22 مصوراً عالمياً يلتقطون صوراً لمعالم الحمراء التاريخية
الحمراء – عبدالله العبري –
قام فريق من المصورين المحترفين العالميين بزيارة لولاية الحمراء لتصوير المعالم التاريخية والمناظر الطبيعية والعادات والتقاليد التي تتميز بها هذه الولاية وذلك بقيادة المصور الفوتوغرافي مجدي آل نصر من المملكة العربية السعودية ويتكون الفريق من أكثر من 22 مصوراً عالمياً محترفاً وقد اختاروا هذه الولاية لينقلوا للعالم بعدساتهم طبيعة الجميلة وتكوينها الذي يمتزج بين الجبال العالية والأودية الخصبة والمساحات الزراعية والمدرجات الزراعية التي أبدع في صنعها المواطن في الزمن الماضي إلى جانب تراثها وتاريخها العريق وقد استمر الفريق في تصوير تلك المعالم ثلاثة أيام وقد نظم بيت الصفاة الأثري السياحي فعاليات تراثية خاصة نابعة من حياة الإنسان في الحارة القديمة من هذه الولاية بصفة عامة، وفي بيت الصفاة بصفة خاصة وذلك من أجل إبراز دورها عبر القرون الماضية بالصور الاحترافية.ومن بين تلك الفعاليات استعراض فن الرزحة لفرقة شباب الحمراء للفنون التقليدية مصحوبة بفرقة السيف والعازي وفرقة الطبل وفرقة التعيوطة كما قام المصورون بتصوير أوجه الحياة القديمة التي عاشها الإنسان القديم من خلال ممارستها على الطبيعة في بيت الصفاة مثل إعداد الوجبات الغذائية التقليدية على الأواني القديمة والموقد القديم المصنوع من الطوب والطين باستخدام نار الحطب وبعض الصناعات الحرفية التي تمارس من قبل الرجال والنساء مثل: أعمال الغزل والنسيج وصناعة الخزف واستخلاص ماء الورد وزيت الشوع والأدوات التجميلية التي كانت النساء تستخدمها في الماضي، وقد أعجب فريق التصوير بما شاهدوه من ممارسة العمانيين للعادات والتقليد والمحافظة عليه كما قام المصورون بتصوير المناظر الطبيعية والمتمثلة مزارع النخيل وأشجار الحمضيات والفواكه والموز والأفلاج وهندسة بناء قنواتها. ومن خلال متابعة «عمان» لما قام به فريق التصوير الاحترافي من جهود في توثيق تلك المعالم والعادات بالصور الفوتوغرافية ونقلها للعالم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ولقائنا مع عدد من الأعضاء حيث يقول مجدي آل نصر رئيس الفريق حول اختيار سلطنة عمان بوجه عام والحمراء خصوصاً لزيارة الفريق تتمتع سلطنة عمان بخاصية طبيعية تجمع بين الشواطئ الجميلة والنظيفة والجبال والسهول والصحاري، وما تزخر به من المعالم التاريخية التي تحكي عراقة هذا البلد منذ القدم وهذه الشواهد عامل جذب سياحي ولهواة التصوير كما أن سلطنة عمان وحسب ما قرأنا عنها وشاهدنا عبر وسائل الإعلام إنها محافظة على الإرث التاريخي والعادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة وقد زرنا عدة مواقع في السلطنة أما اختيارنا لولاية الحمراء فقد جاء نتيجة لما تتميز به هذه الولاية من المكنون التاريخي والطبيعة الجميلة وما يتميز به أبناؤها من ممارستهم للعادات القديمة في حياتهم اليومية كما شاهدناه في بيت الصفاة وبيوت الحارة القديمة والمدرجات الزراعية إلى جانب هندسة الأفلاج الفريدة التي تروي مزارع النخيل من منبع الفلج إلى نهاية الولاية وقد أبدى ذلك ارتياح فريق المصورين في التقاط الصور الاحترافية.كما يشمل برنامجنا تصوير المجرة من منطقة جبل شمس نظراً لكونه أعلى قمة جبلية في الشرق الأوسط وهذه الصور سنعمل على نشرها عبر وسائل التواصل لتعريف العالم بماهية سلطنة عمان كما سندخل بها في مسابقات التصوير الاحترافية العالمية.
الفنون التقليدية
أما المصورة العالمية آتوم عبدالله المدرسة في جامعة كينستاوستيت في الولايات المتحدة الأمريكية تخصص دراسة العادات والتقاليد للشرق الأوسط في فنون الموسيقى والرقص فتقول أعجبني أولا سماع إيقاعات الطبل الذي يصاحب فرقة الفنون التقليدية من مسافة بعيدة، ونحن قادمون إلى موقع إقامة الرزحات التقليدية وسط البساتين الزراعية بهذه الولاية حيث وجدنا الفرقة من شباب الولاية، وهم يتغنون بكلمات تم ترجمتها لي فيما بعد تنم عن أمجاد الماضي العريق والولاء للوطن وقائدهم، وهم يسيرون في صفوف متراصة وبحركات إيقاعية فريدة ويربطون على وسطهم الخنجر العماني والمحزم الذي اصطفت فيه رصاصات البنادق كما يحملون في أيديهم البنادق والسيوف والعصي وهذا ما شد انتباهي لهذه الفرقة كما إنهم يتمتعون بحسن الطباع والخلق مما جعلنا أحيانا نصطف معهم في صفوف الرزحة لإضفاء روح المحبة والشعور بالتلاحم والانسجام مع أبناء هذا الشعب العريق ولالتقاط صور تذكارية مع أعضاء هذه الفرقة وما شاهدناه من تمايل أعضاء فرقة الفنون التقليدية مع إيقاعات التغني والطبل كان فوق الوصف الذي كنا نقرأ عنه ونسمع ان سلطنة عمان تختزن كنوزاً من العادات والتقاليد العريقة وأبناءها ظلوا يحافظون عليها حتى لا يطمسها غبار العصر وهذا ما ميز سلطنة عمان وجعلها مقصد هواة التصوير من جميع بقاع العالم.