ميلان كونديرا يكتب عن الفنان الإنكليزي فرنسيس بيكون (،1902~1992 Francis Baco) .
توضع كف الرسام بحركة عنيفة على الجسد ، على الوجه ، (على أمل العثور فيه وخلفه على شيء خبيء) .
ماذا يختبىء هناك ؟ ( أناه ) ؟!
بالطبع..كل البورتريهات التي رسمت عبر التاريخ كانت تتفيا الكشف عن ( الأنا) المخبوءة لصاحب البورتريه. تتشابه الوجوه ، بشكل يدعو للرثاء ، إنها تتداخل ويختلف بعضها عن بعض بشيء غاية في الدقة ، يدرك بالكاد ، ولا يشكل رياضيا وفي الغالب من حيث نسبته، سوى قليل من الإختلاف ، بالإضافة إلى أن تجربتنا التاريخية التي علمتنا أن الناس يقلد بعضهم بعضا . لذلك يصبح الإنسان عنصرا في كتلة ، أكثر منه فردا (موضوعا) .
لا تفقد الأشكال الخاضعة للتحريف (البيكوني) ميزاتها بوصفها أعضاء حية . كيف يمكن للبورتريه أن يشبه الموديل الذي هو تحريف واعي له ؟. بورتريهات بيكون هي أسئلة حول حدود ( الأنا ). إلى أي درجة من التحريف يبقى الفرد ذاته ؟.
إلى أي درجة من التحريف يمكن لفرد محبوب أن يبقى محبوبا ؟ .
كم من الوقت يبقى وجه عزيز معروفا وهو يتأكل في المرض والجنون و الكراهية والموت ؟ .
وأخيرا ، ما هو الحد الذي تكف ( الأنا ) خلفه ، عن ان تكون ( الأنا ) ؟.