل يمكن فصل الأخلاق عن الاقتصاد؟ وهل يكفي تحرير السوق لضمان التقدم؟ وكيف تُوازن بين حرية التاجر وحقوق العامل؟ هذه الإشكاليات التي ناقشها سميث بمنهجيةٍ تجمع بين السرد التاريخي والتحليل النظري جعلت من “ثروة الأمم” نصًّا مفتوحاً على تأويلاتٍ متضاربة: فبينما رأى فيه الليبراليون دستوراً للرأسمالية، وجد الاشتراكيون بين سطوره نقداً مبكراً لتفاوتاتها. حتى على المستوى الأكاديمي، لا يزال الجدل قائماً حول مدى تماسك رؤيته: فهل كان سميث فيلسوفاً أخلاقياً حاول فهم الاقتصاد، أم اقتصادياً استعار أدوات الفلسفة؟
هذه المقدمة لا تهدف فقط إلى استعراض أفكار الكتاب، بل إلى تفكيك الطبقات المتداخلة التي تشكِّل نسيجه: من السياق التاريخي الذي ولد فيه (حروب الاستعمار، صعود البرجوازية، تحولات مفهوم العمل)، إلى الجذور الفلسفية لتنظيره (تأثره بكل من ديفيد هيوم وفرانسوا كيناي)، وصولاً إلى الثغرات التي تركها عمداً أو سهواً ليتصدى لها قُرَّاؤه عبر العصور. فـ”ثروة الأمم” ليس كتاباً عن المال، بل عن السلطة، الهوية، والعلاقة بين الفرد والمجتمع وهو ما يجعله مرآةً تعكس تناقضات الحداثة نفسها.
♣︎♣︎ تلخيص الكتاب.
سردٌ لحكاية تأسيس الاقتصاد الحديث
في ربيع عام 1776، بينما كانت المستعمرات الأمريكية تُعلن استقلالها عن بريطانيا، ظهر كتابٌ غيَّر مصير العالم الاقتصادي إلى الأبد: “تحقيق في طبيعة وأسباب ثروة الأمم” لـآدم سميث، الفيلسوف الأسكتلندي الذي صاغ مبادئَ ما يُعرف اليوم بـ”الاقتصاد الكلاسيكي”. هذا الكتاب، الذي امتد على خمسة مجلداتٍ ضخمة، لم يكن مجرد دراسةٍ جافةٍ للأرقام أو التجارة، بل كان رحلةً فلسفيةً عميقةً لفهم كيف تُخلق الثروة، ولماذا تزدهر بعض الأمم بينما تتراجع أخرى، وكيف تُحرِّك الغرائزُ البشريةُ عجلةَ التاريخ.
الفصل الأول: من الدبابيس إلى العالم
يبدأ سميث رحلته بمشهدٍ بسيطٍ يخفي وراءه عالماً من التعقيد: “مصنع الدبابيس”. هنا، يشرح كيف أن تقسيم العمل إلى مهامٍ صغيرةٍ متكررةٍ مثل تمديد السلك، أو شحذه، أو تركيب الرأس يزيد الإنتاجيةَ مئات المرات. هذه الفكرة، التي تبدو بديهيةً اليوم، كانت ثوريةً في زمنٍ كان الحرفيون فيه يصنعون كل شيءٍ بأيديهم. لكن سميث لم يتوقف عند التكنولوجيا؛ بل رأى في هذا التقسيم استعارةً للحضارة الإنسانية نفسها: التخصص يولِّد التبادل، والتبادل يولد الترابط بين البشر، ومن هذا الترابط تنبثق المدنُ والأسواقُ والدول.
♧ اليد الخفية:
حين تتحول الأنانية إلى نظامٍ أخلاقي.
في قلب الكتاب، يطرح سميث فكرته الأكثر إثارةً للجدل: “اليد الخفية”. يروي لنا كيف أن الجزارَ والخبازَ لا يقدمان لنا طعاماً بدافع الإحسان، بل بدافع المصلحة الشخصية. لكن عبر آلاف المعاملات اليومية، تتحول هذه المصلحة الفردية دون تخطيطٍ مركزي إلى نظامٍ يضمن توفير السلع بأسعارٍ عادلةٍ وجودةٍ متزنة. هنا، ينسج سميث خيطاً رفيعاً بين الفلسفة الأخلاقية (التي تناولها في كتابه السابق “نظرية المشاعر الأخلاقية”) والاقتصاد: فالسوق، في نظره، ليس آلةً ماديةً فحسب، بل هو نتاجٌ لـ”المشاعر الأخلاقية” التي تدفع البشر للتعاون حتى وهم يبحثون عن منفعتهم.
♧ هجومٌ على عمالقة الماضي:
تفكيك أسطورة المركنتيلية.
لا يكتفي سميث ببناء نظريته، بل يهدم ببرودٍ أكاديميٍّ صروحَ النظام الاقتصادي السائد في أوروبا المركنتيلية (Mercantilism) الذي اعتقد أن ثروةَ الأمم تُقاس بكمية الذهب الذي تخزنه، فشجَّع الاحتكاراتِ الحكوميةَ والحروبَ التجارية. يشرح سميث، بمثابرةِ محققٍ جنائي، كيف أن هذه السياسات مثل قيود الاستيراد أو دعم الصناعات المحلية تُضعف الاقتصادَ على المدى الطويل، وتُفقِد المستهلكَ خياراتٍ أفضلَ وأرخص. بل يذهب إلى أبعد من ذلك: “الدولة ليست أذكى من السوق”، يقول، فحتى لو نوى الحاكمُ الخير، فإن جهله باحتياجات الملايين سيقوده إلى قراراتٍ كارثية.
♧ الدولة:
حارسةٌ لا لاعبٌ أساسي.
رغم تصويره السوقَ كقوةٍ طبيعيةٍ ذاتية التنظيم، إلا أن سميث لا يطالب بإلغاء الدولة. بل يرسم لها دوراً دقيقاً: حماية المجتمع من الغزو الخارجي (الجيش)، إنشاء نظام قضائي عادل يحمي الملكية ويحل النزاعات، وبناء مشاريع البنية التحتية (مثل الطرق والموانئ) التي لا يستطيع الأفرادُ تحمل تكلفتها. أما فيما عدا ذلك، فالدولة في نظره يجب أن تبقى خارج اللعبة الاقتصادية، لأن تدخلها يُعطِّل “التوازن الطبيعي” للسوق.
♧ الثروة ليست ذهباً:
إعادة تعريف الغنى.
في أحد أعمق أجزاء الكتاب، يقلب سميث المفهومَ السائدَ للثروة. فبدلاً من التركيز على الذهب أو الأراضي كما فعل الفيزيوقراطيون (Physiocrats) يرى أن الثروة الحقيقية هي “القدرة على إنتاج السلع والخدمات”. هنا، يُدخلنا إلى عالم “القيمة” و”الأسعار”، مفرقاً بين “قيمة الاستعمال” (فائدة الشيء) و”قيمة التبادل” (سعره في السوق). ويحذر من أن اختلال هذه العلاقة كما في احتكار السلع الأساسية قد يُحوِّل الثروةَ من أداةٍ لتحسين الحياة إلى وسيلةِ استغلال.
♧ الكتاب الذي رأى المستقبل ولم يُحْسِنْ قراءته.
رغم رؤيته الثورية، يبدو سميث في بعض الصفحات أسيرَ عصره. فهو يكتب عن “اقتصادٍ زراعيٍّ وصناعي”، دون أن يتخيل ثورةَ الخدمات أو الرقمنة. كما أن تحليله لدور المرأة يكاد يكون غائبًا، ويعتبر عملَها جزءًا من “الاقتصاد المنزلي” غير المُنتج. لكن هذه الثغرات لا تُقلل من عبقرية الرجل الذي تنبأ قبل قرون بمخاطر الاحتكارات، وأدرك أن التعليمَ العام هو استثمارٌ ضروريٌ لضمان كفاءة السوق، وحذَّر من أن إهمال العمال بدنياً وأخلاقياً سيهدد استقرار المجتمع نفسه.
♣︎♣︎ إرثٌ لا ينتهي.
عندما أغمض سميث عينيه عام 1790، لم يكن يعلم أن كتابه سيصير “إنجيل الرأسمالية”، ولا أن نقاده من ماركس إلى كينز سيجعلون منه نقطةَ حوارٍ دائمة. اليوم، في عصر العولمة والأزمات البيئية، ما زال السؤال الذي طرحه سميث يتردد: هل يكفي أن نتبع “اليد الخفية” لتحقيق الازدهار، أم أن ثروة الأمم تحتاج إلى يدٍ مرئيةٍ ترسم مساراً أكثر إنصافاً؟ الجواب، ربما، لا يوجد في كتابٍ واحد، لكن “ثروة الأمم” يظل الباب الذي لا بد من عبوره للبحث عنه.
والى روايات وكتب أخرى قريبا ان شاء الله
خالد حســــــين
إلى هنا انتهى التلخيص…. شكرا جزيلا
لمن أراد الاستزادة . اليكم المزيد …
♣︎♣︎ السياق التاريخي:
هنا نبذة عن عصر التنوير الأوروبي وأثره على فكر سميث (القرن 18، الثورة الصناعية، تحوُّلات الاقتصاد من الإقطاع إلى الرأسمالية).
ومدى صلاحية أفكار سميث في القرن الحادي والعشرين، وفحص التناقضات الداخلية في تنظيره.
♣︎ القسم الأول:
الأسس الفلسفية لـ”ثروة الأمم”.
يُعتبر كتاب “ثروة الأمم” امتدادًا فلسفيًّا لرؤية آدم سميث عن الطبيعة البشرية والمجتمع، أكثر من كونه مجرد أطروحة اقتصادية تقنية. ففي صلب هذا العمل، يُبنى الاقتصاد على ثلاثة أعمدة فلسفية مترابطة: مفهوم “اليد الخفية” كتعبير عن التناغم غير المُخطَّط بين المصلحة الفردية والمنفعة الجماعية، وتقسيم العمل كآليةٍ تُحوِّل الغرائزَ البشريةَ إلى قوةٍ منتجةٍ، والنظام الطبيعي الذي يرى في السوق الحرة تعبيرًا عن قوانينٍ كونيةٍ تُحكِم التوازنَ دون حاجةٍ إلى تدخلٍ خارجي. هذه الأركان لا تنفصل عن خلفية سميث كفيلسوف أخلاقي كما تجلَّت في كتابه “نظرية المشاعر الأخلاقية” (1759) حيث يربط بين العقلانية الاقتصادية والضمير الاجتماعي، معتبرًا أن السوق ليس فضاءً ماديًّا فحسب، بل هو نظامٌ أخلاقيٌ قائمٌ على الثقة المتبادلة.
فكرة “اليد الخفية” التي يصفها سميث بأنها قوةٌ توجِّه الأفرادَ لخدمة الصالح العام دون قصدٍ منهم تُعبِّر عن رؤيته التلاؤمية للكون، حيث تندمج النزعاتُ الفرديةُ في نسيجٍ اجتماعيٍ متماسك. هنا، يتحوَّل الجشعُ الفردي في ظل شروط المنافسة الحرة إلى محركٍ للرفاهية الجماعية، ليس لأن البشر كائناتٌ عاقلةٌ بالضرورة، بل لأن النظام نفسه يُحوِّل أخطاءَهم وصراعاتِهم إلى عناصرَ منتجةٍ. لكن هذا التصوير لا يخلو من التناقضات الداخلية: فبينما يرفض سميث التخطيطَ المركزيَ بدعوى أن الدولةَ لا تملك المعرفةَ الكافيةَ لإدارة التفاصيل فإنه يفترض ضمناً أن السوقَ يمتلك “ذكاءً جمعيًّا” قادرًا على تنسيق ملايين القرارات اليومية. هذا الانزياح من الفردي إلى الجمعي ليس مجرد استنتاجٍ اقتصادي، بل هو انعكاسٌ لفلسفةِ سميث التاريخية التي ترى أن التقدمَ البشريَّ نتاجٌ تراكميٌ لتفاعلاتٍ عفويةٍ، لا لتصميمٍ واعٍ.
♧ أما تقسيم العمل، فيُمثِّل عند سميث النظريةَ الجوهريةَ لفهم تطور الحضارة. فمن خلال تحليله الشهير لصناعة الدبابيس حيث يؤدي تقسيمُ المهام إلى زيادةِ الإنتاجيةِ مئاتِ المرات يربط بين التخصصِ التكنولوجيِ والتعقيد الاجتماعي. فالتقسيم لا يقتصر على المصانع، بل يمتد إلى شبكة العلاقات بين المهن والطبقات والدول، مما يخلق نظامًا من التبعية المتبادلة الذي يربط الفلاحَ في الريف بالتاجرِ في المدينة. لكن سميث رغم إعجابه بهذه الآلية يلمح إلى ثمنها الاجتماعي: فالتكرارُ الميكانيكيُ للعمل يُفقِد العاملَ مهاراتِه الإبداعيةَ، ويحوِّله إلى “آلةٍ بشريةٍ” تُهدِّد إنسانيته. هنا، يلتقي سميث دون قصدٍ مع نقدِ هيغل لاغتراب العامل، لكنه يختلف عنه بالتركيز على الحلول العملية (مثل التعليم العام) بدلًا من الثورة.
★ أخيرًا، يتأسس مفهوم “النظام الطبيعي” على فكرة أن الاقتصادَ يمتلك منطقًا داخليًّا قادرًا على تصحيح اختلالاته دون وصايةٍ خارجية. فسميث يهاجم المركنتيليةَ النظامَ الاقتصاديَ السائدَ في أوروبا ليس فقط لأنها غير فعالةٍ، بل لأنها تنتهك “الحقوق الطبيعية” للأفراد في امتلاك مواردهم وتبادلها بحرية. هذه الرؤية التي تستمد جذورها من فلسفةِ جون لوك حول الملكية تضع السوقَ ككيانٍ حيويٍ ينمو عضوياً، فيما تُصوَّر الدولةُ كجسمٍ غريبٍ يعيق هذه العمليةَ. لكن سميث المفارقة لا يلغي دورَ الدولةِ تمامًا؛ بل يحدده بدقةٍ في حماية العدالةِ وبناء البنية التحتيةِ، مما يكشف عن توترٍ فلسفيٍ بين إيمانه بـ”اليد الخفية” وإدراكه أن بعضَ السلعِ العامةِ (مثل التعليم) لا يمكن أن تُنتجها السوقُ وحدها.
هذه الأسس الفلسفية التي تجمع بين المثاليةِ والواقعيةِ جعلت من “ثروة الأمم” نصًّا مفتوحًا على تأويلاتٍ متعددة: فالبعض رأى فيه دفاعًا عن الرأسماليةِ المتوحشةِ، بينما اعتبره آخرون دعوةً لإصلاح النظامِ عبرَ دمجهِ بقيمِ العدالةِ. لكن الأكيد أن سميث عبر هذا المزيجِ من التحليل الاقتصاديِ والقلق الأخلاقيِ وضعَ حجرَ الأساسِ لجدلٍ لم ينتهِ بعدُ: هل الاقتصادُ علمٌ محايدٌ أم أنه انعكاسٌ لقيمِ مَن يمارسونه؟.
♣︎ القسم الثاني:
الثغرات النظرية والتحديات التاريخية
رغم الإرث الضخم لـ”ثروة الأمم”، فإن الكتاب لم يسلم من نقدٍ جذريٍّ كشف عن ثغراتٍ نظريةٍ عميقةٍ وتحدياتٍ تاريخيةٍ عصفت بفرضياته الأساسية. أحد أبرز هذه الثغرات يتعلق بنظرية القيمة التي بنى عليها سميث تنظيره: ففي حين ربط القيمةَ بجهد العمل كما في مثال قطع الغابة لصنع طاولة اعترف لاحقًا بأن القيمةَ السوقيةَ تُحدَّد بعواملَ عرضٍ وطلبٍ لا علاقةَ لها بالعمل المُتجسِّد. هذا التناقض الداخلي بين “القيمة الجوهرية” و”القيمة النسبية” ترك البابَ مفتوحًا لماركس لينتقد سميثَ لعدم التزامه بمنهجيةٍ واحدةٍ، ولريكاردو ليُعيد صياغة النظرية بمنطقٍ رياضيٍّ أشدَّ صلابةً. بل إن سميث نفسه، في إشارةٍ مُبهمةٍ، يرى أن الأرضَ والعملَ ورأس المال مصادرٌ متساويةٌ للقيمة، وهو ما يتعارض مع فكرته الأولى عن أولوية العمل، مما يُظهر تشوشًا في تعريف الثروة ذاتها.
♧ أما التحدي الأكبر، فيكمن في الافتراضات المثالية التي انطلق منها سميث، مثل وجود سوقٍ تنافسيةٍ خاليةٍ من الاحتكارات، وفاعلين اقتصاديين عقلانيين يمتلكون معلوماتٍ كاملةً. الواقع التاريخي خاصةً بعد الثورة الصناعية أثبت أن الرأسماليةَ تولِّد تفاوتاتٍ هيكليةً تُناقض فرضية “اليد الخفية”. ففي القرن التاسع عشر، حين حوَّلت المصانع العمالَ إلى كتلٍ بشريةٍ مُستغلةٍ، ظهرت أزماتٌ اجتماعيةٌ لم يتنبأ بها سميث، مما دفع المدرسة التاريخية الألمانية (مثل فيبر وزومبارت) إلى اتهام الكلاسيكيين بتجاهل البُعد الثقافي للاقتصاد. حتى فكرة “التناغم التلقائي” بين الفرد والمجتمع تبدو هشةً أمام أزماتٍ مثل الكساد العظيم (1929)، حيث فشلت الأسواقُ في تصحيح نفسها دون تدخلٍ حكوميٍّ مُكلفٍ، كما أظهر كينز لاحقًا.
♧ ولعل أخطر انتقادات هذا القسم يتعلق بغياب العدالة التوزيعية في نموذج سميث. فبينما ركَّز على زيادة حجم الكعكة الاقتصادية (النمو)، لم يطرح آليةً واضحةً لتوزيعها بعدالة، مفترضًا أن الازدهار سيتسرَّب تلقائيًّا من الأغنياء إلى الفقراء وهو افتراضٌ دحضته دراساتُ أمارتيا سن عن المجاعات، حيث تبيَّن أن وفرةَ الغذاء لا تمنع الموتَ جوعًا إذا غاب العدلُ في التوزيع. كما أن تحليل سميث لدور الدولة ظل مُلتبسًا: فبينما هاجم تدخلها في السوق، أقرَّ بضرورة تدخلها لحماية العمال من استغلال أرباب العمل لكنه لم يُحدد كيف يُمكن لهذا التدخل ألا يُفسد “التوازن الطبيعي”.
♧ لا تقتصر الثغرات على المستوى النظري، بل تمتد إلى السياق التاريخي المُتحيّز الذي كُتب فيه الكتاب. فسميث، ابن عصر الاستعمار، تحدث عن “ثروة الأمم” دون أن ينتقد بشكلٍ جادٍّ نهبَ موارد المستعمرات مثل الهند وأفريقيا الذي غذَّى الثورةَ الصناعيةَ في أوروبا. كما تجاهل تمامًا دور المرأة الاقتصادي، معتبرًا إياها جزءًا من “الاقتصاد المنزلي” غير المُنتج، وهو ما كشفت عنه النسويات الاقتصاديات (مثل سيلفيا فيديريتشي) كأحد أسس التهميش النظامي للمرأة في الرأسمالية.
♧ هذه الثغرات لا تُقلل من قيمة الكتاب، بل تُظهر أن “ثروة الأمم” كأي عملٍ مؤسِّس يحمل في داخله بذورَ نقضه الذاتي، ويبقى تحديثُ أفكاره مهمةً مستمرةً لكل جيلٍ يواجه أسئلةً جديدةً عن العدالة والاستدامةِ وحقوقِ الإنسان.
♣︎ القسم الثالث:
إرث سميث في العصر الحديث.
لا يزال إرث آدم سميث يُشكِّل بوصلةً خفيةً تُوجه النقاشات المعاصرة حول الرأسمالية والعولمة والعدالة الاجتماعية، لكن هذا الإرث لم يعد مجرد تمجيدٍ لـ”اليد الخفية”، بل تحوَّل إلى ساحة صراعٍ بين مَن يرون في سميث نبيًّا للحرية الاقتصادية، ومَن يتهمونه بأنه أبو اللامساواة الهيكلية. في عصر العولمة، تُستخدم أفكار سميث لتبرير تحرير الأسواق عبر الحدود كما في اتفاقيات التجارة الحرة بحجة أن التخصص الدولي (وفقًا لميزة نسبية) سيُثري الجميع. لكن الواقع كشف أن هذه الآلية تُعمق الفجوة بين دول الشمال الصناعي التي تحتكر التقنية ودول الجنوب التي تظل مُصدرةً للمواد الخام، مما أعاد إحياء نقد التبعية (كما عند أندريه جوندر فرانك) لاستغلال النظام الرأسمالي العالمي.
♧ في الاقتصاد الرقمي، تُواجه مبادئ سميث تحدياتٍ وجوديةً: فمنصات مثل أمازون وغوغل التي تهيمن على أسواقٍ كاملةٍ تُناقض افتراضَ المنافسة الحرة، بينما تُعيد البياناتُ كسلعةٍ جديدةٍ تعريفَ مفهوم الملكية والقيمة. هنا، يبدو سوق سميث القائم على الشفافية وتكافؤ الفرص وهمًا في عالمٍ تُسيطر فيه الخوارزمياتُ على الخيارات الفردية. بل إن فكرة “اليد الخفية” نفسها تتعرَّض للتشكيك أمام ظواهرَ مثل التلاعب بالأسواق المالية عبر الحواسيب فائقة السرعة، أو تحويل العمل الافتراضي إلى سلعةٍ رخيصةٍ في اقتصاد المنصات.
♧ أما على صعيد الاستدامة البيئية، فإن إرث سميث يظهر بمظهرٍ متناقضٍ: فمن ناحية، يُقدِّم السوقُ الحرةُ عبر الابتكارات التكنولوجية حلولًا لمشاكلَ مثل الطاقة المتجددة. لكن من ناحيةٍ أخرى، يُنتج النظامُ ذاته أزماتٍ بيئيةً كارثيةً كالتغير المناخي لأن آليةَ الأسعار لا تعكس التكلفةَ الحقيقيةَ لاستنزاف الموارد (مثل نظرية تراجيديا المشاع عند جاريت هاردن). هنا، تبرز الحاجةُ إلى “يدٍ مرئيةٍ” قوانين حكوميةٍ أو تعاونيات دوليةٍ لفرض قيودٍ على السوق، وهو ما يتعارض مع روح سميث الأصلية.
♧ في المجال الاجتماعي، أعادت حركاتٌ مثل Black Lives Matter وFeminist Economics طرح أسئلة سميث بطريقةٍ نقديةٍ: هل يمكن فصل الاقتصاد عن العنصرية البنيوية؟ ولماذا لا يُعتبر عملُ الرعاية الذي تقوم به النساء غالبًا جزءًا من “الثروة”؟ هذه الأسئلة تُظهر أن مفهوم “العمل المنتج” عند سميث المُقتصر على النشاط المادي المُدر للربح كان مُتحيزًا جندريًّا وطبقيًّا.
♧ لكن رغم كل هذه الانتقادات، يظل سميث حاضرًا كمرجعيةٍ لا مفر منها، حتى بالنسبة لمن يرفضونه. فمفاهيم مثل الكفاءة الاقتصادية، التخصص، ودور المؤسسات التي صاغها تشكل أساسَ النماذج البديلة، مثل اقتصاديات الرفاه أو الرأسمالية الخضراء. بل إن النقاش حول الدخل الأساسي الشامل كحلٍ لأتمتة الوظائف يستند إلى فكرة سميثيةٍ قديمة: أن السوقَ لا يُمكن أن يعمل بإنصافٍ دون ضمان حدٍ أدنى من الكرامة الإنسانية.
★ إرث سميث ليس نصًّا مقدسًا، بل حوارًا مستمرًا بين الماضي والمستقبل. فكما أعاد ماركس وكينز صياغة أفكاره في سياقاتهم، فإن تحديات القرن الحادي والعشرين من الذكاء الاصطناعي إلى الهجرة الجماعية تفرض علينا إعادة تخيل “ثروة الأمم” في عالمٍ لم يعد يحتمل براءةَ افتراضات القرن الثامن عشر.
★★★ ما بين سطور سميث..
في كتاب “ثروة الأمم”، يبدو آدم سميث وراء خطابه الواضح عن تحرير السوق وتمجيده للفردانية كأنه يُخفي قلقًا وجوديًّا من أن تصبح الرأسماليةُ قوةً جامحةً تبتلع إنسانية الإنسان. فبين السطور، ثمة إدراكٌ مُضمرٌ بأن “اليد الخفية” قد تتحول إلى يدٍ خائفةٍ أو حتى يدٍ قمعيةٍ إذا انفصلت عن أخلاقيات التعاطف التي ناقشها في “نظرية المشاعر الأخلاقية”. سميث لم يُصرح بهذا القلق، لكنه يتسرب عبر تحذيراته من أن التقسيم المفرط للعمل قد يُحول العامل إلى “إنسانٍ بليدٍ”، ومن أن الإفراط في الثروة قد يُفسد أخلاق الأمم.
♧ كما يبدو أن سميث الذي هاجم الدولةَ باسم الحرية كان يعلم أن السوقَ لا يستقيم دون دولةٍ قويةٍ تضمن العدالة، لكنه لم يجرؤ على الاعتراف بهذا صراحةً، ربما خوفًا من إثارة شكوك معاصريه الذين رأوا في الدولةِ عدواً للفرد. هذا التناقض بين “الليبرالية الاقتصادية” و”المحافظة السياسية” يُشير إلى أن سميث كان يحاول التوفيق بين عوالمَ متنافرة: فلسفة التنوير المُنحازة للحرية، وواقع الإمبراطورية البريطانية التي كانت تُدير اقتصادًا قائمًا على الاستعمار والعنف.
♧ الأمر الأكثر إثارةً هو أن سميث رغم تصويره السوقَ كنظامٍ طبيعيٍّ يبدو وكأنه يخشى أن تصبح الطبيعةُ البشريةُ نفسها ضحيةً لهذا النظام. ففي حديثه عن “الغرائز الاجتماعية” التي تدفع البشر للتبادل، ثمة تلميحٌ إلى أن الرأسماليةَ قد تُفقد الإنسانَ جوهرَه الأخلاقيَّ، وتُحوِّل حياته إلى سلسلةٍ من المعاملات الباردة. ربما لهذا أصر على أن التعليم العام وليس السوق هو الضامن الوحيد لوعي المواطن.
♧ أخيرًا، يخفي الكتابُ سؤالًا وجوديًّا لم يُجب عنه: هل الثروةُ غاية أم وسيلة؟ فسميث، الذي ربط الثروةَ بـ”سعادة الأمم”، لم يوضح ما إذا كانت هذه السعادةُ تعني الرفاه المادي أم العدالة الاجتماعية. يبدو أنه أراد أن يقول دون أن يُعلن أن الاقتصادَ الناجح هو الذي يُعيد اكتشاف القيمة الأخلاقية للإنسان، لا الذي يحوِّل العالم إلى آلةٍ لإنتاج الأموال.
★هذا “اللا مُصرح به” يجعل من “ثروة الأمم” نصًّا تراجيديًّا: فصاحبه، الذي أراد تحرير البشر من قيود الماضي، انتهى إلى وضع الأسس لنظامٍ جديدٍ من القيود قيود السوق التي قد تكون أقسى من سابقاتها. وكأن سميث، في أعماقه، كان يعلم أن الرأسماليةَ مثل كل اختراعٍ بشري تحمل في أحشائها بذور فنائها.
♣︎♣︎ استطيع ان اقول انه بعد قرنين ونصف من صدور “ثروة الأمم”، ما زال آدم سميث يُحاضر فينا من بين سطور كتابه، ليس كصاحب إجاباتٍ جاهزةٍ، بل كفيلسوفٍ يطرح أسئلةً تُلاحقنا في كل منعطفٍ تاريخي. لقد كان سميث بلا شك رائدًا في كشفه عن الطبيعة العضوية للاقتصاد، وقدرته على رؤية النظام العالمي قبل أن يتبلور، وتنبؤه بأن الثروةَ ليست كنزًا يُخزَّن، بل طاقةٌ تُخلق عبر التعاون البشري. لكن القوة الحقيقية لـ”ثروة الأمم” لا تكمن في ما أعلنه، بل في ما أَضمَرَه من تناقضاتٍ جعلت منه نصًّا حيًا: فكلما ظنَّ البعضُ أنهم أمسكوا بتلابيبه، انفلت منهم ليظهر في ثوبٍ جديد.
♧ هذا الكتاب الذي وُلد في زمن الاستعمار والآلة البخارية نجح في تجاوز عصره لأن سميث لم يكن اقتصاديًا تقنيًا، بل فيلسوفًا للمجتمع المدني. لقد فهم أن الاقتصادَ ليس معادلاتٍ رياضيةً، بل هو مرآةٌ لقيمنا الأخلاقية ورؤيتنا للعدالة. لكن هذه القوة نفسها هي نقطة ضعفه: فافتراضاته عن “الطبيعة البشرية” و”العقلانية” التي صاغها في القرن الثامن عشر تتعثر اليوم أمام تعقيداتِ الذكاء الاصطناعي، وشراهةِ الشركات عابرة القارات، وأزماتِ المناخ التي لا تعرف حدودًا. هنا، يُصبح سؤالُ الخاتمة محوريًا: هل يمكننا إنقاذ إرث سميث من أتباعه المُتطرفين ومن نقاده المُتهورين؟
♧ الجواب ربما يكمن في التعامل مع “ثروة الأمم” كنصٍّ مفتوحٍ، لا كدوجما مغلقة. فكما أعاد ماركس قراءة سميث ليكشف عن تناقضات الرأسمالية، وكما استلهم كينز منه ليدعو إلى تدخل الدولة، فإن علينا اليوم أن نستعيد روح سميث النقدية لا نصوصه الحرفية لمواجهة تحدياتٍ لم يتخيلها. فاليد الخفية التي رأى فيها سميث تعبيرًا عن حكمة المجتمع يمكن أن تتحول إلى يدٍ خبيثةٍ حين تُسيطر عليها خوارزمياتٌ لا إنسانية، أو حين تُستخدم كذريعةٍ لخصخصة الموارد العامة. لكن هذا لا يعني التخلي عن فكرة السوق، بل إعادة تعريفها لتصبح أداةً لتحقيق العدالة البيئية والتضامن الاجتماعي، لا مجرد آلةٍ لتعظيم الأرباح.
♣︎♣︎ في النهاية، “ثروة الأمم” ليس كتابًا عن المال، بل عن الحرية: حرية الفرد في الإبداع، وحرية المجتمع في تقرير مصيره، وحرية الأجيال القادمة في العيش على كوكبٍ لم يُدمِّره جشعُ الأسلاف. إن تحدي سميث الحقيقي لنا اليوم ليس في الإجابة عن أسئلته، بل في طرح أسئلةٍ جديدةٍ تُعيد وصل الاقتصاد بالأخلاق، والربح بالإنسان، والنمو بالحياة ذاتها. وكما ختم سميث كتابه بتحذيرٍ من أن “الثراءَ الزائفَ قد يُفسد أخلاقَ الأمم”، فإن علينا أن نختتم نحن بالتذكير بأن ثروةَ الأمم الحقيقية هي قدرتها على أن تبقى إنسانية.
https://www.facebook.com/NovelistKhaledHussein?mibextid=ZbWKwL
**نبذة عن المؤلف: آدم سميث (Adam Smith) (1723–1790)
♧ الطفولة والنشأة.
وُلد آدم سميث في 16 يونيو 1723 في بلدة كيركالدي الصغيرة باسكتلندا، لأسرةٍ من الطبقة المتوسطة. كان والده الذي حمل الاسم نفسه محاميًا وموظفًا حكوميًّا، لكنه توفي قبل أشهرٍ من ولادة سميث، فتربى تحت رعاية أمه مارجريت دوغلاس، التي شكلت شخصيته بصلابتها وذكائها. عانى سميث في طفولته من صحّةٍ هشة، وكان يُنقل عنه أنه اختُطف لفترةٍ وجيزةٍ من قِبل الغجر، وهي حادثةٌ أثرت على نظرته للهشاشة الإنسانية.
♧ التعليم: بين الفلسفة والاقتصاد .
جامعة غلاسكو (1737–1740): التحق سميث بجامعة غلاسكو في الرابعة عشرة سنًّا معتادةً للدراسة آنذاك حيث تأثر بفيلسوف الأخلاق فرانسيس هاتشيسون، الذي زرع فيه فكرة أن “السعادة العامة” هي غاية الفعل الأخلاقي.
كلية باليول، أكسفورد (1740–1746): انتقل إلى إنجلترا بمنحةٍ دراسية، لكنه وجد أكسفورد في ظل هيمنة الفكر الديني المحافظ معاديةً للتنوير. قضى سنواته هناك في دراسةٍ ذاتيةٍ للفلسفة والأدب الكلاسيكي، وكتب لاحقًا عن هذه الفترة بمرارة، واصفًا إياها بـ”الست سنوات الضائعة”.
♧ الحياة المهنية: من الأستاذية إلى التأليف.
1. أستاذ الفلسفة الأخلاقية (1751–1764): عاد إلى غلاسكو كأستاذٍ للفلسفة الأخلاقية، حيث درس مواضيعَ شملت العدالة، الاقتصاد، وعلم اللاهوت الطبيعي. محاضراته التي جمعت بين التحليل المنطقي والسرد القصصي جذبت طلابًا من أنحاء أوروبا.
2. مُعلم خاص للأرستقراطي الشاب (1764–1766): استقال من الجامعة ليرافق دوق بوكليو في جولةٍ أوروبيةٍ استمرت ثلاث سنوات. في فرنسا، التقى مفكري عصر التنوير مثل فولتير وفرانسوا كيناي (مؤسس المدرسة الفيزيوقراطية)، وهي التجربة التي ألهمته كتابة “ثروة الأمم”.
3. مفكر مستقل (1767–1790): تفرغ للتأليف في مسقط رأسه، وعُيّن لاحقًا مفوضًا جمركيًّا في إدنبرة منصبٌ ساخرٌ نظرًا لدفاعه عن تحرير التجارة حيث أمضى سنواته الأخيرة في مراجعة أعماله.
♧ التحديات التي واجهها.
1. التناقض بين الفلسفة والاقتصاد: واجه اتهاماتٍ بأن “ثروة الأمم” يتناقض مع كتابه الأول “نظرية المشاعر الأخلاقية” (1759)، حيث بدا أنه يتخلى عن البعد الأخلاقي لصالح المصلحة المادية. هذه الإشكالية عُرفت لاحقًا باسم “مشكلة آدم سميث”.
2. الانتقادات الدينية: هاجمه رجال الدين لتركيزه على المصلحة الذاتية، واتهموه بتقويض الأخلاق المسيحية.
3. الصراع مع المركنتيلية: واجه معارضةً من النخب الحاكمة التي استفادت من سياسات الاحتكار، واتهموه بخيانة الوطن لدفاعه عن فتح الحدود التجارية.
4. الوحدة والعزلة: عُرف عن سميث انطوائيته، ولم يتزوج أبدًا. قضى حياته بين الكتب، وكتب صديقه ديفيد هيوم عنه: “إنه رجلٌ لا يعرف العيش إلا داخل عقله”.
♧ أهم أعماله.
1. “نظرية المشاعر الأخلاقية” (1759):
كتابٌ فلسفيٌّ يربط الأخلاقَ بـ”التعاطف” كغريزةٍ إنسانية، ويرى أن الحكمَ الأخلاقيَّ ينبع من قدرتنا على تخيل أنفسنا مكان الآخرين.
ناقش فيه فكرة “المتفرج النزيه” كضامنٍ للعدالة.
2. “ثروة الأمم” (1776):
يُعتبر حجر الأساس للاقتصاد الكلاسيكي.
قدم مفاهيمَ ثوريةً مثل “تقسيم العمل”، “اليد الخفية”، و”الحرية الاقتصادية”.
هاجم المركنتيليةَ ودعا إلى فك القيود الحكومية عن التجارة.
3. محاضرات في علم القضاء (نُشرت عام 1896):
جمعها طلابه من ملاحظاتهم، وتُظهر اهتمام سميث المبكر بقضايا الملكية وتطور القوانين.
♧ إرثه وتأثيره.
الاقتصاد الكلاسيكي: وضع سميث مع ريكاردو ومالثوس أسس النظرية الاقتصادية الحديثة.
الليبرالية: أصبح “ثروة الأمم” مرجعًا للحركات المنادية بتحرير السوق.
النقد الماركسي: اعتبره ماركس نقطةَ انطلاقٍ لتحليل تناقضات الرأسمالية.
الاقتصاد السلوكي الحديث: أعاد علماء مثل دانيال كانيمان اكتشاف أفكار سميث عن “الغرائز الاجتماعية” وربطوها بعلم النفس.
♧ الوفاة والإرث الشخصي.
توفي سميث في 17 يوليو 1790 في إدنبرة، بعد أن أحرق معظم أوراقه الشخصية بطلبٍ منه، تاركًا وراءه لغزًا حول ما كان يُخفيه من أفكار. قبره الذي نُقش عليه “مؤلف نظرية المشاعر الأخلاقية وثروة الأمم” يُلخص التناقض الذي عاشه: فيلسوفُ الأخلاق الذي غيَّر وجهَ الرأسمالية.
★★★ هذه السيرة تُظهر أن سميث لم يكن مجرد اقتصادي، بل فيلسوفًا للحداثة، حاول التوفيق بين قيم التنوير وتعقيدات الواقع البشري.
والى روايات وكتب أخرى قريبا ان شاء الله
الكاتب والروائى خالد حسين
رواياتى وكتبى:
♣︎ رواية من الظل إلى العرش عن دار طفرة للنشر والتوزيع
♣︎ على منصة أمازون “باللغة الانجليزية”
♧ Egypt: Your Premier Tourist Destination
♧ The Queen of the Pyramids
♧ I am Pharaoh series
#الكاتب_الروائى_خالد_حسين #رواية_ذات_الالقاب_السبعة #رواية_من_الظل_الى_العرش
#ثروة_الأمم_آدم_سميث
#Novelist_Khaled_Hussein
#Egyp_Your_Premier_Tourist_Destination
#The_Queen_of_the_Pyramids
#I_am_Pharaoh_series
#The_Wealth_of_Nations_Adam_Smith