بانوراما المجاهد خليل خطيب .. أول وأضخم عمل نحتي على جرف صخري في الوطن العربي
عندما تزور قرية برمانة المشايخ التابعة لمنطقة الشيخ بدر في جبال محافظة طرطوس ستفاجئ بتلك اللوحة البانورامية المحفورة والمنحوتة بالصخر للمجاهد الشيخ خليل أحمد خطيب أحد رفاق الشيخ صالح العلي في نضاله وثورته ضد المحتل الفرنسي ، وهذا العمل الضخم والذي تقارب مساحته 200م2 هو فكرة وتقدمة عدنان صفي الدين خطيب حفيد الشيخ .
وفي لقاء مع الأخير لـ ” سيريانيوز” قال” إن هذا العمل هو محاولة بسيطة لتكريم الشيخ الجليل ، وأبسط ما يمكن أن نقدمه عرفاناً بالجميل للأعمال الكبيرة والجليلة التي قدمها لأهالي المنطقة ، حيث شارك في أهم ملاحم النضال ضد المستعمر الفرنسي وكان يعد من أهم مستودعات السلاح للشيخ صالح العلي ، و كان يعرف بقاضي المنطقة وحلال المشاكل مهما كبرت ومهما تعقدت ،فما كان يقصده أحد ويعود خائباً ، ولا يحتكم متخاصمان إليه إلا وتحل مشاكلهما ولو كان ذلك على حسابه الخاص، وكان القرآن الكريم مصدر إلهام جميع أحكامه في حل المشاكل والخصومات . وهذا العمل هو أكبر عمل نحتي في سوريا محفور على جرف صخري وأول بانوراما من نوعها في الوطن العربي “.
كما قال النحات علاء محمد الذي قام بتنفيذ العمل ” تبلورت فكرة العمل وجزيئاته بعد جلسات عديدة مع حفيد الشيخ عدنان خطيب وتم الاتفاق على نحت فكرة البانوراما على نفس الجرف الصخري الذي كان يستخدمه الشيخ في تربية النحل ، وعرفت هذه الصخرة باسم قلع النحلات ، ويتجاوز طول اللوحة الثلاثين متراً وبارتفاع 5 أمتار ، ويتوسطها وبالمركز الشخصية الأساسية للعمل البانورامي وهو وجه الشيخ خليل خطيب ويعد أضخم تمثال لوجه في سوريا بطول 4.5 وارتفاع 3م ، وعلى الصخور التي تموضعت بجانبي وجهه قمنا بتنفيذ بعض الرموز المأخوذة من وحي المكان ، إضافة لمجموعة من الوجوه لأشخاص عاصروه ،وحركات تعبيرية تدل على الجمال والثورة والحب والأرض ،أيضاً وجه حصان متجه باتجاه الشيخ الفارس الخارج من الصخرة وكأنهما يحكيان قصة ثورة ، وكذلك حاولت أن يكون للمرأة حضوراً مميزاً في اللوحة البانورامية ، حيث كان لها تواجد مرتين على يمين ويسار العمل لأن المرأة بالرموز التي تعنيها هي الأم والأرض والخصوبة والجمال والثائرة “.
وأشار ” أن العمل استمر أكثر من ستة أشهر ومر بمراحل وظروف قاسية جداً خلال فترة الشتاء نتيجة الأمطار الغزيرة والعواصف والثلوج ، وشاركني بهذا العمل النحتي الضخم سبعة نحاتين هم : نزار بلال ، محمد محمد ، سامي الروماني ، حسن محمد ، قصي النقري ، باسل ، شورشفان ، والأدوات التي استخدمناها خلال العمل أزاميل ومطارق وصواريخ بديسكات ألماس لأن الصخر من نوع الحجر الكلسي المتصلب ” .
وأضاف ” ولإكمال المشروع وضعت مع عدنان خطيب مجموعة من الأفكار الإنشائية لتهذيب العمل وإخراجه بالصورة المثلى للمتلقي ، إضافة إلى إقامة متحف صغير يحتوي مقتنيات الشيخ من أدوات ووثائق مختلفة ، كما سنعمل على إحياء المناحل بالجرار الفخارية القديمة بنفس الطريقة التي كان يستخدمها الشيخ في حينها” .
عاطف عفيف – سيريانيوز – اللاذقية