Dib Sulaiman
أربعاء حمص…
مقتبس بتصرف….
حمص مدينة الشعراء التي شهدت لها عبقرية نزار قباني عندما قال في إحدى الأمسيات في حمص ( لكم أنا نادم لأني لم أضع هذه المدينة على خارطة تجوالي ..) وهي مدينة الضحك و النكتة وخفة الظل التي تفردت بأوقيتها التي تزن 250 غراما مختلفة عن بقية المدن كما لو أنها حذت حذو عاصيها العاصي لمنطق الأنهار العابرة لسوريا بمجراه المعاكس من الجنوب إلى الشمال وأهم ما تميزت به اعتبار الأربعاء يوما للمرح لتعاكس تقليدا عربيا راسخا آنذاك يعتبر هذا اليوم بالذات يوم شؤم ونحس فيقول ابن الحجاج :
أقول اليوم الأربعاء وقد غدا
علي بوجه اغبر اللون قاتم
بعثت على الأيام نحسا مؤبدا
بشؤمك يا يوم الندى والمتحارم
وهكذا عششت ليس فقط في الذاكرة الشعبية السورية علاقة حمص بالأربعاء ونوادرها، بل تعدتها الى الصحف العربية و الاوروبية . ويحكي التاريخ عن حميمة تلك العلاقة و طرافتها حتى بلغت درجة نعت أهل حمص بالمجانين في هذا اليوم وبالمجاذيب بعد التخفيف و التلطف ،إذ كل يوم نسمع عدداً لا يحصى من النكات التي تشير إلى الجدبة الحمصية ، منها الجارح ومنها الظريف ومنها ما قد يكون قد حصل فعلاٌ في مكان آخر ، لكن نسبة الحدث إلى حمص أو أحد الحمصيين ، يساعد الراوي في جعل الابتسامة ترتسم على وجوه المستمعين وحتى قبل إتمام الرواية.
وهناك عدة حكايات عن أربعاء أهل حمص اكثرها تداولا تروي قصة تيمورلنك عندما اجتاح حلب واستباحها فتداعى أهل حمص (وكان يوم اربعاء) للتداول في هذا الخطر الداهم المقبل مع الجحافل الغازية ليجدوا حلا للمأزق كان في غاية الطرافة فاتفقوا على استقبال التتر في صورة كاريكاتورية ،فارتدوا أزياء غريبة الشكل مضحكة وراحوا يتفننون في الظهور بمظهر هزلي فعلقوا القباقيب على صدورهم كنياشين وحجبوا وجوههم بالغرابيل واعتمروا الجرار المكسورة واضعين أقراطا في آذانهم بأشكال مختلفة وبدأوا يرقصون في استقبال الجيش بتهريج مفرط بالهزل وبالحركات البهلوانية . وفعل ذلك المشهد الهستيري فعله ورسم علامات البسمة والدهشة على وجوه تيمورلنك ورجاله وقد بوغتوا بغرابة ما يشاهدون فسال عنهم مستشاريه وعرف انه أمام أهل حمص فقدر أن وقته اثمن من أن يضيعه مع هؤلاء المجانين . ونجا الحماصنة بقليل من الجنون ( الذكاء )المدعى وتجاوزوا بطش الباطشين بهذا المشهد الذي أتقنوا تمثيله يوم الأربعاء.
كما ويروى أيضا أن أهل حمص صلوا صلاة الجمعة يوم الأربعاء …. .
ومن الطريف انه و حتى الان اذا التقى أي غريب بشخص من حمص وسأله ا من اين انت واجابه من حمص لا يلبث ان تعلو وجنتي السائل ابتسامة ،لا يمكن اخفاءها، و من تجربتي و خلال مروري بأشخاص من دمشق ، حلب ، القامشلي، اللاذقية،طرطوس…….و حتى بعض المغتربين خارج الوطن فان أول حديث يبدأون به هو بالسؤال عن الشنكليش الحمصي ، و حدثنا عن آخر نكتة حمصية عندكوووون ويضحكون مرددين بعض العبارات الحمصية (حومص…حبالتاي. ..علاي… حاجي عاد….الخ)
وللطرافة الحمصية وقبل أن نختم :
لحماة أم لحمص المرء ينتسب
هناك العمى وهنا المعشر الجدب
وفي دمشق أقوال مصدية
وللحماقة أرض يقال لها حلب
.. واخيرا وليس آخرا هذه هي حمص بسكانها وطبعهم السمح … وإن غزاها الجراد وخفافيش الليل لابد وأن تعود حمص العدية أفضل مما كانت مع انتصار الوطن على اعدائه بهمة شرفائه..
Dib Sulaiman
أربعاء حمص…
مقتبس بتصرف….
حمص مدينة الشعراء التي شهدت لها عبقرية نزار قباني عندما قال في إحدى الأمسيات في حمص ( لكم أنا نادم لأني لم أضع هذه المدينة على خارطة تجوالي ..) وهي مدينة الضحك و النكتة وخفة الظل التي تفردت بأوقيتها التي تزن 250 غراما مختلفة عن بقية المدن كما لو أنها حذت حذو عاصيها العاصي لمنطق الأنهار العابرة لسوريا بمجراه المعاكس من الجنوب إلى الشمال وأهم ما تميزت به اعتبار الأربعاء يوما للمرح لتعاكس تقليدا عربيا راسخا آنذاك يعتبر هذا اليوم بالذات يوم شؤم ونحس فيقول ابن الحجاج :
أقول اليوم الأربعاء وقد غدا
علي بوجه اغبر اللون قاتم
بعثت على الأيام نحسا مؤبدا
بشؤمك يا يوم الندى والمتحارم
وهكذا عششت ليس فقط في الذاكرة الشعبية السورية علاقة حمص بالأربعاء ونوادرها، بل تعدتها الى الصحف العربية و الاوروبية . ويحكي التاريخ عن حميمة تلك العلاقة و طرافتها حتى بلغت درجة نعت أهل حمص بالمجانين في هذا اليوم وبالمجاذيب بعد التخفيف و التلطف ،إذ كل يوم نسمع عدداً لا يحصى من النكات التي تشير إلى الجدبة الحمصية ، منها الجارح ومنها الظريف ومنها ما قد يكون قد حصل فعلاٌ في مكان آخر ، لكن نسبة الحدث إلى حمص أو أحد الحمصيين ، يساعد الراوي في جعل الابتسامة ترتسم على وجوه المستمعين وحتى قبل إتمام الرواية.
وهناك عدة حكايات عن أربعاء أهل حمص اكثرها تداولا تروي قصة تيمورلنك عندما اجتاح حلب واستباحها فتداعى أهل حمص (وكان يوم اربعاء) للتداول في هذا الخطر الداهم المقبل مع الجحافل الغازية ليجدوا حلا للمأزق كان في غاية الطرافة فاتفقوا على استقبال التتر في صورة كاريكاتورية ،فارتدوا أزياء غريبة الشكل مضحكة وراحوا يتفننون في الظهور بمظهر هزلي فعلقوا القباقيب على صدورهم كنياشين وحجبوا وجوههم بالغرابيل واعتمروا الجرار المكسورة واضعين أقراطا في آذانهم بأشكال مختلفة وبدأوا يرقصون في استقبال الجيش بتهريج مفرط بالهزل وبالحركات البهلوانية . وفعل ذلك المشهد الهستيري فعله ورسم علامات البسمة والدهشة على وجوه تيمورلنك ورجاله وقد بوغتوا بغرابة ما يشاهدون فسال عنهم مستشاريه وعرف انه أمام أهل حمص فقدر أن وقته اثمن من أن يضيعه مع هؤلاء المجانين . ونجا الحماصنة بقليل من الجنون ( الذكاء )المدعى وتجاوزوا بطش الباطشين بهذا المشهد الذي أتقنوا تمثيله يوم الأربعاء.
كما ويروى أيضا أن أهل حمص صلوا صلاة الجمعة يوم الأربعاء …. .
ومن الطريف انه و حتى الان اذا التقى أي غريب بشخص من حمص وسأله ا من اين انت واجابه من حمص لا يلبث ان تعلو وجنتي السائل ابتسامة ،لا يمكن اخفاءها، و من تجربتي و خلال مروري بأشخاص من دمشق ، حلب ، القامشلي، اللاذقية،طرطوس…….و حتى بعض المغتربين خارج الوطن فان أول حديث يبدأون به هو بالسؤال عن الشنكليش الحمصي ، و حدثنا عن آخر نكتة حمصية عندكوووون ويضحكون مرددين بعض العبارات الحمصية (حومص…حبالتاي. ..علاي… حاجي عاد….الخ)
وللطرافة الحمصية وقبل أن نختم :
لحماة أم لحمص المرء ينتسب
هناك العمى وهنا المعشر الجدب
وفي دمشق أقوال مصدية
وللحماقة أرض يقال لها حلب
.. واخيرا وليس آخرا هذه هي حمص بسكانها وطبعهم السمح … وإن غزاها الجراد وخفافيش الليل لابد وأن تعود حمص العدية أفضل مما كانت مع انتصار الوطن على اعدائه بهمة شرفائه..