تطورات الخط العربي عبر العهد الإغريقي الروماني
سمر بني بكار
لقد سادت الهيلينية في بلاد سوريا ومصر وغرب آسيا وذلك بعد فتوحات الإسكندرية، أما بالنسبة لمصر فقد كان تأثير الفن الهيليني بسيطاً لقلة حماس البطالسة في نشر الرسالة الهيلينية وفنونها، لكنها انتشرت وبشكل أكثر من مصر. هذا ولم يعثر على آثار معمارية في البلاد السورية في فترة حكم الدولة السلوقية، وكانت أكثر هذه الآثار التي وجدها المنقبون تعود للفترة الرومانية، وكان من أجمل هذه الأثار وهي الموجودة في مدينة بعلبك التي عرفت بمدينة الشمس في عهد السلوقيين. كان من أهم هذه الآثار ذلك المعبد الذي وجد والذي يرجع تاريخه إلى ما قبل العصر السلوقي، ولقد تناوب الرومان على توسيعه من القرن الثاني الميلادي حتى القرن الثالث، وقد ضم هذا المعبد تمثالاً ذهبياً للإله وتفوق آثاره أي أثار أخرى وقد ظهرت على آثار حجرية التي يعلوها تيجان كورثيه. لقد أثر الطابع الشرقي على الفنون الخطية والنحتية للعهد الروماني الإغريقي، ومنها: النقوش الموجودة في بواباته بزخارف من أوراق الشجر، كما ظهرت تلك الفنون الخطية والرسوم التصويرية موجودة في جميع المدن السورية ذات الأصل العربي حضارات وفنون متأثرة بالعهد الهيليني. فقد ظهرت في مدينة تدمر أجمل الخطوط العربية من خلال آثار الحضارات التي تعاقبت على السكن في تلك البلاد، وقد ساعد الموقع المنعزل في الصحراء السورية على أن تصبح مركزاً للقوافل التي تعبر الصحراء من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق للغرب. ونتيجة للعلاقات التجارية القوية ولقد كان للتدمريين القسط الأكبر من التجارة، لأنها كانت بموقع مرموق فقد نشطت التجارة مع الهند والصينيين، وكانت النتيجة أن مدينة تدمر أصبحت من أكثر المدن ثروة في الشرق الأوسط القديم. ومن أشهر ما كان التدمريين يهتمون في النقوش والآثار المنقوشة كانوا يهتمون بتصوير وكتابة العوائل المالكة، وذلك على جدران تلك المناطق التي وصفت بخطها الأثري والجميل، والذي كان يضم بالإضافة إلى العائلة المالكة يضم الزي العسكري والنقوش التي وجدت عليه. كما ظهر من تلك الآثار في مدينة الصالحية وكانت هذه المدينة قد اشتهرت كونها منطقة تجارية هامة والتي تخترق قوافلها إلى بلاد آسيا الصغرى، كما كانت مركزاً للتجارة السلوقية، فقد مرت بها أيضاً الساسانيين واحتلوها ولذلك كانت تلك الخطوط والحضارات، وقد وجدت آثار حضارية مختلفة في تلك المنطقة من نقوش ورسوم تصويريه.