*ثرثرة سريعة /1/ عن مهرجان عمّان السينمائيّ الدوليّ – أوَّل فيلم/8-2023:مع ثرثرة خاطفة/2/ عن أربعة أفلام عالمية متفاوتة العناوين والمضامين؟*جائزة السوسنة السوداء: “أشكال” من إخراج يوسف الشابي (تونس)
*تنويه خاص لممثله في دور رئيسي أول: رنا خطاب عن دورها في فيلم “جحر الفئران” (مصر)
*تنويه خاص لممثله في دور رئيسي أول: ماريلين نعمان عن دورها في فيلم “أرض الوهم” (لبنان)
*جائزة السوسنة السوداء: “شظايا السماء” من إخراج عدنان بركة (المغرب)
*شاهدت حوالي عشرة أفلام في تاج مول تباعا ويوميا: وقد اعجبت بالفيلم السوري الذي يتحدث بفرادة عن اللجؤ السوري ضمن قصة مؤثرة وواقعية وبدون شيطنة معهودة للنظام كما نشاهد في معظم هذه الأفلام عادة، والفيلم يندرج تحت فئة الكوميديا السوداء ويتحدث عن أب ميكانيكي بسيط يرفض مغادرة منزله المدمر ويصر على اصلاحه، ويعيش مع زوجته وابنته الوحيدة الصبية التي لم تتزوج بعد، ونرى هواجس ومكابدات وقصة حب بريئة مع شاب مخلص، ومحاولة هروب أخيرة ضمن سياق واقعي ممتع وبلا ميلودراما وشيطنة ، ملقيا الضؤ على تداعيات الحرب السورية والمعاناة بطريقة فريدة. ثم شاهدت فيلما فلسطينيا لم يفز بأي جائزة يتحدث عن مقاومة عرب ال48 لسموم وفكر وتغول الاحتلال ،ويلقي الضؤ على بطولتهم المسكوت عنها بمقاومة الاحتلال الصهيوني ومحاولة زرع علم فلسطيني بدلا من الاسرائيلي فوق سارية مدرسة، ويكشف هواجس الفلسطينيين وطريقة عيشهم وتداعيات احلامهم ورغبتهم بمقاومة الاحتلال الكابوسي المسلط عليهم بالقهر…كما شاهدت فيلما لبنانيا صريحا (معمول عالطريقة الفرنسية الكلاسيكية) يكشف عن معاناة عائلة مارونية متنفذة وكراهية الزوجة لزوجها المفروض عليها وسعيها المفرط لاقامة مغامرة حب عابر مع فرنسي ضيف، ومعاناة الصبي ذي السبعة سنوات واكتشافه لخيانة امه، ثم هربها لبيروت في استنكار لحالتها المستعصية، ونسمع كل ذلك على خلفية حرب 1958 في بيروت مع دخول كميل شمعون لمواجهة الناصريين المؤيدين للوحدة بين سوريا ومصر حينها…الخ، ثم شاهدت فيلما مغربيا ممتعا يتحدث عن معاناة صبي مغربي عاد من فرنسا وتحمله لمكائد ورفض البيئة المحلية له ولثقافته الفرنسية وتحيز والده البسيط ضده وضد شكله المرفه مقارنة بأخيه المغربي الطلة،وكيف يتحول بسبب ذلك لمتمرد ولص صغير…الخ الا أن تهدأ الامور ويتم قبوله ويعود ثانية لفرنسا لاكمال تعليمه، كما شاهدت فيلما مصريا لافتا يتحدث عن جمعيات الخير التي تمتهن النصب بواسطة الاتصال الهاتفي مع مرشحين للتسول واستجداء الأموال التي تذهب لجيوب القائمين عليها، اللذين يضغطون على الفتيات الكادحات المحتاجات لبذل جهود كبيرة مثابرة لمعاودة الاتصال وضمان تحصيل النقود من المحسنين المضللين، ثم شاهدت فيلما شيقا وثائقيا يربط بين شظايا النيازك المتناثرة فوق البراري المغربية وسعي الفقراء لقنص بعض الأحجار الكريمة لبيعها وضمان العيش الكريم، ويربط هذا الشريط بذكاء بين نمط العيش البدوي للسكان وبين الانفجار العظيم وتكوين الكواكب وبطريقة ساحرة مع مشاهد فوتوغرافية خلابة قل مثيلها…ثم شاهدت الفيلم التونسي الفائز “أشكال” ، الذي يتحدث عن حالات حرق جنائية غامضة، ثم تتوسع لتصبح حالات حرق روحانية (سحرية) مستعصية على الفهم، ويربط ذلك بمأساة حرق البوعزيزي الذي أشعل الثورة التونسية وأجبر بن علي على الهروب حينها، وحيث اندلعت بعد ذلك ثورات ما يسمى الربيع العربي منذ اكثر من عقد من الزمان، والشريط متداخل وغامض وفيه الكثير من الالتواءآت والتداخلات واقحام الاسلامويين وغيرهم في الأحداث، وقد ناقشت الممثلة الفذة واقترحت أن يكون عنوان الفيلم : المحترقون بدلا من أشكال، كما ناقشت المخرج اللبناني واستنكرت تهور الزوجة المارونية باقدامها اللافت على مطارحة الغرام مع الشاب الفرنسي الزائر هكذا انتقاما من كراهيتها لزوجها المحب، وطبعا في الحالتين لم يقبلا وجهة نظري المخالفة والعميقة…وشاهدت مجموعة أفلام عربية قصيرة ولم يعجبني منها سوى فيلمين: يمني وعراقي، وهما يتحدثان ببساطة عن البيئة السكانية والمعاناة اليومية وحيث يستعرض المخرج اليمني المعمار اليمني الخلاب والأدراج بطريقة متابعته لطفل فقد نقوده لشراء الخبز، ثم يستعرض المخرج العراقي تداعيات الحرب العراقية الايرانية بطريقة خرافية غامضة اثناء تناول عائلة بسيطة لبطيخة كبيرة على سطح منزلهم في بغداد، ولم تعجبني بصراحة باقي الأفلام التي وجدتها مصطنعة وغير واقعية وغامضة والتي تتحدث عن الخوف من القبور ليلا ، ومواجهة افتراضية لأسد مأسور في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو لهواجس حب الموسيقى والاستعراض كما في الفيلمين اللبناني والتونسي، ولم يعجبني المخرج اللبناني الذي تشدق بالانجليزية وكأنه في لندن فيما العرض يتم في عمان، فغادرت القاعة محتجا بهدؤ وهكذا كان، اما الندم فهو يتملكني لأني رفضت نصيحة قاطع التذاكر الفهيم الذي نصحني أخيرا بمشاهدة فيلم اللد الفلسطيني والذي فاز بجائزة مرموقة، وفضلت عليه فيلما وثائقيا فرنسيا تافها يدعى لورنس العرب، وقد أخذت لحسن الحظ غفوة كبيرة خلال عرضه، وهو يتحدث أكثر عن المعاناة من الدواعش في مواقع المسيرة الممتدة جغرافيا للمدعو لورنس العرب، وكنت واهما بأن الفيلم ربما يلقي نظرة مغايرة لحياة ومأساة نهاية هذا المغامر البريطاني الجاسوس (غير التي شاهدناها في التحفة السينمائية الستينية الشهيرة)، والذي ضحك فيها علانية على الأعراب والعشائر وابن تايه و”الربع” والملك فيصل خدمة لمصالح الاستعمار البريطاني لاخراج الأتراك من المشهد الجيوسياسي حينها ونجح أيما نجاح، وقد شاهدنا آثاره الواقعية السياسية ماثلة للعيان، وقد تمثلت بهيمنة الاستعمار البريطاني على المنطقة وسايكسبيكو ووعد بلفور والتقسيم الجغرافي والانكار للوعود…الخ؟
**ثرثرة خاطفة عن أربعة أفلام عالمية : رومانسية وخيال علمي وتاريخية ورعب :قديمة وعصرية وجديدة: ذات خفايا بوليسية وسحرية شيطانية وكلاسيكية وفانتازية متكاملة ومتوازنة: