تصوير الأطفال يمكن أن تكون تجربة رائعة بشكل لا يصدق كما أنها صعبة في آن واحد. فالطفل دوما يعبر عن عفويته الغير محدودة بكل حرية متحررا من أية قيود يمكن أن تقف في طريقه أثناء وقوفه أمام الكاميرا. فعندما تطلب من أي طفل النظر للكاميرا قصد أن تلتقط له صورة معينة لن تستغرب أكيد من بعض تصرفاته الغريبة والمرحة في نفس الوقت، إما بإظهار بعض القسمات الغير مؤلوفة على وجهه، إخراج لسانه وغيرها من التصرفات الأخرى… لكن الشيء الوحيد المؤكد من تصويرك للأطفال هو أنك تستحصل بلا أدنى شك على بعض الصور الرائعة والجملية التي يمكنها أن تضيف عنصر آخر إلى محفظة التصوير الخاصة بك.

فيما يلي أعرض عليك بعض النصائح البسيطة لتصوير الأطفال:

لا تقم بتصوير أي طفل بدون أن تستأذن والديه أو ولي أمره. قد يطرحون عليك بعض الأسئلة، مثل: لماذا تريد تصويره؟ وماذا ستفعل بهذه الصور؟ هل يمكنك أن ترسل لنا نسخة على البريد الإلكتروني للإحتفاظ بها؟ هذا الأمر بديهي جدا، لأنك في المقام الأول تعتبر غريب عن عالم الطفل الذي أنت بصدد الإقبال على تصويره، فمن حق والديه أن يعرفا بعض المعلومات عنك أيضا. بعض المصورين يحملون معهم إستمارة الإستأذان يوقع عليها أحد أولياء أمور الطفل. لو قوبل طلبك بالرفض لا تنزعج بل إبتسم في وجههم وعد أدراجك للبحث عن طفل آخر تصوره. يجب أن تكون كل تصرفاتك وتعاملك إحترافية ومهنية حتى لو كنت مصور هاوي.

إذا كنت حقا ترغب في الحصول على صور رائعة ومثالية للأطفال، عليك بالنزول إلى مستواهم، ما أقصد به هو ألا تصورهم من الأعلى بل حاول أن تكون عدسة الكاميرا الخاصة بك في مستوى عيونهم. هذه الطريقة لن تسمح لك برؤية العالم بعيونهم فقط بل ستضمن لك إلتقاط صور حميمية وطبيعية. لو كنت تستخدم عدسة ذات فتحة واسعة ستتمكن من عزل الخلفية بشكل كبير والتركيز بحدة أكبر على وجه الطفل من أجل جذب إنتباه المُشاهد وعدم إتاحة الفرصة له لصرف نظره على الهدف الأساسي من الصورة، ألا وهو وجه الطفل.

أصعب شيء في تصوير الأطفال هو عدم ثباتهم وإستقرارهم في مكان آحد. فالطفل دائم الحركة ناذرا ما ستجده مركز على شيء معين. لذلك عليك أن تتحلى بالصبر الكافي لإستغلال اللحظة المناسبة التي ستسمح لك بإلتقاط الصورة المثالية. ما يزيد الأمر تعقيدا هو تصوير مجموعة من الأطفال في نفس المكان، تكاد تكون المهمة مستحيلة، لكن تعاملك بذكاء مع محيطهم سيساعدك على إلتقاط بعض الصور الرائعة. بعض المصورين يقومون السماح للأطفال للإطلاع على الصور التي يلتقطونها لهم كي يزرعوا فيه روح الفضول والرغبة في إلتقاط صور آخرى، إستغل هذا المعطى لصالحك أنت أيضا.

تصوير الأطفال في حركة مثلا أثناء لعبهم يتطلب منك أن ترفع من سرعة غالق الكاميرا الخاصة بك من أجل تحقيق رغبتك في تجميد حركتهم بشكل سلس. تصوير طفل يلعب سيعطيك فرصة الحصول على صور طبيعية جدا دون حاجتك لتطلب منه بأن يقوم بوضعية معينة. أغلب المصورين ينصحون بأن تكون سرعة الغالق 1/200 من الثانية أو أكبر. بهذا يمكنك أن تتجنب ظهور التأثير الضبابي على الصور الحركية، في بعض الأحيان قد تحتاج أيضا إستخدام الفلاش.

عالم الطفل كبير وشاسع لا يعترف بالحدود أبدا، حيث عليك أن تضع الطفل في سياق خاص بمحيطه، الشيء الذي سيعطي للمشهد إحساسا معين يراه الطفل ويشعر به تماما. مثلا جعل الطفل يمشيء في غابة بين الأشجار الكبيرة والعالية سيعطي للصورة جمالية فريدة من نوعها حيث أنه سيظهر أصغر عنصر في المشهد ما يعطي للصورة النهائية شساعة أكبر ويحررها من حدودها.

حان دورك الآن في حمل الكاميرا والبحث عن تطبيق هذه النصائح من أجل الحصول على صور رائعة ومميزة جدا. أكيد العمل الشاق الذي ستنجزه أثناء تصويرك لطفل ما سيمنحك فرصة الإستمتاع بصور جميلة للغاية