المؤثّر الإنسان .. يقود تأثير الصورة والنص
في معرض الحديث عن سيادة التأثير ننتقل إلى المنافس الثاني للصورة (والمواد البصرية بشكل عام) ألا وهو المؤثرون البشر في كثيرٍ من الصيغ والتركيبات.
إن المُؤثّر الإنسان مع ما يقوم به من أبحاث ومع ما يقرؤوه من بواطن، هو الملك المتوّج القادم على عرش سيادة التأثير، والسبب أن المنصات التي توفرت أتاحت لهؤلاء ميداناً لم يكن متوفراً من قبل ! فمن اجتهد منهم في بناء المحتوى بشكل موّثق ودقيق وتلمّس مواضيع جادة أو هزلية ولكنها تمس واقع الناس وحياتهم فقد ضمن مكانته العليّة.
المُؤثرون كانوا يوماً من الخطباء وكثير منهم كانت خطاباتهم صوتية فقط ولكنها فصيحة وتتلاعب بالمشاعر، وأحسنوا يومها تطويع هذه الأدوات مع تهيئة سلطوية للأجواء فتربعوا على العرش ! ولكن اليوم لم يعدّ لهذا الصنف تأثيره فما أسهل أن يشب الجمهور عن الطوق ويخرج ليبحث خارج حدود الهيمنة والسلطوية عن الحقيقة.
الانفجار المعلوماتي والوفرة المعرفية أرغمت من يريد أن يقدّم نفسه كمّؤثر على تحري الدقة والبحث الطويل والإعداد الجيد مع فريق عمل ولم تعد تكفيه الفصاحة ولا الصورة الحصرية ولا الفيديو المُعدّ مسبقاً أو بالتنسيق مع أبطاله فكلها مواد قابلة للكشف والتحليل.
جانب آخر كان جيل سابق من المُؤثرين يتبناه وهو تناول الموروث الذي لا يُمس ! وهذا أيضأً خلع ثوب قدسيته أمام خطابات العقل وساحات الحوار المفتوحة ولم يعد له حرمته القديمة، فهي الأخرى أصبحت برسم الحوار والنقاش والنقد.
فلاش:
الإنسان بما تحلى به من مرونة وتكيّف .. قاد الصورة والنص باتجاهات التأثير التي يريدها
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي