شريف باشا.. حكاية صاحب أشهر شارع في وسط البلد
كتب- محمد أبو ليلة
في الطريق إلى وسط القاهرة ربما يلفت انتباهك ذلك الشارع الموازي لشارع طلعت حرب القريب من ميدان التحرير،”شارع شريف”، المليئ بالمحلات التجارية على جانبيه، ويقبع به مقر البنك الأهلي المصري بوسط العاصمة، ذلك الشارع الذي اعتاد المصرييون السير فيه ليلاً ونهاراً ربما لا يعرف الكيرين منهم لماذا سُمي هذا الشارع بهذا الإسم؟، ومن هو شريف الذي سًمي الشارع باسمه؟.
كان محمد شريف باشا سياسي مصري بارز من أصل تركي، تولى رئاسة الوزراء في مصر أربعة مرات، ويُعتبر هو مؤسس النظام الدستوري في مصر، حيث تحل اليوم الـ 20 من إبريل ذكرى وفاته، حي توفي عام عام 1887.
لكنه كان قد وُلد في 28 نوفمبر 1826 بإسطنبول، وكان والده أحمد شريف باشا تركي الأصل، أصبح شيخاً للإسلام بالآستانة في عهد السلطان محمود.
والده قاضي
وعمل والد شريف باشا قاضي قضاة في مصر إبان حكم محمد علي، وبعد انتهاء عمله في مصر عادت أسرته إلى إسطنبول، وعُين والده قاضياً للحجاز، فمر بمصر ومكث فيها بعض الوقت في طريقه إلى مقر عمله الجديد، فأعجب محمد علي بنجله، وأقنعه بتركه تحت رعايته.
وهناك رواية أخرى تقول أن محمد شريف جاء لمصر للدراسة في الأزهر ونزل برواق الأتراك، وعندما سافر محمد علي للآستانة تقابل مع شيخ الإسلام فيها “أحمد شريف” فأوصاه بابنه، فلما عاد محمد علي لمصر أرسل في طلب محمد شريف من الأزهر، وأشرف على تعليمه.
فالتحق بالمدرسة الابتدائية الخاصة بالأمراء وهي المدرسة الحربية التي أنشئت عام 1826 بأمر من محمد علي وكان من تلاميذها بعض أنجاله، وأحفاده، ولذلك توطدت علاقته بهم.
شريف رئيس الوزراء
أبان الثورة العرابية تولى شريف باشا منصب رئيس النظار ووزير الداخلية والخارجية في الوزارة التي قام بتشكيلها وعرفت بنظارة شريف الأولى واستمر شهر واحد بدأت من يوم 7 إبريل عام 1879 وحتى 5 يوليو 1879 وأقصى فيها الوزيرين الأوروبيين اللذين كانا يتوليان المالية والأشغال في عهد نوبار ومحمد توفيق.
وفي عهد توليه الوزارة عام 1879 أكملت سلطة مجلس النواب بتقرير مبدأ المسئولية الوزارية أمامه، حيث قدم دستور 1879، وهو أول دستور وضع في مصر على أحدث المبادئ، وشكل شيف باشا وزارته الثانية يوم 5 يوليو 1879 وحتى 18 أغسطس 1879، وتولى منصب وزير الداخلية والخارجية فيها، ولم يكن الخديوي توفيق يميل إلى مبادئ شريف الدستورية، فقدم شريف استقالته.
كما تولى رئاسة مجلس النظار للمرة الثالثة يوم 14 سبتمبر 1881 وحتى يوم 4 فبراير 1882واحتفظ فيها بمنصب ناظر الداخلية، وخلال وزارته أنشئ مجلس النواب وافتتحه الخديوي في 26 ديسمبر 1881.
شريف والثورة العرابية
لكنه لم يستمر الوفاق بينه وبين رجال الثورة العرابية في هذه الوزارة، فقد طلب من رجالها الابتعاد عن السياسة، ولكنهم أصروا على حق مجلس النواب في مراجعة ميزانية الحكومة، رغم دقة الموقف الدولي، وتهديد إنجلترا وفرنسا بالتدخل، وكان شريف يرى أن يرجئ البت في هذه المسألة حتى يتفادى التدخل المسلح من جانبهما، لذلك قدم استقالته.
كما تولى شريف باشا منصب رئيس مجلس النظارة للمرة الرابعة ووزير الخارجية في 21 أغسطس 1882 وحتى يوم 10 يناير من العام نفسه، وكان يأمل أن يحقق إقرار النظام الدستوري، وينتهي الاحتلال البريطاني كما يقول الانجليز بمجرد توطيد سلطة الخديوي، ولكن نيات إنجلترا الاستعمارية قد ظهرت واضحة في العمل على فصل السودان عن مصر إبان الثورة المهدية بالسودان، فعارض شريف السياسة البريطانية، ولما رأى أن الخديوي يميل إلى إجابة مطالبهم قدم استقالة وزارته في يناير من عام 1884.
Ehab Ali – مجلة عشنا و شفنا 3Shna & Shofna
١٠ أبريل ٢٠٢٠ ·
33 شارع شريف باشا وتاريخ البناء بين 1913 و1928 والمساحة 1255 متر مربع
عدد الأدوار 6 أدوار – الطراز النيو باروك الفرنسي
القاهرةالخديوية #الفاهرةالتراثية
مجلةعشناوشفنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شارع «شريف باشا».. مركز تجاري وملتقى الصفوة بمنطقة «البنوك»
الإثنين 15-04-2019 م- كتب: ناصر الشرقاوي
منذ إعادة محمد على باشا تطوير الإسكندرية أراد لها أن تكون مركزا تجاريا بنكهة عالمية فاهتم بتخطيط شوارعها، خاصة التجارية، ومن أبرزها شارع شريف باشا التاريخى، الذي تغيّر اسمه بعد ثورة يوليو إلى شارع صلاح سالم أو شارع البنوك، كما يسميه أهالى الإسكندرية.
يقول الدكتور إسلام عاصم، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر، إن شريف باشا، المسمى الشارع باسمه، يعد من أهم شخصيات تاريخ مصر الحديث ولُقب بـ«أبوالدستور» فهو مؤسس النظام الدستورى في مصر، وواضع دستورى ١٨٧٩ و١٨٨٢، وهو من مواليد القاهرة في نوفمبر 1826، في عهد محمد على باشا، كان والده محمد شريف أفندى قاضى قضاة مصر آنذاك، وبعد انتهاء خدمته طلب من محمد على تعليم ابنه وتثقيفه وتوفى في إبريل ١٨٨٧.
ويوضح «عاصم»، أن الشارع يتميز بعدد كبير من البنوك ومكاتب الصرافة، ذات الطراز المعمارى المميز، وهو من أقدم شوارع الإسكندرية وكان يوجد به مبنى الاتحاد الاشتراكى وحرق، خلال مظاهرات الخبز عام ١٩٧٨، وهدم وتحول إلى ساحة للسيارات ويوجد بتقاطعه مركز الإبداع الفنى، ملتقى أدباء الإسكندرية ومثقفيها.
ويقول الأثري أحمد عبدالفتاح، مستشار وزير الآثار الاسبق: «شيد هذا الشارع قبل عام 1882، ويتميز بمبانيه العريقة من طراز نيو كلاسيك».
ويضيف «عبدالفتاح»، أن الشارع كان يعد من أهم شوارع الإسكندرية التجارية، حتى ثورة يوليو 1952
ونافس أشهر شوارع أوروبا وتم مقارنته بشارع «بوند»، أشهر شوارع لندن التجارية، وبه محلات تعرض أفخم البضائع تم جلبها من أنحاء العالم وعلى رأسها «الصالون الأخضر»، وكان يشبه مثيله في لندن من حيث الطراز المعماري والتصميم الداخلي للمحل.
وارتبط شارع شريف بأسماء شخصيات مهمة ورجال أعمال، ويوجد على رأس الشارع من الناحية الشرقية بنايتان مميزتان الطراز كان بإحداهما مكتب الإعلام الإنجليزى، وكان يرأسه «لورانس داريل»، مؤلف رباعية الإسكندرية الشهيرة، وكان يسكن فيه الجراح الفرنسي الشهير «بيوبير» طبيب الملك فؤاد، بالإضافة لمجموعة من رجال الأعمال الأجانب؛ منهم «رلو» و«سلفاجو» أكبر تجار القطن في مصر في ذلك الوقت.
وينتهى الشارع من الطرف الغربى بميدان المنشية ومبنى البورصة القديم الذي يعد من المبانى التاريخية بالإسكندرية.
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
ميدان باب اللوق
700 عامًا هي عمر ميدان “باب اللوق” أو ميدان الفلكي، أحد ميادين وسط القاهرة، احتضن خلالها ملامح شوارع وسط البلد وتفرعت منه شوارع تحمل أسماء لأعلام مصر في ذلك الوقت، وكان للميدان أسماء متعددة حيث كان يطلق عليه الفلكي ، والأزهار ، وباب اللوق ..كما أطلق أيضًا اسم الفلكي على ميدان “باب اللوق” إلا أنه اقتصر اسم الفلكي حاليًا على أحد الشوارع المتفرعة منه ليستعيد الميدان اسمه الأصلي “باب اللوق”، ويعد شارع الفلكي أطول شارع يخرج من ميدان باب اللوق، فيبدأ الشارع من ميدان التحرير ويقطعه شارع شريف وينتهي بميدان قصر عابدين وهو الموازي لشارع “محمد محمود باشا حمدي الفلكي” الذي عاش في الفترة من (1815- 1885)، وقد سمى (بالفلكي) نظراً لانشغاله بعلم الفلك فهو أول من وضع تقويم مقارن للتواريخ الميلادية والهجرية والقبطية وكان وزيراً للمعارف سنة (1885) وقد قررت الحكومة المصرية سنة (1930) وضع اسمه على الميدان.
سبب تسميته بـ “باب اللوق “
كانت مياه النيل تغمر أرض اللوق أيام الفيضان، ثم تنحسر عنها فتتركها لينة لا تحتاج إلى “حرث” فتصبح أرضًا طيبة وصالحة تمامًا للزراعة، وبذلك وصفت أن الأرض كانت «تلاق لوقا»، أي تبذر فيها البذور، ويضغط عليها بألواح خشبية حتى تغوص البذور داخل الأرض، التي لم تكن بحاجة إلى الري حتى تمام نضج النبات بسبب المياه التي تشبعت بها التربة خلال شهور الغمر طوال الصيف، وقد أنشأ الصالح أيوب، ميدان باب اللوق، ليلعب به وفرسانه لعبة “الأكره”، وهي عبارة عن رياضة وفروسية يمارسها الفارس وهو فوق ظهور الخيل، وكان لهذا الميدان سور وباب لدخول الفرسان واللاعبين والجمهور.
حي “باب اللوق” و حكاية أهم الشوارع المتفرعة منه
- شارع البستان: وهو الشارع الذي يحمل الآن اسم “محمد عبد السلام عارف”، أحد قادة الثورة العراقية.
- شارع الفلكي وترجع تسميته إلى “محمد محمود باشا حمدي الفلكي” الذي عاش في الفترة من (1815- 1885)، وقد سمى (بالفلكي) نظراً لانشغاله بعلم الفلك فهو أول من وضع تقويم مقارن للتواريخ الميلادية والهجرية والقبطية وكان وزيراً للمعارف سنة (1885) وقد قررت الحكومة المصرية سنة (1930) وضع اسمه على الميدان .
- شارع شريف : (فهو شارع تجاري سمى على اسم “أبو الدستور”، شريف باشا، وجد الملكة نازلي، ويبدأ شارع شريف من باب اللوق، ويتقاطع مع شارع صبري أبو علم، ثم رشدي، ثم قصر النيل، وأخيراً شارع عدلي، وذلك قبل أن يصل لنهايته عند شارع فؤاد الأول (26 يوليو حاليًا) وكان اسم الشارع سابقًا (شارع المدابغ) قبل أن يتم نقلها إلى جوار الفسطاط).
- شارع سليمان باشا الفرنساوي (الكولونيل سيف): (أسلم الكولونيل سيف ، واختار له محمد علي اسمًا عربيًا وهو (سليمان)، كما منحه لقب (بك)، وزوجه من إحدى بنات أسرته، والتي أنجب منها ولدًا بعد ذلك و3 بنات “نازلي وأسماء وزهرة”.
- شارع نوبار باشا : (أكفأ موظف في القرن العشرين رغم أنه لم يكن مصريًا، بل أرمنيًا وربما لهذا السبب تم اختيار هذا الشارع الذي يحمل اسم نوبار إلى الآن في قلب القاهرة، وتحديدًا منطقة الوزارات، فيبدأ شارع نوبار من باب اللوق، أول شارع شريف جنوب وزارة الأوقاف عند تقاطعه مع البستان، ثم يتقاطع نوبار مع شوارع ؛ الشيخ ريحان، مجلس الشعب، إسماعيل أباظة، إلى أن ينتهي عند دار الهلال.
- اشارع رشدي باشا : (السياسي الذي كان رئيسًا لوزرا ء مصر بين الحرب العالمية الأولى، واندلاع ثورة الشعب سنة 1919 وقبل أن يحمل هذا الشارع اسم، حسين باشا رشدي، كان ساحة للحمير فينصب فيها سوق كل يوم بعد صلاة العصر تباع فيه الحمير، ثم تحول إلى شارع الساحة، إلى أن تغير اسم الشارع ليخلد ذكرى السياسي رشدي باشا ، ويبدأ شارع رشدي من شارع عبد العزيز، عند محلات عمر أفندي ثم حشارع الجمهورية، ويمتد إلى أن يتقاطع مع شارعي ممد فريد وجواد حسني، إلى أن يصل لشارع شريف أمام المبنى القديم لجريدة الأهرام في شارع مظلوم باشا).