د.محمد خليل ابو الخيرمجلة عشنا و شفنا 3Shna & Shofna
١٦ أبريل ٢٠٢٠ ·
لقطات من داخل مقام إمام الدعاه الشيخ متولى الشعراوى..
للاديب الفنان ا.عمر الرزاز..
Omar Alrzzaz
في عام ١٩٨٩ م افتتح الشيخ محمد متولي الشعراوي مجمعا أمام منزله العامر بقرية دقادوس، انتشر الخبر بسرعة في مدينتي الصغيرة ميت غمر، ضم المجمع مستوصف طبي و حضانة و الأهم بالنسبة لي مكتبة و قاعة للحاسب الآلي، سرعان ما قررت أن أذهب إلى المجمع لانتظم في كورس للحاسب الآلي مع أصدقاء أعزاء، كان الكورس عن الدوس (dos)، و طبعاً أضحك عندما أتذكر بدائية النظام و الأجهزة و لم يكن نظام ويندوز قد ظهر بعد، كان يعطينا الكورس معيد من جامعة المنصورة و كان يحضر خصيصا من أجل ذلك، و أذكر أن في يوم اتصلوا بنا للحضور للمجمع في غير أيام الكورس لأن هناك صحفي و مصور أتوا لعمل تقرير عن المجمع و أنشطته و أرادوا تصوير المتدربين على الحاسب الآلي و هم جالسون على الأجهزة، المكان الثاني داخل المجمع و الذي قضيت فيه أجمل الأوقات كان المكتبة، في هذه المكتبة قرأت لأول مرة كتاب أنيس منصور أعجب الرحلات في التاريخ، الطريف أنني و الأصدقاء اخترنا نفس الكتاب فقررنا أن نقرأه سويا، و لأني من النوع البطئ في القراءة، فكان أصدقائي ينتهون من قراءة الصفحة و يريدون أن يقلبوها و لكني استوقفهم لأني لم انته بعد، كان للمكتبة نوافذ تطل على المقابر و من بعدها أراضي زراعية شاسعة يقطعها طريق القاهرة المنصورة و الرياح التوفيقي و في الأفق تظهر بيوت القرى البعيدة و مآذن مساجدها و كأنها لوحة تستحق التأمل، كان المشهد يساعد على القراءة و يطلق للخيال العنان، كانوا يخبرونا أن للشيخ خلوة في الدور الأخير من المجمع تطل على هذا المشهد لكني لم أصادفه هناك أبدا، تذكرت ذلك بمناسبة ذكرى ميلاد الشيخ الجليل الذي يوافق الخامس عشر من أبريل، رحمة الله عليه .
ذكريات-الشيخ الشعراوي -عمرالرزاز