جاليري كلمات في معرضه الأكبر..
(( معرض ورق )) …قصة للمعلم (مروان قصاب باشي).. يسطر كلماتها الاحمدي
برحلته من حلب الى أسطنبول
بقلم الفنان والناقد/ الدكتور تحرير علي
اكاديمي من العراق
تحية الى المعلم :
يحملنا معرض (ورق ..) في رحله شيقه وممتعه لاكتشاف تجارب العديد من الفنانين العرب والأجانب في المدينة التركية الكبيرة أسطنبول …وتحت عنوان (تحية للملعم مروان قصاب باشي) احد أهم اعلام الفن التشكيلي السوري ..استذكاراً لهذا الفنان المهم والفاعل في المشهد التشكيلي السوري وبأمانة وصدق وأخلاص كبير من قبل الفنان (عدنان الأحمدي) الذي بذر بذرة الجمال في قلب أسطنبول ليعيد نشر الثقافة والفن في رحلته الطويله وغربته التي دامت سنوات ..معلناً من خلال (كلمات) أن الفن والثقافة ..لاتوطر في حيز مكاني او زماني ..والمنتج الأبداعي ممكن تحقيقه في أي مكان وزمان ضمن مشروع ثقافي دأب على تحقيقه الأحمدي …
المتغير الثقافي وتقديم الفن :
من المعروف ان مفهوم الثقافة كمصطلح فضفاض يشمل الإنتاج الثقافي الأوسع وليس الفن فحسب كالعلم والقانون بالإضافة الى الأخلاق وما شابه ذلك ، ودوماً هناك مسار يكاد يكون متناسب طردياً ما بين الفن والثقافة والمجتمع كون الأول عاملاً مؤثراً في تطور الأخير فالفن يعتبر جزءاً من التطور الثقافي المستمر للمجتمع في فترات زمنية أو في حضارة معينة او في حيزاً ما ضمن الفعل الأنساني المستمر..ولا ريب أن التغيرات الحضارية الكبرى في تاريخ المجتمعات القت بظلالها على الممارسات المجتمعية كالفن والأدب والفلسفة وغيرهاوفي ظل الازمه الراهنه لمصير العالم ..وماتحمله الجائحة اللعينة من مرض فتك بالأنسانية ..وفي ظل تعثر العديد من المهرجانات والملتقيات والمعارض الفنية على الساحة التشكيلية …تقدم جاليري كلمات هذه الفسحه الجمالية وهذا المتنفس الروحي للفن والفنانين بتشكيلة مهمة لابرز الأسماء الفنية في عالم التشكيل من العرب والأتراك ولاكثر من 200 عمل فني منوع بين أجيال مختلفة وبين أساليب وأشتغالات مختلفة تمتد من الحداثة الى مابعدها … ولاتخلو أيضاً من بعض الأعمال الكلاسيكية والواقعية ..لتحقق نوعاً من التفاعلية والحضور المباشر بين الجمهور والمنجز وهو بحد ذاته تفاعلاً حياً ومهماً في هذه الفتره تحديداً وهذا الوضع الأستثنائي الضاغط على مزاجية الفرد وحياته بشكل عام.
الفن والتداول الثقافي :
الفن والتداول في أي مجتمع يرتبط بمرتكز الثقافة وهي كمضمون ليست كينونة خارجية قائمة بذاتها ولا تقع خارج تأثيرات بيئتها وإنما هي فاعلية تفرز ذات العناصر التي تشكلت منها ، و تمارس التمثيل الفكري للمجتمع بكل أنساقه وتشكل خطابه الفكري والأبداعي وهنا يفهم التداول بانه تكرار للمعنى الثقافي لموضوع ما في أكثر من مرحلة او حقبة زمنية ولأسباب تتعلق بالقاعدة التي تتعامل بالثقافة ذاتها والظروف التي أدت بها لأن تتمسك وتجعل التداول هو الخيار الأمثل كونه عملية تدوير مستمرة للعناصر الثقافية التراثية بما يسمح بممارسات متجددة للتراث يشارك فيها كثير من الناس ولا يعني ذلك مجرد استهلاك للعناصر الثقافية او ذيوعها وانتشارها وهنا يحقق معرض (ورق ..) كنموذج جمالي مهم تداولاً من هذا المنطلق وهو معرضاً يتصل بتمثيل فكرة الماضي كتراث ممثلاً بأستعادة ذكرى فنان سوري مهم ( باشي ) وأيضاً يحقق أتصالاً تداولياً للمنجز التشكيلي المعاصر لمجموعة كبيرة من المنتج الفني .. عبر نصوص جمالية متعددة طرحها فنانون مختلفون في أنتمائاتهم الثقافية والبيئة ..وهم يعيشون ضمن مجتمعات مركبة بنائياً وتملك مزيجا من الثقافات الأمر الذي بموجبه بات الأفراد ومنهم الفنانين يملكون ذهنية مرنة تستثمر ما قدمته الحضارات بمختلف أشكالها ، ولابد الإشارة الى ان التداولية وضعت الدور الاهم للمتلقي بمعنى لا جود لشئ الا من خلال متداولين له ، ومدى فاعلية الطرف الأخر لهذا المنجز او هذا المعرض او هذا الحراك الثقافي .
معرض ورق ..حقق تلامساً ثقافياً مهماً وحقق نوع من الفسحة الجمالية التي انعشت المتلقي وانعشت الحياة في قلب أسطنبول .