صناعة الافلام – قاعدة الـ 30 درجة في التصوير
يسعى المخرج الى تحديد احجام اللقطات مسبقا من خلال تقطيع السيناريو و الديكوباج و بحكم خبرته يراعي ان يكون القطع من لقطة الى اخرى سلس و غير منفر لعين المشاهد ، فإذا كان القطع بين لقطتين غير مناسب فهذا يعني تنبيه عين المشاهد و قطع اندماجه مع المشهد او الفيلم و هذا ما لا يريده أي مخرج لأن المطلوب هو ان يتابع المشاهد الفيلم و القصة و ليس المونتاج .
إذا من الواجب على المخرج عند تحديد حجم كل لقطه ان ينتبه جيدا الى حجم و زاوية اللقطة التي تسبقها و حجم و زاوية اللقطة التي ستليها في الفيلم ليضمن ان يكون القطع في المونتاج بين اللقطات سلس مريح لعين المشاهد و يخدم المشهد و الفيلم بنفس الوقت.
و هنا يأتي دور قاعدة الـ 30 درجة : مثال : عندما يتم تصوير نفس الشخص من زاويتين مختلفتين كما يحدث احيانا في بعض الحوارات في الافلام فقد يبدأ الشخص الحديث بحجم و زاوية لقطة معينه – قطع– يتابع حديثه في حجم و زاوية لقطة مختلفه ، في هذه الحالة تم القطع من الشخص المتحدث الى الشخص المتحدث نفسه و لكن مع اختلاف حجم اللقطة و زاويتها و حتى يكون القطع مناسب و مريح لعين المشاهد فلا بد ان تكون اللقطة الثانية منحرفة عن اللقطة الأولى بمقدار 30 درجة على الأقل مع اختلاف الحجم بين اللقطتين و ليس فقط الزاوية .
و في حال استخدام اكثر من كاميرا تطبق نفس القاعدة
هذا الإنحراف بين اللقطتين يجعل من عملية القطع بينهما سلسه و غير منفره و إلا سنقع فيما يعرف بالـ jump cut و هو قطع غير منطقي و غير مناسب و ينفر المشاهد. و يجب ان نعلم ان في عالم صناعة الافلام لكل قاعدة شواذ و لكن قبل ان تخرق القاعدة عليك إتقانها و من ثم كسرها و لكن بفن و جمال و منطق.