معالجات تشكيلية الفنان يجمع بين تنظيم الخطوط الإيحائية وتوزيع الكتل الموحية تحول منطقي أثناء تطور فكر الفنان وهو يبني أعماله الفنية
الحدس الرمزي التكعيبي في أعمال أحمد الهواري
المغربي أحمد الهواري صاحب تجربة فنية ذات طابع خاص للغاية يفعل من خلالها الحس التوافقي.
الخميس 2021/05/20
الفنان أحمد الهواري المولود بأكادير عام 1974 يعيش بالدار البيضاء بالمغرب العربي، صاحب تجربة فنية ذات طابع خاص للغاية يفعل من خلالها الحس التوافقى، جامعا وبروعة فيما بين تنظيم الخطوط الإيحائية وتوزيع الكتل الموحية حيث يوظف الإستحداث والتجريب على مستوى صياغات وموتيفات العمل الفني والتي يقوم بإنشائها في قالب رمزي تكعيبي مرتكزا على مذاهب فنية متنوعه لبناء أعماله مجسدا الصياغة الكلية في قالب تكويني تكعيبي تحليلي تركيبي يتسم بالرمزية المطلقة متخذا إبداعا فريدا متنوعا شكلا ومضمونا ولونا خاصا للغاية ومنجذبا نحو أسلوب البحث والتجريب باعتباره منطلقاً للإدراك العقلي للعناصر الطبيعية التي يعالجها الفنان وفق القانون البنائي لها، والتي يعادلها ببناء صياغاته وموتيفاته وفق منطق تشكيلي جمالي بحت يختلف عن منطق بناء هيئة وهيكلة الصياغه في الطبيعة مصدر الإستلهام للهواري، مستعينا بالمذاهب التشكيلية المختلفة مثل التكعيبية والرمزية والتجريدية مستفيدا من تنوع وتعدد الإتجاهات الفنية في إثراء لوحاته التشكيلية، كذالك تنوع طرق الأداء التشكيلي لدى الفنان بحرية وجرأة فرضت شخصيته على العمل من خلال بناء صياغاته وموتيفاته التصميمية لعناصر الطبيعة المادية مستعينا بالمداخل التجريبية في الفن حيث تعد هذه المداخل بمثابة المنطلقات الفكرية والتقنية التي ينطلق بواسطها الهواري ليعالج مسطح لوحاته التشكيلية معملا العقل والخيال والخطوط والمساحات الإيحائية ليوظفها معا، باحثا عن صياغات جديدة تعالج قضايا التشكيل والتعبير على مسطح لوحاته برؤى ولغه مبهرة مغايرة تختلف عن الرؤى التقليدية لشكل العنصر في الطبيعة ومجسدا لواقعه ومجتمعه لينهج أساليب تنتج أعمالا تعبر عن واقع المغرب العربي ومفاهيمه وثقافاته المختلفة مجسدا إياها على المسطح التشكيلي برؤيته الخاصة والخالصة أيضا في سياق لوني وخطي مشكلا مساحات وكتل متوافقة ومنسجمه مؤكداعلى البداية الفكرية التي ينطلق منها العقل البشري للفنان ليصيغ ويحول كل عناصر الطبيعة إلي موتيفات ورموز ذات قيم فنية متنوعة بحلول متنوعة وثرية.
PreviousNext
يستخدم الفنان عناصر التشكيل من نقطة وخط ومساحة ولون وملمس، موظفا المداخل التجريبية في إنشائية لوحاته الفنية ممثله في التركيب والتجريد والتحطيم والإختزال وغيرها من المداخل الإنشائية لبناء أعماله الفنية وإيجاد علاقات مفاهيمية بينها تنقل تصوراته تجاه مجتمعه ليصل بشكل قوي ومباشر نحو ثراء وتنوع الموتيفات والصياغات حيث اعتمد الفنان على المداخل التشكيلية لأنه يتوافق مع استخدام عناصر من الطبيعة المحيطة به، لذا فقد شكلت الطبيعة من صياغات آدمية وحيوانية ونباتية وهندسية، المصدر الأساسي لدي الهواري لبناء وتعدد صياغات عناصره بمعالجات تشكيلية مختلفة تختلف تبعاً لمدركات وثقافتة، وسمات العنصر المستلهم من الطبيعة المغربية ومعالجته لها من خلال وجهت نظره الخاصة ومدى انجذاب وانفعال الفنان بهذه العناصر وانحيازه لها وتأثره بها على الرغم من اختلاف سمات كل عناصر وبيئاته المتنوعه فأن لها سمات خاصة ومميزات لكل عنصر تكون هي المحرك الأساسي أثناء معالجة الفنان لها، حيث تتفاوت نسبة التجريد في الصياغات وفي أساليب بنائها في قالبها التكعيبي والذي أنشأه الفنان بناء على قناعته بكل موتيف للتمثيل قياسا إلى قدر المشابهة والمخالفة مع مظاهر الطبيعة، فكلما زاد اعتماد الفنان على المداخل التجريبية والكيفيات الحسية لوسائط التعبير في إطار، اقتربت صياغاته من أعلى مستويات التجريد والرمزية، وهي علاقة تلقي الضوء على تحول الفنان من الإدراك البصري إلى الإدراك العقلي، وهو تحول منطقي أثناء تطور فكر الفنان وهو يبني أعماله الفنية حيث يجسد الفنان ذالك من خلال التعمق الشديد في ممارسة المعالجات التشكيلية على مسطح اللوحة لتظهر لنا الخطوط التي تأخذ مسارتها المتنوعة وتراكب الصياغات إلى جانب اللون الذي يسطو على ملامح موتيفاته بشكل يشكل هوية اللوحة في ضوء من التحليل والتفكيك وإعادة التركيب والتحطيم والتجريد والإختزال والتسطيح لعناصره وموتيفاته المستوحاة من الطبيعية في حرية تامة، تمثل وجهة نظر الفنان شديدة الخصوصية والتي تنبع من بعض عمليات الإدراك البصري والعقلي، وبمطالعة لوحات الفنان نجد أنه يختار مجموعة من العناصر البصرية يجري عليها مجموعة من المعالجات التشكيلية في سبيل التوصل إلى صياغات وموتيفات جديدة تعبر عن معنى وفلسفة خاصة للغاية لديه فمن الصعب أحياناً القيام بعملية من عمليات المعالجات التشكيلية دون اللجوء إلى عمليات أخرى معها، أي أنه من الصعب فصل هذه العمليات أثناء بناء الصياغات والموتيفات الخاصة بالفنان من خلال المعالجات التشكيلية وطرق بنائها، وهي مجموعة الإجراءات والعمليات التشكيلية التي يتبعها الفنان ليبني ويعدد وينوّع من صياغاته وموتيفاته، حيث نخلص إلى أن الهواري يعمد إلى ميكانيكية الرؤية البصرية للتعرف على العناصر والموتيفات الخاصة بلوحاتة ويقوم بتسجيلها ويتدخل في تعديل خواصها إيمانا منه بأن الحقيقة موجودة في حدود الواقع البصري وعلى الفنان أن يشكل تلك الحقيقة من خلال رؤيته ومعتقداته الفنية وهذا ما يظهر في معظم لوحاته، ونكتشف أن الفنان ملم بطرق دراسة العناصر والموتيفات ونقلها ونشرها على مسطح لوحاته بحثاً عن الجمال مع التأكيد على الجوهر المثالي للعناصر والموتيفات مع الإلمام بنسب هذه العناصر داخل أعماله وعلاقة كل عنصر بالآخر حتى يتسني للفنان أن يعالجها تشكيلياً بطريقة صحيحة من وجهة نظرة، فعندما يتجه الفنان إلى عملية الإدراك البصري للعناصر المحيطة داخل لوحاته نجدة يطوعها من حيث النسب والأحجام الخاصة بكل عنصر فني ويحسن توظيفها داخل بنائه التشكيلى قاصدا بذلك عملا فنيا يداعب مشاعر المتلقى ويجذبه نحو رؤيته الفنية مستعينا بالأسلوب التكعيبى التحليلي في معرفة المكونات الأساسية والأجزاء المركب منها كل عنصر داخل لوحاته وعلاقة كل جزء بالآخر على مسطح اللوحه وأفضل التقنيات والأساليب المطروحة على متلقي العمل من خلال وضع الخطوط العريضة والقواعد التي ضمنت هيئة وعلاقة كل عنصر وعلاقتة ببقية العناصر المضاغه داخل اللوحة، وهي مرحلة من مراحل عمل الفنان توضح نسب وقوانين وعلاقة كل عنصر من العناصر بالآخر داخل اللوحة من أجل الوقوف على العناصر الأساسية التي يتألف منها وجود الموتيفات، مما يفعّل عملية تغيير وتعديل أي موتيف أو صياغة داخل اللوحة بجانب مجموعة بسيطة من الخطوط والمساحات المستخدمه داخل البناء التشكيلى والتأكيد على التفكير في جماليات التركيب الشكلي للوحة الذي يسعى إليه الفنان ويظهر من خلال أعماله متضمنا إيحاءات متنوعة.
PreviousNext
وتعتبر هذه الخواص والإيحاءات المعبرة عن الموضوع العام الذي يقيم عليه الفنان عملياته التحليلية والإنشائية داخل لوحاته وهو ما يدركه المتلقى فور رؤية لوحاته، وأيضا يحقق للفنان المعرفة التشكيلية لتركيب الموتيف المراد تحليليه حيث يفعل لدى الفنان أكبر قدر من المعلومات البصرية عن أعماله مما يحقق بالتالي حرية الفحص والإنتقاء والتميز في العلاقات المتبادلة بين أجزاء العمل الفني وجودة بنائه، إلى جانب استكشافه للأفكار التشكيلية والإقترحات الجديدة حول أهم العلاقات التي يمكن التعبير عنها في الموتيف المصاغ حسب السياق العقلي عند الفنان والمضمون التعبيري للعنصر المراد تحليليه للوصول إلى علاقات تركيبية جديدة تثري العمل وتميزه وتصبغه بطابع الفنان.
هنا تتجسد في لوحات الفنان حالة التوازن بين المعادل التشكيلي وكل القوى التعبيرية المتضمنة للعمل التشكيلي، ونجد أن العمل التشكيلي الناتج يكون تجريديا مغلفا بطابع تكعيبي تنعدم فيه أهمية الملامح التمثيلية للموتيف الأصلي في الطبيعة ليأتي الفنان مستخدما معالجات تشكيلية في بناء لوحاته مثل التراكب والإنتشار والتجميع وتسطيح الحجوم وتبادل الشكل والأرضية واستخدام المحاور الإنشائية لإعادة تركيب الموتيفات والصياغات بشكل جديد ومستحدث يجسد أسلوب الهواري الشخصي البحت المطبوع في كل أعماله.