لقاء خاص مع الفنان علي المبارك
حين يتحدث نسمع حفيف النخيل /نشم رائحة الأرض نرى الحياة بلون الشمس .. نتعلم منه كيف هي لغة الكاميرا.. نسترسل في تتبع خطواته الواثقة تلك التي صنعت منه فناناً / مبدعاً في تخصصه .. يرسم ملامح الأشياء بطريقة غاية في التميز يحيكها داخل مربع الصورة .. فنحياها تماماً كـما التفاصيل الصغيرة.. أنه ضيف حوارنا الفنان المصور / علي المبارك و الذي خص به منتدى التصوير الضوئي في جسد الثقافة
• بعيداً عن التصوير .. عن دائرة الحياة .. ومحيط العمل .. من هو علي المبارك .. ؟
شخص عادي يحب الحركه والعمل ويكره الخمول ووقت الفراغ.
• لكلّ منّا مشوار .. يخطو به خطوته الأولى في سبيل .. الألف ميل .. أين تلقى علي المبارك .. بودار خطواته في التعليم؟ و كيف وصلت إلى خطوة “أول من ابتعث إلى خارج المملكة لدراسة التصوير الفوتوغرافي”؟
بعد التخرج من الثانوية العامه لم تكن الرؤيه عندي قد أتضحت ولم أحدد مسار حياتي ولكني وجدت نفسي مشدوداً للكاميرا بطريقه عجيبه ولم يكن معلوماً وقتها كيف ممكن أن يكون التصوير له مستقبل في حياة أي أنسان ولهذا إتجهت لدراسة الهندسه المعمارية ولكن من الوقت وجدت نفسي مشدوداً أكثر وأكثر للتصوير وقررت أن أفصل من الجامعة ( سنه ثانيه ) والتحقت بأرامكو ومنها حصلت على بعثة لأمريكا لدراسة التصوير الفوتوغرافي .
• وهل تعتبر أن احتراف التّصوير .. كان قراراً جريئاً.. اتخذه علي المبارك ..في ضلّ عدم انتشاره الواسع في المملكة .. ؟
نعم فلم يكن مألوفاً التخصص في هذا المجال ولم تكن الرؤيه واضحه عن مستقبل هذا العلم في حياتنا .
• الشجرة العملاقة .. ذات يوم كانت بذرة ..أُعتنى بها .. فأفاضت بعذب ثمارها .. كذلك الموهوب .. وملامح لهفة الحُلم وتحقيقه.. تظل طاغية عليه .. حتى يتمكن منه .. علي المبارك .. متى بدت عليك تلك الملامح .. ولماذا التصوير بالذات
وهل لنا أن نتمتع بـ أول ثمره .. جنيتها ..؟ أخبرنا قليلا عنها .. !
بدأت الرغبه في تعلم التصوير متأخر نوعا ما لم تكن هناك كاميرات منتشره ولم أضع يدي على كاميرا قبل سنه ثالث ثانوي فقد كانت كاميرا فوريه وكنت ما أن رأيت أول صوره تتبلور أمامي حتى تملكني الدهشه والنشوه والسعاده العارمه فإنجذبت للتصوير من يومها حتى الآن .
• دائماً لـ “أول شئ” مشاعر مختلفة .. تظل عالقة في الذاكرة .. أول كاميرا امتلكتها لنفسك ما كانت؟ و هل لا زلت تحلم بنوع كاميرا معين؟
أول كاميرا كانت فوريه من شركه بولارويد وليس لي ولاء بكاميرا معينه فهي أداة للوصول إلى فن مميز وصوره جيده وليست غايه ولكني أبحث دائماً عن الأحدث .
• احتواء الحسّ المبدع .. و الايحاء الذي تكتنفه هذه المواهب المبدعة ربما لها أصل بالبيئة التي تُعاشها .. كيف يصور علي المبارك منطقته .. ؟
ولدت في الأحساء وعشت طفولتي في المنطقة المحايده وكنت في أيام العطله الصيفيه أزور الأحساء مع عائلتي وأقضي أجمل أيام عطلتي بين نخيل قرية الطرف وبين جمال طبيعتها .
• أحياناً .. تتملّك الغبطة نفس الانسان .. فـعندما يرى شي يُبهره .. يلاقي استحانه .. يفتخر بصاحب ذلك العمل .. ويُداخله شعور .. أن ينتج كـ هكذا عمل متى لامست الغبطة نفسك عند مشاهدتك لـ صورة ما .. وهل لنا برؤية ذلك العمل “إن كان متوفراً”؟
ليس لدي مثل معين من عادتي أن أتفحص أي صوره جميله تقع عيني عليها واستمتع بجمالها وأحاول دراسة تقنيتها .
• هُناك درجات لكلّ شئ .. وأولويات .. تُحدد في حياة كُلّ إنسان .. في حياة علي المبارك .. هل التصوير يحتل أولوياتك ..؟ وماذا يتدرّج في الدرجة الثانية من ابداعاتك بعد التصوير ..؟
نعم أنا اتنفس واعيش التصوير واستمتع به وأحاول كل جهدي أن لا أهمل الأمور الأخرى الضروريه في الحياة .
• لـ نبحر في عالم الصورة ؟؟ ذات الأربع زوايا .. أخبرنا قليلاً .. عماهي أهم الملامح التي يحرص علي المبارك على أن تحتويها صورته .. ؟ وأهم الملامح .. التي لها أولوية البروز .. واختفاء الأخرى ..؟ وهل للألوان .. حسابات معاك .. ؟
تحديد موضوع الصوره وإعطائه حيز كبير ووزن عناصرها وتركيز الوضوح على الموضوع مع أستخدام جذابه وناصعه كلها تصب في حزمة وإبراز الموضوع وبهذا لاتشتت عين المشاهد هنا وهناك بل يكون تركيزه على ما أرت أن أبرزه فقط .
• يُقال دائماً .. أن نقش الأماني .. يبدأ بـ عزيمة على تعدّي كل الصعاب .التي تُسهب في مزج التعب والقلق على الجبين .. وإلاّ .. لن يكون ذلك الشخص .. ذو أماني .. ! ويُقال أيضاً .. قال بأن من لا يستطيع ان ( يحمض ويطبع ) افلامه بنفسه ليس بمصور .. ! هل بـ رأيك أن نتيجة المقولة الأولى .. تنطبق تماماً على الثانية .. ؟
لا أرى علاقة بين الاثنين فصحيح أن تحقيق الأماني يحتاج إلى عزيمه قويه ولكن ليس شرطاً في نجاح المصور معرفه تقنيات التحميض والطباعه أو برامج الفوتوشوب مثلاً . نعم كلما كان ملماً بهذه الأمور كلما أمكنه من أتقان عمله .
• بدأ التلفاز .. بمحو صدارة الراديو .. وتدرّج الكومبيوتر إلى نفض آثار أوراق الحسابات ..
ودفاتر الإيرادات .. والصادرات .. ! هل في رأيك .. سـ يزحف الديجيتال .. لـ إبعاد هيمنة كاميرا الفيلم .. ؟ وماذا يفضل علي المبارك منهما .. ؟
نعم هذا ما أراه واضحاً فتقنية الديجيتال تتطور سريعاً وأسعارها تنخفض يوماً بعد يوم وإمكانياتها تفوق كثيراً إمكانية تقنية الأفلام هذه نتيجه حتميه وواضحه .
• في تعمّق أكبر .. و نظرة مستقبلية أوسع .. كيف ترى التصوير التجاري والصناعي هاهنا في المملكة كمهنة.. وكيف تنظر إليها بعد 20 سنة..؟
أرى أن له مستقبل جيد ومهم فالمملكه حباها الله بكثرة مصانعها وشركاتها مقارنه بباقي الدول العربيه ووعي أصحاب رؤوس الأموال بأهمية التصوير التجاري يزداد والطلب على الإعلان يزداد أيضاً و من هنا أدعو الأخوه هواة التصوير أن ينتبهوا لهذه النقطه ويستعدوا لها وأن يطوروا من أنفسهم لكي يصلوا إلى المستوى الاحترافي الجيد فيفيدوا أنفسهم و بلدهم إن شاء الله .
• برأيك .. هل تقبل المجتمع السعودي فكرة التصوير كمهنة؟ وهل تعاني من صعوبات أثناء التصوير بين أفراده؟
لا ، حتى الآن و للأسف المجتمع يجهل هذه المهنه و لا يوليها إهتمام مما يجعل مهمتنا صعبه و لكني أحب التحدي .
• بالحديث عن القطيف و مملكة التصوير .. حتى الآن.. تعتبر جماعة القطيف أكثر الجماعات و البيوت نشاطاً واحترافية.. هل من سبب معين وراء ذلك؟ وباعتقادك هل سيستمر وضع الجمعيات هكذا طويلاً؟ و كيف السبيل إلى التصحيح؟
نجاح الجماعات تعتمد على نشاط أعضاءها و إخلاصهم للجماعه و جماعة القطيف نموذج جيد يحتذى به، أرجو لهم الأستمرار و التطور للأفضل إن شاء الله .
• عالم التّصوير .. عالم ساحر .. يفتن قلوب الكثيرين .. الى احتراف هذا المجال و التخصص فيه .. و مع التحاق العديد به الا إننا مازلنا نعاني من ندرة الدورات المتخصصة في التصوير
الفوتوغرافي.. ما السبب؟
عدد المصورين المحترفين قليل و غالبيتهم غير متفرغين لمهنة التصوير كما أن إعقاد الندوات يتطلب مهاره و معرفة فكلما كثر عدد المصورين المحترفين كلما أتاح الفرصه لإقامه دورات متخصصه في هذا المجال .
• كلمة أخيرة .. تودّ أن تختتم بها هذا الحديث الممتع .. والذي وددنا لو يطول ؟
أشكر لكم إتاحة الفرصه لي و أرجو أن أكون قد أفدت أخواني الهواه و أهيب بأخواني المصورين بمساعدة أخواننا الهواه و المبتدئين و عدم البخل في أعطاء أي معلومة قد تفيدهم وترفع من مستواهم و لكم مني جزيل الشكر
……………………………
إعداد الزميلة : rayoof
و نشكر الزميل ( الغواص ) على مساعدته في تنفيذ هذا اللقاء.
09/04/2012 – وسط حضور كبير من قبل المصورين والمصورات بالمنطقة بلغ الـ 75 مصوراً من الرجال و 37 من النساء، عرض الأستاذ علي المبارك فنيات الرسم بالضوء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــللمزيد من الصور :
http://almoofta7.com/vb/showthread.php?p=290404#post290404