المخرج :هشام شربتجي أيقونة الدراما السورية وصانع المواهب..بقلم المصور: فريد ظفور
– ******،،،
– كلمة حق نقولها وهي أن المخرج السوري: هشام شربتجي ..خدم الكوميديا العربية والنظارة والمستمعين والمتابعين للقنوات الفضائية والإذاعية والتلفزيونية وبعدها متايعي الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماع خدمة كبيرة ، في كشفه المستور عن المواهب وفي فتحه النوافذ الفنية السورية مشرعة على العالم المعاصر الذي لولاه لما أتيح لنا أن نطلع على إبداعاته بهذا الشكل الواسع ، وكما خدم قضية التبادل الثقافي والفني والادبي بين الالم والعرب وسورية، وهيهات أن ياتي من يخلفه ومن يهتم اهتمامه، ويتابع متابعته ، ويدأب دأبه ، ويتمتع بحيويته وبنشاط حثيث كنشاطه الذي لم يكن يعرف الهدوء والراحة والاستسلام .ولا يعرف للمستحبل طريقا..بل يركب أمواج التحدي ويمخر في عباب بحر المجهول..ليغوص في لجة البحر الفني مخرجا لنا كنوزه الإخراجية والتصويرية الفوتوغرافية والسينمائية.ليؤكد لنا بأنه لا يريد أن يكون إلا بالمرتبة الأولى.متوجا بأثواب التفوق ومكللا باكاليل الغار والياسمين الشامي.
– ***&&&****
– يجب تصور المجتمع الفني و الادبي السوري وكأنه فلك تدور فيه مواهب وآراء ومواقف فردية تنقصها تلك المساهمة الهامة التي يعطيها النقاش النظري – الفني و الادبي عندما يكون على مستوى هذه التسمية . وذلك لأن الكتاب والفنين موجودين لكن لا يوجد نسيج يجمع بينهم ، ونتمنى ان تكون بالقريب بوادر توحي بقرب اعادة حبك هذا النسيج .ورأب صدع الإنشقاق والتحزب. ****على المستوى الفني و الأدبي البحت هناك مستجدات متعددة ، مثل الظاهرة الفريدة التي شكلتها بعض الروايات والمسلسلات والسيناريوهات. التي ظهرت في بلاد الغربة وفي داخل الوطن السوري. لقد لاقت تلك الأعمال نجاحا هائلا سواء في سورية. أوسواء في البلاد الاخرى ومن المؤكد انها لاقت رواجا كبيرا فاق كل ما كتب باللغة العربية على الاطلاق ، مما دفع الى الحديث عن نوع جديد من الكتابة الفنية والادبية المثقفة والمحبوكة جيدا والقادرة في ذات الوقت على التعبير عن الفضول وعن الحاجات الثقافية لجمهور واسع من المشاهدين عبر التلفزيونات والمحطات الخاصة والحكومية في سورية والعالم . ولا ريب بأن ذلك المبدع المخرج: هشام شربتجي قد مارس تأثيرا قويا جدا على الجمهور السوري العاشق للدراما والمسلسلات السورية**
- أن جمهور المسرح هو حشد لأنه يقع تحت سيطرة إدراك الأحاسيس ويذهن لقواعد ردود فعل ملموسة فيزيائية .أما في السينما هو انه جمهور جمع ولا يمكن تمثيله في واقع الامر اذا لم يكن ذلك في الاحصاءات أو البيانات . وهو يذعن لقواعد ردود الفعل المتوسطة المماثلة نظريا . وعلى العكس من ذلك ولعدة اسباب يمكن للسينما أن تكون وسطيا للجمع . بينما لا يمكن ذلك أبدا بالنسبة للمسرح حتى ولو توجه الى حشود غفيرة .
فلقد سقطت المواجهة الرائعة ما بين القيم الخاصة .لأنه من ناحية أخرى من المستحيل الانغلاق على الخصوصية والتقوقع بشكل سلبي لان القيم لم تعد تماما ذات خصوصية فمثلا لا يمكن بالتأكيد اعطاء « وطنية.عرقية.قومية » لكل الكرة الأرضية . كذلك فان ) ازالة ( الوجه الآخر ) وهذه الازالة خيالية ) امر مستحيل وذلك لعدم وجود الوجه الآخر فنحن كلنا هنا.موجودين على الكوكب.ولحظة بلحظة نعيش الأحداث والتطورات والتقنية السبرانية والذكاء الصنعي..
وهذا نظريا يعني انه ما زال في عالم المستقبل مصيرا بالنسبة للملياردات البشرية. حتى ولو كان هذا المستقبل محسوسا وشيك الوقوع . لان مليارات من الناس لا يمكنهم أن يستقلوا المركبات الفضائية او الصواريخ او الطائرة ، وبنسبة أقل الميترو او القطار أو السيارة اذ ما تزال البنى التحتية بالنسبة لهم تقليدية وأسطورية تعتمد على الحصان ، وعلى الحمار ، وعلى الجمل ، وعلى القوارب و موج البحر..وعلى الصحاري والوديان والجبال. وفي الواقع ، ولهذا السبب ، وبموضوعية ان ضروب حياة الاغلبية العظمى من الناس ما تزال روائية . أي انها تصبح خيالية من خلال حضور الوجه الآخر أي رحلات ، المغامرة ، الاكتشاف ، الصدفة ، القربى ، أنواع الظلم ، العقود ، انواع الفشل والنجاح والنهايات السعيدة والتعيسة.
ولكن الفنانين و الكتاب والمخرجين وحدهم ينتمون الى النخبة التي تسافر بالطائرة ، أو الفئة التي تعرف على الاقل ان كل هذا سينتهي قريبا. وكيف يمكن التظاهر بعدم المعرفة . رغم أن ذلك امر قدري تقريبا. فأن تكون مضامين الفنانين او الشعراء ذات مواضيع متأخرة متراجعة ، وهذا بالطبع لا ينطبق على الرواية لان روح الرواية إما أن تكون أو لا تكون . واذا كانت موجودة فلا يمكن افتراضها مهما كان حبنا شديدا وملتهبا لأولئك الذين يعيشون حياة رديئة متأخرة فيما وراء صفحة الحياة.
****&&&****
الكوميديا السوداء عند الراحل هشام شربتجي هيّ نوع من الكوميديا تمتاز بأنها تدور حول مواضيع تعتبر عمومًا تابوهات محرم خوضها، و يتم التعاطي مع مواضيعها بأشاكل فكاهية وساخرة مع وجود الجدية بالموضوع. ويعتمد كتّاب السيناريو على أن تكون السهل الممتنع و أن يجعلوا هناك كوميديا في الموضوع ولكن سوداء، تؤلمك ولكنها تدفعك للضحك. *****لكن الشربتحي عرفنا على مفهوم الكوميديا بأنها نوع من أنواع الدراما، أو شكل مختلف من أشكال الفن، والهدف الأساسي منه هو التسلية، حسب تعريف المفاهيم الحديثة، وتعد الكوميديا هي النقيض للمأساة، ومن جهة أخرى نقيضًا للهزل .المهزلة المفهوم الكلاسيكي للكوميديا المرتبط “بأرسطو” في القرن الرابع قبل الميلاد، وبقي مستمرًا إلى يومنا هذا، ومن منظوره أن اهتمامها الأساسي بالبشر باعتبارهم كائنات اجتماعية، وليسوا أشخاصًا عاديين، وحدد بأن وظيفتها وظيفةٌ تصحيحية، فهدف الفنان الكوميدي هو إظهار مرآته أمام المجتمع لتعكس الحماقات، المراد أن يتم إصلاحها نتيجة لما قام بعكسه للمجتمع. وشارك الفيلسوف الفرنسي: هنري بيرجسون نفس المفهوم حول الغرض التصحيحي للضحك، فشعر أن الضحك يهدف إلى إعادة الشخصية الكوميدية إلى التوافق مع مجتمعه الذي يتخلى عن منطقه وتقاليده عندما “يتراخى في الانتباه الذي يرجع إلى الحياة”.لكن أصل نشأة الكوميديا إقترنت بطقوس الغطاء النباتي، كما ذكر أرسطو في كتاباته الشعرية، بأن نشأة الكوميديا جاءت كنشأة الملهاة. اما أنواع الكوميديا يوجد العديد منها الكوميديا اليونانية القديمة: المستمدة من مسرحيات “أريستوفانيس”. الكوميديا الفنية. الكوميديا السوداء..الكوميديا القصصية ..الكوميديا الرومانسية.اما الفرق بين النص الكوميدي والنص العادي. تعريف النص العالي هو العمل الفني الذي يتم عرضه بسهولة وبإيجاز، ويتميز بشمولية السيناريو، أما التص العادي هو الذي يكون أكثر اهتمامًا بتطوير الشخصية، والاهتمام بتفاصيلها الدقيقة، والتي لا يمكن تلخيصها بسهولة.
&&&&&
مسيرة المبدع الراحل : المخرج هشام شربتجي مواليد 2 مارس 1948م، في حي المهاجرين بمدينة دمشق وتعلم في مدارسها. تألفت عائلته من أب وأم وثلاثة أبناء. حصل على شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون (المعهد العالي للفنون المسرحية) في القاهرة عام 1972 ، بعدها سافر إلى ألمانيا ليكمل دراسته، وبدأ مشواره في العديد من الأعمال التي تركت بصمةً واضحة في ذهن المشاهد على مستوى الساحة العربية، كما تميزت أعماله بخفة الظل وملامستها لهموم الناس في الصميم، وعالج قضايا الناس عبر أعمال كوميديةٍ بسيطة قريبة من هموم الناس في كل مكان. لُقب بـ«شيخ الكار». هو والد المخرجة رشا شربتجي.
*كانت له البصمة الأكبر عندما أطلق مع الفنان ياسر العظمة سلسلة المسلسلات السورية الكوميدية الشهيرة مرايا ابتداء من مرايا 84، ومن ثم مرايا 86، ومرايا 88 قبل أن يبتعد عن إخراج السلسلة ليتابع بها ياسر العظمة بمفرده مع مخرجين آخرين منهم مأمون البني، ولكن شربتجي عاد وأخرج مرايا 2006م.*وفاته :
توفي هشام شربتجي صباح يوم الثلاثاء 26 شوال 1444 هـ الموافق 16 مايو 2023 عن عمر ناهز 75 عاماً، بعد صراع مع المرض وبعد أشهر من انتكاسات عانى منها إثر جلطة دماغية كان تعرض لها قبل عامين تقريباً.
*اعماله:
** له أعمال تلفزيونية سورية شهيرة نذكر منها:
مرايا 84 (1984)
مرايا 86 (1986)
مرايا 88 (1988)
البناء 22 (1990)
مرايا 91 (1991)
عيلة خمس نجوم (1994)
يوميات مدير عام (1995)
عيلة ست نجوم (1996)
أحلام أبو الهنا (1996)
عيلة 7 نجوم (1997)
يوميات جميل وهناء (1997)
عيلة 8 نجوم (1998)
بطل من هذا الزمان (1999)
أسرار المدينة (2000)
مبروك 2001
أنت عمري (2001)
صراع الزمن (2002)
بنات اكريكوز (2002)
قلة ذوق وكثرة غلبة (2002)
أيامنا الحلوة (2003)
رجال تحت الطربوش (2004)
بقعة ضوء 5 (2005)
مرايا (2006)
جرن الشاويش (2007)
رياح الخماسين (2008)
الجزء 16 من المسلسل السعودي طاش ماطاش (2009)
الماشي (2011)
المفتاح (2012)
أزمة عائلية (2013)
مذكرات عشيقة سابقة (2017)
**********
وعند المخرج هشام شربتجي..التلفزة والسينما قطاعات ذات قاسم مشترك ، فيما يخص الطابع المركب والمختلط أي تداخل الصور مع الحديث الشفهي والحكاية ، وهي ذات قاسم مشترك فيما يخص الاعداد الجماعي للعرض أيضا . إن للسينما والتلفزة امتيازات كثيرة على المسرح وذلك لقدرتهما على الوصول الى جمهور أوسع ، كما أن بين السينما والتلفزة من جهة ووسائل التواصل الإجتماعي كما الفيس بوك والمسنجر وتويتر وتيك توك الواتس آب وانستغرام وغيرها.وايضا الاتصالات الجماهيرية الاخرى هي نقطة مشتركة أساسية وذلك رغم الاختلافات التي تميز كل منها ، وهذه النقطة القابلية الفنية للتعدد ، أي امكانية طبع أكبر عدد ممكن من النسخ من الفلم الواحد أو تسجيل اكبر عدد ممكن من الاشرطة عن أحد البرامج التلفزيونية أو الإذاعية أو نسخ السي دي والدي في دي..
أما المسرحية فهي حادثة وحيدة غير قابلة للاعادة ، ويختلف كل عرض عن العرض الذي سبقه ، وهذا صحيح دائما لتغير الجمهور على الاقل. فتغير الجمهور يغير العلاقة الجدلية بين الممثلين والجمهور نفسه . وفي المسرح ، وعلى خلاف السينما أو التلفزة ، يستطيع الجمهور التدخل والمناقشة عند نهاية العرض ، واحيانا خلال العرض ، وتتناول المناقشة نص المسرحية أو الاداء ، وهذا يؤدي الى تغيرات في العرض التالي حيث أن الممثلين والتقنيين مضطرون أن يأخذوا بعين الاعتبار متطلبات الجمهور . اذا ، فالعلاقة بين المسرح والجمهور هي السبب في أهم المستجدات التي طرأت على العمل المسرحي خلال عدة قرون .
-******&&&&&&*****
كانت اللقاءات وأحاديث الصّور وأحاديث الكَلمات والمعارض والمسلسلات.هي القواسم المشتركة .فقد سنحت لي ظروف وجودي بدمشق كمراسل لمجلة فن التصوير اللبنانية الورقية بالتعرف عن كثب بالأستاذ المصور والمخرج والفنان والإنسان هشام شربتجي.بعدة لقاءات ..ابرزها ثلاث جمعتني به..الأول في ابو رمانة في مختبر التصوير الملون عند فواز الجابر..حيث استعار أعداد مجلة فن التصوير القديمة.واللقاء الثاني بمعرض الثلاثة : جورج لطفي خوري.د.قتيبة الشهابي.أ.طارق الشريف.واما الثالث فكان له نكهة أخرى.. التقيته في ساحة الأموين بمبنى الإذاعة والتلفزيون السوري..وعنده تعرفت على فريق عمله بالمسلسل منهم الفنان ياسر العظمة .وبينما نحن في الحديث دخل شاب على البركة وبيده صورة تجمعه مع الفنان ياسر.والغريب انه طلب ثمن الصورة لانه متصور مع الفنان.والموقف اللافت عندما كنت أطنب واثنيي على عمل الشربتجي. مرايا-٨٤-٨٦..بأنه يقدم جرأة كبيرة..فما كان منه سوى أن امسك قلم ورسم على ورقة مستطيل ملعب كرة القدم والزاوية الر كنية منه وأشار لي هذه المساحة المسموح فيها والتي قدمت من خلالها العمل..فألف تحية لجهده المبدع ولروحه الطاهرة..ومن الجدير ذكره بأن للفنانين : د.مروان مسلماني وفاهي شاهنيان وجورج عشي .اليد البيضاء في تعريفي بالوسط الفني والثقافي السوري.
كانت لأنماط أعمال المخرج هشام الشربتجي.الإبداعية الحيوية تلك القيم ضمن تلك الحضارة التي كان يخلقها عبر عقلنة الوجود والواقع الدرامي السوري، أي داخل قوقعة حيث كل شخص حامل قيم وبهذا كان ينهي حياته كواجب عليه تأديته خيرا أو شرا . لكن الحضارات حتى يومنا هذا كانت على الدوام ذات خصوصيات . واحدة هنا وواحدة هناك. واحدة في الامام وواحدة في الخلف. لم تكن البنى التحتية العربية و العالمية موجودة وما القوميات الا بقية هذا النمط من العالم المقسم الذي كانت كل حضارة فيه بمثابة كون تام بقيمه التي تتطور في داخله المقسم بدوره أيضا والمليء بخصوصياته . ** اليومية ، إذا فان نتائج التحقيق لا يمكن الاستفادة منها كثيرا . لأن موت أو حياة الرواية هي مسألة مزيفة ، لأن الرواية تكمن فيما وراء الجملة . والسؤال الذي يطرح نفسه: هل انتهت أم لم تنته ضروب الحياة الروائية ؟ ولماذا لم يعد الكتاب يستلهمون منها روايات ؟
ليس هناك أدنى شك بأن الحياة المعاصرة لديها أيضا بنى روائية وفي الواقع – أي فيما وراء الجملة – ان هناك استمرارا في حدوث المغامرات ويكفى أن أنظر حولي لحظة حتى أرى أن حالات الحياة ما تزال كلها روائية .حتى أنه يكفي القارىء الاكثر تواضعا أن يفكر بأية قصة حب واقعية .حتى أن القصة الاكثر تفاهة والبديهية منها هي رواية . أو ليفكر القارىء والباحث.****ان الخطوات التي خطاها المجتمع السوري الى الامام أثناء الثمانينيات من القرن الماضي وذلك على أثر التجديد الاجتماعي والفني والثقافي والاقتصادي وعلى أثر التنظيم الجديد الواسع الذي شمل كل البنى المنتجة للثقافة ، الاذاعة والتلفزيون والفضائيات والصحف والمسرح و دور النشر الخ ، قد أدى الى نشوء وعي جديد بالتغيرات القائمة .لذلك عاد النقاش الثقافي يفحص من جديد العديد من المواضيع ذات الاهمية الكبرى مثل مسألة التجديد من خلال الانفتاح نحو مصالح جديدة متعددة ، ومسألة اكتشاف نزعات فكرية وفنية وادبية.كان المجتمع يتجاهلها ، وكذلك اكتشاف تيارات ومسابقات أدبية وفنية أخرى تعتبر بمثابة مقياس ثقافي . كما اتجه اهتمام النقاش الثقافي الى دراسة العلاقة بين الادب والفن والمجتمع والتجارة والزراعة والصناعة . وفي نطاق العقائد الادبية والفنية ، عادت تجارب الطلائع كالمستقبلية والسوريالية والدادوية والتجريدية والمفاهيمية والإنطباعية والواقعية الى البروز من جديد . وفي تلك الفترة أيضا جرت محاولات خلق طليعة فنية وادبية جديدة عبر قنوات الصناعة الثقافية من فن وادب في سورية. من هنا ندلف للتنويه بالدور الذي لعبة المخرج هشام شربتجي بالوسط الفني الإذاعي والتلفزيوني وحتى بالمشهد والثقافة التشكيلية والتكوينة البصرية عبر مساهمته بتأسيس نادي فن التصوير مع سلة من رواد هذا الفن السوري.لكن البصمة الأكثر رسوخا في ذاكرة الجمهور والنظارة والمستمعين هو أعماله في الدراما والتلفزيون ***
سيف الشمس الدرامية الشربتجية.حيث يتشكل الإنعكاس الفكري على البحر عندما تميل الشمس المعرفية للغروب ، فتندفع من الأفق البحري نحو الشاطيء بقعة براقة مؤلفة من كثير من التلألؤات الثقافية الموسوعية التي تتماوج ما بين بريق وومض . وتعتم زرقة البحر الدرامي الفني شبكتها وتبدو المراكب البيضاء في النور المعاكس سوداء تفقد معه تماسكها وامتدادها كلوحة وصورة سلهويت.وكأنما استهلكتها تلك البقع المتألقة.ويسبح المخرج من إنها الساعة التي يقوم خلالها المتألق هشام الفنان المتأني باستحمامه الفكري المسائي ، وما أن يلج الماء المعرفي الدرامي وينفصل عن الشاطىء حتى يصبح انعكاس الشمس الفنية حساماً لامعاً على الماء ممتداً الأفق لعند الشربتجي في السيف ، وربما من الأفضل القول أن السيف يبقى أمامه دائما. وعند امتداد باعه ينسحب ولا يدعه يدركه أبداً . وحيثما يمد ساعده نحوه يأخذ البحر الثقافي لونه المسائي المعتم الذي يمتد من الشاطيء حتى كتفيه .وبينما كانت الشمس تميل نحو المغيب كان الانعكاس الأبيض المتوهج يتلون بلون الذهب والنحاس . وحيثما تنقل الفنان هشام. كان هو نفسه رأس ذلك المثلث المدبب المذهب والسيف الدمشقي يتبعه مشيراً اليه كعقرب ساعة قطبها الشمس.حاول المخرج شربتجي التفكير ، أو بالأحرى حاولت الأنا الأنانية الفردية المتكبرة أن تقول : إنها هدية خاصة تصنعها الشمس من أجله شخصياً . ولكن الأنا الإكتئابية أو المازوخية التي تتعايش مع الأنا الأخرى في ذات الوعاء عارضتها : بإن جميع أولئك الذين لهم عيون يرون الإنعكاس الذي يتبعهم وإن وهم الأحاسيس والعقل يجعلنا جميعاً، سجناءه دائماً .