بابا
عصمت شاهين دوسكي
بابا هل أكتب فيك شعرا
أم أعزف على جراحات ويبابا ؟
هل أفرش ورودا وبلاطا أحمر
أم أبوح بما في القلب إضرابا ..؟
تستقبلك المواكب وصوت الطبول
وطبول الحرب تركت لنا سرابا
العاديات أقبلت من وراء الحدود
أرهبت الرضع والشيوخ والشبابا
تهجر المسيح ومحمد والطوائف
والبتول عبرت البحار مع الصحابا
ضجت أفواه الرجال والنساء صراخا
حينما فقدوا بين الأمواج صوابا
اغتربوا بين البلدان والبنيان
تاهت نظراتهم بين الأمان اغترابا
لجئوا بعد قسوة المناصب
بحثا عن حرية وكرامة وهابا
هنا أور تئن وآشور تستغيث
ونينوى الحدباء حدبت ظهرها عتابا
جنائن المعلقة ظمئت مالت أغصانها
لمست جدرانا وشروخا وأبوابا
لا يعنيك المظهر البراق علنا
فالجوهر عميق الجرح حرابا
دمرت الكنائس والمساجد خالية
خوفا من حياة مجهولة شعابا
بابا من يحمل الرغيف لأفواه الجياع
يرسم السلام للحائرين ثوبا وثوابا
كل حزب أصبح دولة حاكمة
كثرت الدويلات في دولة بلا مهابا
ضاع الشعب بين الرغبات واحتار
أين مصيره بين شعوب مستجابا
كل الحضارات دامت إن دام السلام
علت أعلامها وصاغت للوجود صلابا
ومن رحيق الأدب وجماله
ارتقت بين البلاد زهوا وآدابا
أرض السواد غدت سوادا
ودموع العين سود من أغرابا
بابا لا تسمع إلا لضمير حي
يبني الإنسان قبل البنيان صبابا