حمص-سانا
شباب سوري موهوب من داخل وخارج سورية اجتمع في بوتقة فنية واحدة ضمن معرض ألوان الذي استضافته مؤخرا جامعة البعث ضمن أنشطة مشروع خوابي الثقافي حيث قدم المعرض مجموعة واسعة من الأعمال الضوئية التي اختار الفنانون لها موضوعات وطنية الطابع نقلوا عبرها روءاهم الجميلة حول سورية طبيعة وتراثا وإنسانا معمدين لوحاتهم بمناخات لونية أشبه بنبوءات تتوالد فرحا وتفاؤلا بمستقبل سوري وضاء يصوغه نصر قريب.
في هذا السياق ذكر المصور الضوئي الشاب عبادة جاموس لنشرة سانا الشبابية أن هذه المشاركة هي الأولى له في معرض جماعي حيث شارك بثلاث صور ضوئية لمدينة اللاذقية وجميعها تعكس الطبيعة الساحلية الأسرة في هذه البقعة من الأرض حيث البحر والغابة والسهل مستخدما في ذلك أسلوبا فنيا بعيدا عن النمطية رغم أنه مازال في بداية الطريق حسب قوله وهدفه العمل على تطوير موهبته ليصل إلى درجة الاحتراف.
وعن فن التصوير الضوئي أوضح جاموس أنه لا يقل أهمية عن باقي الفنون حيث يمكن للفنان من خلاله نقل لحظات واقعية من زوايا غير مألوفة للإنسان العادي ذلك لأن عين المصور تختلف وتتمايز عن عين الإنسان العادي لدى التقاطه صورة ما مؤكدا أن التصوير الضوئي قادر على تسليط الضوء على العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية.
وقال نشارك اليوم في المعرض لنثبت للعالم بأن الحياة مستمرة في سورية رغم الإرهاب فالشباب السوري قادرعلى التحدي ومواصلة الابداع والجمال وإعادة رسم الابتسامة على الوجوه وفي العيون.
من جانبها قالت المصورة ريم الدين بزال من مدينة دمشق إنها شاركت في المعرض بصور التقطتها في أماكن مختلفة من سورية والعالم تنقل فيها الطبيعة بمختلف فصولها عبر شجرة وحيدة بائسة في صحراء قاحلة وأخرى في بيئة مطرية خصبة بالإضافة إلى صورة لمنزل ذي طراز عربي في مانيلا عاصمة الفلبين ومنظر للغروب عند شاطئ طرطوس وهذه اعتبرتها الصورة الأكثر أتقانا.
وأضافت بزال إن المصورين الضوئيين الشباب المشاركين في المعرض قدموا أعمالا تؤكد امتلاكهم أدوات احترافية من حيث زاوية الالتقاط وثبات الصورة كما أن اختيار الموضوعات ينم عن عين ثاقبة تلتقط ما هو جميل بشكل ممتاز.
واعتبرت أن مشاركتها في المعرض هي فرصة حقيقية لاظهار موهبتها رغم أنها لا زالت في طور التعلم والتجريب حيث يمكن لأعمالها أن تنال حظها من تقييم المختصين حول قدرة عدستها وإمكانية تطويرها بالإضافة إلى أن المعرض كما ينطوي عليه عنوانه العريض يجمع أفكارا ورؤى متنوعة تنبئ في مجملها عن ثراء سورية وغناها الفكري والجمالي والحضاري.
بدوره قال المصور آدم توما وهو مغترب في فرنسا شارك بعشر لوحات إن “فكرة المعرض أشبه بوردة تنبت من قلب الصخرة فهذا النشاط يتحدى جميع الظروف لايصال مقولات عن الحياة والتجدد والجمال” مضيفا إن الهدف من مشاركته هو إثبات مدى تمسك المغترب السوري بجذوره وتعلقه ببلده.
أما صور توما التي تحتفي أيضا بالطبيعة فتتحدث عن نفسها دون شرح كثير فهي تحكي عن بساطة الأشياء وعفويتها بعيدا عن عبثيات الإنسان منوها إلى أنه استخدم تقنية العزل اللوني لأسباب تتعلق بالرسالة التي تحملها هذه الأعمال وتؤكد على أن دم الشهداء هو الجذع الأخضر في شجرة الوطن وبالتالي هو اليخضور الذي يمدنا بالطاقة ويساعدنا على كسر السواد وصولا إلى الخلاص.
أما الفنان بهاء سليم أحمد من طرطوس فاشار إلى أنه شارك بتسعة أعمال تعكس سبعة منها جمالا وبساطة الريف السوري إلى جانب صورة لبرعم أخضر يتحدى القحط والتشقق ويرسم طريقا للحياة وأخرى بالأبيض والأسود لطفل ذي نظرة شاردة يتعشق فيها الأمل بمستقبل أفضل.
وعن أسباب مشاركته بالمعرض قال أنا معجب بمشروع خوابي الثّقافي وبنشاطاته كما أحببت أن أشارك في المعرض الجماعي لما يتيحه لي من فرصة لتبادل وجهات النظر الفنية حيث أضحت هذه المشاريع الثقافية ضرورة ملحة ضمن الواقع الحالي كما أن إقامة هذا المعرض في مدينة حمص في هذا الوقت وبمشاركة فنانين من مختلف المحافظات السورية هي إعلان صارخ عن رغبتنا في الحياة وعشقنا للجمال وقدرتنا على مواجهة الإرهاب وهذا ما هدفت إليه مشاركتي في المعرض.
وأشار أحمد إلى أنه بدأ التصوير الضوئي في العام 2003 لتنعكس نشأته الريفية ودراسته للهندسة الزراعية بالإضافة إلى عمله في المجال الإنساني بشكل واضح على روءاه الفكرية وأعماله الفنية.
في الاطار نفسه أكد رامز حسين مدير مشروع خوابي الثقافي في حمص أن المعرض يحتفي بمشاركة واسعة لفنانين من دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وصافيتا ودير الزور بالإضافة إلى مشاركات لسوريين مغتربين وهو ما يعكس تنوعا جميلا يتماهى مع اسم المعرض الذي انطوى على العديد من المعاني وأهمها رغبة السوريين وتصميمهم على إحياء ألوان الفرح والحياة في وجه الإرهاب وأهواله.
صبا خيربيك