لنتعرف معاً إلى لقطات Reaction Shot
عبد الهادي العاني
تكلمنا في مقالات سابقة عن قياس اللقطات وزواياها، واليوم سنتكلم عن لقطات ردود الأفعال أو Reaction Shot، وسنشرح لماذا تعتبر لقطات Reaction Shot مهمة جدًا للغة الفيلم.
لقطة رد الفعل هي لقطة تنقطع عن المشهد الرئيسي من أجل إظهار رد فعل شخصية على ذلك المشهد
عادة ما تكون لقطات رد الفعل صامتة، لأنها تظهر الشخصية تتفاعل بتعابير الوجه (عبوس، ابتسامة، شهوة، الخ)، حيث تمكننا من قراءة حالة الشخصية من رد فعله، في بعض الأحيان تبدأ اللقطة برد فعل صامت قبل أن تنطق الشخصية بمشاعرها.
في الفيديو التالي يشرح لنا المخرج ألفريد هيتشكوك أهمية لقطات ردود الأفعال وتأثيرها على فهمنا لطبيعة الشخصية في الفيلم : https://www.youtube.com/embed/f0HZtKjxX4c?feature=oembed
مثال: إذا كان هنالك مشهد صراع / حوار بين زوجان يتجادلان مثالاً، فإن لقطة رد الفعل ستصور الأطفال الذين يشاهدون مايحصل من شجار وحوار:
في كثير من الأحيان ، تكون لقطات ردود الفعل بلقطات close-up أو medium، بإمكانك مراجعة قياسات اللقطات من المقالة هنا، هذا اللقطات القريبة تسمح للجمهور برؤية رد فعل الممثل عن قرب، وبالتالي الاحساس بالشخصية ومشاركته حالته النفسية.
جمالية لقطات ردود الأفعال أنها خفية وبسيطة، لا ينتبه إليها المشاهد العادي بشكل مباشر، ففي أغلب الأحيان، يمتص المشاهد العاطفة فقط من المشهد ويشارك الممثل حالته النفسية، لكن عندما نحاول تحليل المشهد، يمكننا بوضوح أن نرى كيف تم تطبيق النظرية اللتي تكلمنا عنها، وترك الإنطباع لدى المشاهد من خلال تلك القطعة التي تظهر لنا رد فعل الممثل. https://player.vimeo.com/video/138894252?dnt=1&app_id=122963 مجموعة مقتطعة للقطات ردود الأفعال
الآن بعد الحديث عن ماهية لقطات ردود الأفعال دعونا نتكلم عن أهمية تلك اللقطات :
أهمية لقطات ردود الأفعال – Reaction Shot
أهميتها من ناحية القصة والسيناريو
لقطات ردود الأفعال هي نبض عاطفي سريع، لما تمر به الشخصية، دون معرفتنا بأي من تفاصيل الفيلم الذي إقتبسنا منه هذه الصورة في الأعلى، نستطيع ملاحظة تعابير وجه الممثل التي توحي لنا بحالة من عدم السرور، ربما قد تدل على الإرتباك، لقطات ردود الأفعال السريعة كهذه كافية لنقل مشاعر الشخصية إلى المشاهد.
أهميتها من ناحية تحرير الفيديو
لنتخيل هذا السيناريو:
لنفترض أن المصور قد أخذ لقطتين مكررتين من حوار الممثلين، واستمر كلاهما لمدة دقيقة واحدة، تخيل الآن أن النصف الأول من خطاب الممثل أقوى في اللقطة الأولى، بينما النصف الثاني أقوى في اللقطة الثانية، بدون رد فعل الشخصية الثانية، فإن المحرر لديه خياران فقط: أخذ لقطات من اللقطة الأولى أو أخذ لقطات من اللقطة الثانية، مع وجود لقطات ردود الأفعال للشخصية الثانوية، أصبح لدى المحرر ثلاث خيارات: أصبح بإمكانه الإنتقال بين خيار اللقطة الأولى والثانية من الحوار عبر إدراج لقطات ردود الأفعال في مكان القطع.
أهميتها من ناحية أداء الممثلين
تخيل لو كان هناك جهاز يسمح لك بمعرفة ما يشعر به أي شخص في لحظة معينة، في السينما، يوجد مثل هذا الجهاز، ويطلق عليه الكاميرا، عندما تشير إلى شخص يستجيب لشيء ما، يمكنك الحصول على لمحة سريعة عما يشعر به، وهذا يضع الممثل في موقع رائع لعرض أدائه، والذي يطور ويساعد سرد ورواية القصة أيضًا.
في النهاية
قبل أن ننتهي من هذه المقالة أود أن أرفق هنا مشهد من مسلسل صراع العروش – Game of Thrones، أود منكم أن تجدوا لقطات ردود الأفعال، وحاولوا أن تشاهدوها مرة أخرى بدون الصوت، سيعزز ذلك فهمكم للمقال: https://www.youtube.com/embed/8tQIE-S7QLs?feature=oembed
إلى هنا وإلى حين لقائنا في مقالة جديدة، أود تذكيركم أنه وفي حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم التواصل معنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك تويتر إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري ومتابعة جديدنا أولاً بأول.
دمتم مبدعين.