محمد الصباحي* مجلة فن التصوير/ اليمن*منتدى فن التصوير– العماري والتوثيق التربوي – فن التصوير-6.docالتوثيق التربوي في اليمنمحمد الصباحي – اليمنخالد العماري ” مدير مركز التوثيق التربوي “” ثقافة المنتصر والإلغاء…أوجد لليمن ذاكرة مشتتة “يظل التوثيق ذاكرة حية للشعوب وتبقى الوثيقة احد المصادر التاريخية للدولة وللأجيال لأنها مصدر هام للمعرفة والمعلومة والاهتمام بهذه الذاكرة وخاصة التربوية والتعليمية يسهم بشكل كبير في ربط الماضي برجالاته البارزين وأحداثه التاريخية في حركة التعليم والتربية بالحاضر اليوم الذي يرزح تحت ذواكرنا البائسة المشتتة!!مركز التوثيق التربوي التابع لوزارة التربية والتعليم في اليمن شكل في مضمون أهدافة بوتقة وأيقونة وطنية تاريخية في أعادة ذاكرة مراحل التربية والتعليم لليمن ومسيرة طويلة امتدت ما قبل الأتراك في الشمال والاستعمار في الجنوب وحكم الأئمة وبديات النظام الجمهوري وقيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر حتى وحدة الشطرين 1990 وحتى الان .مدير عام مركز التوثيق التربوي خالد العماري يحدثنا من خلال هذا اللقاء عن أهمية وجود هذا المركز والعديد من النقاط الهامة ويطوف بنا في زوايا تاريخية وثائقية لمراحل وإحداث ومعلومات مثيرة وحقائق قد تغيب عن ذواكرنا اليوم خاصة بالتربية والتعليم نستعرضها معه في سياق هذا الحوار.لابد لكل عمل منظم من فكرة تسبقة ….حدثنا عن فكرة مركز التوثيق التربوي ؟في البداية أؤكد ان ذاكرة الشعوب لا يمكن محوها , وشعب بدون ذاكرة هو شعب بدون تاريخ , وقد جاءت فكرة انشاء مركز للتوثيق التربوي نتيجة ما عانته وزارة التربية والتعليم في الفترات الماضية من تشتت وثائقها وضياع جزء كبير منها مما ادى الى صعوبة الحصول على معلومات كاملة وصحيحة عن التربية والتعليم من حيث تشريعاتها وأنظمتها ومناهجها ووزرائها وقياداتها وبالتالي كان انشاء المركز ضروريا وحتميا نتيجة معاناة الوزارة في تلك الجوانب .بالتأكيد أنكم استشعرتم أهمية وجود المركز وضرورة قيامه . ما هي ابرز تلك الاهتمامات ؟تعد الوثيقة من أهم مصادر المعلومة ويتم من خلالها تكوين قاعدة معلوماتية للوحدة الإدارية وهي تعد إحدى وسائل الإثبات للحقوق القانونية المرتبطة بالأفراد والمؤسسات ولذلك كانت الأهمية لإنشاء كيان يعني بالتوثيق تتوافر فيه كافة مصادر المعلومات التي يحتاجها الباحثون والمهتمون ومتخذو القرار , أدركت وزارة التربية والتعليم أهمية التوثيق ممثلة آنذاك بوزيرها الدكتور عبد السلام الجوفي ونائبه دكتور صالح بن حبتور وثم إنشاء مكتبة عام 2007 وتم اقتراح تعديل اسم المكتبة الي مركز التوثيق التربوي اشمل ومنظومة متكاملة تشمل المكتبة والأرشيف الورقي والالكتروني والمتحف التربوي حتى عام 2008حيث اصدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (495) بإنشاء المركز .أن يكون من ضمن فروع المركز ( متحف توثيقي تربوي ) فهذا شيء مثير ومميز حدثنا عنه ؟للأسف الشديد لدينا مفهوم بأن المتاحف ماهي إلا مخزن للآثار ولذلك كانت لمركز التوثيق التربوي رؤية خاصة انفرد بها في إنشاء متحف توثيقي متكامل استطعنا أن نوثق بداخله العديد من الإنجازات والأحداث والتواريخ والقيادات لعل من أبرزها ضم عددا من النماذج لشهادات واستمارات وبطاقات التقدم القديمة ونماذج من أسئلة امتحانات الشهادة العامة القديمة وعددا من إصدارات الوزارة القديمة والجديدة وكذلك بعض الأختام القديمة للوزارة ونسخة من نتائج الطلاب قبل 1962 وكذلك سجل من صور من الهياكل التنظيمية للوزارة التربية والتعليم للفترة مابين (1962- 2012) ومجموعة من القوانين والقرارات واللوائح االمنطمة للعملية التربوية بعد قيام الثورة ومجموعة من الصور لبعض المدارس والمعالم التربوية القديمة لكل من الشمال والجنوب وما بعد الوحدةعانت ذاكرة اليمن العديد من العراقيل والصعوبات .. والتوثيق مسألة هامة في الحفاظ عليها كما ذكرتم سابقا .. هل لمستم مثل هذة العراقيل امام عملية التوثيق ؟ثقافة المنتصر ساهمت بشكل سلبي على مسألة التوثيق وبالتالي تمددت فكرة الإقصاء والإلغاء للعديد من الوثائق الهامة والقيمة , نحن في المركز نعي وندرك بشيء من المسؤولية خطورة مسألة الإقصاء والتهميش والإلغاء في جانب التوثيق فنحن نأخذ كل معلومة من مصادرها الصحيحة والأصيلة , وقد عانت الوثيقة اليمنية , فمعظم الوثائق مثلا في عهد الأتراك قد عانت وكذلك في عهد الاستعمار الذي رحل الكثير منها الي أرشيفهم في الجنوب وفي الشمال بعد تولي الإمام يحي مقاليد الحكم الوثائق التي بقيت من عهد الأتراك كان يكتب الإمام خلفها وبذلك ساءت الذاكرة , بعد الثورة مباشرة 1962 للأسف الشديد تم إتلاف العديد من الوثائق بحجة أنها من (العهد البائد ) ولذلك ظلت ذاكرة اليمن مشتتة !!أبرز الإنجازات التي حققها المركز في احتضان ذاكرة توثيقية تربوية ؟نفتخر بالعديد من الانجازات لمركز التوثيق التربوي , في توثيق حوالي 155 متر طولي من الوثائق لكافة التشريعات والقوانين والقرارات والتعيينات بوزارة التربية والتعليم لليمن (شمال وجنوب اليمن وما بعد الوحدة ) منذ 1962- 2014 وقد عملنا على توثيق من أول حكومة من الشمال 27-9-1962 وأول حكومة من الجنوب 30-11-1967 ولدينا قوائم حصر تفصيلية لما تحتويه الملفات المخطوطة والمؤرشفة منا أكثر من (6023) كتابا منها (330)رسالة ماجستير ودكتوراه ورقية و(250) الكترونية , لدينا توثيق أول عدد لصحيفة الثورة 29- سبتمبر – 1962 وأول كتاب يمني مدرسي تم تأليفه وطباعته في مطبعة ببغداد لمناهج وزارة التربية والتعليم بعنوان “تاريخ اليمن القديم ” ألفه عبدالكريم الكميم لدينا كذلك أول كاميرا تصوير استخدمت أثناء توثيق الأنشطة المدرسيةعلمنا أن المركز قام بتوثيق مميز ونادر للعديد من المدارس الرائدة والولادة للعديد من الشخصيات والأعلام ومنهم الرئيس السلال والشاعر الكبير البردوني وغيرهم ؟العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأدبية كان لها ارتباط كبير بالمعالم التربوية القديمة ونحن في المركز قمنا وعلى مدى سنوات بتوثيق لصور مدارس ومعالم تربوية قديمة ومنها مثلا مدرسة الأيتام بصنعاء الذي كان يحرص الرئيس عبد الله السلال على زيارتها المستمرة وتناول طعام الغداء مع الطلاب كونه احد خريجي المدرسة وكذلك العمري وقد تأسست عام 1935 وهي أول مدرسة بالنظام التعليمي , وكان الشاعر العملاق عبد الله البردوني من سكان وطلاب المدرسة العلمية التي كانت في ميدان شرارة ميدان التحرير حاليا حيث كان طالبا ثم مدرسا فيها , ومن الجنوب هناك توثيق لمدرسة (البادري ) وتعني القسيس انشئتها كنيسة الفاتيكان الروماني , ومدرسة (السلاطين ) 1936 التي أنشأها البريطانيون وقد احتضنت في صفوفها الراحل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ونزل فيها الزعيم العربي والمصري سعد زغلول (ترانزيت ) عندما كان في طريقه إلي منفاه عام 1921 , ومدرسة الإقامة 1938 أنشأها البريطانيون وكذلك أول مدرسة أهلية وهي مدرسة با زرعة في كريتر وعدد حوالي (25) مدرسة من الشمال والجنوب .محمد الصباحي تصفّح المقالات تسببت فيضانات بلجيكا المدمرة في عام 2021م بعطب الكثير من الصور والتي تم وترميمها…- بقلم: لورنا دوكريل الزميل الصحفي اليمني: محمد الصباحي..كتب عن الإنتاج الأدبي في زمن الحرب.