أساتذة واهمون أم طلبة مغفلون؟
بكل تأكيد نتقبل هاوي او عاشق او محب للتصوير ان يعيش العمر كله يصور (خُف) الزواحف مثل ام بريص او السحالي, ونقر بانها متعة وقد نستفيد من اعماله كحد ادنى توثيقياً, فهو يمارسها للتسلية ومتعة النفس, ولا يمكننا ان نلقي عليه اية مسئولية ازاء باقي اجزاء الزواحف او باقي المحاور, اعرف اشخاص وعن قرب لا يصورون غير جبل فوجي, ولم ارى لهم اية صورة اخرى, واعرف اخرون بدأوا بتصوير الطيور وانتهى الامر بهم لا يصورون غير طائر الرفراف (ازرق الظهر وبرتقالي الصدر), وهذا لهم ولا اعتراض على ذلك مطلقاً.
اما ان يكون استاذ تصوير يدعي الاختصاص, اي انه لا يمتلك صور لبعض المحاور الاخرى فهذا مرفوض, والمصيبة الاكبر ان يدعي البعض انه لا يلزم عليه ان يجيد التصوير, ويساق لنا مبررات واهية لا يقبلها عاقل, على سبيل المثال لا الحصر: ليس على مدرب كرة القدم ان يجيد فنون اللعبة….
سيدي اولاً لا وجه مقارنة بين هذا وذاك فهل يمكننا ان نقارن مدرب كرة القدم باستاذ الخط العربي؟ هل تستطيع ان تتخيل خطاط لا يعرف كيف يكتب لهم الحروف بجميع انواع الخطوط لطلابه ويعتمد على الشرح فقط؟
ثانياً دعونا نسلم بصحة مقارنة مدرب الكرة, هذا المدرب لدية طاقم محترف, بعضهم يدرب اللاعبين المهارات الفردية مثل ايقاف الكرة في الهواء وكيفية الضربات اللولبية وفنون التمريرات ….الخ, والبعض الاخر يهتم بلياقتهم وبكل عضلة بالجسم, وهناك من يهتم بحالاتهم النفسية.
وهل انت تريد ان تضع عندك استاذ يعلمهم محور الطبيعة واخر يعلمهم محور الطيور وثالث لمحور الماكرو؟ …. الخ, وانت تعلمهم ازرار الكاميرة والتعريض الثلاثي والاثلاث وانت مختص بورتريه, اليس كذلك؟
ارجو ممن يدعي ذلك ان يجيب على الاسئلة التالية دون تهرب:
اولاً- هل تقولون انه يستطيع ان يعلم كيف تمسك الكاميرة وهو نفسه لا يستطيع مسكها كما يجب؟ ان كان معاقاً بلا يدين عذرناه, إذاً لما لا يستطيع مسكها؟
ثانياً- هل تقولون بانه يمكنه ان يرشدنا على التوقيت المناسب والزاوية الصحيحة والتأطير المناسب لتوزيع مقومات الصورة ولكنه لا يستطيع تصويرها؟ لماذا لا يستطيع؟ ان كان طاعن بالسن وحملناه وفقاً للتوقيت والزمن الذي حدده لنا, ألا يمكنه تصويرها؟ فهل شلت يده فجأ, يا سيدي يستعمل يده الثانية.
ثالثاً- هل تقولون انه يعلمنا الصبر؟ ولا يوجد لديه صورة واحدة توحي بالصبر, فهل نفذ صبره حين احترف التعليم؟ فاين اعماله السابقة حين كان بعيراً.
رابعاً- اعطونا اكاديمية اجنبية واحدة تتحدث عن اختصاص الاستاذ بازرار الكاميرة والتثليث والبورتريه؟ اعلموا ان اي اكاديمية محترمة لديها اساتذة متمكنين من كل المحاور, ويتسلمك استاذ واحد حتى التخرج وهو يعلمك جميع المحاور بحرفية عالية.
الطالب لم يعد يواجه مشكلة شُح المعلومة, اصبحت جميعها منشورة على الملأ, واحتكار المهنة قد ولى, والاخذ بعقول الناس بمعلومة من هنا ومعلومة من هناك لم يعد يجدي إلا على السذج من القوم, اصبح الطالب لديه معلومات اكثر من الاستاذ نفسه, وتبقى مهارة التطبيق.
اكاد اجزم بان جميع المشاهير من اساتذة التصوير في الغرب يخرجون برحلات مع الطلاب وصورهم الابداعية وفنونهم منشورة, وهي من جلب الطلاب اليهم, فانت ايها الاستاذ العربي كيف تخدع الطالب بانه ليس بالضرورة ان تجيد التصوير كي تغطي على سوأتك؟
عزائنا كبير بهؤلاء الاساتذة, وللعلم الغالبية العظمى من اساتذتنا هم على هذه الشاكلة, والدليل على ذلك اننا ما زلنا في مؤخرة الشعوب, ومستوى طلابهم بمستواهم, فلا داعي لتقمص دور النجاح والحال امامنا, وللاسف من نتوقع انه افلح تجد فنه لم ولن يتعدى ثلاث محاور, حقيقة مرة وان رفضناها.
بدل ان تحقد على الاخرين وتعتمد على التنظير, تعلم التصوير.
المصور الفوتوغرافي
محمــــود المحمــــود