الصورة آداة من الأدوات اللى بيستخدمها البشر لتوقيف الزمن عند لحظة معينة، الصورة بتحفظ ذكرى جميلة وبتخليها تعيش للأبد.
في الصحافة بيقولوا إن الصورة بألف كلمة، ويمكن أكثر.
في منتصف القرن السابع عشر ظهرت في الوجود أول صورة أخدتها كاميرا، وفضل الصناع سنين طويلة يطوروا الكاميرات، ونوع الأفلام، عشان ياخدوا صور أحسن، وواضحة أكثر.
رغم التطور اللى حصل في الكاميرات على مدار 3 قرون كاملة، فضلت الفكرة الأساسية اللى بيعتمد عليها التصوير هي وجود ألة ميكانيكية وفيلم حساس للضوء، وشخص بيلتقط الصورة وبعدين يحمضها جوة غرفة مظلمة لإظهار معالمها. لحد ما جه العالم والمخترع “إدوين لاند” وقرر ينقل دنيا التصوير لمكان تاني خالص، لما اخترع كاميرا جديدة فورية، تدوس على زرار تلتقط الصورة، وفورا تخرج الصورة بكل تفاصيلها.
“إدوين” اتولد في 7 مايو 1909، في ولاية كونيتيكت الأمريكية، درس فيزياء الضوء لفترة قصيرة في جامعة هارفارد، وبعدين قرر ينشأ معمل خاص به، عشان يعمل تجاربه بشكل مستقل تماما.
في أوائل اربعينيات القرن العشرين، اخترع “إدوين” مجموعة من الفلاتر اللونية اللي بتقدر تستقطب الضوء، الفلاتر دي تم استخدامها في إنتاج نظارات الشمس وأفلام الرسوم المتحركة، وكمان في تطوير نظارات للرؤية الليلية وفي طائرات التجسس، ومجموعة كبيرة من التطبيقات الإضافية.
معمل “إدوين” بدأ يتحول لشركة لإنتاج الفلاتر دي، وصيته بدء ينتشر في أوساط العلماء المهتمين بفيزياء الضوء، وفي يوم من أيام سنة 1943، وهو بيتغدى مع بنته اللي عندها 3 سنين، واللى كانت مهتمة –زى والدها- بالتصوير، سألته سؤال غير مجرى حياته!
سألته عن السبب ورا عدم إنتاج كاميرا فورية، بمجرد ما تضغط على زرارها تخرج الصورة من الناحية التانية، ورغم إن السؤال ده في الزمن ده كان يبدو ساذج، إلا إن “إدوين” قرر يدور عن السبب، وكأى مبتكر طموح سأل نفسه: ليه لأ؟
بعدها بسنة واحدة، إدوين كان حط تصميمات لكاميرا فورية فيها غرفة تحميض مدمجة، وفي سنة 1947 اتعرضت الكاميرات الساحرة في السوق تحت شعار: اضغط على الزر تخرج الصورة فورا.
الكاميرا –رغم إن نسختها الأولى كانت بتظهر الصور بالأبيض والأسود – حققت نجاح فوري، وفي السبعينات ظهرت أول صورة فورية ملونة من كاميرا جديدة اخترعها إدوين، وفضل المنتج بتاعه متربع على عرش بيع الكاميرات لمدة 50 سنة.
أدوين له أكثر من 500 اختراع شايلين اسمه، لكن الكاميرا “البولارويد” هتفضل على رأس ابتكاراته. لحد النهاردة ورغم وجود الكاميرات الديجتال، إلا أن الحنين المتأصل للماضي سمح للكاميرات دي إنها تستمر. شركته؛ اللى لحد النهاردة لسه بتبيع الكاميرات الفورية، تبنت تقنيات جديدة، تجمع ما بين الدقة الرقمية والصورة المطبوعة. ولحد النهاردة لسه بتحقق أرباح معقولة من بيع الكاميرا اللى ابتكرها “إدوين” عشان يحقق حلم بنته.