اكثر من 90 صورة فوتوغرافية لمصورين شباب من عموم محافظات العراق وثقت تفاصيل الحياة والطبيعة والجمال واحداث التاريخ وتنافست لنيل جائزة الابداع في مجال التصوير ضمن فعالية نظمتها الجمعية العراقية للتصوير.
وقال رئيس الجمعية العراقية للتصوير هادي النجار ان ذلك الملتقى الثقافي سجل مشاركة اكثر من 1200 صورة فوتوغرافية لقرابة 280 مصورا شابا اختير منها بعد تقييم وفحص لجنة التحكيم 94 لوحة توافرت فيها مواصفات جودة الانتاج وفرادة المضمون والمحتوى مشيرا الى ان تلك الفعالية الفنية التي اعلن عنها منذ ثلاثة اشهر جاءت لدعم المصورين الشباب الموهوبين والهواة ولصقل مهارات المحترفين منهم.
النجار اضاف ان اغلب اولئك الفنانين الشباب وبجهود ذاتية تمكنوا من انتاج اعمال فوتوغرافية نابضة بالحركة والايحاءات وهم يلتقطون بعدسات كاميراتهم ببلاغة وذكاء ما له علاقة بالواقع والانسان ليعرض امام المتلقي كصور ناطقة تشحذ الهمم وتحفز الذاكرة الجمعية وتؤسس لهوية البلد ثقافيا.
وعن موضوعة توثيق حياة المرأة الريفية في محافظات الجنوب وما تلاقي من تهميش واقصاء وحرمان حاز المصور الشاب من محافظة ميسان مهند السوداني على الجائزة الاولى لمسابقة الابداع في مجال التصوير.
السوداني: “لم اكن اتوقع ان اصل الى المرتبة الذهبية من التقييم وهو انجاز افتخر به لنوعية وتخصص الصور المشاركة فضلا عن كفاءة نخبة المحكمين من رموز وقامات فن التصوير الفوتوغرافي الذين منحوا الجائزة قيمة ومعنى”.
وبحثا عن الصدارة خاض المصور الشاب من سامراء حذيفة طلال مغامرة التجوال بكاميرته الشخصية بين ازقة واحياء مدينته التي تعيش ظرفا امنيا متدهورا رغبة في انتاج نص فني مؤثر.
واوضح طلال: “موضوع صورتي رسالة وطنية اردت تجسيدها من خلال توثيق بطولات الجندي العراقي الذي يضحي بروحه من اجل حماية واسعاد الاخرين” وأضاف: “كدت اتعرض الى مخاطر ومساءلة قانونية بسبب حملي للكاميرا والتصوير في مثل هذه الايام التي تحتشد فيها الجيوش والعسكر في مدينة سامراء. ما اضطرني للبحث عن شخصية بديلة تقمصت دور الجندي الذي احتاجه في صورتي التي فازت بالجائزة الثانية مناصفة”.
ورغبة في اعتلاء منصة التتويج وظف فوتوغرافيون شباب امكانيات الصورة بطريقة محكمة لتكون لغة جديدة تعادل بتاثيرها صياغة الف كلمة في التواصل والتعبير وهم يتجاوزون حدود النمطية في اخذ اللقطات وتتبع المشاهد.
وقال الفائز بالجائزة الثانية للابداع في مجال التصوير من محافظة بابل عبد الرضا ضياء “صورتي كانت عن تقاسيم وجه امراءة عجوز في احدى القرى الايرانية وبساطتها في التعامل حيث جمعتني معها الصدفة وقررت ان تكون موضوعة صورتي في المسابقة” مضيفا أن قوة الحس البصري والابعاد المرئية في الشخصية اعطتني املا بالفوز ما جعلني انتظر امام منزلها اياما لالتقاط الحركة التلقائية العفوية التي اريد.
من جهته دعا الفنان التشكيلي مراد ناصر الى توسعة مبادرات الدعم والتشجيع لاولئك المصورين المبدعين الشباب لافتا الى ان المصور الفوتوغرافي يزاول اليوم لونا فنيا غدا في مقدمة وسائل الثقافة والاعلام التي تختصر الازمنة والمسافات وتنقل احداث العالم بايجاز.