تحقيق – سلافة الفريح
اتجاه المصورين الفوتوغرافيين إلى صناعة الأفلام.. الجدل مستمر!
بعد النجاح الكبير الذي حققه مهرجان “أفلام السعودية” في الدمام بقيادة الأستاذ أحمد الملا مدير المهرجان وبإشراف الأستاذ سلطان البازعي رئيس جمعية الثقافة والفنون؛ وتوزيع الجوائز الذهبية والفضية والبرونزية وشهادات التقدير التي حصل عليها شباب سعوديون من الجنسين في حفل أشبه بالعرس الثقافي الفني، أصبحت السينما السعودية الوليدة حديث الأوساط الفنية والإعلامية والأدبية؛ كل يتناولها من الزاوية التي تتعلق بمجاله الفني. ومن يتأمل في كثير ممن اشتركوا في ذلك المهرجان كانوا مصورين فوتوغرافيين -ومازالوا- مما أثار تساؤلات جادة حول أسباب اتجاه الفوتوغرافيين إلى صناعة الأفلام سواء في الإخراج أو التصوير السينمائي أو كلاهما معاً، وما الذي يميز الفوتوغرافي إذا تحول إلى الإخراج وتفوق الصورة على القصة في الأفلام المعروضة. ومحاور كثيرة طرحناها بين أيدي ضيوفنا الكرام من مصورين ومخرجين ومهتمين بالفنون البصرية. نستهل بالفنان محمد سلمان الحاصل على ذهبية الأفلام الوثائقية.
هند الفهاد: الانتقال للصورة المتحركة هو نضوج في التجربة الفوتوغرافية
محمد سلمان: لا يمكن أن نخلط بين الصورة الفوتوغرافية ونظيرتها السينمائية
أثير السادة: الفوتوغراف والسينما.. كلاهما صورة
توظيف كل الأدوات لخدمة قصة الفيلم
محمد سلمان مخرج سينمائي الفائز بالنخلة الذهبية في مهرجان الأفلام السعودية “الأفلام الوثائقية ” عن فيلم “أصفر”. خريج فنون جميلة من مسرح وموسيقى وتصوير فوتوغرافي، بدأ بالخط العربي وانتهت وجهته بصناعة الأفلام من أعماله أفلام “السيكل، شارع خلفي، مخيال، قاري” وأخيراً الفيلم الوثائقي “أصفر”. يحكي سلمان عن بذرة البداية: صناعة الأفلام كانت الحلم الذي ولد مع أول لحظة لي داخل قاعة السينما وأنا بعمر السابعة، حيث كان والدي يصطحبني معه للسينما حيث يعمل مشغلاً للأفلام هناك. بالنسبة للسينما التصوير هو عنصر مهم؛ لكن لا يمكن أن نخلط بين الصورة الفوتوغرافية والصورة السينمائية، فاللقطة السينمائية هنا يجب أن تروي لنا حكاية عبر لقطات متتابعة ذات دلالات ومعانٍ تعزز من دفع قصة ما إلى الأمام. لذلك الرسم هو اللبنة الأولى لفهم أي عمل بصري، فمن خلال اللوحة الفنية نستطيع نتوغل أكثر نحو جماليات الإبداع البصري. هناك تميز كبير جداً حين يتحول المصور الفوتوغرافي إلى الإخراج في الصورة. وفي أغلب الأحيان يكون ذلك على حساب قصة الفيلم فيكون الفيلم مجرد صورة لا قيمة لها، فالفيلم “السينمائي” وهما بين قوسين سينمائي أعني بذلك القالب الفني لصناعة الفيلم والذي يجب توظيف كل الأدوات لخدمة قصة الفيلم. فالمخرج من يروي القصة عبر عدسة الكاميرا.
التحول من الفوتوغراف إلى السينما طبيعي جداً، كما أن نشاط وظهور مصورين فوتوغرافين حالة طبيعية للتطور التكنولوجي وظهور الكاميرات الرقمية الفوتوغرافية والفيديو -DSLR- مما سهل الحصول على صور ذات جودة عالية وهذا الأمر سيشغل فضول كل مهتم بالتصوير لخوض التجربة.
قليل من المصورين من يتحول لصناعة الأفلام وأشير هنا إلى المصورين المتقدمين جداً والذين عاصروا كاميرا الفيلم فهم ذو نضج عالٍ بالصورة ويعرفون تماماً ما يريدون تحقيقه. كل من تحول من الصورة الفوتوغرافية إلى الفيديو معظمهم من جيل الديجيتل والفضول والحماس قادهم للفيديو. أما ملاحظة اعتماد المخرجين على الصورة والتقنيات الفنية دون التعمق في الفكرة أو القصة والسيناريو مهمة جداً وتتلخص بأن الفيلم ليس صورة جميلة فقط بل هو صورة ذات ثيمة ما تستطيع أن تروي حكاية يرجع السبب إلى الاستعجال وعدم العناية بكتابة السيناريو ومعالجته فهي أهم مرحلة لإنتاج الفيلم.
أما بخصوص الدعم فأنا لا أومن بهذا الاعتقاد تماماً فالفنان في أي مجال كان لا يحتاج لدعم ليحقق ما يريده، خصوصاً بعد الإنترنت وانفجاره بكم هائل من المحتوى العلمي والمعرفي والذي يسهل ويطور أي فنان حقيقي يسعى للإبداع وهمه الأول “العمل الفني” سواء كان لوحة تشكيلية، تصوير فوتوغرافي أو سينما. الدعم الحقيقي هو دفع عجلة الإنتاج والتطوير وهذا لا يحدث إلا بوجود رجل حريص أو ربما “شاعر مجنون” كأحمد الملا يؤمن بدور السينما وضروريتها الملحة لوطن يحتاج أن يكون على الخارطة البصرية بشكل لائق. لذلك الدعم هو المساهمة في نشر الوعي والتذوق الفني ليكون حالة وطقس شعبي يمارس في جميع أنحاء الوطن.
أزمة الحوار وتحويل الفكرة إلى نص
هند الفهاد مخرجة سينمائية الفائزة بالنخلة الفضية في مهرجان أفلام السعودية “الأفلام الروائية” عن فيلم “بسطة”؛ مهتمة بالفنون البصرية من أعمالها فيلم ثلاث عرائس، وطائرة ورقية، مقعد خلفي، وفيلم “بسطة”.
تقول الفهاد: أتفق كثيراً مع عبارة أن التصوير الفوتوغرافي هو اللبنة الأولى لأي عمل إبداعي مرئي، فتجربتي في التصوير الفوتوغرافي والتغذية البصرية التي تعرضت لها خلال ممارستي للفوتوغراف هي ما جعلني انتقل بسلاسة من التصوير إلى الإخراج السينمائي. قد نقول بشكل أدق أن التعامل مع الصورة وقراءة الأفكار من خلال أعمال بصرية هي اللبنة الأولى. تجربتي في السينما هي من زاوية إخراجية وليست تصويراً سينمائياً ولكن أفادتني جداً. فمعرفة التكوين وشكل اللقطة وفهم الإضاءة المستخدمة وتأثيرها في الفكرة كلها هي نتاج تراكم التجربة الفوتوغرافية. وبالنسبة لتحول كثير من المصورين إلى صناعة الأفلام والسينما هي حالة تطور ووعي يتسع، فالفنون ليست وجهاً واحداً بل هي أكثر من شكل وأكثر من حالة!. الانتقال للصورة المتحركة أو الفيديو هو نضوج في التجربة الفوتوغرافية، بالتالي بالنسبة لي هو أني أردت أن أجرب نفسي في منطقة الصورة المتحركة والحديث بشكل بصري من خلال مشاهد متعددة، تشكل في النهاية حلقة متصلة؛ وهي ليست مربوطة بنوع، بل هي مربوطة بالفنان نفسه وحالة الوعي بتأثير الصورة ونضوج التجربة لديه. في مهرجان الأفلام السعودية كانت قوة الصورة حاضرة جداً في المهرجان وأتفق كثيراً معك، والتقنيات المستخدمة مبهرة وتفوقت في بعض الأحيان على النص الأساسي للفيلم. لكن مازالت لدينا أزمة حقيقية في كيفية تحويل الفكرة إلى نص، والاعتناء بالحوارات بشكل عميق. الفيلم هو عبارة عن حالة، بالتالي أي جزء فيه خصوصاً الحوار لابد أن يكون بشكل عميق وغير مباشر ولا يحتمل تعقيدات كبيرة.
وعن تعلقها بالتصوير تقول هند: “لم أترك التصوير الفوتوغرافي ولن أتركه هو وقود حقيقي لي”.
طراد القحطاني: مشكلتنا ضعف الخبرة وقلة التخصص
نجا هلال: المجتمع زاخر بالحكايا والنقص في كتابة السيناريو
ولادة الصورة الفوتوغرافية محرضاً لصناعة الصورة المتحركة
أثير السادة كاتب ومفكر في الفنون البصرية؛ يقول: “بين التصوير الفوتوغرافي والسينما محطات لقاء وافتراق، لم تخل فيها هاتان التجربتان الفنيتان من المقارنات المستمرة، والتفاعلات التي لا تنقطع، والسبب أن في جوف كل تجربة شيء من التجربة الأخرى، ففي الصورة البذور الأولى للسينما، كما أن في السينما الوحدات الأولى للصورة.. كلاهما صورة، هذا إذا شئنا التقريب، لكن المسافة تتباعد شيئاً فشيئاً بين الصورة السيالة والصورة الثابتة، بين الاشتغال على تسكين اللحظة وتحريكها إذا اخترنا النظر إلى أبعاد الممارسة الفنية لكل جنس.
البحث في أشكال العلاقة بين الاثنين يأخذنا تلقائياً إلى محطات ثلاث: البدايات، والتحولات، والنهايات. في كل محطة ثمة ما هو مؤتلف ومختلف، ما هو جوهري وعرضي في شكل هذه العلاقة، فبمثل ما كانت الرغبة قائمة في الوجدان الإنساني لاختراع الصورة الفوتوغرافية قبل اختراعها، كانت كذلك النويات الأولى لفكرة الصورة المتحركة تتحرك في أذهان الناس، كما تتحرك على الأرض عبر أجهزة بسيطة لعرض الصور المتتالية.. كانت ولادة الصورة الفوتوغرافية محرضاً لمزيد من التفكير في صناعة الصورة المتحركة؛ لذلك لم تتأخر طويلاً ولادة أول جهاز قادر على تحريك الصور وتسجيلها، غير أنها وفي طور البدايات كانت تستند في وجودها إلى الصورة الثابتة، إلى الفوتوغراف، سنتذكر محاولات الفوتوغرافي البريطاني ايدويرد مويبريج في مطلع عام 1972 حين استطاع التقاط حركة الخيل في مجموعة صورة فوتوغرافية متعاقبة، ومثله تجارب الأميركي أديسون، والفرنسي لويس إيمي ليبرانس.
اليوم تتجاوز أزرار الفيديو مع أزرار التصوير الفوتوغرافي في الأجهزة المحمولة وفي الكاميرات الرقمية، ما يهب المستخدمين الرغبة في التنقل بين الاثنين، فضلاً عن المنصات المتاحة لاستعراض التجربتين في الفضاءات الإلكترونية، لذلك من المفهوم أن يختبر الفوتوغرافيون حساسيتهم الفنية في صناعة تجارب فيلمية، على مستوى النص والإخراج وحتى الإضاءة، وهذه الأخيرة قد استأثرت بنصيب مهم من مشاركات الفوتوغرافيين في صناعة الأفلام، باعتبار الإضاءة عنصراً جوهرياً في عالم الفوتوغرافيا، ويحظى بالكثير من الورش والتجارب الفنية”.
منصات التكريم من أهم محفزات دخول فن الإخراج
نجا هلال السعيدي باحث في مجال الضوء مع محاولات في صناعة الأفلام الوثائقية؛ يشاركنا برأيه ويقول: “المصورون الذين يغلب عليهم طابع الخيال برأيي هم أكثر من يتحول إلى تصوير الفيديو أو صناعة الأفلام، وأهم صفة يتميز بها المخرج هي قدرته على تخيل الصورة لكامل أبعاد المشهد قبل عملية التصوير. ودائماً نجد المخرجين المتميزين نجحوا بعد محاولات كثيرة من الفشل. وكما يقول ألبرت أينشتاين: “الخيال أكثر أهمية من المعرفة، فالمعرفة محدودة دائماً أما الخيال يطوف العالم بأسره”. تجد المخرج في الماضي متابعاً جيداً للأفلام والممثلين والمخرجين؛ مما يكسبه الخبرة غير المباشرة، فتساعده في عملية الإخراج حين يقوم بتجربته الأولى. وفي الآونة الأخيرة نشاهد الكثير من الأسماء “السعودية” تظهر على منصات التكريم، وهذا من أهم المحفزات لدخول الآخرين فن الإخراج.
صناعة الأفلام لا تعاني من أزمة قصص فالمجتمع زاخر بالقضايا والحكايا، ولكن النقص يكمن في كتابة السيناريو الجيد. لدرجة أن كثيراً من المخرجين خارج المملكة يأخذون قصص المجتمع السعودي، مثل المسلسل الأخير “طريق المعلمات” الذي يصف وضع المعلمات في المملكة، كذلك تكمن مشكلتنا في أن المجتمع لا يتقبل وجود كاميرا تصوير بالخارج؛ إلا إذا كان من جهه رسمية مثل التلفزيون. بسبب الاستخدام الخاطئ في تصوير الأفلام المحرجة؛ نشأت ردة فعل سلبية من المجتمع، كما يؤثر على المخرجين أصحاب الأهداف النبيلة.
بالنسبة للصور الفوتوغرافية فهي ثقافة تكبر يوماً بعد يوم ويتعرض المصور ل”ضريبة الشهرة” لذا نشاهد غياب الفكر والروح للصورة بسبب الانتشار الكبير للصور والمصورين. الدعم يعتبر أهم الأمور لاستمرار الشخص في أي مجال، أصحاب الخبرة دائماً مثل الأستاذ أحمد الملا يحتاجهم المجتمع في تطوير الفكر والسبب خبرتهم الكبيرة في الفنون التي تساعدهم لإيصال وتغير وتجديد الفن في المجتمع”.
اللقطة الثابتة مميزة أكثر من المتحركة إذا التقطت باحترافية
طراد القحطاني مصور فوتوغرافي بدأ بالرسم فالفوتوغراف، له مشاركات عديدة ما بين تصوير الأفلام والتمثيل: “لا أعتقد أن التصوير الفوتوغرافي لبنة أولى للفنون البصرية، الفنون بشكل عام هي كيان واحد ولكن طرق التعبير عنها تختلف. فمن الممكن أن يتجه الرسام لصناعة الأفلام، وممكن أن يبدأ المخرج مباشرة بفن الإخراج دون المرور على الفنون الأخرى. فطرق التعبير الفنية متعددة ومتشعبة، أما المصور إذا تحوّل إلى مخرج أو مصور سينمائي فما يميزه أن لديه اهتمام دقيق في التكوين. نحن الفوتوغرافيون نعمل داخل “فريم” واحد؛ يجب أن نضع في فريم الصورة كل ما نستطيع من مشاعر وأحاسيس حتى نوصل فكرتنا من خلال صورة واحدة. قد تكون العناية الشديدة أثناء التصوير الفوتوغرافي للفريم تعادل ما يقابلها من مئات آلاف الفريمات في فيلم سينمائي!. اللقطات الثابتة بنظري تكون مميزة أكثر من المتحركة إذا التقطت من ذي خبرة واحترافية في التصوير الفوتوغرافي.
أما عن سبب تحول بعض المصورين للسينما أظنه يدخل في إطار التجربة. كثير من المصورين بعد سنوات من الفوتوغراف يكتشف أنه كان يسير في الطريق الخطأ والتصوير لا يشبع الشغف لديه، فيتنقل بين الفنون البصرية من تصوير ورسم وإنتاج الأفلام..إلخ. كلها تصب في مجال الإبداع البصري حتى لو ذهب للجرافيك ديزاين. الفنان يتنقل حتى يصل إلى الفن الذي يرضي شغفه، أما المصور الذي مارس التصوير وشعر بالملل فهو بالأساس لم يشعر بالرضا أو الشغف فيتحول إلى مكان آخر.
وعن المستوى الفني في مهرجان الأفلام السعودية يقول: “نتفق أن أسهل شيء في تعلم أو صناعة أي فن هو التقنيات. التقنيات من السهل تعلمها؛ خطوات مركبة تؤدي لنتيجة معينة. أما مسألة الفن بأخذ نص أو فكرة معينة ونحولها إلى منظور جميل هذا أصعب شيء في كل الفنون. نحن مبتدئون في صناعة الأفلام كشعب بشكل عام؛ ليس لدينا صالات سينما ونقاوم من خلال صناعة الأفلام. نجد كثيراً من الشباب لديهم ضعف في هذه الأمور؛ لأن كتّاب الأفلام السينمائية قليلون جداً، فيلجأ صناع الأفلام إلى كاتب قصة يحاول تحويلها إلى فيلم سينمائي. ثم يأتون بأناس لديهم خبرة بسيطة لكتابة السيناريو ثم يدخل عليه الحوار، فالخبرة الضعيفة في صناعة الأفلام هي السبب وكذلك قلة التخصص. فلا نجد -إلا نادراً- من يذهب للدراسة أو يسافر ليحتك بصناع الأفلام في الدول التي سبقتنا كثيراً ثم يعود بالخبرة. المسألة تحتاج فقط إلى الوقت حتى يبرز فنانون عندهم خبرة كافية في عمق صناعة القصة والصورة البصرية على حد سواء.
القصة تهم المشاهد بالدرجة الأولى
نادية فؤاد رضوان طالبة جامعة الأميرة نورة قسم التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية، صانعة أفلام وثائقية وروائية، صنعت أربعة أفلام مختلفة، شاركت بفيلم “جوجو” الوثائقي في مهرجان أفلام السعودية. تقول رضوان: “في المهرجان كانت الصورة في كثير من الأفلام أهم من القصة التي تستعرضها، فالقصة بالنسبة للمشاهد، والفكرة أهم بكثير. في المهرجان تفاوتت المستويات ونجد في بعض هذه الأفلام فكرة؛ ولكن ربما تكاد تكون غير واضحة، فنجد أنفسنا مستمتعين بالفيلم كصورة، لا كقصة، ومما يجدر الإشارة إليه أن بعض الأفلام تميزت في كلا الجانبين الفكري والتصويري كفيلم “كمان” الحائز على النخلة الذهبية وفيلم “القصاص” الحائز على النخلة البرونزية. أما بقية الأفلام فاعتمدت بشكل كبير على إيصال الفكرة والمفهوم وأعتقد أن ذلك يعود إلى عدم توفر كثير من الأدوات التصويرية من إضاءة وعدسات وأيضاً عدم تعمق الكثير من المخرجين في المعرفة السينمائية التصويرة، كيفية تسليط الإضاءة والتلاعب بالعدسات وسبب اختيار الزوايا وكون المشهد يبدأ من نقطة لينتهي بأخرى. وبشكل عام وجدنا في الأفلام، وإن وجدت الفكرة الجيدة، عدم صياغة واضحة لها، أي الاستعجال في كتابة السيناريو وعدم دراسته بشكل واقعي، وهذا أدى إلى ضعف في الفيلم بالرغم من جمالية الفكرة. لذلك من المهم جداً على كل مخرج، اختيار الفكرة ودراستها بشكل دقيق وصياغتها ومن ثم تحويلها لصورة، وكما يقول مارسيل كارنيه: “العناصر الضرورية لصنع فيلم ممتاز، الإصابة في اختيار الموضوع، وفي اختيار كل فرد من فريق العمل”.
وتقول نورة الربيعان -صانعة أفلام-: “لحظة الالتقاط والإضاءة دفعتني للبحث أكثر عن التصوير الفوتوغرافي ك”فن”. ولأن المبادرة هي أساس النجاح، لم أخجل رغم خبرتي التي لم تتجاوز السنتين أن أشارك بالمسابقات. بعدها بدأت مجال صناعة الأفلام بشغف لأني أردت أن انتقل من تجسيد الفكرة بصورة، إلى تجسيد الشعور بالفيديو. خلال ثلاثة سنوات حققت ما لم أتوقعه وأصبحت مدربة معتمدة لصناعة الأفلام، حصدت المركز الأول في مسابقة صناعة الأفلام التابعة لمنارات العطاء والمركز الثاني في مسابقة أقرأ مبادرة من أرامكو السعودية ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ولله الحمد. ولأني مؤمنة بقوة الإعلام المرئي، أطمح أن أكون مُشاركة في تأسيس السينما السعودية داعمة لأي فكرة فنيّة تساهم في تغيير الفِكر وتعكس المجتمع السعودي كما نراه نحن لا الغرب”.
المخرجة نادية رضوان شاركت بالفيلم الوثائقي «جوجو»
هند الفهاد فازت بالفضية عن فيلمها «بسطة»
عمل للفنانة نورة الربيعان