ضمن سلسلة الرحلات الفوتوغرافية للمصورين التي تقوم قصائد ضوئية بعرضها نستهلها برحلة مميزة إلى شبه القارة الهندية يأخذنا إليها فريق المصورين حسين العسكر وسعيد العمري وصالح المحسن. ويستعرض لنا المصور حسين العسكر جانبا من الرحلة فيقول:
للسفر متعة عجيبة وفوائد جمة ينشدها الناس منذ الأزل للتخفيف من ضغوط الحياة والاستجمام والاسترخاء والترفيه والتسوق والتجارة والدراسة والعلاج؛ وأهداف كثيرة يسافر الناس لتحقيقها. أما المصور الفوتوغرافي فله أهدافه وطريقته الخاصة في السفر ولكل مصور استراتيجية مختلفة تناسب طبيعته الشخصية ومزاجه الفني وميوله حول الأماكن التي يحرص على شد الرحال إليها ولكلٍ تجاربه وقصصه ونتائجه ..
فالسفر يفتح للمصور آفاقاً جديدة على الثقافات المختلفة في العالم، فتكون حافزاً له للتجديد والابتكار. ويعد السفر من الأمور الملهمة للمصور الفوتوغرافي فهو لايزال يبحث عن الأماكن المميزة والجميلة في شتى بقاع الأرض .
ونحن فريق رحلة ضوء للتصوير الفوتوغرافي حسين العسكر وسعيد العمري وصالح المحسن حرصنا على اختيار الوجهة الغنية بكل تفاصيلها بما يثري عدسة المصور ويحقق له التنوع المنشود ألا وهي دولة الهند.
بدأنا بالتخطيط للرحلة منذ وقت مبكر واخترنا المدن التي ننوي زيارتها وبحثنا في المواقع المتخصصة بالسفر والسياحة عن كل ما يخص الهند كوجهة سياحية فوتوغرافية. وما أن وطئنا أرضها حتى بدأنا نشعر برغبة عارمة في التقاط صورة لكل مايصادفنا من أشخاص وديانات وحضارات وآثار وطبيعة خضراء خلابة تأسر العين بجمالها وبريقها. وكانت انطلاقتنا من العاصمة (دلهي) إلى مدينة (آغرا) التي تحتضن المبنى التاريخي المعروف (تاج محل) ومافيه من حضارة وثقافة وما امتاز به من تصميم هندسي بارع يعتمد على التناظر في كل أجزائه والجمال في كل تفاصيله والفخامة في بنائه وزخارفه . قضينا فيه نهارنا مستمتعين بكل مافيه ثم انتقلنا إلى تصوير حياة الناس في أحياء آغرا الفقيرة وقابلنا أطفالهم وشيوخهم ورجالهم ونساءهم فلم نجد من يمنعنا من التصوير أو من يهرب من الكاميرا. ثم في اليوم الثالث غادرنا آغرا وسافرنا إلى كيرلا تلك الولاية الاستوائية الخضراء التي امتازت بجمال الطبيعة وتنوعها من جبال وسهول وشلالات وأنهار وأشجار متنوعة وقضينا فيها وقتاً ممتعاً مليئاً بأصوات غالق الكاميرا الذي يوثق كل مايراه ويلتقط زوايا المكان بإتقان وإبداع .
تصوير: سعيد العمري