نوفمبر 3, 2017 المصور الموصلي زيد العبيدي: أريد المشاهد أن يتأثر ويفكر ويتورط
زيد العبيدي (مواليد 1991) مصور فوتغرافي من الموصل. في طفولته، علمه والده التصوير الفوتغرافي بكاميرا أبيض وأسود، على أفلام 16 ملليمتر. وهو اليوم يجرب في التصوير الفوتغرافي التجريدي وتوثيق التراث، وتصوير الدمار والحياة اليومية في مدينته.
بعدما استولت داعش على الموصل في 2014، انتقل زيد العبيدي وأسرته مؤقتا إلى بغداد. وهنالك طوَّر سلسلة “أرواح 2” التي عرضها ضمن معرض مؤسسة رؤية الذي أقيم بعنوان “نداء كالوست: فوتغرافيا عراقية جديدة” (2016) في مبنى كولبنكيان ببغداد. يقول زيد العبيدي إن “المشهد الفني في بغداد أكثر تطورا بكثير منه في الموصل. الفنانون في بغداد رحبوا بي وشجعوني. شاركت في معارض، وأسهمت في كتب، وتعاونت مع فنانين. بوسع المرء في بغداد أن يجد الاعتراف بعمله وبنفسه كفنان”.
في تركيزه على الحركة الإنسانية، والإضاءة والتغير، يجرب زيد العبيدي في نسيج الصورة ومعالجتها الرقمية إلى حد أنه لا يمكن أن يتبين المشاهد من مواضيعه إلا تفاصيلها الأساسية. “عندما أنظر إلى فوتغرافيا، أو ألتقط صورة فوتغرافية، فأكثر ما يبهتني هو الضوء والظل. في صوري أريد أن أخلق فضاءات لا تكون مفرطة الإعتام، أو مفرطة السطوع”.
يقول “أريد أن ألتقط الحركة، والأشخاص في حركتهم. في الوقت نفسه أريد أن يتأثر المشاهدون ويفكروا ويتورطوا حينما ينظرون إلى أعمالي”. وزيد العبيدي في ثنايا هذا يقدم أفكار الزمان والسرعة في هذه اللحظات الملتقطة.
أريد أن ألتقط الحركة، والأشخاص في حركتهم. في الوقت نفسه أريد أن يتأثر المشاهدون ويفكروا ويتورطوا حينما ينظرون إلى أعمالي
قبل الخروج من الموصل، كان كثيرا ما يمشي ويتجول ويلتقط صورا في أحياء المدينة التاريخية. يقول زيد العبيدي “في ذلك الوقت، لم يكن أهل الموصل مهتمين بتراث المدينة. فبات كثير من ذلك التراث حطاما الآن، وهم سعداء أنني التقطت تلك الصور”.
رجع زيد العبيدي إلى الموصل في سبتمبر 2017 حيث يعمل على مشروع جديد. “أقوم بتصوير الناس، والحياة اليومية، والدمار، والسلام الذي استعادته المدينة. أهل الموصل لا يثقون في المصورين الفوتغرافيين. لكنني اليوم معروف أكثر كمصور فوتغرافي وذلك يتيح لي التجول والتقاط الصور، بدون أن أكون موضع ارتياب”.