صورتي ( ابن طولون بعيوني ) التحليل الفني للعمل في صفحة اتحاد المصورين العرب بقلم د.عبدالرحمن الزراعي
قراءات فوتوغرافية (06)
::::::::::::::::::::::::::::
الفراغ العلوي والمساحات المفتوحة:
الفراغ هو مدخل الامتلاء ووجود الهواء والضوء، ومن خلاله يفسح المجال لإظهار جماليات العناصر، وعليه فيمكن للمشاهد أن يسترسل في المشهد حين يرى الفراغ يملأ مساحة العمل نوراً وضياء، فيتسلط من خلاله دفء النور وهدوء الضوء، فيرسم الظهور على كل شيء يقابله، فيزيد من تركيزه، ويكون محل وضوح للأنظار والأبصار.
وقد أجاد المصور في توظيف الفراغات المتاحة وعمل على تعميرها عن طريق الإطار المثلثي الذي تركه فارغاً في الأعلى بحيث أصبحت الصورة متماثلة ومتوازنة، وتحمل فراغاً علوياً.
ووجود الفراغ في الأعلى جعل حركة النظر سهلة وأشعر بأريحية التنقل وفتح فراغاً في استيعاب الشعور العام للمكان الذي يبتهل الناس فيه بالدعاء والصلاة التي لا ينبغي أن يعلوها عائق ولا يصدها حاجز .
_______________
العمق والبعد الثالث:
استطاع المصور ترجمة مجال الرؤية في السطح ذي البعدين إلى مجال رؤية ذي ثلاثة أبعاد فقد لجأ إلى بعض الحيل الأدائية والدلالات البصرية المنبثقة لتحويل هذا المسطح إلى عمق فراغي، وذلك عن طريق استخدام مبنى القبة في الوسط مع وجود مقدمة وخلفية .
_____________
المنظور البصري:
المنظور هو رسوم خطية لتمثيل البعد الثالث، بحيث يتفاعل الحس البصري في إدراك الشكل كإيهامات غير حقيقية لكنها تبدو للعين واقعية.
وقد استطاع المصور أن يصنع نقطة مركزية تقود إلى وسط الصورة عن طريق المنظور البصري، فجعل منها منطقة جامعة للخطوط المتقابلة فصنع تماثلاً تناظرياً جمع فيه الخطوط المتباعدة التي من خلالها يستطيع البصر أن يتحرك مع تلك الخطوط بسلاسة ليصل إلى مركزية المنظور الذي هو محور الاهتمام ونقطة التركيز .