كاظم السماويمن ويكيبيدياكاظم السماويمعلومات شخصيةالميلاد سنة 1919السماوةالوفاة 15 مارس 2010 (90–91 سنة)ستوكهولممكان الدفن السليمانيةمواطنة Flag of Iraq (1924–1959).svg المملكة العراقية (1921–1954)Flag of Iraq (1959–1963).svg جمهورية العراق (1961–1964)Flag of Sweden.svg السويد (1993–2010)الحياة العمليةالمهنة شاعر، وصحفي تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بياناتاللغات العربية*كاظم السَّماوي (1919 – 15 مارس 2010) شاعر عراقي. ولد في مدينة السماوة. تخرج في دار المعلمين الريفية سنة 1940 وواصل دراسته العليا فتخرج في كلية الآداب بالمجر سنة 1956. نشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية ثم عمل في الحقل الصحافي وكان ذا نزعة تقدمية. عاش معظم حياته في المنفى وتنقل بين بغداد وبيروت ودمشق واللاذقية ثم استقر في ستوكهولم وعاش فيها حتى وفاته. له عدة دواوين شعرية.سيرتهولد كاظم السماوي سنة 1919 في مدينة السماوة بمحافظة المثنى. تخرج في دار المعلمين الريفية سنة 1940 وواصل دراسته العليا فتخرج في كلية الآداب بالمجر سنة 1956.أسس مع رفاق له أول حركة للسلام في العراق عام 1952. مثّل العراق في مؤتمر السلام لشعوب آسيا والباسيفيك في الصين عام 1952 ثم في مؤتمر شعوب السلام في فيينا عام 1952 و مؤتمر شعوب الشرقين الأدنى والأوسط في بيروت عام 1953. أسقطت عنه الجنسية العراقية عام 1954م مع رفيقيه عزيز شريف وصفاء الحافظ. غادر العراق وأمضى سبعة أعوام في منفاه الأول في هنغاريا. عاد إلى العراق بعد ثورة 14 تموز وعُين مديراً للإذاعة والتلفزيون في الأعوام 1959-1961. وقد ارتبط بعلاقة وثيقة مع الشعب الكردي من خلال صحيفته الإنسانية التي أصدرها ببغداد بعد ثورة تموز وناصر فيها قضية الشعب الكردي مما أدى إلى زجّه في السجن .غادر العراق إلى ألمانيا الديمقراطية في رحلته الثانية في المنفى عام 1964م بعد انقلاب 8 شباط . غادر إلى الصين واستقر في منفاه الثالث من عام 1977-1980م.اُغتيل ولده نصير في بكين عام 1991. ثم ترك الصين لاجئا إلى السويد وأصدر ديوانه فصول الريح ورحيل الغريب عام 1993.استقر في ستوكهولم وعاش فيها وحيدا، بعدما فقد أفراد عائلته الواحد تلو الآخر، وتوفيت زوجته متأثرة على ابنها، واختطف وولده رياض في بغداد، التي جاء إليها عائدا من دراسته في ألمانيا، وزج به في الحرب العراقية الإيرانية فتوفي في سنوات لاحقة مصابا بالسرطان، وفي لندن قبل عام ونيف عن وفاته، توفيت ابنته الصحفية تحرير.توفي في 15 مارس 2015 في ستوكهولم وأمر الرئيس طالباني بنقل جثمانه بطائرة خاصة ليدفن في العراق بالسليمانية، ودفن هناك وقد نعاه الطالباني وعدد من الكتاب والشعراء والصحفيون العراقيون.مؤلفاتهمن دواوينه الشعرية:أغاني القافلة ملحمة الحرب والسلم إلى الأمام أبدًا فصول الريح ورحيل الغريب قصائد للرصاص، قصائد للمطر رياح هانوي إلى اللقاء في منفي آخركتابين نثريين:الفجر الأحمر فوق هنغاريا حوار حول ماوتسي تونكوصدر له الأعمال الكاملة في 1994. و نشرت مذكراته تحت عنوان خمسون عاما من الرحيل بين المنافي في أكثر من ثلاثين حلقة في جريدة الاتحاد، بجانب العديد من القصائد والمقالات الاخرى .كاظم السماوي.. شيخ المنافي وشاعر الأممية الصافيةحسين الهنداويمنذ ديوانه الأول (أغاني القافلة) المكتوب في أزمنة البراءة والعنفوان، والصادر في بغداد عام 1950، وحتى اللحظة، وكاظم السماوي يتألق متباهياً وأكاد اقول متماهياً مع انسانية حالمة وآسرة في آن، هي رفيق عمره الآخر:عبرها تسامى، ومن اجلها تناثر، وبها اسمى صحيفته “الانسانية” التي اصدرها في بغداد بعيد ثورة 14 تموز 1958، كما دسها علناً، وغالباً سراً، في كل قصائده تقريباً، مانحاً اياها للرائح والغادي، وللقريب والبعيد ودون مقابل دائماً.واذا كان الناقد الراحل (ميشال سليمان) رأى في شعر السماوي “رافداً باهر الخصب في نهر الشعر العربي الحديث” فإن من المؤكد لدي انه شاعر تلك الانسانية الصافية الثائرة انما المغدورة، وليس في بعدها العراقي وحده برغم ان هذا البعد كان نطفتها الاولى وظل حاضراً فيها كجوهرها الخفي. والسماوي ايضاً يساري وواقعي وملتزم وكل ذلك بالمدلول العريق وأكاد اقول الأول لهذا المعاني. وتحت ضوء هذه الخاصية وحدها احياناً، ينبغي في رأينا قراءة معظم وربما كل قصائده، اذا اردنا استكناه اسرارها وإصراره على العطاء.فهذا الشاعر الحالم مبكراً “بالقمم المغسولة بالشمس” يندر ان لا يتقاطع قارئه في لحظة او اخرى سواء في قصيدة من قصائده التي تتمدد على تباريح نصف قرن، او موقف او وقفة في منفى من المنافي التي لم تعد تحصى بيسر، مع رموز غاية في التنوع والتناثر والتنائي الا انها تتقاطع بل تتداخل دائماً عبر عمقها الانساني المسكون بالامل الواثق ظاهرياً انما القلق في مكان او لحظة منه. ويكفي ان اذكر من ديوانه الاول وحده اسماء جعفر ابو التمن وبول روبنسن والشاعر الزنجي الاميريكي ماك كربا وبرنادشو والمعري وكارل ماركس فيما تجسدت في مجموعته الاخيرة هذه باقة تضم (عروة بن الورد) و(علي فودة) و (حلبجة) و(عطشان الازيرجاوي) وشهداء قصر النهاية و(حسن السريع) وكردستان “وردة النار الخالدة”.هذا الهاجس، وهذا الوفاء، كان قد تأكد سلفاً وترهّف انما تسيس اكثر في ديوانه الثاني “الى الامام ابدا”، الصادر في بيروت عام 1954، والثالث “الحرب والسلم” ثم في “رياح هانوي” و”الى اللقاء في منفى آخر”، و” قصائد للرصاص.. قصائد للمطر” حيث الرصافي وبيروت والشاعر الزنجي جوزيف نورث وحمالو ارصفة الموانىء الامريكيون وديان بيان فو والشرق الاحمر وهانوي وبكين، هي الرموز التي تقاسمت الهواجس لديه انما مناصفة، كما دائماً، مع العراق الذي لئن صار محض طيف، كان في غياهب الدخيلة كل شيء ومركز النبض ساعة الحساب الحقيقي لدى كاظم السماوي الذي ظل ينوّع ويزهّر رموزه الانسانية ببهجة مدافة بخيط من الحزن عميق هو ايضاً ومرير في زوايا منه.ذلك لان نزفاً ثراً وجسيماً الى هذا الحد يخفي اخاديد غائرة، واي أخاديد، وأي اوردة تلك التي تختزن كل هذا العمر من التغربات والمنافي الخارجية والداخلية والاغبرة والانكسارات لهذا الشاعر الذي كتب له وعليه مرة بعد اخرى ان يرى بيته يحترق… واي احتراق.وطن من رمادلم يعد قبلة للاساطير، موقداً للسنا، وآيات نارتلمست وجهي ولم يك وجهيمرايا السلاطين ملء الزمان…ملء المكانفي (فصول الريح ورحيل الغريب) الاوردة هي ذاتها من سيشتعل هذه المرة في فاجعة “رحيل الحلم”… وهل من فاجعة يمكن ان تنهش القلب اربا اربا كرحيل ابنه نصير:هد حيلي مصابك الجللكيف اقوى وثقله.. جبل…اهو العدل مسه الخبلان اطيل ثوى وترتحل…جئت حلما ورحت حلما،رفيفا،جرحك الجرحكيف يندمل؟هكذا كان رهيبا مشهد فقدان فلذة الروح لكن، وكليث بلا عرين يكابر كاظم السماوي مشاطراً الريح براءتها وقلقها المكتوم ولا اباليتها الابدية وبهجتها ايضاً، مهما كانت هذه ناضبة وعابرة. و”ملقى وراء الليل” محروماً من وطن صار مسوراً على ابنائه بالحراب، ورافضاً مهادنة انظمة ذئاب وامميات مخابرات وجبهات ذليلة ظل السماوي يتفرى الدروب هائماً بضميمته الاولى، العراق، وبـ “اصداء حلم نرممه كل يوم” متلفعاً طواعية بجرح “انعكاس المرايا وموت المناشير والثورة العاقرة..”غامت بعينيك الديارلم يبق منها – يا رحيل – سوى الغبارسوى ظلال انكسارنصحو على السكين في اعناقنا نغدوونكسر كالحجاريقينا، ثمة استمرارية ووحدة داخلية مدهشة بين كل مجموعات كاظم السماوي الشعرية تعبر عنها نزعتها الانسانية، نصف العفوية، المستوحاة والتي تعبر عن نفسها في جملة من الخصال ليس ما تقدم الا جزءا منها، ولا اهادن، مجموعته الشعرية الجديدة هذه تحمل كل هذه الخصال دفعة واحدة ومن جديد، لكنها تحمل خلسة، وكالحفيف، حكمة شيخ انتمى ابدا الى الحلم والى الحياة:شجراً لرملكم طويت العمرما رسمت خطاي .. سوى خطايلم تنطفىء جمرات حلمييا سواي .. ولم يكن يوماً..سوايوطن؟ومذ خمسين عاماً كان لي وطنومذ خمسين عاما كان لي منفىوما اغترب الزمانالريح بعدكمُ تلمّ غباركمُ…وما انطفأ السراجلعل شظايا القلب هي ما يتطاير هنا متسللا من بين ما يشبه الصخور، متلوياً من شدة غربته، انما ايضاً من وطأة وغلاظة اعوام تنوء بأعباء خمسة وخمسين هجيراً ولا يزال يغريها التراكم والتمدد وكما الى الابد..ها انت مرتحل .. وكم هاجرتيا لله كم دال الزمان.. وكم تهاجرماذا تبقى من لهاث العمر يا شيخ المنافيالليل يطفىء نجمه،الطرقات موحشة…وليل الصمت… ملحلكن ليالي المنافي ستغدو اكثر عتمة من الملح ومحض غبار حينما رحلت والى الابد بغتة، رفيقة العمر والدرب الطويل هذه المرة، وفي غبش اسود وتحت سماء غريبة:لم يبقغير صدى يمور وينطفىء .. نأت الديارراحت رسائلنا وعادت للغبار…من الغبارالكون منكسر وكان الوهم يوماً… ان نعودمنديلك الفضي فاتحة النهار لم ترحلين…؟العراق، الفرات، الثورة، السماوة، الابن، الزوجة، العائلة، الشعب… كل منها يأخذ مكانه الخالد والرحيب والمشمس في صدر هذا الشاعر، انما كشجوج عميقة خاصة وكصلبان محمولة على كاهل لا يريد ان يتطأطـأ مهما تنادت على ثنية غادرات السنين، وقد تعصف الريح مقبلة او مدبرة لا فرق: فما انت.. ان لم تمت واقفاً، بيد ان للألم غروره في لحظات الشدة:انا ان خسرت العمر لم أخسر خطايحاصرت منتفضاً حصاريليس من احد سوايفأنا التوازن والتناقض والمصيروانا خطايلا فسحة ابدا للهزيمة اذا، لدى هذا الشيخ الذي لم تعد له من الذكريات سوى الانهر اليابسة، وسوى زهرة من حجر، وقوارب مهجورة.. غادرتها الرياح ولا فسحة للنحيب.. انما، والى جوار القطب الاعلى للكون، الى المحيطات الشمالية المتجلدة في السويد، سيحمل هذا الجنوبي الاصل والفصل حطام نيازكه بانيا منها منفى يحمي فيه وحدته:وحدي اهوّم في سهوب الارضيا وحدي..تمر بي الوجوه وتختفيوتجوس بي الاصداء عابرةولا تفضي الى قمر يضوي الليليا وحدي.. ويسكنني الصدىويعود بي برد الجدار..الى الجدارووجها لوجه مع الريح ، و”بين سماء وارض خاوية الصدى”، ومع حقيبة هي “وطني المهاجر في الحقيبة”، ثمة حبل سري يظل يشد كاظم السماوي الى تلك الانسانية الحالمة الاولى التي لا ترى بوصلته سواها في لحظات رقاد الرياح، كما لو انها الملاذ الاول، والملاذ الاخير، والملاذ الوحيد دائماً… و(عروة بن الورد) هو الرمز بداهة هنا، بيد ان جاهلياً آخر تخطى زمانه كعروة، النابغة الذبياني، السِّماوي الآخر، هو الاقرب في رثاء الحال:تصبرت حتى مل من صبرك الصبرفماذا يقول الشعر لو هدر الشعرومن انتم؟ مر الزمان وانتم،سراب ولا ماء، وشوك ولا زهرواعلم اني من بلاد عتت بها شراذم لا فرع لديها ولا جذرويالك عملاقا تخطى زمانهكما يتخطى في مشارفه النسرهذه النبرة التي تذكرنا بوادي السماوة ورمل مفازاتها الذهبي، لم تفارق ايا من مجموعاته الشعرية الكثيرة، جاعلة من هذا الشاعر بين ابرز شعراء القصيدة العمودية العراقيين في النصف الثاني من القرن العشرين، الى جانب طاقاته الشعرية الاخرى، الا انها تتوازى مع معطى رفيع آخر في شعره، يتمثل في ذلك التعاطف التلقائي بل الانتماء الذي يأخذ شكل غناء شبه فطري وجارف في الدفاع عن الامة الكردية المضطهدة انما المقاومة، مما يميز بين نظرائه هذا الشاعر العربي المعلن انتماؤه من قبل لثورات الجزائر وفلسطين وظفار والعشرين والقرامطة والزنج.كوردستانمر العمر والايام غاربةومذ خمسين عاما كنت عاشقك المتيمكنت لي من غير ان تدرين…ولو اني ولدت وعشت ثانيةلكان اسمي على الايام…. كوردستاننعم، “شاعر القافلة الانسانية” كاظم السماوي، كما اطلق عليه اللبناني الراحل (محمد شرارة) في 1955. مستقبلاً مجموعته الاولى “أغاني القافلة” ولقد ظل وفياً لانتمائه الاول ذاك، هو المجايل للسياب ونازك الملائكة والبياتي وبلند الحيدري وهو المواكب لمظفر النواب وسعدي يوسف، لكن المتجه بحرية منذ ومضته الاولى الى اعتناق ارادة جماعية، متطلعة وحالمة وفردية وهذا لا شك به، الا انها جماعية بكل مساماتها كما هي ثورية، بينما كان هؤلاء بحماسة عفوية وتطلع مماثلين متجهين بحرية ايضاً لاعتناق تفرادتهم المباشرة، وهذا تحديداً ما سيصنع خصوصياتهم التأسيسية كاعتناقات عفوية متغايرة، انجبت جماليات متضادة غالباً، ميزت كلا من التوجهين منذ البدء رغم اوجه التقاطع العديدة الخفية منها والظاهرة التي انتمى لها جميع شعراء ذلك الجيل السخي نفسه.وهذه المجموعة الشعرية الجديدة تأتي لتؤكد تجربة شعرية متميزة ومكتملة وموقفاً لم يتردد شيخ المنافي وشاعر الانسانية العراقية الصافية كاظم السماوي في دفع ثمنه باهضاً وكاملاً وما يزال مواصلاً اصرارا رائعاً على الوفاء والعطاء.الشاعر كاظم السماوي في تقييم الكبارعبد الجبار نوريأنهُ طودٌ شامخ، وأنوار أزلية على قمة جبل قنديل، ونوارس مهاجرة على ضفتي الفراتين، وهو نموذج أنساني للمثقف الوطني سمته الأدب الواقعي اليساري الملتزم، وشيخ المنافي،التي قضمت الغربة اللعينة الخمسين من عمره التسعين بين المجر والصين وأخيرا ثلوج السويد وغاباتها الموحشة،وبذلك لُقب بشيخ المناضلين، توأم جيفارا وهوشي منه،وأعطى سلفا نصف عمره فاتورة مبصومة من سجون الدكتاتوريات المظلمة —- هو أبو رياض كاظم السماوي ولادة 1919 ورحل عن دنيانا الفانية في 15 آذار 2010، تاركاً بعده أرثاً ثقافيا ثراً مترعاً بأوسع خزانة ذهبية وماسية تحوي على سبعة أو تسعة دواوين زينت أرشيف الذاكرة العراقية والعربية والعالمية بذخائرنفيسة موسومة ببصمات سومرية بمقتربات جسور عالمية من الشعر الملحمي، وأشبه ما تكون بقصائد الملهاة، فكانت سنة 1950 كتب ديوانه الأول (أغاني القافلة)، وبعد 1958 كتب الدواوين التالية : ملحمة الحرب والسلام، إلى الأمام أبداً، فصول الريح ورحيل الغريب، قصائد للرصاص — قصائد للمطر، رياح هانوي، إلى اللقاء في منفى آخر .والمعذرة لكوني لست ناقدا أدبيا بل كاتبا وقارئا مدمنا على قراءة نتاجات مثل هذه القامات الشامخة والتي تركت بصماتها في ذاكرة الأدب والثقافة العراقية والعربية والعالمية، لذا وجدتُ من الضروري طرح هذا السؤال بغية مشاركة القاريء الكريم—- السؤال : في أية بقعة يسكن كاظم السماوي في جغرافية وتأريخ الشعر الوطني والأممي الثوري؟ متمنيا أن تكون الأجابة مرضية للبعض وهي :أولاً- يتسم شعر السماوي بمزج النشاط الوطني بالنشاط الأدبي والثقافي، بحيث لم يتمكن من أخفاء عشقه الممنوع سياسياً في جغرافية الوطن وتأريخه، فقد شرب من مرارة الغربة والبعد عن الحبيب العراق حتى الثمالة، خمسين عاما في المنفى حتى سميّ بشيخ المنافي، وهو يقترب بآهات وآلام مما تعانيه الطبقات الكادحة والفقيرة، ولم يتخلى عنهم يوما، فوجدت ترجمتها في قصائده الوطنية في حب العراق وشعب العراق، وقف شامخا متحديا الدكتاتوريات الغاشمة التي توالت على رقبة المواطن المظلوم، فتارة تجده حادياً للقافلة، وأخرى عابراً للحدود ليتصافح مع جيفارا وهوشي منه، وتلك صفات الشاعر المتمرد على الواقع المرْ، وجدتُهُ يعلمنا الصبر والمطاولة في ديوانه ” إلى الأمام أبداً “ثانياً- أن الأنسنة تكاد تؤطر جميع قصائده، فهو نموذج أنساني للأنسان المثقف، وقد أصدر ” جريدة الأنسانية ” بعد ثورة 14تموز 1958، وكتب بصوتٍ عالٍ متوّج بالعنفوان والكبرياء والتحدي أنا إنْ خسرتُ العمرَ لم أخسر خطاي — حاصرتُ منتفضاً حصاري — ليس من أحدٍ سواي — فأنا التوازن والتناقض والمصير، وتدافعت وطنيته وحبهُ للشعب الكردي أصبح من أبرز مناصري (القضية الكردية) ضد الطغيان العرقي البعثي الصدامي، لذا كتب في رثائه السيد جلال الطالاباني : مُني شعبنا بخسارة فادحة بفقدان رمز من رموز النضال الوطني، وعلم من أعلام الثقافة العراقية، لم يكفْ صوتهُ الهادر وحتى كان حبيس السجون والمعتقلات، مدافعا عن الفقراء والمعدمين، وكان صوته الصارخ بأناشيد الحرية عابر للأسوار ممجداً للأنسان، تعازي الصادقة لأسرة الفقيد ” كاظم السماوي ” ومحبيه، وأعزي نفسي بفقدان صديق ورفيق درب وكفاح —- جلال طلباني (رئيس جمهورية العراق).ثالثا- ووجدتُ كاظم السماوي في (الوطنية الأممية) هوية وعنواناً في ملحمة الحرب والسلام، وقصائد للرصاص — وقصائد للمطر، رياح هانوي، أضافة إلى كتابين الفجر الأحمر فوق هنغاريه والثاني حوار حول ماوسي تونك وبذلك وضع مقتربات جسور الثورية الأممية مع ” جيفارا وهوشي منه ” ووجدت بهذه الفضاءات الثورية أبدع حين كتب عنهُ” محمد شراره” – شاعر وكاتب حيث قال : أرأيت الزوبعة كيف تنطلق؟ والعاصفة كيف تندفع ؟ أو البركان كيف يتنفس ؟والغابة كيف تشتعل ؟ فأذا كنت قد رأيت هذه العوالم فأمزجها معا وأضف بعضها على بعض تجد أمامك كاظم السماوي الذي يسكب روحه في ( أغاني القافلة) ويذيب حياته في أحداثها، أنهُ شاعر القافلة التي تسير في طريقٍ موحش تتواثب في قلبه الأشواك، وترى في (فضائله) أرواح الضحايا، ويختلط (بنيرانه) أرواح الشهداء .رابعاً- الغربة في شعر كاظم السماوي، بالرغم من قوة هذا الجبل الذي يمشي على رجلين لم يتمكن من صد تيار الحنين لمدينته القاحلة بوابة أكبر سجن عراقي ” نقرة السلمان” مكتوبٌ على بوابتها بيت العراقيين جميعا، وهذا مقتطف نقدي ومن أروع ما قرأت للناقد والأديب الكردي ” د- نوزاد حمد عمر ” في كتابه الغربة في شعر كاظم السماوي : لقد قام الشاعر بتوظيف الأسطورة والرمز والمفارقة والتناقض، وبهذا توصلتُ إلى الأنزياحات الدلالية في أسلوبه، وعند أطلاعي على نتاجات الشعراء المعاصرين له مثل الجواهري والبياتي والسياب وجدتُ (مقاربات أدبية أبداعية، وتقنيات السرد والموضوع وظفها الشاعر كاظم السماوي في دواوينه التسعة .وقال فيه : الدكتور جورج حنا (الكاتب التقدمي المشهور): أن أشعار كاظم السماوي وبنظر الكثيرين ” هو ما يجمع بين الغايتين : أي بين اللذة العقلية والشعور النفسي وبين الألهام الذهني والفكري بحيث لا يكون الشعر قالبا فنيا فحسب بل يمتزج المتلقي مع الأحداث روحاً وفكرا في أماله وألامه، فيدفع القاريء إلى الأنتقام والثأر من الجلاد، والأرتياح عند أستلهام الآمال والتطلعات لغدٍ أفضل.وأخيراً— المنافي باتت قبور عمالقة شعراء وأدباء العراق من هادي العلوي إلى الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين —- وأليك يا أبا رياض تبقى المنافي سكن لقبورنا .المجد والخلود لشاعر السماوة، وكذلك نستلهم من شاعرنا الكبير فضاءات وأبجديات الحرية الحمراء والديمقراطية النقية والعدالة الأجتماعية لنواصل المسير في طريق الألف ميل الذي سار فيه شاعرنا ” كاظم السماوي. تصفّح المقالات تابعوا معنا مسيرة الشاعرالعراقي# كاظم_ الحجاج.. مواليد البصرة عام 1942 م.. مسيرة الشيخ #بيومي_ تهامي..شيخ طائفة الرسم والنحت علي النحاس، وآخر حرفي ينقش الرسم المصري القديم على النحاس.