الإخراج :: أحجام ولقطات الزوايا
الأحجام والزوايا
Sizes & Anglesمقـدمـة :
تحديد المكان المناسب للكاميرا عند تصوير أية لقطة, أمر يقرره المخرج بناء على المساحة التي يراها المتفرج, ووجهة النظر التي يشاهد منها الحدث. وهو ما يزيد من الرؤية الدرامية لقصة الفيلم. ويؤدى اختيار المكان الخاطئ إلى إرباك المتفرج وتشتيته.
ولذلك على المخرج أن يسأل نفسه دائما, وفي بداية تصوير كل لقطة :
1- ما هو المكان المناسب الذي أضع فيه الكاميرا؟
2- مقدار ما يجب أن يظهر في اللقطة, وعلام تحتوى؟
وبناءا على ذلك، هناك عناصر يجب أن يحددها المخرج قبل تصوير كل لقطة :
– حجم الموضوع المراد تصويره .
–زاوية الكاميرا بالنسبة للشيء المراد تصويره : الزاوية الرأسية .
– زاوية الموضوع المراد تصويره بالنسبة للكاميرا : الزاوية الأفقية .
– زاوية الكاميرا المنحرفة .وبالتلاعب بهذه العناصر, يستطيع المخرج أن يحول انتباه المتفرج من الحركة داخل اللقطة, إلى الحركة داخل اللقطة التالية لها. وهو ما يزيد أو يقلل من الدراما, كما يؤثر على الجو العام Mood , وعلى الأسلوب Tone, وبالتالي على اللقطة المصورة نفسها.أحجام اللقطاتSubject Sizesعندما نشير إلى حجم الشيء المصور, فنحن نعنى حجم الشيء في علاقته بمساحة الصورة ككل. وهذه العلاقة هي التي تتحكم في استخدام اللقطة القريبة Close up, واللقطة المتوسطة Medium shot, واللقطة العامة Long shot. وهو ما يستخدم في لفت انتباه المتفرج للشيء المصور، أو إبعاده عنه.
اللقطـة العامة : Long shot
وهى اللقطة التي يظهر فيها حجم الشيء المصور صغيرا بالنسبة لمساحة الكادر ككل. وأحيانا يتم تسمية اللقطة العامة , باللقطة التأسيسية Establishing shot, لأنها تُستعمل في استعراض الديكور, ولتحديد أماكن الشخصيات التي يتم تصويرهم فيها. ولأن الشيء المصور في اللقطة العامة يظهر صغيرا في الحجم, يمكن أن يُستعمل أيضا في صرف انتباه المتفرج عن هذا الشيء. بل إنه يصبح مثاليا في توصيل الإحساس بعزلة الشخصية التي يتم تصويرها. وهكذا نرى أن اللقطة العامة تُضعف من سيطرة المخرج على توجيه انتباه المتفرج, بل وتقلل من تأثير الحركة عليه. ولذلك يجب على المخرج تجنب استعمال هذا الحجم عندما يكون المطلوب توصيل تفاصيل مهمة في الكادر إلى المتفرج.
اللقطـة العامة LSاللقطة القريبة : Close up
اللقطة القريبة هي الحجم العكسي تماما للقطة العامة, حيث يظهر الشيء المصور كبيرا بالنسبة لمساحة الكادر ككل, ولذا فهي عادة ما تستعمل للتأكيد على هذا الشيء المصور. وتعتبر اللقطة القريبة من أقوى الأدوات في يد المخرج, ولكن عليه ألا يستعملها بصفة متكررة، وبدون مبرر, لأن ذلك يضعف تأثيرها على المتفرج, وبذلك تفقد كثيرا من قوتها.
اللقطة القريبة CUاللقطة المتوسطة : Medium Shot
كما يتضح من الاسم, اللقطة المتوسطة medium shot, تقع بين اللقطة القريبة close up , واللقطة العامة long shot. وعادة تبنى الأفلام على التنوع في الاستخدام ما بين لقطات متوسطة , ولقطات عامة , ولقطات قريبة توجه عين المتفرج وتؤكد على الشيء المصور.
اللقطة المتوسطة MS
هناك تنويعات من اللقطة المتوسطة
اللقطة الثنائية Two shot
هى اللقطة التى تشتمل على شخصين
اللقطة الثلاثية Three shot
هى اللقطة التى تشتمل على ثلاثة أشخاص
الأحجام المختلفة :إختلفت الآراء بين السينمائيين في طريقة تقسيم وتحديد أحجام اللقطات. وإن كان التقسيم المشترك العام هو اللقطة العامة , واللقطة المتوسطة, واللقطة القريبة. إلا أن هناك أحجاما أخرى مشتركة. لذا فقد تم الاتفاق على أن جسم الإنسان هو أنسب مقياس متعارف عليه، لتحديد هذه الأحجام في جميع أنحاء العالم.
1- اللقطة البعيدة : (Extreme Long Shot (ELS
هي التي تحتوي أكبر كم من المعلومات يمكن أن تصل إلى المتفرج، حيث أنها تعرض المناظر الطبيعية ، أو مكان ما من مسافة بعيدة. وفيها يبدو الشكل صغيرا داخل الكادر . ومن الممكن معرفة إذا كان الشكل بشريا، ولكن من الصعب التمييز بين هل هو ذكر أم أنثى. ويستخدم هذا الحجم غالبا في الإفتتاحية لتقديم معالم المشهد , حيث يكون التعرف على المنظر أهم من التعرف على الشخص أو الأشخاص. فالغرض منه هو معرفة “أين” و ليس المطلوب أن نعرف “من” . وهو وسيلة للحصول على ثروة من المعلومات العامة دون تفاصيل . وتعرف هذه اللقطة أيضا باللقطة العريضة the wide shot أو بالزاوية العريضة the wide angle، لأن معظم الكادر يشغله منظر وليس شخص، وتعرف أحيانا بلقطة الجغرافيا أوالموقع .2-اللقطة العامة جدا : ( Very Long Shot (VLS
تستعمل أحيانا كلقطة تأسيسية Establishing shot في بداية مشهد ما ، لتوضيح المكان الذي يتم تصويره، ووضع كل ممثل داخله، لعدم إحداث إرباك للمتفرج في معرفة مكان كلا منهم في بقية لقطات المشهد. وفى هذا الحجم نتعرف على ملابس الشخص وجنسه . ولذلك فهو يستخدم على نطاق واسع عند الحاجة لتمييز شكل الجسم ككل بدون السمات الشخصية. ويمكننا أيضا رؤية جزء من الحركة ولكننا لا نميزها. ويظل الجزء الأعظم من الكادر متعلقا بالسمات الجغرافية والبيئية. وفي اللقطة البعيدة جدا يمكن نقل الشخص بسهولة من خلفية الكادرالى مقدمته .3- اللقطة العامة : (Long Shot (LS
وهي اللقطة التي تحوي صورة شخص بكامل هيئته، من أخمص قدمه إلى أعلي رأسه، مع جزء من المكان الذي حوله ، لذا سيظل هناك تأكيد على منطقة الخلفية والبيئة المحيطة . وبما أن الجسم الآن كبير بما يكفي للقيام بأية أفعال وحركات، فإن انتباه المتفرج يبدأ في الانجذاب له , بل ويمكن رؤية حركة الرأس بوضوح بحيث يمكن تحديد العينين ..وغالبا ما يستخدم هذا الحجم مع شخص متحرك، يمشي مثلا أو يعدو أو يحرك يديه.4-اللقطة العامة المتوسطة : (Medium Long Shot (MLS
وهي اللقطة التي تصور شخصا من ركبته حتى أعلي رأسه. وأحيانا ما تسمي باللقطة الأمريكية American Shot ، أو AS. وهى أولى اللقطات التي تقطع فيها حدود الكادر جسم الشخص المراد تصويره. ففي هذا الحجم يحيط بالشخص حيز علوي وجانبي , ويقطعه الحد السفلي للكادر إما فوق أو تحت الركبة. والاختيار بين فوق وتحت يعتمد على جنس وملابس الشخص وسرعة الحركة إن وجدت. وغالبا ما يكون العامل الحاسم مع المرأة هو طول الفستان , واذا كان الشخص ثابتا يكون الحد فوق الركبة، وإذا كان متحركا يكون تحتها. وفى هذا الحجم يكون الشخص قريب بما يكفي لتمييز طراز ملابسه وألوانها بل ويمكن تمييز درجات لون شعره وبشرته ولكن لا تظهر فيه حركة العينين بالوضوح الكافي لاستخدامها كدافع motivation للأنتقال فى مرحلة المونتاج .5-اللقطة المتوسطة : (Medium Shot (MS
هي التي تصور شخصا من وسطه حتى أعلي رأسه . حيث يقطع الحد السفلي للكادر أسفل الخصر والرسغ. وبذلك نستطيع تحديد عمر الشخصية ولون الشعر , بل من الممكن أيضا تحديد خامة الملابس. ولأننا يمكننا رؤية عيني الشخص بالكامل لذا يجذب محيط عينيه نظر المتفرج.6-اللقطة المتوسطة القريبة : (Medium Close Shot (MCS
هي اللقطة التي تصور شخصا من صدره حتى أعلي رأسه . أى أن الحد السفلي للكادر يقطع أسفل مفصل الذراع (أسفل الإبط) أو أسفل جيب الصدر بالنسبة لذكر يرتدي سترة أو بروز الصدر بالنسبة لأنثى. وتظهر تعبيرات الوجه هنا طاغية وعينا الشخص بارزتان. كما أن درجة لون بشرته يمكن تمييزها، وكذلك شكل الندوب على وجهه. ولأن العينان تقع على حدود الثلث الثاني من الكادر. يبقى لدينا مجال لحدوث شيء أو جزء من شيء لنراه فى الخلفية، كذلك يمكن رؤية تسريحة الشعر وخامته بوضوح ، وكذلك مساحيق التجميل الموضوعة على الوجه.7-اللقطة القريبة : (Close Up (CU
هي التي تصور شخصا من أكتافه حتى أعلي رأسه. أى أن الحد السفلي للكادريقطع جذع الشخص المراد تصويره، في المنطقة من فوق مفصل الذراع إلى ما أسفل الذقن، بحيث يظهر شيء من كتف الشخص . وقد يقطع الحد العلوي الرأس أو لا يقطعها، ويعتمد هذا على جنس الشخص وتسريحة شعره. ويوجه انتباه المتفرج بالتركيز على عيني وفم الشخص المراد تصويره. كما يمكن رؤية لون البشرة ونسيجها بوضوح، أما لون العينين فلا يرى بدون مكياج خاص أو إضاءة خاصة. وإذا كان الشخص المراد تصويره ذكرا فهي قد تبين حالة بشرته ، وإن كان الشخص حليقا أم لا.8-اللقطة القريبة جدا : (Very Close Up (VCU
هى التي تصور جزءا تفصيليا من اللقطة القريبة. ,وفيها يقطع الحد العلوي للكادر فوق حاجبي الشخص المراد تصويره. ويقطع الحد السفلي عادة فوق الذقن. ولذلك يمكن رؤية جلد البشرة بوضوح، بما فيها من عيوب ويصبح شعر الحاجبين بارزا ، وكذلك الجفون. ويكون التفات العينين هائلا ولذلك فأي حركة للوجه في هذا الحجم هي بالتبعية مبالغ في تضخيمها إذ تصبح غير واقعية على الشاشة. وأي حركة عموما من الشخص الذى يتم تصويره، مهما كانت طفيفة، تصبح هائلة على الشاشة. وهذه اللقطة قريبة جدا بحيث لا يمكن استخدامها سوى في المواقف العاطفية أو الشعورية، مثل مشهد حب أو عنف.9-اللقطة شديدة القرب : (Extreme Close Up (ECU
هي التي تصور جزءا صغيرا جدا من الشيء المصور، قد تصل إلى مجرد عين أو فم أو العينين أو العينين والأنف، أو الأنف والفم. والتأكيد على العينين يظهر لونها بوضوح. وعموما فإن مشاكل هذه اللقطة ربما كانت أكثر من الفرص التي تتيحها. وإن استخدمت بشكل غير سليم فإنها تضلل المتفرج، إذ تعزل جزءا من الشخص المراد تصويره كلية وقد تظهر الشخصية على أنها شريرة وعدوانية .
اللقطة شديدة القرب ECUتعدد الأحجام :
يمكن للتكوين أن يحتوي على أكثر من حجم في نفس الوقت، فمثلا يمكن أن يظهر ممثل في حجم قريب close up، بينما ممثل آخر في نفس اللقطة في حجم كبير Long shot. ويسمح هذا للمتفرج بمتابعة الأحداث في خلفية, ومقدمة الكادر في نفس الوقت. وقد استهل أورسون ويلز استخدام هذا التكنيك في فيلمه الشهير “المواطن كين” Citizen Kane.تغير الحجم :
يمكن لحجم الموضوع أن يتغير خلال اللقطة سواء بتحريك الكاميرا، أو بتحريك الموضوع نفسه، أو بتحريك الاثنين معا. فمثلا إذا كان الممثل يظهر في لقطة متوسطة Medium، يمكنه التحرك بعيدا عن الكاميرا, فينتقل إلي لقطة عامة Long shot, أو يتحرك في اتجاه الكاميرا فينتقل إلي لقطة قريبة Close up.
القطع عند الفواصل :
لابد أن يتوفر قدر كبير من التفاهم بين المخرج, ومدير التصوير علي الحدود التي تقطع فيها أضلاع الكادر جسد الممثل، وهذا هو معني “قطع الفواصل “. ومن قواعده ألا تقطع أضلاع الكادر الفواصل الرئيسية في جسد الممثل، والتي تشمل: الرقبة والخصر والركبتين والعقبين.ويجب أن يكون المخرج واعيا أن المصطلحات المستخدمة للتعبير عن الأحجام ربما تتغير من مدير تصوير لآخر. لذلك يفضل الاتفاق علي معاني هذه المصطلحات قبل بداية التصوير.
والطريقة المفضلة لتغيير حجم الموضوع الذى يتم تصويره (الممثل) هو تحريك الكاميرا في اتجاهه ، أو العكس . كما يمكن أيضا تغيير هذا الحجم بتغيير البعد البؤري للعدسة, إلا أن هذه الطريقة تؤثر في شكل الصورة من حيث عمق المنظور, وعمق المجال.
أ- عمق المنظور : Depth Perspective هو المسافة بين مقدمة الكادر وخلفيته , وعلاقة كلا منهما بالأخر كما تظهرعلي الشاشة. ويمكن التحكم فى هذه المسافة من خلال اختيار عدسة الكاميرا. فالأبعاد البؤرية الطويلة للعدسة Long Focal Length تقلل من المسافة , حيث تقوم بضغط خلفية ومقدمة الصورة معا, لتظهر المسافة التى بينهما قريبة . بينما تزيد المسافة بين المقدمة والخلفية عند استخدام الأبعاد البؤرية القصيرة Wide Focal Length لتظهر بينهما مسافة كبيرة .
عمق المنظور بإستعمال العدسة طويلة البعد البؤرى
عمق المنظور بإستعمال العدسة قصيرة البعد البؤرىكما يمكن أن يؤثرعمق المنظور على ادراك المتفرج لسرعة الحركة داخل المشهد . لتظهر الحركة بطيئة حين يكون العمق مضغوطا، أو تظهر سريعة حين يكون العمق غير مضغوطا .ب- عمق المجال : Depth of Fieldهو العمق الذي يتوقف عنده وضوح الصورة داخل الكادر. وتميل الأبعاد البؤرية القصيرة إلي زيادة هذا العمق, بينما تقلله الأبعاد البؤرية الطويلة.
عمق المجال = العمق الذي يتوقف عنده وضوح الصورةولتجنب التذبذب بين هذه التنويعات من لقطة إلي أخري، يختار مدير التصوير بعدا بؤريا واحدا ويصور به المشهد بأكمله، ويتم تحريك الكاميرا بعد ذلك للحصول علي حجم الموضوع المطلوب. صور هذه المادة مساهمة من الصديقة أمنة باسم من فلسطين .
الزوايا
Anglesتعبر زوايا التصوير عن وضع الكاميرا الأفقي ، أو الرأسي ، أو المنحرف بالنسبة للموضوع المراد تصويره . ويتمكن المخرج عن طريقها من تحديد وضع الممثل أو الموضوع المراد تصويره داخل الكادر. كما أن لها تأثيرا كبيراً على كيفية إدراك المتفرج لهذا الموضوع ولحركته .
أولا : الزاوية الرأسية : Vertical Angle
وهى زاوية الكاميرا بالنسبة للشيء المراد تصويره , وتستخـدم زاوية الكـاميرا الرأسية لإظهار مـدى سيطـرة ، وسرعـة الموضوع المصور (الممثل) داخل اللقطـة .
وأنواع اللقطات حسب زواياها الرأسية هي :1-لقطة مستوى العين : Eye- level shot
عادة ما يكون الوضع الطبيعي للكاميرا على خط واحد رأسياً مع عين الممثل ، إذا لم يكن هناك رغبة في إعطاء تأثير معين . وعندما يكون هناك أكثر من ممثل في اللقطة ، يجب أن تتوافق الزاوية الرأسية للكاميرا مع مستوى عين الممثل الذي لا يظهر في الكادر , لأن اللقطة في هذه الحالة تكون من وجهة نظره .ولأن الكاميرا في لقطة مستوى العين تكون على مسافة 170سم من مستوى الأرض ، وهو نفس مستوى عين شخص عادى ينظر إلى الشيء المصور. لذلك تعتبر الزاوية القياسية بالنسبة لباقي الزوايا .
2-لقطة الزاوية المنخفضة : Low – angle shot
هى اللقطة التي تكون فيها الكاميرا أسفل الشخص المصور لتظهره أكثر طولاً ، وجلالاً ، وقوة. كما أنها تعزز من سيطرته ، وسرعته داخل اللقطة .3-لقطة الزاوية العليا : High- angle shot
هى اللقطة التي تظهر الشخص المصور من أعلى لتقزمه ، حتى يبدو أقل من حجمه الطبيعي ، ويظهر في موقف الضعيف ، وهى بذلك تقلل من سيطرته وسرعته داخل اللقطة .ثانيا : الزاوية الأفقية :Horizontal Angle
وهى زاوية الموضوع المراد تصويره بالنسبة للكاميرا , وتستخدم الزاوية الأفقية للتحكم في العمق المراد إعطاءه للممثل.
وأنواع الزوايا الأفقية هى :
1- مواجهة : Full front face وهى تضيف تسطيحاً للصورة ، لذلك يجب تجنبها إلا إذا كان هذا التأثير مطلوباً . وهى تخلق إحساس بالحميمية عندما ينظر الممثل إلى العدسة مباشرة .
2 – ثلاثة أرباع مواجهة : ¾ Front
وتتيح زاويـة الثلاثـة أربـاع رؤية جانبين من الموضوع المصور(الممثل)، لـذلك فهي تزيد الشعـور بالعمق , وتوفـر تكويـن سينمائي أكثر قوة .
وغالباً ما يتم تصوير الممثلين بزوايا ¾ لإعطاء الإحساس بالعمق ، وإظهار سمـات الشخصية. ويجب عند تكوين زاوية ¾ مراعاة أن تكون العينان ظاهرتان ، وإلا فستبدو اللقطة غريبة في عيني المتفرج . وكلما كان الممثل قريباً من الكاميرا ، كلما زاد ذلك من تأثير اللقطة. لذا يلجأ بعض المخرجين إلى تضييق الزاوية بين الكاميرا والخط الوهمى الذي يمر بمنتصف عين الممثل ، عند القطع من لقطة متوسطة إلى لقطة قريبة .
3-جانبية : Side angle
تعطى الزاوية الجانبية للممثل ، مثلها مثل الزاوية المواجهة ، نوعا من التسطيح للصورة، لذا يجب استبعادها ، إذا لم يكن هذا الانطباع مرغوبا. لأنها تولد لدى المتفرج إحساسا بعدم الانجذاب مع الشخصية المصورة .
4- ثلاثة أرباع خلفية : Rear ¾
وهى تتيح رؤية ¼ جانب من موضوع التصوير، و3/4 من الناحية الخلفية.
5- خلفية : Full rear
وهى زاوية خلفية تُظهر الجانب الخلفي تماما من موضوع التصوير.
ثالثا : زاوية الكاميرا المنحرفة : Oblique angle
يمكن الحصول على الزاوية المنحرفة عن طريق إمالة الكاميرا نفسها ، فتظهر الصورة مائلة هى الأخرى داخل الكادر, وتبدو لعين المتفرج في هذه الحالة بصورة غير طبيعية . لذلك يمكن استخدامها مثلا للتعبير عن حالة غير طبيعية تمر بها الشخصية .
اللقطة السينمائية: نشأتها وتعريفها وخصائصها
يعمل صُنَّاع الأفلام والسينما على تقديم وجبة دسمة تحترم عقل المشاهد وتناقش مشكلاته وهمومه وهموم مجتمعه، وتُسلِّط الضوء على نقاط الضعف عند الإنسان والأمور التي نخجل أن نبوح بها أمام المرآة؛ مما يجعل السينما عيننا ومرآتنا وترجمة أفكارنا على شكل مشهد سينمائي بصري عالي الجودة ورفيع المستوى.
تعريف اللقطة:
هي مشهد أو منظر يظهر نتيجة القيام بالتصوير الضوئي، وهي ذات تعريف مُوحَّد في كل المجالات الأدبية، ويبدأ تحديد المدة الزمنية أو لحظة انطلاق اللقطة بدءاً من اللحظة التي تُدوَّر فيها عدسة الكاميرا إلى وضع معيَّن أو حالة معيَّنة إلى أن تتوقف.
تتباين اللقطات المصوَّرة من حيث الطول ومن حيث الحجم، وتُشكِّل هذه اللقطات المتنوعة بمجموعها مشهداً واحداً أو موقفاً واحداً يتَّحد مع مجموعة من المشاهد ليشكلوا سياق شريط القصة السينمائية.
تعريف اللقطة السينمائية:
تشكِّل وحدة اللغة السينمائية، ويُقصد بها جزء من الفيلم السينمائي يُصوَّر مرة واحدة؛ وذلك انطلاقاً من اللحظة التي يدور فيها محرِّك الكاميرا حتى تتوقف عن الدوران في كل مرة، ويتحدَّد زمن وعدد مرات وقوفها ودورانها تبعاً لتعليمات مخرج الفيلم الذي يكون بمنزلة رب العمل.
من تراكم عدد معيَّن من اللقطات السينمائية يتكوَّن لدينا ما يُسمى بالمشهد السينمائي، ومن تراكم عدد معيَّن من المشاهد السينمائية يتكون لدينا ما يُسمى بالفيلم السينمائي.
خصائص اللقطة السينمائية:
- إنَّ الفيلم المتوسط في طوله المُقتبس عن رواية ويعتمد السينما الناطقة، يبلغ عدد اللقطات فيه من 500 إلى 1000 لقطة.
- تستغرق اللقطة الواحدة على المدى المتوسط بحدود 10 ثوانٍ.
- بناءً على تلك الحسابات، إذا استمرَّ الفيلم وسطياً لمدة 100 دقيقة أي ساعة وثلث، فإنَّه يضم عدداً من اللقطات بحدود 600 لقطة.
- في الأفلام التي يسودها إيقاع بطيء وغير متسارع وحوارات مكثفة وسيناريو طويل، يمكن أن ينخفض عدد اللقطات عن المعدل الطبيعي.
- كما يمكن أن يزيد عدد اللقطات عن معدلها الطبيعي في الأفلام التي يسودها الإيقاع السريع كأفلام المطاردات والأكشن والحركة والسرقة وغيرها.
نشأة اللقطة السينمائية:
لو أردنا أن نتحدَّث عن أول لقطة صُوِّرَت في تاريخ السينما، فذلك يعني أنَّنا سنعود عقوداً؛ لا بل قروناً إلى الوراء فنجد أنفسنا نقلب أشرطة السينما الصامتة، ففي السينما الصامتة تكون اللقطة السينمائية تعبيرية وبصرية في آن معاً، قبل أن يجتاح السينما عنصر الصوت، ومن ذلك التعبير بالحوار والكلمات؛ أي قبل أن تصبح سينما ناطقةً؛ وذلك نظراً لأنَّ العامل المسيطر سابقاً هو الصورة والإيحاءات الحركية فقط.
إنَّ عصر السينما الصامتة يُعَدُّ من أكثر العصور التي تميَّزت بالإبداع السينمائي الباذخ الجمال، الذي يجمع ما بين البساطة والحرفية في الأداء دون وجود تعقيدات، والتكنولوجيا وحداثة العصر.
ما هي أحجام اللقطة السينمائية؟
1. اللقطة الثنائية:
تُعَدُّ هذه اللقطة من أكثر أنواع اللقطات السينمائية المتوسطة إثارةً للجدل والاهتمام، وتعتمد على وقوف ممثلَين اثنين فقط أمام الكاميرا قبالة بعضهما بعضاً مع سيناريو وحوار ثنائي يدور بين الشخصيتين، وقد ذاع صيت اللقطة الثنائية وانتشرت بكثرة في المسلسلات الأجنبية؛ إذ نشرها ممثلون أوروبيون؛ لذا تُسمى اللقطة الثنائية باللقطة الأمريكية.
2. اللقطة المتوسطة:
تُعَدُّ من أكثر اللقطات شيوعاً واستخداماً في الأفلام السينمائية، وتعتمد على إظهار جسد الممثل ابتداءً من أسفل الخصر وصولاً إلى أعلى الرأس، بالإضافة إلى بضعة سنتيمترات من الفراغ، وتصنَّف اللقطة المتوسطة على أنَّها لقطة للموضوع، وتضم ثلاثة ممثلين بكل سهولة وتجمعهم في صورة واحدة أو ضمن إطار واحد، وهذه السهولة أو الإمكانية تعتمد على براعة وذكاء المخرج، وحسن إدارة عدسة الكاميرا، وتوجيهها بالاتجاه السليم بخفة وذكاء.
من ميزات اللقطة المتوسطة أنَّها تُمكِّننا من الحصول على ما يسمى اصطدام أو صراع درامي؛ وذلك لأنَّها تُظهِر وبشكل واضح وجلي تعابير وعضلات الوجه، وحركات وإيماءات الجسد، والحالات الانفعالية والدرامية للممثل.
3. اللقطة القريبة:
تشكِّل اللقطة القريبة إحدى الأشياء التي ابتكرتها وتفردت بها السينما عن غيرها كوسيلة للتعبير وترجمة الأفكار والمشاعر، وتُختار وجوه الممثلين مع أشياء صغيرة وحركات دقيقة، بالإضافة إلى إبراز تعابير وجههم وتقريب صورتهم إلى المتفرج؛ إذ يتفاعل مع أداء الممثل وينسجم مع الشخصية.
تشكِّل اللقطة القريبة وسيلة لدمج المتفرج مع تفاصيل المشهد والتركيز في وجوه الشخصيات، وتكبير صورتهم، والتركيز في الأحداث والحوارات، وإهمال الأشياء الصغيرة التي قد لا تبدو هامة في اللقطة؛ وذلك عن طريق تصغيرها بعدسة الكاميرا أو إظهار جزء صغير منها فقط.
4. اللقطة البعيدة:
تسمى اللقطة العامة، وفيها تُصوَّر مجموعة من الأشخاص منهم ممثلين ومنهم كومبارس مع عدة أشياء من الكائنات الموجودة حولهم، وتظهر تفاصيل الحركة في المكان، حتى الأشخاص البعيدين في الصورة يبدون بكامل أجسادهم وحركتهم طبيعية.
في الحقيقة إنَّ دخول الممثلين إلى المشهد أو المنظر وخروجهم منه يتم فقط من خلال اللقطات البعيدة دون غيرها من اللقطات، كما تفيد اللقطات البعيدة في تحديد أحجام المناظر أو المشاهد وإعطاء كل شخصية سواء كان ممثلاً أو كومبارس بُعده وحجمه وموقعه المناسب.
5. اللقطة الواسعة:
هي اللقطة التي يُصوَّر فيها ويُظهَر الشخص بكامل هيئته وجسده؛ أي تحديداً من أخمص قدمه حتى أعلى رأسه مع إظهار جزء كبير وواضح من المنظر الطبيعي المحيط به، وحركة المارة أو الناس والموجودات من حوله.
6. اللقطة المصاحبة:
تُصوَّر هذه اللقطة بوضع آلة التصوير بينما المصور فوق عربة متحركة تبقى مواكبة لحركة الممثل وأدائه، وتبقى الكاميرا أي آلة التصوير طوال فترة حركة العربة ثابتة؛ أي لا تتوقف عن التقاط الصورة.
7. اللقطة الاعتراضية:
هي عبارة عن لقطة كبيرة أو متوسطة الحجم، يمتد حجمها على كامل مساحة سطح شاشة العرض وتعترض السياق السينمائي، ينحصر مكانها بين لقطتين، والغرض من تصويرها إيضاح ماهية شيء ما قد ظهر بعيداً في اللقطة السابقة، مثل باقة أزهار أو فقرة هامة أو إعلان أو ما شابه ذلك.
وتفيد في التوضيح والتبيين، وإخفاء أو تغطية عيوب الترابط والتشابك بين ما يسمى اللقطة وما يسمى المشهد.
تعريف الكاميرا السينمائية:
هي أداة يستخدمها صانعو الأفلام السينمائية لتسجيل الحركة وتصويرها وتوثيقها، كما أنَّها الآلة التي من خلالها يتمكَّن المصور أو المخرج من إنشاء أو بناء الصورة التي تكمن داخل شريط الفيلم السينمائي، وتعرَف العدسة بأنَّها العين التي تبصر من خلالها الكاميرا المناظر والأشياء والأشخاص.
تختلف عين الكاميرا عن العين البشرية بأنَّها لا تختار ما تحب أن تشاهده وترصده؛ وإنَّما بخلاف ذلك تماماً؛ فهي ترصد كل الأشياء وتشاهدها بنفس الأبعاد والأحجام والتركيز، وهنا يأتي دور المصور البارع في انتقاء واختيار ما يريده المتفرجون فقط من مناظر وشخصيات وأشياء داخلة في نص وحبكة الفيلم السينمائي، وعدم إقحام عناصر غير مطلوبة أو ليست هامة بالنسبة إلى المتفرج أو المشاهد.
مع تطور أدوات السينما بصيغها العديدة، استطاع المصور البارع أن يتمكن من مهنة التصوير، والتقاط الصور بحرفيَّة عالية، وانتقاء العناصر التي يرغب فيها المتفرج.
ما هي آلية عمل الكاميرا السينمائية؟
توجد ملاحظة هامة وهي أنَّ حركة الفيلم المتقطعة التي تجري داخل الكاميرا السينمائية، تشكِّل أهم النقاط التي تميز كاميرا التصوير السينمائي عن كاميرا التصوير الفوتوغرافي، فبعد أن تلتقط الكاميرا أيَّة صورة يبدأ الفيلم بالحركة أمام الشباك؛ وذلك لمسافة تكافئ ارتفاع هذه الصورة التي التُقِطت؛ وهذا ما يُسمى بالمصطلح السينمائي الكادر، ضمن هذا المضمار يتحرك ما يسمى بالغالق، وتكمن وظيفته بحجب الضوء ومنع وصوله إلى الفيلم، وعندما يستقر الكادر التالي ولا يتحرك أمام فتحة العدسة عندها ينفتح الغالق ليلتقط شعاع الضوء.
هكذا يستمر الفيلم متابعاً عجلة حركته المتقطعة في التقاط الصور وتجميعها على شكل لقطات، ويسجل كل لقطة على صورة ثابتة منفصلة وغير متصلة انطلاقاً من مفهوم صفاء الرؤية، ولأجل أن يبقى الفيلم ثابتاً في اللحظة التي يُعرَض فيها الكادر الواحد للضوء؛ عندها يتحرك الفيلم بسرعة ليذهب الكادر السابق ويأتي الكادر اللاحق لتتكرر نفس العملية عدة مرات وهكذا دواليك.
فنحن بصفتنا صانعي أفلام، نشعر بأنَّنا بحاجة دوماً إلى هذه الحركة المتقطعة في بعض أجزاء كاميرا تصوير السينما، وهذا لا ينفي أبداً أنَّنا من جهة أخرى، بحاجة ملحة إلى توفير حركة متصلة في الأجزاء الأخرى من الكاميرا ليستمر الفيلم، وتستند نظرية الحركة المتقطعة للفيلم السينمائي إلى وجود خطاف يسحب الفيلم نحو الأسفل بالإضافة إلى لوح ومعه ضاغط.
في الختام:
إنَّ اللقطة السينمائية جزء لا يتجزأ من أي فيلم سينمائي، وحالة استثنائية توحِّد الفيلم والحالة السينمائية ككل، وقد أبدعت السينما في ابتكار لقطات متنوعة بالأحجام والخصائص، وتبقى رؤية المخرج هي التي تطغى على العمل ككل.
باختصار إنَّ السينما حالة رهيبة من التكثيف والمتعة في الأداء، وعلى مر السنين، حاولت عدسة السينما الاقتراب من الواقع، فصوَّرته، ونقلته وقاربته، وألقت الضوء على نقاط الخلل والقوة في المجتمع، وناقشت قضايا إنسانية بحتة، وحملت هموم الإنسان؛ فكانت هادفة تسمو إلى خدمة الإنسان والارتقاء بإنسانيته وعقله وتفكيره.