فوتوغرافيا

المصور الخليجي والعالمية

خلال أسبوع الفوتوغرافيا المزدحم الذي تحدّثنا عنه في المقال الماضي، التقيتُ بعددٍ من المصورين الذين يتابعون أحداث الجائزة ويحرصون على انتهاز الفرص التي تتيحها للجمهور كل عام، وبخاصة الفرص المعرفية من خلال المحاضرات وورش العمل الخاصة بالتصوير الضوئي.

من خلال ملاحظتي لبعض المصورين من الخليج لعدة أعوام، تبيّن لي تفاوتاً كبيراً في السلوك بينهم خاصة في التغييرات الحاصلة معهم بين كل دورةٍ من دورات الجائزة وسابقتها، فأجد البعض يحضر الحفل السنوي فقط ليشاهد الصور الفائزة ويبدأ في إصدار أحكامه تجاهها، فتلك تستحق وتلك لا تستحق، ثم يغادر دون أن يحصل أي تغييرٍ حقيقي في رؤيته الفنية أو تخطيطه للعام القادم.

نوع آخر من المصورين الخليجيين يحضر الحفل الختامي وكله تفاؤل بفوز المصورين العرب وعندما يحصل ذلك يبتهج كثيراً ويشعر بالفخر والزهو ويبدأ الحديث عن قوة المصور العربي وإبداعه وأنه قادم للعالمية وما إلى ذلك، وإذا لم تنل النتائج إعجابه يشعر بالانزعاج !فهو يفكّر بطريقة مختلفة …

بما أن الجائزة انطلقت من بلدٍ عربي يجب أن يكون هناك فائزون عرب ! متناسياً قانون التحكيم الصارم الذي لا يأبه لأية معايير خاصة بالمصور لأن كل المعايير تركّز على الصورة فقط ! نسبة الحضور العربي في الفائزين هي الهم الوحيد لهذا النوع ! لكن من ناحيةٍ أخرى.

هناك نماذج مشرقة من المصورين الخليجيين الذين يمتلكون عقلية احترافية واعية وناضجة، تعرفهم من طريقة حديثهم وأولويات اهتمامهم، يهتمون بالدرجة الأولى بالاستفادة من المحاضرات وورش العمل ويحاولون اقتناص الفرص للحديث مع نجوم صناعة التصوير العالميين ومحاورتهم في عددٍ من القضايا الفنية والفكرية والفلسفية وطلب النصائح منهم.

أما عندما أحاورهم فلا أجد لديهم أهم من مناقشة الأفكار التي تشغل بالهم، وهي في الغالب الأفكار التي تدور حول التدريب والتطوير ومناقشة النماذج الناجحة، وترتيب الأولويات من حيث حضور بعض الأحداث الدولية التي قد تضيف قيمة فنية لهم.

 في الغالب لا تجد هذا النوع يسير بمفرده ! قد يكونون مجموعة من ثلاثة أفراد أو أكثر، لديهم تجارب بصرية هامة ويشاركون في محاور الجائزة كل عام لكن النتيجة لا تشغل بالهم بالدرجة الأولى.

هذه العقليات لا تعتبر الفوز بالجوائز مهما كانت هامة نهاية الدنيا، بل مجرد خطوة هامة في الطريق الذين يرنون إليه بكل تصميم وإرادة، طريق العالمية، هؤلاء يمتلكون البنية الفكرية السليمة للوصول، وأنا أؤكّد لكم من طرفي، سيصلون بكل تأكيد عاجلاً أو آجلاً.

فلاش

نوعية حديثك تكشف عقليتك، عقليتك تكشف خط سيرك

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.