4 أكتوبر 2023
بعد 5 مواسم ملحمية من La casa de papel.. ما الذي يخبئه لنا مسلسل Berlin؟
على أنغام أغنية بيلا تشاو الشهيرة، يدخل كل أبطال مسلسل La casa de papel إلى الشاشة وندخل بدورنا إلى عالمهم، مرتدين بدلهم الحمراء وأقنعة سلفادور دالي وأسماء المدن التي يلقبون بها أنفسهم لإخفاء هوياتهم. طوكيو، نايروبي، ريو، دنفر، أوسلو، موسكو، هلسنكي، وبالطبع برلين والبروفيسور.
يجمع الأخير فريقًا مكونًا من ثمانية لصوص ماهرين، ولا يجمع بينهم سوى شيء وحيد، حب السرقة. عندما انتهى عرض المسلسل في عام 2021 بعد خمسة مواسم ملحمية من تمثيل قوي وسرد ٱسر وقصة تحبس الأنفاس، ناهيكَ عن التصوير المذهل، كان الأمل الوحيد لدى كل محبي المسلسل هو صدور Berlin في 2023.
عادةً ما يكون موت إحدى الشخصيات في أي قصة هو الطريقة المثلى لنهاية رحلتهم، ولكن مع برلين كان الأمر مختلفًا قليلًا، حيث صارت هنا نهايته هي البداية الحقيقية لقصته.
فعلى الرغم من أننا قد ودعناه في الموسم الثاني إلا أنه قد أتى مرةً أخرى في هذا المسلسل ولكن عَبر ذكريات الماضي ليلقي علينا التحية مرة أخيرة.
يمكنك أن تحب شخصية برلين أو تكرهها ولكنك لن تستطيع إنكار أنها شخصية مضادّة للنسيان. ولهذا، في نهاية ديسمبر القادم سنمضي معه في رحلة جديدة قبل أن يصبح برلين من الأساس، لنستكشف معه حياته السابقة المترفة بالإثارة قبل أن ينضم لعصابة البروفيسور.
تقييم أراجيك
La casa de papel
واحد من أفضل المسلسلات الاسبانية التي شاهدها العالم في الفترة السابقة، وفيه يقوم مجموعة من اللصوص بخطف عدد من الرهائن في دار سك العملة، لتكتشف أن مخططهم وتلاعبهم بالشرطة أكبر بكثير من ما كنت تعتقد في البداية.
بدء عرض المسلسل في 2017 وقد عرض منه موسمين، الموسم الأول 13 حلقة والثاني 9 حلقات، مدة الحلقة الواحدة حوالي 50 دقيقة.
تصنيف الرقابة على العمل TV-MA أي ما يوافق 18+، ويمكن مشاهدته عبر شبكة نتفيلكس، بطولة كلا من؛ أورسولا كوربيرو، إيتزيار إيتونيو ، ألفارو مورتي.
- إنتاج
2017
- إخراج
جيسوس كولمينار
بطولة
أورسولا كوربيرو،
ألفارو مورتي،
إيتزيار إيتونيو
متاح على
تندلق داخل المسلسل بكل ما فيك وتشعر في بعض الأحيان أن الرصاصة التالية ستخترق صدرك أنت، في بعض الحلقات كانت الإثارة على أشدها، مثل الحلقة الأخيرة في الموسم الثالث حيث بدأت الشرطة باللعب على عاطفتهم واحدًا تلو الٱخر، تتظاهر أنها أعدمت إحداهم وتساوم أخرى على ابنها.
ونشهد على مدار الخمسة مواسم علاقات تبنى وأخرى تهدم، لحظات ضعف وانكسار ولحظات نشوة وانتصار، جميعهم يقدمون لك قالبٍ واحد بلا أية فواصل. يعطيك جرعة مناسبة من كل ما تشتهيه؛ تشويق وإثارة وجريمة ورومانسية وروح دعابة، مع الإبقاء دومًا على الحبكة في المقدمة.
خديعة تلو أخرى، الرهائن يحاولون أن يوقعوا باللصوص، واللصوص تحاول الإيقاع بالشرطة، والشرطة تحاول الإيقاع بالبروفيسور الذي يعتبر بمثابة رأس العصابة وعقلهم المدبر، والمشاهد يقف في منتصف المشهد لا يعرف أي ضفة ستفوز في نهاية الأمر. دائمًا ما ينتصر الأخيار تبعًا لمنطق الحياة، ولكن هذا المسلسل يقلب موازين كل الأمور وإذ بالأشرار ينتصرون مرةً تلو أخرى وأنت بدورك تصفق لهم بحرارة.
نرشح لك: La Casa De Papel: عندما اكتشفنا أن التشويق والإثارة ليس حكرًا على الدراما الأمريكية
لم يكن على الكاتب أثناء كل ذلك سوى أن يترك مساحةً شاغرة للغموض والتساؤل، ليس عليه سوى ترك ثغرة ما بين الشخصيات التي يقدمها ليعود إليها فيما بعد وينسج حولها قصة جديدة وكاملة، أن يمنح المشاهد معلومة ويسلبه أخرى، مانحًا نفسه الفرصة للعودة للشخصية من جديد متى أراد والولوجِ من تلك الثغرة الصغيرة وبناء حكايةً أخرى، مختلفة وممتعة. وهذا تمامًا ما حدث مع برلين الذي لقى حتفه مع نهاية الموسم الثاني ورُدّت فيه الروح من خلال هذا المسلسل الجديد.
ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاحٍ هنا ونقدمه لكم اليوم في “أراجيك فن“؛ لماذا كانت شخصية برلين مثالية للعب هذا الدور؟ أي دور العودة من جديد في مسلسل منفصل وتقديم حكاية طازجة.
من شخصية لا تطاق إلى شخصية مفضلة
ما الذي يجعل شخصية مثل برلين الذي يرافقه جنون العظمة منذ الحلقة الأولى الاختيار المثالي ليصبح بطلًا لمسلسل منشقّ من La casa de papel؟ على الرغم من وجود العديد من الشخصيات الأخرى التي تسمح ببناء مسلسل كامل حولها إلا أن أيًا منهم قد استطاع بناء تلك العلاقة المعقدة من (الكره الممتزج بالحب) الذي تمكّن برلين من صنعها مع كل المشاهدين.
فأنت تحب أن تكرهه وتكره أن تحبه. يمنحك الكثير من الأسباب التي يمنحك إياها لتجعلك تكرهه، هناك تصرفه العنصري تجاه كل من طوكيو ونايروبي، وهناك أمره بقتل رهينة حاولت فقط أن تتصل بالعالم الخارجي.
نرشح لك: قبل عرض الموسم الخامس مسلسل La Casa De Papel.. حينما تتعارض العاطفة مع العبقرية!
في بضعة مشاهد، لم يكن برلين سوى شخصية متعجرفة لا يطيق المرء الوقوف إلى جانبها ولكن مع نهاية الموسم الثاني حين يتحتم على العصابة أن تهرب لتنجو بأنفسها وبالثروة، فعل برلين حركة لم يتوقعها أيٌ من الجمهور، حين نفذت ذخيرة مسدسه وقف أمام جميع مسدسات الشرطة المذخّرة حديثًا وتلقى العديد من الرصاصات التي اخترقت قلبه مباشرة، لم يكن خائفًا من التخلي عن حياته للتأكد من أن بقية العصابة سيتمكنون من الفرار.
في هذه اللحظة، ندرك أن قناع دالي الذي ارتداه برلين وارتدى معه غطرسة وأنانية كان يحمل خلفه طوال الوقت شخصية تهتم بالٱخرين وتعرّض نفسها لخطر الموت لكي يحظى أصدقاءه بمتعة الحياة.
وبخلاف تضحيته القوية تلك، فإن برلين وحده من ضمن شخصيات المسلسل الذين فارقناهم الذي عرف أن يُبقي المشاهدين راغبين في التعرف إليه بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل ٱخر يجذب المشاهد إلى برلين على الرغم من تصرفاته الوضيعة، وهي رغبته الجامحة على مدارِ المسلسل في الشعور بالحب حتى وهو يعلم أنه على مشارف الموت.
”ظل يردد كلمتين لا يجب أن يجتمعا معًا أبدًا، الحب والموت“
ما الذي يخبئه لنا مسلسل Berlin؟
من إحدى دور المزادات الراقية في وسط مدينة الحب -باريس- يبدأ برلين مع عصابته الخاصة في تنفيذ أكثر ما يتقنون فعله؛ السرقة.
ولكن الأمور تتعقد وتأخذ منحنًى ٱخر حين يدخل برلين في علاقة غرامية مع زوجة صاحب دار المزاد، وتبدأ أحداث المسلسل في التسرسب تباعًا. يعد هذا المسلسل بمثابة رحلة كاملة عَبر أدغال الماضي الخاصّ ببرلين، عائدين معه إلى عصره الذهبي عندما كان مجنونًا تمامًا بالسرقة والحبّ معًا. يأتي مسلسل Berlin مانحًا إيانا فرصةً للتعلق أكثر بتلك الشخصية بكل تناقضاتها وجنونها.
من المقرر أن يخرج المسلسل للنور في 29 ديسمبر المقبل ويتكون من 8 حلقات في الموسم الأول له، مع إمكانية وجود المزيد من المواسم في حال نجاحه.
وتكتمل عودة “برلين” بطاقم من النجوم من بينهم ميشيل جينر في دور كايلا وبيغونيا فارجاس في دور كاميرون، وبيدرو ألونسو في دور برلين من جديد. وعلى الرغم من أنهم غير المعروفين للجمهور الأمريكي والعربي إلا أنهم يقدمون ذخيرة واسعة النطاق من الفن والمشاعر، تمامًا مثل سابقيهم.
ويبقى السؤال طارحًا نفسه ومنتظرًا إجابة، هل سيتسنى لنا لقاء أي من أبطال La casa de papel على الشاشة مرة أخرى، مثل البروفيسور أو باليرمو؟ وهل سيستطيع مسلسل Berlin تحقيق نفس القدر من النجاح الذي حققته شخصيات البدل الحمراء وأقنعة دالي؟