منذ نحو عام، رحل الكاتب الكولومبي الشهير عن العالم غابرييل غارسيا ماركيز، يكتب الكثيرون عنه الحكايات، لكن أن أسراره لم تكشف كلها بعد.
وكشف ابن إحدى أخوات ماركيز لجريدة “إيه بي سي” الإسبانية، أن هناك أسراراً كثيرة لم يعرفها أحد عن الكاتب الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1982، وفيما يلي ننشر بعضاً منها:
السر الأول
منذ 15 عاماً، عندما علم الكاتب الكولومبي أنه مصاب بسرطان في الغدد الليمفاوية، قرر أن يحسم كل ما يتعلق بميراثه الأدبي، أين يستقر ومع من.
وقال إليخيو توريس غارسيا، ابن ريتا الأخت السابعة لماركيز: “كان كاتب نوبل يعرف أن أرشيفه من مسودات ومخطوطات، لو بقى هنا في كولومبيا، سيتعرض لخطر الضياع والإهمال”.
وأشار إليخيو إلى الكنز الذي بيع بمليوني دولار إلى مركز هاري رانسوم بجامعة تكساس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو الأرشيف الذي يضم 40 صندوقاً يحتوي 50 عاماً من الأسرار الأدبية، بالإضافة إلى 10 كتب، كذلك مخطوط روايته الأشهر “مائة عام من العزلة” المكتوبة عام 1967.
وأكد إليخيو أن لا المكسيك ولا كولومبيا كانا سعيدين بإرسال أرشيف ماركيز إلى الولايات المتحدة، فالمكسيك الذي احتضنته ومنحته المواطنة، وكولمبيا مسقط رأسه وأرض شبابه، فيما لم تكن أمريكا شيئاً بالنسبة إليه، مضيفاً أن ذلك “أثار استياء البلدين”.
ولكن لماذا باع أبناء ماركيز هذا الكنز إلى بلد لم يمنحه حتى تأشيرة الدخول بسبب علاقاته بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو وتأييده التام للحركات الثورية اليسارية، يجيب إليخيو أن: “غابو أوصى أن يباع أرشيفه لجامعة تكساس منذ 15 عاماً، ولم يفصح عن ذلك لأن أكثر من يهمه في الحياة هم أصدقاؤه”.
السر الثاني
كان غابو مصاباً بفوبيا الطيران، وذات ظهيرة، منذ أكثر من عقدين، كان على وشك ركوب طائرة، فأودع ابن اخته المسودة الأولى لرواية “الجنرال في متاهته”، وهو العمل الذي تناول فيه الأيام الأخيرة لمحرر أمريكا اللاتينية سيمون بوليفار.
حينها قال غابو لإليخيو:”عندما أركب الطائرة للمكسيك، مزق هذا المخطوط”، قرأ إليخيو المخطوط سريعاً ولم يمزقه يومها، لأن ماركيز لم يمت طائراً، بل مات في سريره في 17 أبريل 2014، في سن 87، مثله مثل شخصياته أورسولا إجواران وخويبس سانتو، لذلك، إليخيو مزق المسودة الأولى منذ عام فقط”.
“هنا لا أحد يبكي”
مات غابو بجانب الذين أحبهم، والآن نعرف كيف حدث ذلك، إذ حكى المصور غييرمو أنجلو، صديق غابو، للصحفية سيلبانا باتيرنوسترو، مؤلفة كتاب “عزلة وصحبة: صورة غابرييل غارسيا ماركيز المنتشرة”، قائلاً: “ركبت الطائرة، ووصلت إلى بيته بالمكسيك في الواحدة والربع مساء، مات غابو الساعة 12:08 بالضبط، وقال لي ابنه الأكبر رودريغو، ما أجمل مجيئك، كلما كنا أكبر عدداً وداعه أفضل، ثم كنت الوحيد من خارج العائلة من رأى غابو الميت، كان جميلاً جداً وتكسوه السكينة، قبّلته قبلة الوداع في خده، لقد انطفأ الضجيج الذي كان مثاراً حتى موته، وقبل أن نخرج، قالت لنا مرسيدس، زوجته: هنا لا أحد يبكي”.
وفي مفاجأة جديدة، أعلن خايمي جارسيا ماركيز، الأخ الثامن لماركيز، أنه يؤسس لإنشاء “المركز الثقافي غارسيا ماركيز”، الذي سيقوم على الذكريات التي تحتفظ بها عائلته، في بيت غابو.