الناقد الفني السوري عبود سلمان..يحارب طواحين دونكي شوت التشكيلية..فريد ظفور
منذ أن وطأت قدماه دنيا الفن التشكيلي..حاول أن يقدم نفسه بشكل مختلف ومخالف المألوف..فهو الفنان المتألق الذي خبر ودرس المدارس التشكيلية وخاض بحارها.كسباح ماهر .تعلم الصبر والمحافظة على سلامة الوصول إلى هدفه.فهو محارب ماهر وفنان متقن لفنه..حساس جدا .ومعطاءة بلا قيود..قدره أنه نذر نفسه لخدمة الفن والفنانين التشكيليين العالمين عامة والعرب خاصة..فتراه ينقب عن المبدعين ليقدمهم بلبوس جديد ورحلة بهية تليق بهم..ويزيد بالطنبور نغماته بإضافة شخصيته وكلماتك النقدية العالية الثقافة .فهو دارس جيد لشخصية وأعمال الفنان أو الفنانة الذين يكتب عنهم..مقدما لنا فلسفته البصرية والتكوينية وللتشكيلية بلغة فنية جذلة وبلاغة أدبية تليق بضيفه الذي يكون تحت مجهر نقده ومشرحة تفنيد وبلورة وفلترة اعمال الفنان..فهو يسبح عكس التيار لا يحب الخمول ولا الكسل ويبدع ويبتكر أساليب جديدة لأعماله.و يحارب طواحين الهواء الفني كما كان دونكي شوت يحارب طواحين الهواء.لكن ناقدنا يختلف عن الدونكي شواتيه بأنه يعرف من يحارب ومتى يدلي بدلوه ويعطي جرعة فنية دوائية لمن يكتب عنه قلمه الناقد.فبعد أن يشخص الحالة المرضية للفن ولمدارسه ولبعض الفنانين..تراه يترجل ويفيض علينا من خبرته وثقافته الفنية الغنية.لاسيما وأنه انطلق من بلده الأم سوريا ليحط بمرساته الفنية ويقيم في كندا..حيث تعرف على العديد من المدارس والشخصيات الفنية والأدبية.علاوة عن دخوله عالم الميديا والانترنت والعالم الإفتراضي والمنصات الرقمية المتعددة كما الفيس بوك وتويتر والمسنجر والواتس اب.وغيرها من المواقع الفنية والثقافية العربية والعالمية ..
** عبود سلمان ابن الميادين.تلك البلدة الوادعة.في صحراء مترامية الأطراف..هناك تمتزج روائح التربة الندية بروائح الأشجار المخضلة بروائح النباتات العطرية وهناك تمتزج الأرض بإزرقاق السماء والإثنان بذهب وفضة السحب البيضاء الشفافة.فما زالت تلك الأطلال عند مغادرة بلدته الميادين راسخة في ذاكرته..كانت الشمس قد انحدرت إلى المغيب.حيث لاتزال آثارها من عصابة حمراء تلوح على أفق جبال سورية البعيدة.وكان بدر السماء في المشرق يرتفع فوق شواطيء الفرات..والسماء صافية الأديم والريح ساجية وروعة النهار المشرفة على الزوال.تلطف هول الظلام ونداوة الليل تخفف من وهج الأرض الملتهبة.وكان الرعاة قد عادوا بإبلهم واغنامهم وحلالهم.حيث مورد الماء.فقد هيمن الصمت لحظات .غير أن أصوات حوافر وأرجل المواشي وأصوات الطيور تخترق الرتابة والصمت.تلك الذكريات تسحرك بما استتشقت من أريج الأزهار والرياحين البرية وما سمعت من ألحان شجية..تساعد الفنان عبود على الولوج في مجتمع العم سام.الزاخر بالحضارة والتقدم والرقي والثقافة والتكنلوجيا..ولكن رغم المغريات الكثيرة وحياة الترف والبذخ..لازال المبدع عبود سلمان يحمل قلبه وذكرياته معه إلى موطن إقامته في مونتريال بكندا..
فرض الناقد عبود سلمان حضوره المعرفي والثقافي واشعاعه الفكري وحيويته الاجتماعية وعمق إحساسه الفني على كل من عاش معه وعاشره وتعرف عليه من الأدباء والصحفيين والكتاب والشعراء والمفكرين والفنانين..فتعالوا معه مواقع اجتماعيه وفضاء معرفي يحقق طموحهم في حياة يسودها السلام والمحبة والإخاء.وتتوافر فيها الحرية والإبداع .وهذا ما جعله لدى الكثير منهم جزء من كيانهم وحيزا من إحساسهم. كل تلك الارهاصات والمعطيات جعلت من الفنان عبود سلمان ظاهرة فنية حضارية تفرزها تفاعل عوامل ذاتية وموضوعية عدة بدءا من بلده الأم سوريا وامتدادها إلى بيئة جديدة وانتهاء بالنشاط التشكيلي وخصوصية الإسهام النقدي الفني.وهو من خلال تاريخه ونشأته في بلدته الميادين ومدينة دير الزور .وواقعه وتواجده اليوم في مدينة الامل والحلم والتخيل..وهذا ما حوله إلى حاضنة للمواهب والمبدعين والعوامل المدنية الحديثة.يختزن تراث الماضي ويحافظ على ذاكرة التاريخ الفني التشكيلي.ويعبر عن رقة الذوق وعمق الثقافة عنده.ويرسم آفاق حياة فنية بصرية متجددة ومبدعة وواعدة.يجد فيها الفنان والشاعر والأديب وحتى الباحث والمفكر.الجو الثقافي الغني والمشجع للمواهب والمقدر للكفاءات والوسط الاجتماعي المتذوق للفن والمولع بالجديد والرأي العام المتفاعل مع الأحداث والمؤث في بلد إقامته في كندا..ففيها تتشكل الرؤى في الأدب والفن ويتبلور الجديد في العلم والاختراع .
فإذا كانت أوضاع العالم اليوم تطرح إشكالية عولمة الثقافة وشمولية الحضارة وتكوين أسس معرفية مدنية جديدة تواكب عصر الانترنت وعالم الديجيتال .فإن تواجد المبدع عبود في مونتريال بكندا .وبفعل معطيات المكان والجغرافية وحصيلة أحداث التاريخ من حروب وأمراض كما جائحة الكورونا.وواقع التفاعل الحيوي للفنان عبود تمثل المكان الأمثل لولادة ابداع وأعمال جديدة ومقالات مميزة.اعطته عوامل وحوافز التجديد الحضاري والتلاقح الفكري بين الشرق والغرب.وهي عبقرية المكان وابداع الانسان الفنان عبود الذي أعطاه الزمكان القلب النابض بالحياة المعرفية والعقل الفني المولد للفكر والمحال الخصب للإبداع الفني والنقدي. قصة النقد عند الكاتب عبود سلمان..حلقة جديدة من سلسلة تسليط الضوء على الأعمال الفنية المميزة وتعريف المهتمين والقراء بالفنانين أصحاب الأعمال الإبداعية..ذلك الفن التشكيلي الذي عاش زمنا طويلا وهو يصارع اعداء الثقافة ويتغلب عليهم.وهم يوجهون له سهام الحقد والكراهية.ولكن رغم ذلك ما يزال جمال الفن التشكيلي يزداد إشراقا وسحرا على الرغم ما أصاب بلده سورية من ويلات الحرب وما لحق بها من دمار وخسائر.فلقد اتخذ الفنان عبود الحوار في بعض مقالاته ولم يكن يتوقع نجاح هذا الإسلوب..لولا أن في الساحة الفنية والثقافية فراغا شائعا بين الفنانين وتراثهم الحضاري.حيث رأى عنده الفنانين ضالتهم .لأن عبود يشعر بأنه واحد منهم .ورغبته منه في نقل خبراته و ماتعلمه من أساتذته ليقدمه لطلبة الفن وزملاءه في المهنة على طبق من ذهب .
قصه النقد عند الكاتب عبود سلمان..حلقة جديدة من سلسلة تسليط الضوء على الأعمال الفنية المميزة وتعريف المهتمين والقراء بالفنانين أصحاب الأعمال الإبداعية..ذلك الفن التشكيلي الذي عاش زمنا طويلا وهو يصارع اعداء الثقافة ويتغلب عليهم.وهم يوجهون له سهام الحقد والكراهية.ولكن رغم ذلك ما يزال جمال الفن التشكيلي يزداد إشراقا وسحرا على الرغم ما أصاب بلده سورية من ويلات الحرب وما لحق بها من دمار وخسائر.فلقد اتخذ الفنان عبود الحوار في بعض مقالاته ولم يكن يتوقع نجاح هذا الإسلوب..لولا أن في الساحة الفنية والثقافية فراغا شائعا بين الفنانين وتراثهم الحضاري.حيث رأى عنده الفنانين ضالتهم .لأن عبود يشعر بأنه واحد منهم .ورغبته منه في نقل خبراته و ماتعلمه من أساتذته ليقدمه لطلبة الفن وزملاءه في المهنة على طبق من ذهب .وتمثل تجارب الفنان عبود سلمان..
برعم يافع قام بنقله وتقديمه لعشاق التكوين والتشكيل الفني البصري.ولكي يعرفنا ما هو النقد الفني وما هي مميزاته الجيدة وما هي الأسس التي يقوم عليها هذا الصنف من الأدب والفن.وماذا علينا أن نعمل حين نريد قراءة عمل فني.لان النقد الفني التشكيلي هو تعلم وثقافة وأطلاع .ثم خلق وأبداع لأن الفنان المطلع والجاد في بحثه لايهمه ماذا يطلب منه لأن ثقافته الفنية الواسعة تعطيه مايحتاج من أفكار ومفردات وتشكيلات وتكوينات ومعان وترفده بما يريد من مفردات واشكال وتركيب بصرية وترجات لونية مناسبة.والحق يقال بأن الناقد والفنان عبود جندي مجهول ومعطاءة بلا حدود .يقدم جهده ويعطينا من وقته الثمين ويعرفنا على القامات الفنية العربية والعالمية..وأنا اشكر هذا الإنسان الفنان الرقيق العاطفة الطيب القلب الذي ما قال لا.. لأي طالب معونة أو خدمة اومشورة فنية .وأدعو الله أن يبقيه ذخرا للفن وللأمة والوطن وتراثه العظيم لأنه يعمل جاهدا في حفظه ونقله لجيل المستقبل بروحه ودمه وبكل ما اوتى من قوة مادية ومعنوية..ولا أدل على عطاءاته التي أثرت واغنت المكتبة العربية والعالمية بأعماله..من البحث عبر محركات البحث على الشبكة العنكبوتية وعلى رأسها غوغل..الذي يعرفنا من هو الفنان والناقد عبود سلمان..
**لقد طرح الناقد عبود في أعماله التشكيلية بالتصوير النظري الذي ينطلق منه في تحليل تكوين التشكيل والسرد الفني العربي قديمه وحديثه.وهو تصور يجد أطره المرجعية في السرديات البصرية عند الفنانين .وهو التخصص الذي ينطلق منه في تحليل اللوحة.وقد أسهب الناقد في الحديث عن الجوانب النظرية والثقافة الفنية.وموقعها ضمن نظرية الخطاب الفني.وأبرز موضوعات وطبيعة أعمال الفنانين.وتمفصلاتها إلى أعمال وتكوينات وتشكيلات سرديات حصرية وأخرى توسيعية.وخاصة وعامة.ومن الملاحظ بأن التقديم المنهجي للناقد عبود سلمان له طابع عام مما يجعله أقرب إلى تصور منهجي لمشروعه النقدي بأكمله.منذ انطلق من تصور محدد ومشروع متواضع .مرورا بسعيه لتحقيق تراكمات ثقافية .وان ما دشنه منذ القراءة والتجارب الأولى كان قابل للتطوير والتجديد لأن له تراكم خبرات حضارية من بلاد الشام والرافدين وتلاقح ثقافات عالمية .لتؤكد لنا قدرته على الإستمرار والحيوية والتجدد والتحول في الساحة الفنية التشكيلية العربية والعالمية.ليكون الرقم الصعب والجذر الأصم المتفرد بالعطاء والعمل الإبداعي.
## وندلف اخيرا للقول بأن الناقد والفنان والباحث التشكيلي السوري عبود سلمان لم ينل حقه من التكريم والتقدير ولم تسلط مواقع التواصل والحكومات العربية والأجنبية الضوء على تجربته الفنية وعلى أعماله الإبداعية..من هنا وجب علينا رفع القبعة احتراما وتقديرا لتجربته المتفردة والمميزة بالساحة الفنية التشكيلية العالمية.والذي شبت موهبته وتألقت في كنف محافظة دير الزور .التي تزخر بالمواهب الفنية والأدبية.ولكن مدينته الميادين لم تعرف شبابا يسعى لرفع شاو الفن وإرتقائه مثل عبود سلمان.الفنان الذي عانقت أحلامه طيوف الأمل البيان وصدحت في أفق الغربة بكندا احلى الأنغام. ذلك الناقد الغض في أحلامه.والذي يسمو في عطائه فتورق عنده دنيا لها كل الجمال ..لذلك ادعوه للمثابرة والمزيد من العطاء.لرفع الشأن الثقافي الفني عربيا وعالميا.