حين يقف المتلقي معجبا أمام صورة فوتوغرافية لا يتخيل الظروف والمعاناة التي واجهها المصور أثناء التقاطها. تحدث للمصورين الكثير من المواقف الصعبة والطريفة والمخيفة من أجل الظفر بصورة ! وترتبط تلك المواقف بالصور ارتباطا وثيقا بما يخلّد تلك القصة التي يمكن أن يطويها النسيان لولا وجود الصور. يروي لنا المصور مالك التويجري عن موقف مرّ به وصديقاه المصوران صالح الصقعبي وأنس البريدي يقول : اجتمعنا نحن الثلاثة على الغداء وأغرانا الجو الجميل بالتخطيط لرحلة مسافتها أكثر من مئة كيلو متر؛ فذهبنا مسرعين لإحضار متاع الرحلة وانطلقنا للصحراء الساحرة للتصوير. وعند المغيب أستوقفنا جمال الغروب المهيب؛ أعجبني مكان مرتفع وأشرت لصالح الصقعبي وطلبت منه أن يصورني هناك ولما وصلت إذا بالمكان جميل جداً فصورت صورا غضب أنس البريدي مني لأنه كان يخطط لها وأنا لا أعلم ؛ وهذا يحدث كثيرا أثناء الرحلات. والحمدلله ظفرنا بثلاث صور مُرضية جداً بنفس التوقيت ونفس المكان وباختلاف جذري. وهنا أهمس للمصورين يرزقنا الله بلحظات يلزمنا اغتنامها فلا تكسل وتدع اللحظة تفوتك.

ويستطرد : بعد التصوير استوقفنا مكان جميل آخر فقمنا أنا وصالح بالتصوير وكان أنس باتتظارنا وهو يصرخ افتح السيارة؛ ولكننا لم نسمعه ولم ننتبه لأنفسنا إلا والشفق قد زال وحين عدنا للسيارة كان أنس بجانبها وقد تجمد من البرد ! حزمنا أمتعتنا استعدادا للرحيل وتفاجأنا بإطار السيارة قد تنسم! ونفخناه ولم ينتفخ فالجو بارد والهواء جاف وحاولنا قرابة ساعة لرفعه ولم نستطع وبعد محاولات بائسه يسر الله لنا رفع السيارة وتغيير الكفر والذهاب للكاميرات لإكمال تصوير النجوم. ولم نصل إلى المدينه إلا متأخرين ومنهكين وغداً لدينا دوام.

فائدة هذه التجربة:

لابد ان تواجهك بعض المعوقات فلا تيأس . وعليك بالصبر وستفرج . استغل الفرص فالفرصة لا تعود . لا تتسرع باتخاذ القرار . شاور من هم معك.

تصوير :أنس البريدي

تصوير : صالح الصقعبي