الصحافي والمسرحي يعقوب صنوع (اندبندنت عربية)
يعقوب صنوع مبدع حائر بين الصحافة والمسرح وفن الكاريكاتير
الخلافات داخل الجمعية المصرية ألغت الاحتفال به في ذكرى صدور مجلة “أبو نظارة”
ياسر سلطان الأحد 11 أبريل 2021 م
أُلغيت الاحتفالية التي كان من المقرر لها أن تقام في القاهرة تحت عنوان “يوم الكاريكاتير المصري”، والتي كانت تتضمن احتفاء باسم يعقوب صنوع كأحد رواد الرسم الكاريكاتيري في مصر واللبناني الاصل. ألغيت الاحتفالية بسبب خلافات داخل الجمعية المصرية للكاريكاتير حول أحقية صنوع بهذه المكانة. ويعد صنوع أحد رواد الصحافة والمسرح في مصر، وهو من الكُتّاب التنويريين الذين أسهموا في العديد من المجالات الثقافية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
يتوافق تاريخ الاحتفالية مع ذكرى صدور أول عدد من مجلة “أبو نظارة” الساخرة التي أصدرها يعقوب صنوع في 25 مارس (آذار) عام 1878 واستمرت في الصدور من القاهرة حتى العدد الخامس، إلى أن اضطر صاحبها لمغادرة مصر فواصل إصدارها من باريس. أما علاقة هذه المجلة بالكاريكاتير فلأنها أول مجلة مصرية تتيح مساحة للرسوم الهزلية والكاريكاتيرية على صفحاتها، كما يقول الباحث عبد الله الصاوي في دراسته الصادرة، أخيراً، تزامناً مع هذه الذكرى. الباحث عبد الله الصاوي صاحب الدعوة لهذه الاحتفالية والقائم على تنظيمها حصل بالفعل كما يقول، على موافقة وزارة الثقافة المصرية كراعية لهذا الحدث، وهي موافقة مشفوعة بمباركة الجمعية المصرية للكاريكاتير. كانت الاحتفالية ستتضمن ورشاً فنية وعرضاً للرسوم الكاريكاتيرية لأكثر من مئة فنان من دول مختلفة، وتقديم جوائز تشجيعية، إضافة إلى تكريم لبعض الأسماء البارزة في مجال الكاريكاتير المصري.
سجال وخلاف
وقد ألغيت الاحتفالية بسبب انسحاب الجمعية المصرية للكاريكاتير من رعايتها لها، كما تقول الرسالة التي تسلمها الصاوي من وزارة الثقافة المصرية، وهو ما ينفيه الصاوي، مؤكداً أن لديه موافقات مختومة من الجمعية بهذا الخصوص. كل ما في الأمر كما يقول إن هناك عدداً من الأصوات داخل الجمعية رافضة للفكرة القائلة بريادة يعقوب صنوع للكاريكاتير المصري. وتستند هذه الأصوات على آراء لا أصل لها بتاتاً، كما تتبنى وجهة نظر مُتشددة وغير موضوعية كما يقول. إذ يرى البعض أن صنوع لا يستحق هذه الريادة لأنه لم يكن رساماً للكاريكاتير، بل كان يستعين بآخرين لوضع الرسوم الهزلية على صفحات مجلته. غير أن الباحث عبد الله الصاوي يرى أن استحقاق صنوع لهذه الريادة يأتي من أسبقيته كأول من أتاح مساحة للرسوم الهزلية في الصحافة المصرية ولشخصياته التي اعتمد عليها في كتاباته الساخرة، هذه الشخصيات التي وضع ملامحها بمهارة مستعيناً بالرسوم لإيضاحها. ولا يهم هنا هل رسمها بنفسه (وهو لم يدّعِ ذلك) أو استعان بآخرين، لكن الأهمية ترجع كما يقول الصاوي إلى أسبقيته في إدخال عنصر جديد إلى الصحافة المصرية الناشئة في ذلك الوقت وهو الرسوم الكاريكاتيرية.
الكتاب الصادر حديثاً (دار الجزويت)
يقول صاحب الدراسة، إن صنوع قد لجأ في فرنسا إلى رسامين محترفين لرسم وتجسيد هذه الشخصيات الكاريكاتيرية التي صاحبت كتاباته، لكن الثابت أن الفكرة والعناصر البصرية كانت من وحي أفكاره هو. بعد نفي صنوع من مصر واستقراره في فرنسا واصل إصدار مجلته تحت مسميات مختلفة منها “رحلة أبي نظارة زرقا الولي من مصر القاهرة إلى باريس الفاخرة” و”أبو زمارة” و”الحاوي” وغيرها من الأسماء الأخرى، ولم تنقطع إصداراته الصحافية تلك حتى عام 1910. في هذه الإصدارات الباريسية التي تم تحريرها بالعامية المصرية أعاد يعقوب صنوع تصميم المجلة ليضيف إليها العنصر الحاسم في ريادته لمجال جديد غير ريادته للمسرح المصري وهو الكاريكاتير.