الرموز Symbols وحكايتها في فن التصوير..
العالم مليئ برموز الهوية للأفراد والمؤسسات والدول..سواء البصري منها أو السمعي..فلدى الأفراد بطاقات شخصية وبطاقات نقابية وجوازات سفر وبطاقات إئتمان وبطاقات بنكية وغيرها..ولد الدول أعلاماً وأناشيد وطنية..
فنجد الأعلام تزدان بالألوان منها الأصفر والأبيض والأحمر والأسود والأزرق والبنفسجي ..ومنها الذي يحمل نجمة خماسية أو سداسية كنجمة داوود عند اليهود ومنها الثمانية العربية والرباعية ومنها الهلال والصليب عند الإسلام والنصارى..ونجد تمثبل الجمعيات الدولية بتشكيلات حيوانية منها الطيور والبهائم مثل الأسود والنسور والتنانين والديكة..ومنها النباتات مثل النفلة واالشوك والورود وأوراق القيقف..وربما تمثل الشعارات فروق عقائدية وكنسية كالهلال والصليب ونجمة اليهود..لكن في دول أوروبا وأمريكا ترجع الهوية والتعارف الرمزية إلى جذور عميقة نتجت عن ثمرة تطور طويل..لكن في البلدان النامية أو الشرق أوسطية..فمعظمها جديد ومنسوخ عن الخارج..فقد أدخلت الأناشيد الوطنية والفرق النحاسية إلى مطلع القرن التاسع عشر..وكانت نتيجة إصلاح السلطان العثماني محمود الثاني لقواته المسلحة..فأحضر رئيساً للفرقة النحاسية وإسمه غوسيت دونيزتي شقيق جيتانو الإيطالي الشهير..حيث كانت موسيقا الأمبرطورية العثمانية..والشيء الآخر المستورد من الغرب هو العلم الوطني للبلدان..والعلم يرمز تصميمه ولونه والنشيد هي اللالات لتلك البلدان..وأيضاً شعارات النبالة وكان لدى الأمراء والسلاطين تشكيلة من الرموز والشارات والرتب..وتستخدم في النقود وعلى الأبنية وفي القماش ..والأعلام مثلثية الشكل..ولا ننسى رايات الحرب منذ العصر الراشدي كانت باللون الأخضر والأموي باللون الأبيض والعباسي باللون الأسود..واليوم لكل دول الشرق الأوسط ومن ضمنها المشيخات الطريركية أعلاماً ومعظمها مشابه وعلى شاكلة أعلام الدول الغربية مؤلفة من مجموعة ألوانمنتخبة ومرتبة في شكل مستطيلات أو مثلثات ..ويظهر ذلك جلياً في الإحتفالات والمناسبات الوطنية والإحتشادية.ولعه ينبق عليها تسمية التعويذة حيث تداس بالأرجل وتحرق أعلام دول فاقدة الشرعية أو الحظوة..وقد يفسر العلم ويظهر وكأنه رمزي ديني كما علم إسرائيل بنجمةته السداسية والمعروف بدرع داؤود..أو بأنها رمزي يهودي.قبل وضعها على العلم الإسرائيلي..وكذلك يرمز علم المملكة العربية السعودية بالسيفين المشرعين المتقاطعين والعقيدة الإسلامية..وهو اعلم الوحيد الذي لاينكس لأنه مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله..وكذلك الأتراك فقد وضعوا على علمهم الهلال كرمز للإسلام..وهو أيضاً توكيد عند البعض على مركزية الإسلام..وآخرون لم يروا فيه دلالة أكثر من دلالة الصليب وإشتقاقاته بأعلام الدول المسيحية الغير متدينه مثل بريطانيا والدول الإسكندينافية..وغدت رموز الهلال ودرع داؤود والصليب هي رموز معبرة عن الديانات السماوية الثلاثة..وفي الجانب الآخر ليست سوى أشكال تزيينية في الفن المعماري الإسلاميمن المغرب حتى باكستان ونجد الهلال مع نجمة سداسية أو خماسية أو حتى سباعيةمنقوشاً في إيران الفارسية قبل الإسلام..وبالآثار الرومانية والبيزنطية نصادف الهلال والنجمة السداسية بسياقات فنية وليست دينية..وعملية إضفاء القداسة ترجع إلى المنغمسين في الخطأ البشري..ففي النصر البحري المسيحي على الأتراك في ليبانتو عام 1571م..رفعت السفن على صواريها الصليب والسفن الإسلامية الهلال..وكانت في بعض الأوقات تفرض علامات ورموز للهوية عبر اللباس ليفرق بين الحاكم والمحكومين..وكان لعملية التغريب ببداية القرن التاسع عشر..بحيث حظي اللباس بأهمية فجنود الجيش لبسوا السترات الطويلة مع بناطيل فضفاضة وأبواط وكان لخيولهم نمط مختلف..ولكن بقيت أغطية الرأس هي القلعة الأخيرة للنظم القديمة كالعمامة وأهميتها وكانت تميز المؤمنين عن غيرهم..وفي عهد أتاتور إستبدلت العمامة بالطربوش..أو من القبعات والقلنسوات الأوروبية..ولكن الصحوة الدينية اليهودية والإسلامية أيقظت العودة للثياب التقليدية ومنحتحا معنى رمزياً خاصاً..والمتعصبون اليهود لبسوا هاسيديك في إسرائيل..وكذلك ربطة العنقلعملية تقديس المسيحيين..لكن اللباس عند النساء كان أشد خطورة وأكثر دراماتيكيةفي إيران وأفغانستانحتى بقي لباس النساء على حاله حتى اللحظة..ولهذا اللباس رمزية خاصة الخمار الذي يغطي الوجه والحجاب الذي يغطي الشعر