صناعة الـ”كراسي الخيزران”.. مهنة تقاوم الاندثار في بورسعيد – صور
الأربعاء 17 مارس 2021
- بورسعيد- طارق الرفاعي:
كانت الكراسي الخيزران من مظاهر الرقي في مختلف الأماكن سواء بشرفات المنازل أو الأندية والمقاهي الشهيرة بفترة السبعينات والستينات ببورسعيد لكن بعد التطور واستخدام بدائل من الخشب والبلاستيك أصبح الإقبال عليها ضعيفًا.
بدأت رحلة عم محمد يحيى، مع صناعة كراسي الخيزران في العام 1984 عندما كان في العشرينات من عمره، إذ عرض عليه والده تعمليه الصنعة، ورغم رفضه المتكرر إلا أنه رضخ في النهاية لإرادة أبيه وانضم عام 1985 عقب عودته وأسرته من فترة التهجير إلى محافظة بورسعيد.
وفي محل قديم في حي الشرق بمحافظة بورسعيد مكتوب عليها كلمة “بامبو” باللغتين العربية والإنجليزية – في إشارة للاسم الشائع للأثاث المصنوع من الخيزران، يجلس بداخله “عم يحيي” الذي تجاوز الستين من عمره، ممسكًا بأحد الأعواد وأمامه شعلة من النيران يشكلها عليها.
“استجبت لوالدي الذي لم يكن راضيًا على استقدام صنايعية من خارج بورسعيد، وتعلمتها سريعًا لأنني كنت أهوى الرسم، فالمهنة تعتمد بشكل كبير على التصميم ثم تشكيل الأعواد على النار في صورة كراسي ومناضيد وغيرها”.. هكذا بدأ عم “يحيى” حديثه لـ”مصراوي”.
وأضاف عم “يحيى”: “في زبون يحضر لي التصميم أو صورة وأنفذه له كما يريد.
وعن أكثر الأنواع من الخيزران التي يقبل عليها الناس قال:”يقبل الزبائن على شراء الكراسي بشكل أكبر”.
وعن تسويقها أشار إلى أنه يعتمد على نفسه في هذا الأمر من خلال وبائنه وأصدقائه إلى جانب شهرته بهذا المجال ببورسعيد”.
وتابع صانع الكراسي:”هناك حوالي 7 أنواع من الخيزران لكل منهم استخدامه الخاص، فالعود الضخم يوظف للأرجل، والأقل سمكًا للتشكيلات، والسعر يتحدد حسب متانته فالربطة الواحدة يتراوح سعرها ما بين 2500 إلى 3 آلاف جنيه، وكل واحدة بها 50 عود طوله حوالي 4 أمتار”.
وعن الأسعار قال “عم يحيى”: ارتفاع سعر الخامات تسبب في غلاء المنتجات، “الترابيزة سعرها يبدأ من 500 جنيه، بينما يبدأ سعر الكرسي من 650 جنيه”.
وبنبرة حزن أخفت الابتسامة التي رسمها على وجهه طوال حديثه لـ”مصراوي” قائل: “أخشى على المهنة من الاندثار، فلم يرثها أحد مني، كما أن الشباب لا يقبلون على تعلمها، وأحلم بنقل خبرتي في هذا المجال إلى الشباب لأنها تجارة مربحة”.