Arab-Astro
Wednesday, 19 August 2015
مقدمة ومدخل في التصوير الفلكي
Introduction to astrophotography
حشد الثريا.. تصوير خليفة القاضي
تمهيـــد:
يهدف هذا الجهد المتواضع لتقديم شرح مختصر عن أساسيات التصوير الفلكي وأهم تقنياته ومعداته خصوصا لنقص المراجع العربية المهتمة بهذا الحقل المعرفي الكبير.
قبل كل شيء… اعلم أخي القارئ أن قراءة هذا المرجع أو غيره أيضا من المراجع لن تجعلك مصورا فلكيا بقدر ما ستجعلك تفهم وتعي جيدا ما هو التصوير الفلكي، وماذا ستحتاج من معدات وبرامج كمبيوتر، فالتصوير الفلكي في نهاية المطاف مجموعة اجراءات معينة وخطوات نقوم بها على أرض الواقع، ولهذا فمن الضروري بمكان لكل من يريد فعلا أن يتعلم التصوير الفلكي أن يمارسه بنفسه.
سيغطي هذا المرجع المواضيع التالية:
-تعريف التصوير الفلكي.
-الأدوات والمعدات اللازمة للتصوير الفلكي (الكاميرات مع ذكر أنواعها وخصائصها المختلفة) فلاتر التصوير أنواعها وأهم الفروقات بينها- الحامل الثلاثي- قاعدة المنظار الفلكي وأنواعها وأهم الفروقات بينها- تتبع الأجرام السماوية والصعوبات التي تواجه الفلكي- برامج التتبع –
- تقنيات التصوير الفلكي (تقنيات التعرض الطويل- لماذا التعريض الطويل- صعوبات التعريض الطويل)
- معالجة الصور- أهم برامج معالجة الصور
تعريف التصوير الفلكي:
لعل أشد التعريفات اختصارا هو أن التصوير الفلكي هو نوع خاص من التصوير يكون موضوعه الرئيسي الأجرام السماوية المختلفة.
والتصور الفلكي يختلف باختلاف مزاوله من حيث الأهمية، فهواة التصوير الفلكي إنما يزاولونه غالبا لمجرد المتعة غالبا، فالعشور الغامر الذي يكتنف المصور الفلكي عندما يقوم بتصوير جرم يبعد مسافات سحيقة بحيث تظهر تفاصيل وألوان وحركات في ذلك الجرم كانت مستحيلة الرصد بأعتى المناظير لهو شعور لا يمكن وصفه، فهاوي الفلك بمعداته البسيطة نسبيا صار بإمكانه تصوير صور كانت قبل عقدين من الزمن حكرا على المحترفين الذين يستعملون أدوات تكلف الملايين، نحن حقا نعيش عصرا ذهبيا يشهد لجبروت العقل البشري المتعطش لمعرفة المزيد عن هذا الكون الهائل…
وأما ما يخص محترفي التصوير الفلكي فالدراسات والتجارب العلمية هي حافزهم الأول، ومن المفاجئات غير المتوقعة أن تعاطي التصوير الفلكي للمحترفين يعتبر محبطا ومملا جدا للكثير من هواة التصوير الفلكي، هذا النوع من التعاطي مع التصوير الفلكي يعني رسومات بيانية ومعادلات فيزيائية وجداول مليئة بملايين الأرقام وبرمجيات معقدة ومملة للغاية!
لقد اهتم الإنسان منذ القدم بعلم الفلك بالرغم من أن علم الفلك كعلم محدد ومتخصص تشكلت معالمه وتحدد مسائله واختصاصاته بشكل متأخر نسبيا، ولكن مع هذا فقد عرف الإنسان القديم علم الفلك ودرس حركة النجوم والكواكب وربط بين مواقعها وبين بعض الظواهر الطبيعية المختلفة كفيضان بعض الأنهار والذي كان يحضى باهتمام كبير من قبل المزارعين في تلك الفترة بالذات.
وحديثا تظهر أهمية علم الفلك كونه من بين العلوم التي تحاول الإجابة عن بعض أهم وأقدم الأسئلة التي صاحبت المسيرة البشرية مثل (من أين أتى هذا العالم؟ وما هو موقعنا فيه وإلى أين تتجه مسيرة هذا الكوكب وغيرها).
من البديهي أن علم الفلك كغيره من العلوم في تطور وتغير مستمر، ولعل من أهم ملامح التطور التي طرأت على هذا العلم مؤخرا هو ظهور حقول جديدة فيه، فعلم الفلك الراديوي مثلا يعتبر فرعا جديدا وهاما جدا في علم الفلك الحديث، وكذلك التصوير الفلكي نفسه يعتبر حديثا نوعا ما، فالتصوير الفلكي لم يظهر إلا مؤخرا بسبب أولا الحاجة الملحّة لاستخدام هذا النوع من التعاطي مع الكون وأجرامه، ثم إن الإمكانية نفسها لم تكن متاحة إلا بعد توفر الكاميرات الضوئية مؤخرا وإمكانية استخدامها في علم الفلك مما فتح مجالا واسعا ورحبا لآفاق جديدة من الدراسات والاختبارات التي أدت بالتالي إلى اكتشافات علمية كبيرة غيّرت من نظرتنا وفهمنا كثيرا لهذا الكون.
لماذا التصوير الفلكي؟
قد يتساءل البعض عن أهمية التصوير الفلكي، ولماذا ننفق أموالا طائلة وأوقاتا ثمينة عليه؟ وفي الحقيقة تكمن أهمية التصوير الفلكي في إدراك حقيقة أن الأجرام السماوية المختلفة من الكواكب وأقمارها وانتهاءا بالمجرات البعيدة والسدم وغيرها هي في الحقيقة أبعد وأكثر خفوتا مما نتخيل بكثير، والضوء الذي يصلنا منها يتعرض للكثير من المؤثرات التي تشوش عليه وتجعل من عملية رصده مباشرة بدون استخدام التصوير الفلكي مهمة صعبة وأحيانا متعذرة.
وهناك حقيقة أخرى هامة هنا، وهي أنه وحتى باستخدام أكبر المراصد الفلكية فإن الصور التي سنراها للأجرام الفلكية غالبا ستظهر للعين –بدون تصوير- باهتة لا لون فيها إلا أقل القليل في بعض الأجرام، قد تكون هذه الحقيقة محبطة للبعض ولكنها هي الحقيق التي يعرفها من جرب ورصد، ولهذا السبب وغيره نرى الأهمية البالغة للتصوير الفلكي الذي يمكننا من رؤية عجائب الكون بألوانها الزاهية الرائعة التي تأخذ الأنفاس.
التصوير الفلكي هو في الحقيقة تصوير الأجرام السماوية، وهو عملية تركيز وتضخيم وتنقية للضوء الخافت الصادر عن الجرم السماوي.
ولعله من المفيد التعرض لاحقا لأهم الصعوبات التي تواجه الفلكي أثناء عملية التصوير.
ملاحظة: أغلب المعلومات والتقنيات والأدوات التي سيتناولها هذا المرجع تخص التصوير الفلكي للهواة بشكل خاص في العموم، فأغلب محترفي التصوير الفلكي يستخدمون أدوات وأساليب تختلف عن تلك التي يستخدمها الهواة.
الأدوات اللازمة للتصوير الفلكي:
التصوير الفلكي يمكن أن يكون عملا بسيطا جدا بحيث تكفي كاميرا عادية فقط في التقاط بعض الصور الجميلة لدرب التبانة مثلا، أو من الممكن أن يكون عملية معقدة وباهظة التكلفة جدا، كل هذا يعتمد على هواية الشخص نفسه ومدى رغبته في التعمق في هذا الحقل.
كما ذكرنا قبل قليل، فأبسط أنواع التصوير الفلكي قد يكون عبارة عن التقاط مشاهد لذراع درب التبانة أو للقمر وعادة تكون مثل هذه اللقطات ما يعرف بالزوايا العريضة Wild field والتي تغطي مساحات واسعة من السماء، فكلما كانت زاوية التصوير أوسع كلما كان من الأسهل إلتقاطها وبهذا تقل الحاجة للإستعانة بقاعدة فلكية متينة ومكلفة والعكس صحيح، وعلى هاوي التصوير الفلكي أن يدرك جيدا ماذا يريد بالضبط وأن يعرف ويحدد كم من المال يريد أن ينفق ونوع الأدوات التي سيحتاجها.
ولأهمية اتخاذ القرار المناسب والخطوة الصحيحة في طريق ممارسة هذه الهواية على هاوي الفلك أن يكون على وعي تام بما يريد فعلا القيام به، لأن التصوير الفلكي حقل معرفي واسع ومتشعب وأحيانا معقد ومكلف للغاية، وحتى يتجنب الهاوي الوقوع في أخطاء قد تكلفه الكثير من الوقت والمال عليه أن يضع نفسه أمام مسؤلية الإجابة على السؤال التالي: ماذا أريد بالضبط؟ فليس هناك على أرض الواقع حزمة محددة من المعدات والإجراءات التي تناسب كل الأشخاص، فما تراه أنت مناسبا لك قد يكون عند غيرك محبطا ومضيعة للوقت والمال!
من الأمور التي تساعد الفلكي الهاوي على الاختيار الصحيح لمساره وعمق تخصصه في التصوير الفلكي هو السؤال والتجربة، وهنا تظهر أهمية النوادي والجمعيات الفلكية المحلية، والتي تمثل بيئة علمية وتثقيفية غنية بالتجارب الشخصية وثرية جدا بفرص تبادل الخبرات والعلومات التي نحتاجها، ولهذا ينصح بشدة الفلكي المبتدئ وقبل أن يقوم بشراء أي من المعدات الفلكية بشكل عام أن ينضم لأحد تلك الأندية وأن يشارك في نشاطاته وخلال تلك النشاطات وورش العمل التي تنظمها الأندية والجمعيات الفلكية سيجد الفلكي قدرا كبيرا من المساعدة من العديد من الأعضاء الذي يملكون خبرات واسعة وسيكونون سعداء جدا بتقديم يد العون والنصح، وأيضا مجرد وقوفك على معدات وأجهزة وصور الآخرين سيجعلك وبشكل لا إرادي تبلور فكرتك الخاصة عمّا تريد بالفعل.
وهذه قائمة بأهم الأدوات المستخدمة في التصوير الفلكي:
من المهم ملاحظة أن هذه الأدوات ليست كلها ضرورية ولكنها مهمة وتساعد كثيرا.
تصوير: خليفة القاضي
Camera: Nikon D7100, Lens: Tokina 11-16mm at 13mm, f2.8 Exp: 30 seconds
ISO: 4000
الصورة السابقة لذراع مجرة درب التبّانة، الصورة كما ترون تغطي مساحة كبيرة من السماء، ولهذا لم يكن مهما ولا ضروريا استخدام قاعدة فلكية هنا فالحامل الثلاثي العادي Tripod كان كافيا جدا، وعادة ما تستخدم كاميرات رقمية متغيرة العدسات DSLR في مثل هذه الحالات لأنها تسمح باستخدام إعدادات معينة تساعد في مثل هذه الظروف، وكذلك يمكن استخدام عدسات خاصة تعين كثيرا في الحصول على صورة ممتازة للمشهد المراد تصويره.
وللحصول على أفضل نتائج في تصوير الزوايا الواسعة يجب مراعات النقاط التالية: - استخدام كاميرا جيدة النوعية مثل كانون أو نيكون.
- استخدام عدسة ذات زاوية عريضة (العدسة الأعرض تكون أفضل) ويفضل أن تكون سرعة العدسة جيدة F/Ratio
- استخدام قاعدة ثلاثية Tripod فهي مهمة جدا في الحصول على صور خالية من الاهتزازات.
- يفضل استخدام جهاز تحكم عن بعد remote shutter لمنع أي اهتزاز في الصورة.
- يفضل التصوير بصيغة ملفات خام Raw لضمان أفضل جودة.
ما هي الأدوات الأساسية في التصوير الفلكي الحقيقي؟
هناك مجموعة من الأدوات الضرورية في التصوير الفلكي الحقيقي-باستخدام المناظير الفلكية ولتصوير الأجرام والمجرات البعيدة والكواكب- وهذه الأدوات هي: - منظار فلكي.
- قاعدة فلكية متينة.
- كاميرا فلكية
- كمبيوتر شخصي يحتوي على تطبيقات خاصة
- بالإضافة لكل الكوابل والتوصيلات اللازمة.
هناك بعض الإضافات غير الأساسية ولكنها في غاية الأهمية أيضا والتي بدونها قد تواجه الفلكي الكثير من الصعوبات في التصوير ومنها: - منظار التوجيه
- كاميرا لمنظار التوجيه
- مانع النّدى
- مصحح المجال ومخفّض البعد البؤري
- عجلة الفلاتر
-جهاز ضبط البؤرة الكهربائي
أنواع القواعد الفلكية Telescope Mounts
بشكل عام يوجد نوعان من القواعد الفلكية المستخدمة في حمل المنظار الفلكي، وهي: - قاعدة فلكية سمتية (أفقية-عمودية) Alt-Azimuth Mount
- قاعدة فلكية استوائية Equatorial mount
قاعدة أفقية-عودية
بالنسبة للقاعدة السمتية هي قاعدة تسمح بحركة المنظار الفلكي بشكل أفقي وعمودي في نفس الوقت، ومثل هذا النوع يستخدم في الحامل الثلاثي التقليدي للكاميرات
حيث يمكن عن طريقه تحرك الكاميرا (المنظار) في اتجاه الأعلى والأسفل واليمن والشمال، وهذا النوع في الحقيقية غير مناسب للتصوير الفلكي إلا عند التصوير الكوكبي Planetary Imaging فقط، لأنه في التصوير طويل الزمن واللازم في تصوير الأجرام البعيدة كالمجرات والسدم، فأنه يسبب ما يعرف بانحراف المجال Field rotation، وهذا العيب يجعل من هذا النوع من القواعد رغم رخص ثمنها نسبيا يجعلها ليست بالحل الأمثل لمن كان جادا فعلا في تصوير الأجرام البعيدة ، ولكنها جيدة للقيام بالرصد.
أما النوع الثاني من القواعد الفلكية فهي ما يعرف بالقاعدة الاستوائيةEquatorial Mount
وهذا النوع من القواعد الفلكية مصمم بحيث يمكن معايرة وضبطaligning القاعدة بحيث تسمح للمنظار بالدوران بشكل دقيق مع محور الأرض، وهذا الأمر هام جدا في التصوير الفلكي، لأنه يقلل بشكل كبير أي مشاكل في تتبع الجرم المراد تصويره وهو يتحرك عبر السماء في الليل.
من الأخطاء الأكثر شيوعا بين المبتدئين من هواة الفلك هو اعتقادهم المسبق أن جودة القاعدة الفلكية ليس بذاك الأهمية مقارنة مثلا بنوع وحجم المنظار والكاميرا التي سوف يستخدما، وهذا خطأ كبير يؤدي في أغلب الأحيان لوقوع الفلكي الهاوي في فخ يسبب له الإحباط وربما العدول عن ممارسة هواية الفلك!
أنواع الكاميرات:
في التصوير الفلكي يمكن استخدام أحد نوعين من الكاميرات: إما استخدام الكاميرات الرقمية العادية Digital camera (كانون أو نيكون مثلا) أو استخدام كاميرات خاصة بالتصوير الفلكي Dedicated CCD، ويكمن الفرق بين النوعين أن الكاميرات الخاصة بالتصوير الفلكي تتميز بانخفاض نسبة التشويش بها، فأغلب تلك الكاميرات الحديثة تحتوي على خاصية تبريد ذاتي وهي في غاية الأهمية لتقليل التشويش في الصور.
بالنسبة للكاميرات الرقمية العادية فإن كاميرات كانون Canon شائعة الاستخدام لتوفرها بشكل رخيص الثمن نسبيا ولكونها سهلة التعديل لاستخدامها في التصوير الفلكي، حيث يتم تغيير فلتر الأشعة تحت الحمراء IR Filterبآخر خاص وبهذا يمكن استخدمها بنجاح نسبي رغم أنها ستعاني من مشكلة الحرارة لافتقارها إلى مبرد.
النوع الآخر المخصص للتصوير الفلكي ولكونها تصنع خصيصا لهذا الغرض فهي غالبا ما تكون أكثر حساسية وكذلك تحتوي على مبرّد ذاتي في أغلب الأحيان، حيث يمكن أن يخفض حرارة حسّاس التصوير إلى 30-45 درجة مئوية تحت حرارة الجو (ليس تحت الصفر) أو حتى أكثر، وهذا الأمر في غاية الأهمية، لأن التصوير الفلكي يعتمد بالأساس غالباَ على تقنية التعريض الطويل Long exposure، هذه الطريقة تستدعي أن يستمر غالق الكاميرا Camera shutter مفتوحا أحيانا لأكثر من 15 دقيقة متواصلة، وهذا كفيل بأن يسبب ارتفاع حرارة الحسّاسsensor مما يؤدي لزيادة نسبة الضجيج الغير مرغوب فيه في الصورة الملتقطة، وهذا النوع من الضجيج يعرف بالضجيج الحراري Thermal noise، هذا الضجيج يكون تأثيره سلبيا ومتلفا للصور، ولهذا تصنع الكاميرات الخاصة بالتصوير الفلكي وتزود بمبرد خاص يعمل على تخفيض حرارة الحسّاس لأقصى حد ممكن وبالتالي تقليل نسبة الضجيج الحراري في الصورة الناتجة والذي بدوره يؤدي للحصول على نتائج أفضل وألوان أنقى وأدق.
الصورة على اليمين تعاني من قدر تشويش عالي، بينما التي على اليسار بها تشويش أقل والفرق بين الصورتان هو درجة الحرارة
يجدر بالذكر هنا أنه يمكن في التصوير الفلكي الكوكبي Planetary Imaging استخدام حتى كاميرات الويب العادية Webcam حيث يتم إزالة فلتر الأشعة تحت الحمراء والعدسة الأمامية الصغيرة، وهناك صور ممتازة جدا للقمر والمشتري وبقية الكواكب يتم تصويرها بكاميرات ويب عادية، وهي رخيصة الثمن ومتوفرة بكثرة، ويعاب عليها انخفاض حساسيتها وانخفاض عدد الإطارات التي تصورها في الثانية مقارنة بالكاميرات المصنوعة خصيصا لمثل هذا النوع من التطبيقات الفلكية كتصوير الكواكب والشمس والقمر.
Microsoft Lifecam
صورة للقمر قمت بتصيرها بواسطة كاميرة ويب عادية
أنواع كاميرات التصوير الفلكي:
كما ذكرنا سابقا فالتصوير الفلكي يمكن أن يتم بواسطة الكاميرات الرقمية العادية أو بكاميرات مصنوعة خصيصا للتصوير الفلكي، وسنخص ببعض التفصيل هنا النوع الثاني من الكاميرات أي المخصصة للتصوير الفلكي.
·Mono CCD كاميرات أحادية اللون (أبيض-أسود)
·Color CCD كاميرات تصوير بالألوان.
تعتبر الكاميرات أحادية اللون هي الأكثر شهرة في التصوير الفلكي خصوصا عند المحترفين وحتى عند الفلكيين الهواة الأكثر جدّية بخصوص التصوير الفلكي.
مميزات الكاميرات أحادية اللون:
تتميز الكاميرات أحادية اللون بأنها تعطي تفاصيل أفضل من تلك التي تنتجها الكاميرات الملونة نظرا لطبيعة تركيب وعمل تلك الكاميرات، وسأوضح لاحقا الفرق بين النوعين من ناحية التركيب الداخلي وتأثيره على جودة الصور المنتجة، بالإضافة إلى أن هذا النوع من الكاميرات تتج صورا ذات ألوان أكثر وضوحا وأفضل من حيث معايرة الألوان.
عيوب الكاميرات أحادية اللون:
بالرغم من الأهمية البالغة والشيوع الكبير لهذا النوع من الكاميرات عند المحترفين والمتحمسين من هواة التصوير الفلكي إلا أن هناك بعض العيوب في هذا النوع من الكاميرات تتلخص في التالي:
-العمل بهذا النوع من الكاميرات يتطلب على الأقل ثلاثة أضعاف الوقت اللازم للحصول على صورة ملونة لجرم سماوي مقارنة بالكاميرات الملونة!
فكل صورة نهائية “ملونة” تحتاج على الأقل لثلاثة صور بالأحمر والأخضر والأزرق RGB ليتم دمجها معا للحصول على الصورة الملونة، وهذا أيضا يعني قدرا مضاعفا من الملفات التي سيتم تخزينها ومعالجتها، وبالتالي صعوبات أكثر في إدارة تلك الأعداد الكبيرة من الملفات بشكل عام.
ففي الكاميرات الأحادية اللون نقوم بوضع فلاتر خاصة تمرر فقط لونا واحدا في كل مرة، فالفلتر الأحمر يمرر فقط اللون الأحمر إلى الكاميرا والفلتر الأخضر سيمرر فقط اللون الأخضر وأما الأزرق فسيمرر اللون الأزرق فقط، وبدمج تلك الصور الأحادية اللون (الحمراء والخضراء والزرقاء) نحصل على الصورة الملونة التي نريدها رغم أن الكاميرا التي استخدمناها لا تتج إلا صورا أحادية اللون.
وهذا أيضا يعني بالنسبة للأشخاص المتواجدين في المناطق التي تكثر فيها السحب خصوصا في الشتاء، يعني فرصة أقل للحصول على زمن كاف للتصوير. - والعيب الآخر في هذا النوع من الكاميرات أنها تحتاج لعدد من الفلاتر Filters Color وعجلة الفلاتر Filter Wheel أيضا وبالتالي ارتفاع التكلفة كثيرا عند استخدام هذه الكاميرات، فالفلاتر وعجلاتها ذات النوعية الجيدة باهظة الثمن، هذا بالإضافة طبعا لثمن الكاميرا نفسها وبقية المعدات المطلوبة.
هناك العديد من أنواع الفلاتر المستخدمة في التصوير الفلكي، منها فلاتر الألوان الرئيسية RGB ومنها فلاتر النطاق الضيق Narrow Band هذه الفلاتر تستخدم في تصوير طيف ضيّق من الألوان وهي مفيدة للتخلص من تأثير التلوث الضوئي.
وهناك نوع آخر يستخدم في التصوير الشمسي يسمى بفلتر هيدروجين ألفا Hydrogen alpha Solar filter وهذا النوع يمكّن من رؤية الثورانات الشمسية على سطح الشمس، يعاب على هذا النوع من الفلاتر أنها مرتفعة السعر كثيرا.
عجلة فلاتر:
ملاحظة:
لتوضيح أكثر بخصوص الفرق بين الكاميرات الملونة والأحادية اللّون لدينا الرسم التالي الذي يبين تركيب الحسّاسة الخاص بالكاميرات الملونة:
في الصورة السابقة نلاحظ أن الحسّاس (باللون الفضي) في الحقيقة لا يستقبل أشعة الضوء بشكل مباشر، بل يوجد أمامه ما يسمّى بمصفوفة الفلاتر Filter layer أو طبقة الفلاتر، هذه المصفوفة عبارة عن فلاتر تمرر الألوان الرئيسية الثلاثة فقط، الأحمر والأخضر والأزرق بحيث يسقط لون واحد دائما على الحساس لا أكثر في كل مرة.
كما نلاحظ من الصور السابقة فإن توزيع مصفوفة الفلاتر يمكن أن يكون بتراتيب مختلفة تعرف بأنماط ترتيب الألوان Bayer pattern، هذه الأنماط كما نلاحظ تستخدم أربعة بكسلات أحادية اللون لإنتاج بكسل واحد متعدد الألوان، ولهذا فالكاميرات الملونة أقل حساسية من الأحادية اللون لأنها (الملونة) تستخدم عددا من البكسلات (4) الأحادية لإنتاج بكسل واحد ملون، بينما في الكاميرات الأحادية اللون فإن كل البكسلات تستخدم لإنتاج الصورة في كل مرة ولهذا فهي أكثر حساسية ويفضل استخدامها كثيرا في التصوير الفلكي.
أهم الصعوبات التي تواجه المصوّر الفلكي:
عملية التصوير الفلكي عملية ممتعة للغاية وذات سحر خاص، فالتقاط صورة لمجرة تبعد ملايين السنوات الضوئية ليس أمرا عاديا أبدا، ولكن رغم كل شيء فهناك بعض الصعوبات التي تواجه المصور الفلكي وعليه التغلب عليها بشكل أو بآخر أو على الأقل تقليل تأثيرها السلبي.
أولا التلوث الضوئي Light pollution:
يعتبر التلوث الضوئي ربما العدو الأول للمصورين الفلكيين الهواة بشكل خاص، ويعرف التلوث الضوئي بأنه انتشار وانعكاس الأضواء الصناعية (أضواء المدن كإنارة الشوارع مثلا) في المكان المراد التصوير منه مما يسبب في تداخل هذه الأضواء مع الضوء القادم من الجرم السماوي مسببا صعوبة بالغة في تمييزه.
يزداد التلوث الضوئي سوءا في المناطق التي تزداد فيها نسبة بخار الماء في الجو مما يزيد من انتشار ضوء المدينة بشكل لافت.
مصادر التلوث الضوئي:
تعتبر إنارة الشوارع في المدن أهم مصادر التلوث الضوئي وهذا ما يجعل من التصوير الفلكي داخل المدن صعبا وفيه قدر كبير من التحدي.
يستحسن لتقليل التلوث الضوئي داخل المدن استخدام غلاف خارجي من الأعلى يعمل على منع انتشار الضوء للأعلى كما في الصورة السابقة.
ثانيا القمر:
يعتبر القمر وخصوصا عند اقترابه من منزلة البدر، يعتبر من أهم أسباب التلوث الضوئي، فضوء القمر يصبح كافيا لحجب غالبية النجوم وبقية الأجرام بشكل شبه كامل لعدة أيام.
لحسن الحظ يوجد حلول لمشكلة التلوث الضوئي، أهمها استخدام فلاتر خاصة تعرف بفلاتر التلوث الضوئي Light pollution Filters هذه الفلاتر تعمل على منع مرور الضوء الغير مرغوب فيه والقادم من انعكاس أنوار المدن في الغلاف الغازي.
هذه الفلاتر لها تأثير كبير في التخلص من مشكلة التلوث الضوئي، والصورة التالية تبين الفرق بين صورتين، الأولى بدون فلتر والأخرى بالفلتر لنفس المنطقة من السماء.
-مشكلة التتبع Tracking
ربما تعتبر مشكلة التتبع واحدة من أكثر التحديات التي تواجه المصور الفلكي، فكما نعرف فالقبة السماوية تتحرك بشكل مستمر، ولهذا فلتصوير أي جرم سماوي يعني بالضرورة القدرة على “تتبع” Track ذلك الجرم خلال حركته الظاهرية بسبب دوران الأرض حول محورها.
كما ألمحنا سابقا، يوجد بشكل عام نوعان من التصوير الفلكي باعتبار موضوع التصوير، تصوير كوكبي، وتصوير الأجرام البعيدة، وبالتالي فهناك اختلاف كبير في دقة التتبع التي نحتاجها في كلا النوعين، فالتصوير الكوكبي لا يحتاج لدقة بالغة جدا بخلاف تصوير الأجرام البعيدة التي تتطلب قدرا متناهيا من الدقة، ولهذا فالمعدات والإجراءت المستخدمة مختلفة بين النوعين والتي سنعرض لها لاحقا.
ملاحظة هامة:
لعله من المناسب هنا أن نؤكد مرة أخرى على حقيقة لا يعرفها إلا من جرب العديد من المناظير والقواعد الفلكية وأدرك بالتجربة الأهمية البالغة للقاعدة الفلكية التي يجب استخدمها، فالقاعدة تأتي في الترتيب الأول من حيث الأهمية من بين جميع الأدوات الفلكية التي يستخدمها الفلكي، لأنها ببسطة ستقوم بحمل كل شيئ (الكاميرات والعدسات والمنظار نفسه وبقية المعدات)، ولو لم تكن بالجودة المطلوبة فإن بقية المعدات مهما كانت عالية الجودة وباهظة الثمن ستكون مضيعة للمال والوقت والجهد، ولهذا فالعديد من المصورين الفلكيين يستعملون قواعد فلكية أغلى من المنظار الفلكي والكاميرا معا!
مشكلة الضجيج Noise problem
قد لا يعلم الكثير من هواة التصوير الفلكي أن الصور “الخام Raw” التي نحصل عليها مباشرة من الكاميرا تكون دائما مشوشة وسيئة بشكل كبير وألوانها باهتة وبها الكثير من المشاكل اللونية مهما كانت جودة وحجم المنظار الذي استخدمناها ومهما كانت جودة وكلفة الكاميرا التي صورنا بها، وهذا الأمر طبيعي وعادي في التصوير الفلكي، فالفتوتونات القادمة من الأجرام السماوية المختلفة تكون ضعيفة وتتعرض لتأثيرات تشويش مختلفة تجعل منها صورا غير ذات قيمة بدون عملية معالجة خاصة لتلك الصور للتخلص من الضجيج والتشويش والاضطرابات اللونية.
كما نلاحظ في الصورة الخام السابقة أنها برتقالية نتيجة لتأثير أضواء المدينة، وأيضا لا يوجد ألوان للمجرات ويظهر العديد من بقع الأوساخ على الصورة والتي تحتاح للإزالة لاحقا بطريقة خاصة للحصول على الصورة التالية:
ما هو الضجيج وما هي أسبابه ما هي طرق التخلص منه؟
الضجيج أو التشويش في قاموس التصوير الفلكي يعني تلك المشاكل الضوئية الناتجة جرّاء عملية التصوير نفسها، فعملية التصوير في حد ذاتها تنتج ضجيجها وتشيشها الخاص بشكل ذاتي ومحتوم بحيث لا يمكن تفادي بعضه مها حاولنا ولكن لحسن الحظ يمكن التخلص منه لا حقا.
مصادر التشويش:
مر معنا سابقا مشكلة التلوث الضوئي، وقد ألمحنا إلى أنها هي تداخل الأضواء الصناعية (أضواء إنارة الشوارع بشكل خاص) مع الضوء القادم من الجرم الذي نقوم بتصويره، هذا التداخل يعمل على “تشويش” الصورة وتقليل نسبة الإشارة أو المعلومات المهمة إلى نسبة تلك الغير مرغوبة.
من المصادر المهمة للضجيج أو التشويش هو ما يعرف بالتشويش الحراري Thermal noise وهذا النوع يعتبر من أشهر أنواع الضجيج في عالم التصوير الفلكي، ويرجع السبب في حدوثه إلى طبيعة عمل حسّاس الكاميرا نفسه، فكل أنواع الحساسات الرقمية المستخدمة في أي نوع من الكاميرات ينتج قدرا ما من التشيش الحراري لمجرد التقاط الصورة بذلك الحساس، وطبعا تختلف نسبة ذلك التشويش من حسّاس لآخر باختلاف تقنية صناعته وعوامل أخرى مختلفة.
الضجيج الحراري هو الذي تسببه الحرارة الناتجة عن سريان التيار الكهربائي عبر الحساس نفسه، ولهذا تزود كاميرات التصوير الفلكي بجهاز تبريد يعمل على الحد وبشكل كبير وفعّال من تلك الحرارة وبالتالي تقليل التشويش بشكل ملحوظ.
هناك مصادر أخرى للتشويش كالغلاف الغازي المحيط بالأرض، وهذا النوع هو الآخر أحد أشهر مصادر التشويش وأكثرها صعوبة في تفادي تأثيراته السلبية، فالتيارات الحرارية والاضطرابات الجوية وتلوث الجو بالغبار وبخار الماء كلها عوامل لها تأثير مشوش وسلبي على التصوير الفلكي.
توضيح:
هناك مفهومان هامان في قاموس التصوير الفلكي هما: جودة الرؤية الفلكية ونسبة الشفافية Astronomical Seeing and Transparency
ما هو الفرق بين الرؤية والشفافية الفلكية وما تأثيرها على علم الفلك بشكل عام؟
جودة الرؤية Seeingهي مقدرا ثبات واستقرار الغلاف الغازي، فالغلاف الغازي لا يبقى على حالة واحدة من الاستقرار، بل يتغير حسب ظروف مناخية مختلفة بشكل مستمر لعل أهم عوامله هي التيارات الحرارية المختلفة، وجودة الرؤية تؤثر وبشكل كبير على قدرة المنظار الفلكي على إظهار تفاصيل الجرم الذي يراقبه (أو يصوره)، وجودة الرؤية تحدد قدر التكبير zoom الذي يمكننا استخدامه في تلك اللحظة، فكلما كانت الرؤية جيدة كلما أمكننا زيادة التكبير والعكس صحيح.
أما الشفافية Transparency فهي نسبة نقاء وخلو الغلاف الغازي من بخار الماء والغبار، فكلما كان الجو صافية وجافا كانت الشفافية أفضل وبالتالي يمكن رؤية (تصوير) تفاصيل أفضل.
هذه الصورة توضح تأثير الرؤية على صورة نجم، في أقصى اليسار الرؤية مثالية وتنخفض باتجاه اليمين
بشكل عام كلما ظهرت النجوم في السماء أقل تلألؤا دلّ هذا على أن الرؤية والشفافية جيدة وبالتالي سنرى صورا أفضل وأدق.
البدء في عملية التصوير الفلكي:
قبل البدء في عملية التصوير سنفرّق بين التصوير الفلكي الكوكبي وتصوير الأجرام البعيدة.
ولكن سنضع هنا قائمة مع شرح سريع لأهم ما يجب توفيره من معدات للقيام بعملية تصوير فلكي ناجحة.
- الكاميرا:
يجب التأكد من أن الكاميرا جاهزة للتصوير، نتأكد من توصيلها بالكمبيوتر بنجاح وأننا قمنا بتثبيت برامج التشغيل المطلوبة (Drivers)
-القاعدة الفلكية:
نتأكد من أن القاعدة الفلكية جاهزة ومثبتة بشكل متين وجيد وأنها متصلة بالكمبيوتر بشكل سليم.
-مصدر الكهرباء:
يجب التأكد من أن لدينا مصدر كهرباء مضمون ويكفي طوال فترة التصوير، يمكن استخدام محولات كهربائية أو حتى بطاريات 12 فولت.
-الكمبيوتر:
التأكد من وجود مساحة تخزين كافية على الكمبيوتر المستخدم خصوصا عند التصوير الكوكبي لأن ملفات الفيديو التي سيتم تخزينها تكون كبيرة وتستهلك مساحة غير قليلة من مساحة القرص الصلب، كما يجب التأكد من أن بطارية الكمبيوتر مشحونة جيدا مع توفير مصدر آخر للطاقة في حالة التصوير لفترة طويلة.
-البرمجيات المستخدمة:
يجب التأكد من تنصيب كل ما نحتاجه من برامج على الكمبيوتر مع التأكد من عملها بشكل سليم وبدون مشاكل. - الكوابل والتوصيلات اللازمة:
يجب التأكد من توفر كل ما نحتاجه من كوابل وتوصيلات كهربائية وأنها تعمل كما ينبغي.
توضيح:
من الأمور المهمة قبل عملية البدء في التصوير الفلكي التأكد من موازنة المنظار الفلكي على القاعدة الفلكية، عملية الموازنة هذه مهمة جدا لضمان عملية تتبع دقيقة وكذلك لتفادي إحداث ضرر بالقاعدة الفلكية نتيجة الاختلال في ثقل المنظار، فالمنظار الفلكي عندما تثبت عليه بقية التجهيزات قد يصبح ثقيلا جدا ولو لم يتم موازنته جيدا قد يتسبب الثقل الزائد في تلف المحرك الكهربائي داخل القاعدة نتيجة لتعرضه لضغط كبير أثناء محاولته رفع الطرف الأثقل من المنظار.
يجب تحريك أثقال الموازنة يمينا وشمالا حتى نوازن المنظار على القاعدة
كما يجب تحريك المنظار نفسه للأمام والخلف حتى يتوازن على المحور الآخر
التصوير الكوكبي Planetary Imaging :
يختلف التصوير الكوكبي اختلافا كبيرا عن تصوير الأجرام البعيدة، ويكمن الفرق بينهما في حقيقة الاختلاف الجوهري بين نوعي الأجرام تلك.
الأجرام الكوكبية هنا هي كواكب المجموعة الشمسية والقمر والشمس والمذنبات والنيازك، يعني باختصار تصوير مكونات المجموعة الشمسية المختلفة.
وأما تصوير الأجرام البعيدة فهو خاص بتصوير المجرات والسدم والحشود النجمية والكوازارات.
ولهذا فالتصوير الكوكبي يعتمد بالأساس على التقاط “مقاطع فيديو” ثم معالجتها، وهنا نستخدم كاميرات خاصة وإعدادات مختلفة وبرامج معالجة مختلفة عن تلك التي نستخدمها في تصوير الأجرام البعيدة.
في التصوير الكوكبي يفضّل استخدام منظار ذو بعد بؤري كبير لنحصل على “تقريب zoom” مناسب للجرم، فهذه الأجرام بطبيعتها صغيرة جدا وتحتاج لتقريب عالي لإظهار تفاصيل أسطحها المختلفة.
من أشهر أنواع المناظير الفلكية المستخدمة في التصوير الكوكبي هو منظار شمت- كاسغرين Schmidt-Cassegrain و كذلك ماكسوتوف-كاسغرين maksutov-cassegrain
Schmidt-Cassegrain telescope
والكاميرات المستخدمة في مثل هذا النوع من التصوير هي كاميرات فيديو تتميز بحساسيتها الجيدة وسرعتها العالية في إلتقاط عدد كبير من الإطارات Frames ليتم معالجتها لاحقا بواسطة برامج مخصصة لهذا النوع من التصوير.
كاميرا تصوير كوكبي
نقوم بتجهيز المنظار الفلكي وبقية المعدات، ونوصل الكاميرا بالكمبيوتر ونتأكد من أن كل شيء على ما يرام، ثم نقوم بضبط المنظار الفلكي حسب روتين القاعدة الفلكية المستخدمة للتأكد من أن المنظار في وضع مناسب للقيام بعملية تتبع ناجحة.
بعد التأكد من ضبط ومعايرة المنظار الفلكي والقاعدة الفلكية نقوم بتوجيه المنظار نحو الجرم المراد تصويره إما يدويا أو اوتماتيكيا حسب نوع القاعدة الفلكية المستخدمة، ولو كان كل شيء على ما يرام يجب أن تكون القاعدة الفلكية قادرة الآن على تتبع الجرم وتبقيه فترة كافية ضمن مجال رؤية الكاميرا التي نستخدمها في التصوير.
عملية ضبط البؤرة Focusing
هذه العملية واحدة من أهم خطوات أية عملية تصوير فلكي، وللأسف يتجاهل بعض الهواة أهمية تلك العملية مما يؤدي في النهاية للحصول على صور مشوشة وغير جيدة!
لا يريد أحد أن يمضي عدة ساعات في الخارج تحت البرد القارص ليحصل في نهاية المطاف على صور باهتة نتيجة عدم ضبط بورة الصور بشكل جيد، ولهذا ينصح وبشدة بأخذ كل الوقت اللازم والتأني في القيام بعملية تعديل البؤرة، ولحسن الحظ يوجد بعض المعدات التي تساعد وبشكل كبير في ضبط البؤرة أهمها استخدام ما يسمى بقناع باثينوف Bahtinov mask، هذه الأداة تمكن من القيام بضبط البؤرة بسرعة ودقة بالغة وهي رخيصة الثمن وسهل الاستخدام.
هذا القناع عبارة عن قطعة من البلاستك بها فتحات خاصة، يوضع هذا القناع أمام المنظار أثناء عملية ضبط البؤرة فتظهر صورة النجوم بشكل علامة X ثلاثية كما في الصور التالية:
وللحصول على بؤرة صحيحة يجب أن تتوزع الثلاث أشعة بشكل متساوي كما في الصورة التالية:
كذلك من الأدوات المهمة المساعدة في عملية ضبط البؤرة جهاز تعديل البؤرة الكهربائي Autofocuser هذا الجهاز يمكننا من تعديل البؤرة دون الحاجة إلى لمس المنظار باليد، لأن لمس المنظار باليد يؤدي دائما إلى اهتزاز الصورة وبالتالي صعوبة معرفة ما إذا حصلنا على بؤرة جيدة أم لا.
بعض أجهزة ضبط البؤرة يمكن حتى توصيلها بالكمبيوتر والقيام بعلية الضبط باستخدام برامج خاصة مما يجعل عملية ضبط البؤرة سهلة ودقيقة.
بعد التأكد من أننا حصلنا على بؤرة جيدة تأتي الآن عملية اختيار الهدف Target أو الجرم الذي نريد تصويره، والتأكد قبل بدء التصوير أن القاعدة الفلكية تقوم بتتبع ذلك الجرم بشكل مناسب ودقيق كفاية لعملية التصوير التي نرغب بها.
في حال استخدام كاميرا أحادية اللون وعجلة فلاتر يجب التأكد من أن عجلة الفلاتر موصولة بشكل جيد وأنها تعمل على ما يرام وأن ترتيب الفلاتر قد تم بالشكل الصحيح حتى نتفادى خلط الملفات التي سنحصل عليها لأنه يصعب جدا لاحقا معرفة نوع الفلتر المستخدم مما يعني صعوبة بالغة في معالجة تلك الملفات.
من أشهر برامج التصوير الكوكبي برنامج FireCapture وهو برنامج مجاني وسهل الاستخدام وبه العديد من الوضائف المفيدة، وسأفرد هذا البرنامج بشرح خاص في مؤلف منفصل.
FireCapture Software
نبدأ عملية التصوير بعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام لنحصل في النهاية على عدد من ملفات الفيديو والتي سنقوم بمعالجنها لاحقا للحصول على الصور النهائية.
ملاحظات هامة: - عند تصوير كوكب المشتري يجب أن لا نقوم بتصوير مقطع فيديو طويل نسبيا (يختلف طوله في الحقيقة حسب البعد البؤري المستخدم) لأن كوكب المشتري يدور حول نفسه بسرعة كبيرة جدا، ولو قمنا بتصويره لفترة أطول من اللازم فسيتغير سطح الكوكب على الفيديو وبالتالي سنحصل على صورة مشوهة للكوكب.
يفضل أن لا يزيد طول مقطع الفيديو الواحد عن 60 ثانية في أغلب الأحيان. - كل جرم من أجرام النظام الشمسي يحتاج لإعدادات مختلفة عن الجرم الآخر لأختلاف تلك الأجرام كثيرا في حجمها وشدة لمعانها.
- بعد التقاط مقطع الفيديو للجرم نقوم بمعالجة ذاك المقطع للحصول على الصورة النهائية، وعملية المعالجة الرئيسية تعرف بعملية “التكديس Stacking ” هذه العملية جد مهمة وأساسية في التصوير الفلكي، وبعدها تأتي عملية المعالجة النهائية Post processing والتي سنقوم خلالها باللمسات النهائية للصورة كتعديل الألوان والإضاءة وغيرها.
تصوير الأجرام البعيدة Deep sky imaging
كما سبق وأوضحنا فهذا النوع من التصوير يخص أنواعا أخرى من الأجرام الفلكية هي المجرات والسدم والحشود النجمية وغيرها، هذا النوع من التصوير يختلف بشكل كبير عن التصوير الكوكبي، ففي هذا النوع من التصوير نقوم بإلتقاط صور وليس مقاطع فيديو، هذه الصور يجب أن تؤخذ بتعريض زمني طويل نسبيا Long exposure time فالأجرام البعيد أكثر خفوتا بكثير من الأجرام الكوكبية وبالتالي نحتاج لترك غالق الكاميرا camera shutter مفتوحا فترة زمنية طويلة نسبيا لضمان وصول قدر كافي من أشعة الجرم البعيد إلى حسّاس الكاميرا.
من المهم هنا توضيح أهمية تقنية التعريض الطويل، ما لها من مميزات وما تسببه من مشاكل.
تخيل أنك تقوم بتصوير مجرة المرأة المسلسلة (أندروميدا) M31 مثلا، تلك المجرة رغم ضخامتها فهي تقع على بعد أكثر من 2 مليون سنة ضوئية، تلك المسافة الهائلة التي يقطعها الضوء وخصوصا عند مروره بالغلاف الغازي للأرض يتعرض للتشتيت والتشويش بشكل كبير فلا يصل إلى الأرض هنا إلا أقل القليل منه، ولهذا السبب وغيره تلح الحاجة إلى أن نلجأ إلى التعريض الطويل لأنه يضمن فترة كافية نسبيا لأشعة الجرم السماوي البعيد أن تصل إلى حساس الكاميرا.
هذه التقنية (التعريض الطويل) فعالة للغاية في التصوير الفلكي وهي تستخدم في جميع المراصد حتى العملاقة وحتى باستخدم منظار الفضاء هابل نفسه!
على الرغم من الفعالية الكبيرة لفكرة التعريض الطويل إلا أنها بطبيعتها تخلق مشاكلها الخاصة للأسف الشديد، وأهم تلك المشاكل هي:
مشكلة التتبع ومشكلة التشويش الحراري، وكنت قد أشرت سابقا في هذا المرجع إلى كلا المشكلتين، وهنا سأقوم بتوضيح أكثر حولها.
مشكلة التتبع في التصوير البعيد:
وضّحنا سابقا أن الأجرام البعيدة ضوؤها خافت ولهذا نحتاج لتقنية التعريض الطويلة لتصويرها، لكن تخيل معي أنك تحتاج لإبقاء غالق الكاميرا مفتوحا لـ10 دقائق كاملة مثلا وأنت تصور جرما سماويا، هل تدرك حقا حجم الصعوبة الهائلة التي ستواجهها في إبقاء حساس الكاميرا متجها وبشكل دقيق جدا نحو الجرم طوتا تلك الفترة مع حركة القبة السماوية المستمرة؟!
الدقة المطلوبة هنا دقة غير اعتيادية، ففي الفترة التي يبقى فيها الغالق مفتوحا سيكون أبسط خطأ مهما كان صغيرا سببا في ظهور صور مشوّهة على الحساس، لأن الحساس مستمر في إلتقاط الفوتونات وأي اهتزاز أو خطأ في التتبع سيؤدي لا محال إلى سقوط الفوتونات على أماكن مختلفة على الحساس غير تلك التي كانت تسقط عليها، وفي الصور التالية توضيح لتلك المشكلة:
نلاحظ في الصورة السابقة شكل النجوم وكيف تبدو مستطيلة نتيجة خطأ التتبع، إذ لو كان التتبع دقيقا كفاية لظهرت النجوم بشكل مستدير كما في الصورة التالية:
ما هو الحل إذا؟
لحسن الحظ هناك طرق يمكن بها التّغلب على مشكلة التتبع، وأهم هذه الطرق هي:
أولا استخام قاعدة فلكية جيدة، فالقواعد الرخيصة لن تمكنك من التصوير بشكل جيد لأنها حتما ستعاني من اهتزازات وأخطاء في التتبع وستضيع وقتك ومالك بسببها.
الطريقة الثانية هي الاستعانة بتقنية التوجيه الذاتي Autogudging هذه التقنية تجعل من عملية التتبع عملية سلسة وسهله وتعطي نتائج ممتازة، وسأوضح في الفقرة التالي بالتفصيل هذه التقنية وماذا نحتاج للقيام بها على الوجه الأكمل وسأشرح قبل كل شيء مبدأ هذه التقنية وكيف تعمل.
التوجيه الذاتي Autoguiding
كما وضحنا قبل قليل، فعملية التتبع التي يتطلبها تصوير الأجرام البعيدة يحتاج قدرا كبيرا جدا من الدقة، وفي الحقيقة حتى باستخدام قواعد فلكية باهظة الثمن تبقى الفترة التي يمكن تصويرها بدون توجيه ذاتي محدودة للغاية، فمهما كانت جودة صناعة القاعدة الفلكية لا بد أن توجد بها نسبة ولو صغيرة من الأخطاء المكيكانيكية والتي تتراكم طوال فترة التعريض مسببة مشاكل في الصور، وكذلك هناك أمر آخر، وهو أن دقة أي قاعدة فلكية تعتمد على عدة عوامل من أهمها هي دقة معايرتها من قبل المصور الفلكي نفسه، ولهذا فمن الصعب جدا أن يقوم المصور بمعايرة القاعدة الفلكية بحيث يتخلص وبشكل نهائي من مشاكل في التتبع حتى لو كانت القاعدة نفسها خالية من الأخطاء الميكانيكية الصغيرة وهذا ما يتعذر في الواقع تقريبا، وعملية المعايرة الدقيقة للقاعدة الفلكية عملية صعبة ومعقدة وتستهلك وقتا طويلا، ولهذا فالحل الأمثل هنا والأقل كلفة هو الاستعانة بالتوجيه الذاتي الذي يكلف القليل من المال والجهد ويعطي نتائج ممتازة إذا ما تم بالشكل الصحيح.
ما هو التوجيه الذاتي وماذا نحتاج للقيام به:
التوجيه الذاتي هو استخدام منظار آخر صغير يوضع على نفس المنظار الفلكي الرئيسي ويوصل بكاميرا صغيرة تتصل بدورها بجهاز كمبيوتر والذي بدوره يحتوي برنامجا خاصا يقوم بعملية توجيه القاعدة الفلكية بحسب الصور التي ترسلها له كاميرا التوجيه.
منظار التوجيه باللون الأبيض
القاعدة
Mount
برامج التوجيه
Software
منفذ التوجيه الذاتي
Autoguider port
منظار التصوير الرئيسي
Main Imaging Telescope
كاميرا التصوير الرئيسية
Main Imaging Cam
منظار التوجيه
Guide scope
كاميرا التوجيه
Guide Cam
هذا هو الأسلوب الأكثر شيوعا للتوجيه الذاتي، كما يوجد طريقة أخرى لا نحتاج فيها لمنظار صغير آخر بل نستعين بجهاز يحتوي على منشور زجاجي صغير يوضع أمام الكاميرا في المنظار الذي نستخدمه للتصوير، ويعمل ذلك المنشور على عكس جزء من الضوء القادم من المنظار إلى كاميرا التوجيه كما في الصورة التالية:
هذه الطريقة أكثر دقة في التتبع لكنها أكثر كلفة وأصعب من حيث التجهيز، ويسمى الجهاز المستخدم هنا بالموّجه المدمج off-axis guider
في الطريقة الأكثر شيوعا للتوجيه الذاتي يتم تثبيت منظار التوجيه (منظار كاسر صغير وخفيف الوزن) على منظار التصوير الرئيسي بشكل متين بحيث لا يحدث أي اهتزاز أو انحراف لاحد المنظارين دون الآخر مما سيؤدي لاضطراب عملية التوجيه لا حقا، ولهذا يفضل استخدام معدات تثبيت جيدة ومحكمة لضمان أن كلا من المنظار الرئيسي ومنظار التوجيه مثبتان ببعضهما البعض بشكل متين ومحكم ولا يوجد أي حركة بينهما أبدا.
بعد تثبيت منظار التوجيه يتم تثبيت كاميرا التوجيه في منظار التوجيه، كما يجب التأكد من ضبط بؤرة منظار التوجيه والتأكد من أن كاميرا التوجيه هي الأخرى قد تبتت بشكل محكم وجيد، بعد هذا يتم توصيل الكوابل المطلوبة، فيتم توصيل كيبل من كاميرا التوجيه إلى جهاز الكمبيوتر، وتوصيل كيبل آخر خاص من منفذ التوجيه في الكاميرا إلى منفذ التوجيه في القاعدة الفلكية.
في جهاز الكمبيوتر يتم تثبيت أحد برامج التوجيه ومن أشهرها على الإطلاق برنامج PHD (Push Here Dummy) هذا البرنامج مجاني وسهل الاستخدام سأفرده هو الآخ بشرح منفصل.
بدء عملية التوجيه الذاتي:
بعد التأكد من أن منظار التصوير الرئيسي متجه نحو الجرم المطلوب وأن كل شيء على ما يرام نقوم بتشغيل برنامج التوجيه، هذا البرنامج سيقوم بتشغيل كاميرا التوجيه وسيقوم بتحميل فيديو مباشر من كاميرا التوجيه عبر منظار التوجيه، نختار أحد النجوم الظاهرة في الفيديو المباشر ليبدأ برنامج التوجيه في عملية “معايرة” القاعدة الفلكية بإعطاء توجهات في اتجاهات مختلفة ويحسب عن طريق تسجيل حركة النجم الذي اخترناه على الحساس، يحسب اتجاه ومقدار حركة القاعدة الفلكية وعندها يتمكن من معرفة اتجاه ومقدار التصحصحات التي سيتم إرسالها عبر كاميرا التوجيه إلى القاعدة الفلكية كلما تم احتساب أي خطأ في حركة القاعدة.
بعد الانتهاء من المعايرة يبدأ البرنامج عملية التوجيه، فيقوم بشكل مستمر بمراقبة موقع ذلك النجم الذي اخترناه، وكلما حدث ولو قدر بسيط من الانزياح عن الموقع الأصلي لذلك النجم يرسل البرنامج أمر تصحيح (Correction pulse) للقاعدة الفلكية فيرجع النجم لموقعه الاصلي بكل دقة.
عندما تأكد من أن عملية التوجيه الذاتي قد بدأت بنجاح وأنها مستمره بشكل جيد بعدها نبدأ عملية التصوير بالكاميرا الرئيسية على المنظار الرئيسي ونضمن أنه خلال فترة التعريض التي سوف نستخدمها سيظل المنظار الرئيسي متجها تماما نحو الهدف ويتبعه بدقه عالية لنحصل على الصور المطلوبة في نهاية المطاف.
برنامج PHD وهو يقوم بعملية التوجيه
عند البدء في عملية تصوير الأجرام البعيدة يجب ضبط إعدادات كاميرا التصوير الرئيسية، فكل نوع من هذه الكاميرات يأتي مع برمجيات خاصة لتشغيله، كما يوجد برامج أخرى عامة تشغل أكثر من نوع من الكاميرات.
من الأشياء التي يجب ضبطها قبل بدء التصوير هو تحديد درجة حرارة الكاميرا، فمثلا في كاميرا QHY8L أضبط الحرارة على -20 درجة مئوية، طبعا هذه الدرجة ليست تحت الصفر بل دون حرارة الجو الحالية، ثم نترك الكاميرا لبعض الوقت حتى تستقر درجة الحرارة.
بعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام نبدأ عملية إلتقاط الصور حسب زمن التعريض الذي اخترناه وحسب العدد الذي نريده.
وفي نهاية عملية التصوير يجب أن نحصل على عدد من الملفات الخام والتي سنقوم بمعالجتها لاحقا.
ملاحظات عامة:
- يجب التأكد من أن هناك مساحة كافية على القرص الصلب لتخزين الملفات أو الفيدهات التي نقوم بتصويرها.
- من الجيد العمل على تنظيم الملفات بشكل جيد في أدلة تحمل أسماء واضحة حتى تسهل عملية معالجة الصور والفيدوهات لاحقا لأنها سوف تصبح كثيرة العدد ومتراكمة وسيصعب فرزها وتنظيمها لاحقا.
- لا يستحسن أبدا ضغط ملفات الصور أو الفيدهات التي نحصل عليها، فعلية الضغط تتلف نسبة غير قليلة من المعلومات الهامة التي كنا حريصين جدا على الحصول عليها أثناء عملية التصوير نفسها.
- من الجيد والمريح الاستعانة بكمبيوتر ذا قدرة معالجة قوية، فالعديد من عمليات المعالجة تحتاج لوقت طويل جدا واستخدام كمبيوتر بطيء يجعل من عملية المعالجة مملة للغاية وتسبب تشتت الأفكار.
قبل عملية التصوير أوحتى الرصد من الجيد أن نلتفت إلى الآتي:
أن يكون الجرم عاليا في السماء قدر الإمكان:
فالأجرام التي تكون قريبة من الأفق تكون باهتة وغير واضحة بسبب تأثير الغلاف الغازي عليها، ولهذا يستحسن الانتظار حتى يرتفع الجرم عاليا في السماء.
تجنب تصوير أو رصد الأجرام التي تقع مباشرة أعلى المباني العالية كالعمارات والمصانع:
والسبب أن تلك المباني تكون عادة مصدرا للحرارة أثناء الليل، إما بسبب اشعاها للحرارة التي امتصتها أسطحها الكبيرة أثناء النهار أو بسبب التدفئة التى تستخدم أثناء الليل خصوصا في فصل الشتاء، تلك الحرارة المنبعثة لها تأثير جد سلبي على صورة الأجرام السماوية.
يفضل أن يوضع المنظار الفلكي على أرض غير اسمنتية، فهذه الأماكن تخزن كميات كبيرة من الحرارة أثناء النهار وتشعّها أثناء الليل، وتلك الحرارة المنبعثة عنها كما قلنا لها تأثير سلبي على أداء المنظار الفلكي، ولهذا يستحسن اختيار أراضي عشبية مثلا.
يجب التأكد من تبريد المناظر الفلكي قبل بدء التصوير أو الرصد:
هذه النقطة في غاية الاهمية، فالمنظار عندما يكون داخل البيت (أو المخزن) يكون مرتفع الحرارة بشكل ملحوظ مقارنة بحرارة الجو في الخارج خصوصا في الشتاء، وعند أخذ المنظار للخارج يكون هناك فرق بين حرارة المنظار من الداخل وحرارة الجو، ذلك الاختلاف في الحرارة يسبب اطراربات في الصورة التي ينتجها المظار وبشكل كبير، ولهذا ينصح وبشدة ترك المنظار في الخارج فترة كافية حتى يبرد وتصبح حراراته مساوية تماما لحرارة الجو.
الملاحظات السابقة لا تخص نوع من التصوير دون الآخر، بل هلى أيضا مفيدة حتى في عمليات الرصد بدون تصوير للحصول على أفضل أداء لأدواتنا الفلكية المختلفة.
ملاحظة هامة:
أول عمليات المعالجة الأولية للصور الخام ولملفات الفيديو هي عملية التكديس Stacking process نقوم بها في كلا نوعي التصوير، الكوكبي والأجرام البعيدة، وسأوضح في الفقرة التالية ما هي عملية التكديس ولماذا هي في غاية الأهمية.
التكديس Stacking:
لقد ألمحت سابقا في هذا المرجع أن الصور الخام التي نحصل عليها تكون دائما ليست جيدة وبها الكثير من المشاكل الضوئية والتشويش وغيرها، ولهذا يقوم المصورون الفلكيون بالعديد من الاجراءات والعمليات لتحسين تلك الصور.
من أهم العمليات التي تؤدي بشكل ملحوظ وفعّال إلى تحسين الصور الخام و “زيادة نسبة المعلومات إلى لتشويش”Signal to noise ratio” هي عملية الكتديس، والتكديس يقصد به هو دمج العديد من الصور لنفس الجرم بطريقة معينة تضمن زيادة نسبة والمعلومات المهمة في الصورة على حساب نسبة التشويش والضوضاء وبالتالي تحسين جودة الصورة بشكل عام.
في الصور السابقة نلاحظ أن زيادة عدد الإطارات “الصور” المكدّسة يحسّن جودة الصورة بشكل ملحوظ.
إن عملية التكديس هي أول عملية معالجة تقريبا نقوم بها بعد التقاط الصور أو مقاطع الفيديو، ولحسن الحظ يوجد العديد من براج التكديس مجانية وسهلة الاستخدام نسبيا، كما يوجد العديد من الشروحات المتوفرة مجانا أيضا لطريقة استخدام تلك البرامج.
توضيح هام:
هناك جدل واسع بين هواة التصوير الفلكي على صفحات الانترنت بخصوص السؤال الذي يتكرر كثيرا، أيهما أفضل، زمن تعريض قصير نسبيا وعدد أكبر من الصور، أم العكس؟ أي زمن تعريض أطول وعدد صور أقل؟
في الحقيقة لا توجد إجابة واضحة يتفق عليها الجميع، ولكن الغالبية تتفق أن الأمر يتعلق بالبيئة التي نصور فيها ونوع الكاميرا ومتغرات أخرى كثيرة، وبالتالي تكون القاعدة بشكل عام هنا هي:
في المناظق التي يزداد فيها التلوث الضوئي نقلل زمن التعريض ونزيد عدد الصور، وفي الأماكن التي يقل فيها التلوث الضوئي نزيد زمن التعريض ونقلل عدد الصور.
وفي الرسم البياني التالي توضيح تقريبي حول معدل زيادة نسبة الإشارة إلى الضجيج مقابل زمن التعريض المستخدم:
المصدر:
http://www.cloudynights.com/topic/496671-considerations-for-optimal-exposure-length-for-oscdslr-cameras/
ملاحظة: سأقوم بكتابة مرجع منفصل يبين وبشكل مفصل طريقة استخدام بعض برامج التكديس.
من بين أشهر برامج التكديس المستخدمة في التصوير الكوكبي هو برنامج RegiStax 6 وهو برنامج صغير ومشهور جدا ومجاني أيضا.
كذلك هناك برنامج AutoStakkert وهو أيضا مجاني وممتاز وسهل الاستخدام.
المعالجة الأولية للصور Pre-processing
سنخصص هذا الجزء لتوضيح وشرح عملية المعالجة الأولية للصور الخام التي حصلنا عليها من عملية تصوير الأجرام البعيدة، لأن هذا النوع من التصوير يحتاج للكثير من عمليات المعالجة بخلاف تلك التي نحصل عليها عند التصوير الكوكبي.
كما سبق وبينا سابقا فالصور الخام التي نقوم بتصويرها لأي جرم سماوي ستكون بها مشاكل لونية وتشويش وتحتاج لعملية تسمى بـ”المعايرة” Calibration وعملية المعايرة هذه مهمة جدا ولا يمكن الاستغناء عنها….
قبل القيام بعملية المعايرة يجب أن نفهم جيدا فائدة تلك العملية، ولفهمها يجب أن نفهم جيدا نوع
المشاكل التي تعاني منها الصور الخام وبالتالي الحاجة لمعايرتها بطريقة معينة تضمن صورا جيدة أكثر جودة وأقل مشاكل وجاهزة لعملية المعالجة النهائية لاحقا.
أهم مشاكل الصور الخام هي الضجيج الحراري Thermal noise وقد شرحنا سابقا سبب هذا النوع من التشويش وقلنا أن تزويد الكاميرا بمبرد للحرارة يقلل من تأثير ذلك التشويش إلى حد كبير، ولكن في الحقيقة في أغلب الأحيان لا يتم التخلص نهائيا من تأثير ذلك الضجيج ويبقى أثره الواضح على الصور الخام، كما أن هناك نوع أخر من المشاكل نحتاج للتخلص مها، وهي مشكلة تضليل الحواف Vignetting وكذلك ظهور آثار الغبار والأوساخ على عدسات المنظار أو حتى على حساس الكاميرا نفسه كما في الصورة التالية:
نلاحظ في الصور السابقة وجود تضليل في الزوايا الأربعة للصورة وأيضا في حواف الإطار نفسه
كل هذه المشاكل في الصور الخام يعصب كثيرا تفادي حدوثها، ولكن لحسن الحظ يمكن التخلص منها بعملية المعايرة التي نقوم بشرحها الآن.
كيف تتم عملية المعايرة؟
رأينا أن هناك على الأقل نوعان من المشاكل التي تظهر في الصور الخام، التشويش الحراري ومشكلة تضليل الحواف والبقع التي يسببها الغبار، ولكل من هاذين النوعين نحتاج لنوع معين من إطارات أو صور معايرة خاصة به Calibration frames
الضجيج الحراري ينقسم إلى نوعين، نوع سببه حرارة التقاط الصورة نفسها، والآخر سببه عملية التعريض الطويل للصورة، وكل من هاذين النوعين يختلف عن الآخر في طريقة التخلص منه.
النوع الأول أسميه بـ”الضجيج الأولي أو الأساسي” Bias noise هذا النوع من التشويش الحراري سببه طبيعة عمل الحساس، فالحساس وهو يستقبل فوتونات الضوء عندما تكون الكاميرا تعمل يحدث تشويشه الخاص حتى بدون تعريض.
وللتخلص من هذا النوع من التويش نستعين بما يسمى بالصور الأولية Bias frames.
كيف نحصل على الـBias frames:
1- نقوم بتغطية فتحة المنظار الفلكي لنمنع وصول أي ضوء إلى حساس الكاميرا.
2- نحدد أقل زمن يمكن للكاميرا أن تصور به (في الكاميرات الفلكية هذا الزمن هو 0 ثانية).
3- نقوم بتصوير عدد من الصور بحيث تكون سوداء ومظلمة بالكامل لأننا غطينا المنظار وكذلك لأننا صوّرنا بأسرع ما يمكن للكاميرا تصويره من زمن.
4- يجب أن نقوم بتصوير هذه الإطارات بنفس درجة الحرارة التي صورنا بها الصور الخام نفسها والتي نريد معايرتها لأن تغير الحرارة يعني تغير التشويش وهذا ما لا نريده لأننا نريد نفس القدر من التشويش ليتم التخلص منه بالضبط.
النوع الثاني من إطارات المعايرة هو الإطارات السوداء أو القاتمة Dark frames
هذا النوع من الإطارات سوف نستخدمه للتخلص من التشويش الحراري الناتج عن عملية التعريض الطويل الذي قمنا به أثنا عملية تصوير الجرم.
كيف نحصل على الـDark frames:
1- نغطي فتحة المنظار الفلكي لمنع وصول أي ضوء إلى حساس الكاميرا
2- نستخدم نفس زمن التعريض في الصور التي نريد معايرتها ونفس درجة الحرارة.
3- نصور عدد من الإطارات السوداء، في الحقيقة ليس هناك عدد معين، ولكن المهم أن لا يكون العدد قليلا جدا بحيث لا يكون كافيا، فنصور 10 أو 15 إطارا على الأقل.
النوع الثالث من إطارات المعايرة هو الإطارات المستوية أو المسطّحة Flat frames
هذ النوع من الإطارات ربما هو الأصعب من حيث طريقة الالتقاط، والهدف منها هو التخلص من مشكلة تضليل الزوايا وآثار الغبار والأوساخ الظاهرة على الصورة.
كيف نحصل على الـFlat frames:
- نوجّه المنظار إلى مصدر ضوء متساو.
- نقوم بالتقاط عدد من الإطارات (الصور) 20 صورة مثلا
- لا يهم في هذا النوع من الإطارات درجة الحرارة ونستخدم زمن تعريض بحيث نحصل على الصور المطلوبة، ويختلف زمن التعريض باختلاف شدة لمعان مصدر الضوء وبعد المنظار عنه.
- من المهم جدا أن لا يتم تعديل البؤرة ولا زاوية الكاميرا عن تلك التي استخدمناها في إلتقاط صور الجرم، لأن أي تعديل في البؤرة أو زاوية الكاميرا يعني أن مكان الغبار والأوساخ الظاهرة على الصور لن تتطابق عند عملية المعايرة وبالتالي ستفشل عملية إزالتها بل ستسبب مشاكل إضافية للصور التي نريد معايرتها.
إن الغرض من التقاط كل إطارات (صور) المعايرة هو في الحقيقة الحصول على “صورة” قريبة جدا لمكان وجود التشويش والمشاكل بالصور الخام التي نريد معايرتها، وبهذه الطريقة يمكن لبرنامج المعايرة أن يقوم بمقارنة صور المعايرة بالصور الخام ويكون قادرا على إزالة آثار التشويش وبقع الغبار منها.
من أشهر برامج معايرة الصور برنامج Deep sky stacker وهو برنامج مجاني وسهل الاستخدام وسأقوم بوضع شرح مفصّل لكيفية استخدامه في مرجع منفصل، وبعد استخدامه سوف نحصل على صورة واحدة نهائية حيث تم تكديس كل الصور الخام وتمت معايرتها جميعا.
Deep sky stacker software
أثناء عملية المعايرة سنقوم بتحميل الصور الخام وصور المعايرة إلى برنامج المعايرة والذي سيقوم بعملية معقّدة يتم فيها (طرح) أو إزالة التشويش والعيوب التي يجدها في الصور الخام وذلك بالاستعانة بصور المعايرة التي قمنا بتجهيزها مسبقا، وبعد الانتهاء من عملية المعايرة لكل الصور الخام التي قمنا بإلتقاطها سيقوم برنامج التكديس هذا بدمج تلك الصور في صورة واحدة نهائية ونكون قد انتهينا من عملية المعالجة الأولية للصور، ولو تمت عملية المعايرة والتكديس بنجاح سنكون قد حصلنا على صورة واحدة خالية من أغلب المشاكل التي كانت تعاني منها، وإلى هذه النقطة نكون قد وصلنا إلى المرحلة الأخيرة من مراحل معالجة الصور وهي المعالجة النهائية.
مخطط إطارات المعايرة
المعالجة النهائية Post-processing
تعتبر عملية المعالجة النهائية للصور عملية أساسية وهامة للغاية لإخراج الصور الفلكية بالشكل المناسب، فبالرغم من قيامنا بعملية المعايرة والتخلص من نسبة كبيرة من التشويش وغيرها، تبقى الصور في حاجة للمزيد من المعالجة وذلك لأنها لازالت تعاني من عدم ضبط الألوان والتباين وكذلك تحتاج لإظهار كل محتويات الصور المختفية بسبب طريقة تخزين المعلومات في الصور الخام.
إن عملية المعالجة النهائية تعتبر أصعب العمليات، ويرجع السبب في ذلك لحقيقة أن كل صورة تحتاج لمعالجة نهائية مختلفة، هذا الأمر يجعل من الضروري على المصور الفلكي أن يكون قادرا على تحديد طريقة ونوع المعالجة التي تحتاجها الصورة.
هناك مقولة مشهورة متداولة بين الفلكيين بهذا الخصوص تقول “إن المعالجة النهائية للصور فن وليست علما” والقصود بهذه العبارة أنه لا يوجد خطوات محددة ودقيقة ومضبوطة نقوم بها دائما هنا، بل الأمر يرجع للذوق وللحاسة الفنية للمصور نفسه، فالأمر يتعلق بالألوان وتباينها وشدتها وحدتها وغيرها من النواحي الفنية للصور، ولهذا فكل مصور له مزاجه الخاص في إخراج الصور بالشكل الذي يراه مناسبا، ولذا فهذه العملية تحتاج لخبرة طويلة في التعامل مع الصور الفلكية بحيث يكون الفلكي قادرا على تحديد كل ما يتعلق بصورته وأن يكون قادرا على إخراجها بالشكل الذي يلبي احتياجات الصور الجميلة التي تشد إليها من يراها.
هناك العديد من برامج المعالجة النهائية والتي تشتهر بقوتها ومرونتها العالية، ولعل أشهرها برنامج أدوب فوتوشوب Adobe Photoshope الغني عن التعريف وهو برنامج قوي ولكنه مرتفع السعر، وكذلك برنامج بكس-إنسايت Pixinsight وهو برنامج مخصص لمعالجة الصور الفلكية ويتميز بقوته واحتوائه على وظائف ممتازة جدا، يعاب على هذا البرنامج صعوبة تعلمه وارتفاع سعره أيضا.
برنامج فوتوشوب
برنامج Pixinsight
مخطط لخطوات عملية المعالجة في التصوير الفلكي
تعتمد عملية المعالجة النهائية للصور الفلكية على إظهار الألوان والمعلومات المخزنة والتي قد تكون مخفية بسبب طريقة تخزين المعلومات في الصورة، وكذلك يتم في هذه العملية ضبط الألوان وتعديلها بالشكل الصحيح وتصحيح الاستبانة وشدة الإضاءة وأيضا يتم إزالة حواف الصورة crop للتخلص من الحواف الغير دقيقة والتي تحدث نتيجة لعملية التكديس وأيضا نقوم بدمج الصور الأحادية اللون RGBفي حال استخدام كاميرا أحادية في التصوير، وكذلك يتم هنا معالجة أي تشويش قد يظهر نتيجة للعمليات السابقة وأخيرا يتم تخزين الصورة بشكل نهائي ويفضل استخدام صيغة Tiff والتي تضمن الإبقاء على كل المعلومات التي حصلنا عليها.
سأقوم بشرح مفصّل لأهم عمليات المعالجة النهائية للصور الفلكية في مؤلف منفصل عن استخدام البرنامج الشهير pixInsight
الخاتمـــة:
بهذا نكون قد انتهينا من هذا المرجع الذي أسأل الله أن يكون خالصا لوجهه الكريم وأن يقدم ولو إضافة بسيطة للمكتبة العلمية العربية.
هذا الجهد المتواضع نتاج سنوات من الخبرة الشخصية والاطلاع المستمر، وكل المعلومات الواردة هنا ليست “مقتبسة” عن أي مصدر بل كلها معلومات وأفكار تبلورت في ذهني بعد كم طويل ومرهق من القراءة والمتابعة، وأما الصور التي وضعتها هنا فبعضها لي وبعضها متاحة مجانا على الشبكة وبدون حقوق نشر وهي للإستفادة العلمية فقط.
ــــــــــــــــــــــ
جدول المحتويات:
تمهيـــد
سيغطي هذا المرجع المواضيع التالية:
تعريف علم الفلك:
لماذا التصوير الفلكي؟
الأدوات اللازمة للتصوير الفلكي:
أنواع الكاميرات:
ما هي الأدوات الأساسية في التصوير الفلكي الحقيقي؟
أنواع القواعد الفلكية Telescope mounts
أنواع كاميرات التصوير الفلكي
مميزات الكاميرات أحادية اللون
عيوب الكاميرات أحادية اللون
أهم الصعوبات التي تواجه المصوّر الفلكي
أولا التلوث الضوئي Light pollution:
مصادر التلوث الضوئي
-مشكلة التتبع Tracking
مشكلة الضجيج Noise problem
ما هو الضجيج وما هي أسبابه ما هي طرق التخلص منه؟
مصادر التشويش
البدء في عملية التصوير الفلكي
التصوير الكوكبي Planetary Imaging :
عملية ضبط البؤرة Focusing
ملاحظات هامة
تصوير الأجرام البعيدة Deep sky imaging
مشكلة التتبع في التصوير البعيد
ما هو الحل إذا؟
التوجيه الذاتي Autoguiding
ما هو التوجيه الذاتي وماذا نحتاج للقيام به
بدء عملية التوجيه الذاتي
ملاحظات عامة
قبل عملية التصوير أوحتى الرصد من الجيد أن نلتفت إلى الآتي
ملاحظة هامة
التكديس Stacking:
المعالجة الأولية للصور Pre-processing
كيف تتم عملية المعايرة؟
المعالجة النهائية Post-processing
مخطط لخطوات عملية المعالجة في التصوير الفلكي
الخاتمـــة