طبعاً هذه شركة صغيرة، و حصلت على معلومات الصور خلال ثواني فما بالك بشركات كـ Google أو غيرها التي قد تملك مليون سيرفر حول العالم، و مدى مقدرتها… تخيل وجود نفس التطبيق في يد أصحاب قوى و نفوذ أقوى، دون تحديد جهة عن الأخرى…
حسناً هذا عن الصور و لكن ماذا عن مقاطع الفيديو؟
حتى مقاطع الفيديو تخزن العديد من المعلومات عن مستخدميها، و سأتحدث بإسهاب عن البيانات المخزنة في الصور و مقاطع الفيديو، و كيف يتم كشف أصحابها و مواقعهم بكل سهولة.
سأكتفي بهذا الحد و سأكمل في الجزء الثاني، فهنالك العديد من المعلومات المهمة جداً و التي يتوجب طرحها و شرحها.
نيتوركر
البوابة الرقمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تطورت الكاميرات منذ اختراعها و حتى الآن، فمن التصوير التقليدي مروراً بالتصوير بالأفلام و شركة كوداك إنتهاءً بالتصوير الرقمي الذي سهل علينا عمليات أخذ الصور و المقاطع وحالياً فإن دور التصوير يكبر يوماً بعد يوم، فكلنا نقوم بتصوير المناسبات الخاصة، و لحظات السعادة و الحزن أو المرح و الأمور الحياتية العادية، و حتى المناظر الجميلة التي تمر بنا، و كل هذا يعد أحد ثمرات التصوير الرقمي…
و مع التقدم العلمي فقد تم دمج الكاميرات الرقمية مع الهواتف، و تم رفع كفاءتها التصويرية مما سهل عمليات التصوير أكثر بكثير من السابق…
بل و تضاعف حجم الصور و المقاطع التي ترفع بشكل يومي، و مدى دقتها المتزايدة مع تحسن الكاميرات، فيكفيك أن تعرف أنه و بنهاية عام 2013 و حسب الإحصائيات فإن عدد الصور التي تُرفع على الإنترنت يومياً يقدر بالمليارات بل قد يصل إلى تريليون صورة…
- – عدد الصور التي يتم رفعها أسبوعياً على Google+ تقارب ال 1.5 مليار صورة…
- – عدد الصور التي تم تحميلها على Flickr منذ بداية الموقع و حتى اليوم تتجاوز 8.5 مليار صورة…
- – بلغ عدد صور الأشخاص الموجودة في موقع Facebook نصف تريليون صورة
- -بلغ عدد الصور التي يتم مشاركتها على Facebook قرابة 2.5 مليار صورة أسبوعياً
- – عدد الصور التي يتم رفعها على Facebook شهرياً ارتفعت من 6 مليار إلى قرابة ال 10 مليار صورة شهرياً
- – عدد الصور التي يتم رفعها كل ساعة على Facebook هي 14.58 مليون صورة في الساعة
- – عدد الصور التي يتم رفعها كل 60 ثانية “دقيقة” هي 243 ألف صورة كل دقيقة أي بمعدل 4000 صورة في الثانية.
- – عدد الصور التي يتم تداولها يومياً في تطبيق المراهقين SnapChat تجاوزت ال 400 مليون صورة
- – عدد الصور التي يتم مشاركتها كل دقيقة في تطبيق Instagram هي 27 ألف و ثمانمئة صورة في الدقيقة الواحدة
- – عدد الصور التي يتم مشاركتها على Instagram بشكل يومي هي 40 مليون صورة…
- – حسب إحصائيات Yahoo فسيتم تصوير قرابة 880 مليار صورة في عام 2014م وحده فقط…
- – يتم تحميل قرابة 100 ساعة فيديو على يوتيوب كل دقيقة
روابط الإحصائيات:
و لكن هل تسائلت يوماً، لماذا يتم عرض خدمات رفع الملفات بشكل مجاني، خصوصاً لجوء جميع شركات التكنولوجيا الكبرى إلى خدمة تخزين الصور و مقاطع الفيديو على السحاب مجاناً، فشركة مثل Yahoo (Flickr) تعرض حتى 1 تيرابايت من الصور مجاناً، و Google تعرض 15 جيجا بايت من مساحة التخزين مجاناً، و One Drive تعرض مساحة 7 جيجا مجاناً، بينما تعرض DropBox مساحة 100 جيجا مجاناً، و هي مساحات كبيرة، خصوصاً إذا ما نظرنا للعدد المهول من المستخدمين و الذي قد يتجاوز ال 400 مليون مستخدم في بعض الحالات، بل قد تجبرك بعض تلك الخدمات على رفع الملفات مباشرةعلى التخزين السحابي الخاص بك، خصوصاً تلك الاجهزة الرخيصة الثمن بذاكرة 4 إلى 8 جيجا بايت.
فما هو الثمن الذي سيدفعه المستخدم لقاء إستخدام تلك الخدمات؟
قبل إجابة هذا السؤال: سأطلب منك إن كنت تستخدم تقنية رفع الصور إلى السحاب بشكل تلقائي، أن تقوم بإيقاف تلك الخدمة، الا اذا تأكدت من أن تلك الشركات لا تستخدم بياناتك الشخصية أو تبيعها.
و سيتم توضيح سبب طلبي في هذا الموضوع و الجزء الثاني منه أيضاً
و للإجابة على السؤال: فإن الثمن كالعادة هي البيانات الشخصية و المعلومات المخزنة في تلك المساحات المجانية، و هي معلومات متعددة إبتداءً من ملفات نصية (تحوي معلومات/ أسماء / بيانات/ معلومات تجارية) و إنتهاءً بملفات الوسائط (MultiMedia)، و هي محور حديثنا اليوم…
كيف يتم الإستفادة من ملفات الوسائط (MultiMedia)؟
أولاً: سأبدأ بتقنية التعرف على الوجوه:
تقنية التعرف على الوجوه موجودة منذ الستينات و تحديداً تم التأكد من فعاليتها في عام 1966م، حيث تم تمويل برنامج يمكن الحواسيب من التعرف على وجوه البشر من قبل منظمات سرية،و لم يكن ممول المشروع معروفاً لذا لم يتم إطلاع العديد من الأشخاص عن نتائجه…
اضغط هنا
و ترتكز تقنية التعرف على الوجوه في الأساس على ثلاث تقنيات رئيسية:
أولاً الطريقة التقليدية: حيث يقوم التطبيق بالتعرف على وجه المستخدم من خلال تضاريس الوجه (landmarks)
و هي لوغريتمات تعمل على تحليل حجم الوجه و مواقع أو اشكال كل من العيون و الأنف و الخدود و الفك، و من ثم مقارنتها مع قاعدة بيانات موجودة مسبقاً في التطبيق أو على الإنترنت.
ثانياً: عن طريق تكوين نموذج ثلاثي الأبعاد 3-dimensional recognition لوجوه الأشخاص و من ثم مقارنتها مع نماذج أخرى.
ثالثاً: عن طريق تحليل نمط أنسجة الجلد، خصوصا جلد الوجه.
و هذه التقنيات موجودة في بعض أنواع كاميرات المراقبة، كتلك المنتشرة في جميع أنحاء بريطانيا وهي منتشرة في الوقت الحالي بشكل كبير في العديد من المرافق حول العالم خصوصاً المناطق الحساسة أو تلك التي يكثر فيها وجود الحشود و لن أبالغ إن قلت أنها موجودة بشكل أكبر بكثير جداً مما تتصور، و ستندهش في حال معرفتك المزيد عنها، سأتوقف عند هذا الحد.
و سأخصص حديثي عن الكاميرات الرقمية، و كاميرات التصوير، و خصوصاً الموجودة في الهواتف و دورها في نشر تقنية التعرف على الوجوه، فالقصة لم تنتهي عند التعرف على الوجوه، فالتفوق التكنولوجي للشركات الغربية ساعد على نشر هذه التقنية بشكل كبير و دون علم العديد من المستخدمين و قد تكون قد استخدمت أحد تطبيقات التعرف على الوجوه دون علمك…
أمثلة على تطبيقات تستخدمها بشكل يومي تحوي ميزة التعرف على الوجوه:
- ) digiKam (KDE)
- iPhoto (Apple)
- OpenCV (Open Source)[10]
- Photoshop Elements (Adobe Systems)
- Picasa (Google)
- Picture Motion Browser (Sony)
- Windows Live Photo Gallery (Microsoft)
- DeepFace research project with product “Tag Suggestions”[11] (Facebook
المصدر: اضغط هنا
و كما ترى فمعظم الشركات التقنية العملاقة مشاركة في هذه التقنية، و كانت تعمل على تطويرها، سواءً للصالح العام أو الخاص لدولهم.
من المثير للسخرية أن Eric Schmedit رئيس شركة Google صرح أنه يجدها مريبة و مخيفة في أحدى اللقاءات حيث قال:
“Eric Schmidt and I have at least one thing in common: we both find facial recognition software creepy.” و قال أنه أيضاً قلق من هذه التقنية “”I’m very concerned personally about the union of mobile tracking and face recognition.””
و لكن و فجأة و منذ مدة بدأت جميع الشركات التقنية بالإهتمام البالغ بهذه التقنية، خصوصا الشركات التقنية العملاقة، و البدء في دمجها بشكل مكثف في العديد من الخدمات…
و في وقتنا الحاضر تقوم كل من Google و Facebook بالتحدث علناً عن ميزة التعرف على الوجوه الموجودة في شبكاتهما الإجتماعية Facebook و Google
+، فكلاهما تحاول قدر الإمكان جمع أكبر قدر من المعلومات عن المستخدمين و هيئاتهم و الإحتفاظ بها لماذا؟
ليسهل التعرف على وجهك في المرة المقبلة التي يحتاجون فيها للمزيد من المعلومات الخاصة بك، و الإحتفاظ بها، بل و تكوين سجل متكامل عنك يتم الإحتفاظ به لمدة غير معلومة…
بل و الأدهى من ذلك هو مقدرة الموقعين التعرف عليك بشكل تلقائي بمجرد أن يقوم صديق من أصدقاءك برفع صوركم على مواقع التواصل الإجتماعي و من هنا تبدأ المشكلة…
فإذا قام شخص ما بتصويرك حتى دون علمك فستتمكن مواقع التواصل الإجتماعي من التعرف عليك بشكل مباشر و معرفة العديد من المعلومات الأخرى، و اذا رفعت صورك على أي موقع يمكنهم الوصول إليه، فإن محركات التعرف على الوجوه تستطيع تمييزك بكل سهولة، و من ثم عند سفرك أو دخولك في أي منطقة تحوي كاميرات مراقبة تحوي قاعدة بيانات…
تستطيع الكاميرات الموضوعة هنالك معرفتك بكل سهولة و أنت في كل أوضاعك، و سأترك Facebook عند هذا الحد فهو غني عن التعريف.
في عام 2011 قامت شبكة Google+ بإطلاق خدمة تسمى Find My Face ، حيث أن الخدمة هي نتيجة شراء Google لشركة تسمى PITT PATT، و هي من أقوى الشركات في مجال التعرف على الوجوه لدرجة أنها قادرة على التعرف على وجه الشخص من عدة زوايا تصل حتى 36 درجة من الوجه، و الهدف من ذلك هو دعم مشروع Google في تحويل الصور إلى بيانات يتم الإحتفاظ بها و ذلك عن طريق تقنية شهيرة تسمى بال Computer Vision .
ما هو ال Computer Vision او الرؤية الكمبيوترية؟
بإختصار هو بناء برامج أو أجهزة قادرة على فهم الصور كما يفهمها العقل البشري، حيث يمكن للكمبيوتر التعرف على الأشياء أو الأشخاص و بناء تصور “نموذج ثلاثي الأبعاد” للأشخاص أو حتى الأماكن و تحليل و متابعة الأجسام/ الأشخاص/ الأشياء حتى اذا كانت متحركة كما في مقاطع الفيديو إلخ…
الكارثة هي أن Google و منذ ذلك التاريخ قامت بدمج مقدرات تلك الشركة في Google+ و سرعان ما تم دمجها في Youtube و Picasa Web و خدماتها الأخرى، حيث تقوم هذه التقنية بعمل “نموذج لك من خلال صورتك” يسهل التعرف عليك مستقبلاً حيث يتم تحديد صورة
وجهك بشكل تلقائي عند رفعها على الخدمة و تحديد الأشخاص في الصورة بكل سهولة، و هذا ما جعل العديد من الشركات ترفع راية الخصوصية خصوصاً ما إذا ما تم دمج تلك الميزة في كاميرا اكثر نظام هاتفي منتشر في العالم …ال Android (هذا ان لم تكن دمجت فعلاً)…
رابط حصول Google على براءة إختراع التقنية (http://1.usa.gov/1dxTzys)
هذا الأستحواذ ليس الأول، ففي البداية قامت Google بالإستحواذ على شركة Neven Vision في عام 2006م، و تم استخدام التقنية في Google Picasa، سابقاً شاهد التجربة أدناه
تجربة:
Apple قامت أيضاً بتضمين تقنية التعرف على الوجوه في تطبيق IPhoto و هو شيء يظهر مدى قوة و تفوق هذه التقنية، حيث يستطيع التطبيق معرفة الوجوه التي تم تعريفها مسبقاً حتى ولو كانت في وضعيات مختلفة
بل أن العديد من الحكومات حول العالم تستخدم التقنية بشكل فعلي حيث تم إستخدامها في التعرف والقبض على العديد من المتظاهرين في بريطانيا، و هذه التقنية حالياً موجودة في أماكن أخرى قد لا تصدقها أبداً…
المصدر: اضغط هنا
و لكن Google ساهمت في الذهاب إلى أبعد من ذلك فتقنية التعرف على الوجوه هي خطر قادم لا محالة، فعن طريق إستخدام Google Glass فإن النظارة تستطيع التعرف على وجوه جميع من تقابلهم عن طريق البحث في ال Data Base الخاص ب Google أو أي شركة أو حكومة أخرى مما يعني أنه عندما يتم السماح بتلك التقنية بغزو أسواقنا فإن بياناتنا سيتم تداولها و سيتم التعرف علينا لاحقاً بكل سهولة عند دخولنا أو خروجنا من و إلى أي منطقة في العالم.
علماً بان Google تلعب لعبة القط و الفأر لعلمها بأن هذه التقنية مرفوضة و مخيفة لكل البشر، لذلك قامت الشركة و علناً بتحذير أي شخص من استخدام هذه التقنية مع نظارات Google، و لكن و كعادتها فيمكنك تثبيت التطبيق على النظارات باستخدام ال Root، (و حالياً لا حاجة ل Root لتفعيلها) حيث قامت شركتين أمريكيتين بشكل فعلي بتطوير التقنية و تشغيلها و استعراضها للتعرف على الوجوه بشكل ميسر (التطبيق مجاني)، مما دق ناقوس الخطر في المجتمعات الغربية و جعل السيناتور الأمريكي Al Franken يعترض في رسالة موجهة ل Kevin Alan Tussey صاحب التطبيق الذي صدر على Google Glass و أحتج على صدور مثل هذه التقنيات بشكل موسع للعلن في الوقت الحالي، علماً بان نفس السيناتور قد اعترض على Facebook و ال FBI عند إستخدامهم لتلك التقنيات.
بل أن الشركة صاحبة التطبيق ذهبت لإبتزاز المستخدمين، و أخبرتهم أنه في حال عدم رغبتك أن يقوم أي شخص بمعرفة معلوماتك الشخصية، عليك أن تدخل على موقعهم و تعبئة طلب خاص بذلك، يعني إبتزاز عيني عينك…
المصدر: اضغط هنا
الغرب نفسه متخوف من هذه التقنيات و مدى تأثيرها عليهم في المستقبل و ارتباط هذا كله بطمع و جشع الشركات/الحكومات و كون أي شخص يستطيع التعرف على أي شخص و معلوماته الكاملة بمجرد النظر إليه، فلا يوجد أي قانون يحميك من هؤلاء المتطفلين…
فإذا تقبلنا الدور الحكومي و الأمني، فمن يحمينا من طمع و جشع الشركات و استغلالها لبياناتنا الشخصية؟
تخيل أن تقابل شخص يعمل في مجال الدعايات و يريد أن يبيعك منتج ثم يقول لك، كيف حالك يا فلان؟
أبنك فلان تخرج من المدرسة أم لا؟
هل بعت سيارتك الحمراء الموجودة في صفحتك على Google+، و تريد سيارة جديدة؟
و أنت لا تعرفه و لا يعرفك و لا بينك و بينه أي علاقة أو صداقة، فقط لمجرد نظارة إشتراها بثمن بخس إستطاع معرفة معلومات عنك قد لا يعرفها عنك أقرب الأشخاص بواسطة مواقع التواصل الإجتماعي…