“علاء بيطار”.. عشق المسرح وإبداع التصوير
خالد عبد القادر
السبت 18 تموز 2020
برز اسم “محمد علاء بيطار” بقوةٍ في مجالي المسرح والتصوير التلفزيوني، وسخر خبرته الطويلة بالمسرح ليقدم أجمل الصور المعبرة برؤية فنان مبدع متميز بعيداً عن العمل التقليدي.
مدوّنةُ وطن “eSyria” التقت بتاريخ 5 تموز 2020 الفنان والمصور “علاء محمد بيطار” ليحدثنا عن مسيرته قائلاً : «بدأت عملي كمصور عام 1985 عندما كان التصوير صناعة وفن، كانت آلات التصوير بالأبيض والأسود في أوج عزها، ولم تكن الكاميرات الذكية التي تتيح لك معاينة الصورة بعد التقاطها مباشرة قد وصلت بعد، لذلك كان عليك أن تكون مدركاً لكل خطوة تقوم بها قبل التصوير حتى تضمن أن تكون لقطتك ناجحة، أما في تصوير الأستديو فكان الأمر أشد صعوبة حيث عليك أن تضع المسودة في (الشاسيه) وتضبط الصورة المقلوبة على الزجاج المغشى ثم تضغط على المنفاخ الذي يقوم بفعل الهواء المضغوط بفتح العدسة وإغلاقها مرة أخرى، ثم عليك إخراج المسودة في الغرفة المظلمة لتضعها في وعاء المظهّر (الفوكسيه) وكان عليك أن تكون خبيراً في خلط المواد الكيميائية الخمسة التي تنتج هذه التركيبة السحرية، ولا بد أن تراعي وتقدر درجة الحرارة والزمن اللازم لإظهار الصورة قبل وضعها في المثبت ثم غسلها وتنشيفها وأخيراً طباعتها.
هذه الصناعة تراجعت ثم اندثرت بعد ظهور الكاميرات الرقمية، كاميرات أنتجتها شركات كان همها الأول أن تكون هذه الكاميرات سهلة الاستخدام وفي متناول الجميع، وإن كان من السهل جداً أن تحمل كاميرا حديثة وتصور كيفما شئت، فإنه من الصعب جداً اذا لم تكن طموحاً أن تكون مصوراً».
وعن عمله بالتصوير التلفزيوني قال: «بدأت عام 2006 من خلال عقود خارجية مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مع المخرج السينمائي “زهير الأشقر”، ثم انتقلت للعمل في قناة “الدنيا” التي أصبحت “سما” عام 2009 وما زلت حتى الآن، واللحظات التي خلدتها الصورة أثناء عملي الإعلامي وبقيت في الذاكرة كثيرة جداً، وسنوات الحرب كفيلة بأن تمنح مخزونك الكثير الكثير مما تود أو لا تود الحديث عنه».
وتطرق إلى ذكرياته بالمسرح قائلاً: «المسرح كان حكاية الطفولة والشباب، بدأت عام 1988 بمسرحية “بيت الجنون” للكاتب “توفيق فياض”، و”اللاعب المتمرد” عن نص “مسافر ليل” لـ”صلاح عبد الصبور” وكان العملان لمصلحة مهرجان “شبيبة الثورة”، مع رفيق الدراسة والمسرح والحياة الصديق “عبد الناصر مرقبي”، وتوالت الأعمال بعد ذلك مع النورسان المرحوم “حسن أسرب” والفنان “سهيل حداد” بمسرحية “الملك هو الملك” ثم العمل الملحمي “هيروسترات” و”الأيام المخمورة” و”بلاد أضيق من الحب” والعملين للكاتب “سعد الله ونوس”، وغيرها الكثير، وتوقف رصيدي المسرحي عند 18 عملاً، حصلت خلالها على العديد من الجوائز كان أولها جائزة أفضل ممثل عن عرض “الخبز المسموم” إخراج “سلمان شريبا”، وجائزة أفضل عرض من إخراجي لمسرحية “يا حاضر يا زمان” للكاتب “فرحان بلبل” في مهرجان “الشبيبة المسرحي” عام 1991 وقدم في المهرجان القطري الذي أقيم حينها في “اللاذقية”، ترافق نشاطي المسرحي بالكثير من الوجود الدرامي والسينمائي».
وتابع: «إضافة إلى التصوير والعمل المسرحي كانت لي محطات تدريبية بالتصوير والمونتاج من خلال ورشات العمل والكورسات في الجامعة وفرع “الشبيبة”، وحَكماً لرواد “طلائع البعث” على مستوى القطر في التصوير الفوتوغرافي، ومدير تصويرٍ لعدد من الأفلام السينمائية القصيرة منها “رعد أم الشهيد، شلل” وعدد من الأفلام الطويلة منها “دمعة وطن، دم تك، شاهين” ونلت خلال مسيرتي عدداً من الدروع التكريمية وشهادات التقدير من مؤسسات وجمعيات وأندية».
المخرج المسرحي “مجد يونس أحمد” قال: «الفنان “علاء بيطار” يمتاز بحساسية عالية ومرونة وطريقة تفكير مختلفة، عينه ثاقبة برؤية الأحداث ونقلها للمشاهد، عملت معه بمسرحية “هي هيك” وكان ممثلاً مريحاً جداً بالتعامل يمتلك مرونة جسدية تميزه عن غيره إضافة لتعاطيه المميز مع الأدوار التي يؤديها، عمل بالمسرح كممثل ومهندس صوت ومصور فوتوغراف، الإعلام خطفه من المسرح ولا أبالغ إن قلت إنّنا خسرناه كفنان مسرحي».
الإعلامية “ليال يوسف” مراسلة قناة “سما” في “اللاذقية” قالت: «أعمل مع “علاء” منذ ثلاث سنوات في “اللاذقية”، أعجبتني طريقة تصويره ونظرته الفنية والإبداعية وانتباهه بشكل كبير ودقيق لكوادر التصوير والإضاءة المناسبة بل والنظرة الإخراجية الإبداعية والنهائية للتقرير، مرن بتعامله ومتعاون بشكل كبير وأنا أستشيره بأدق التفاصيل لخبرته، كل من تعامل معه وجده محباً لعمله يضحي لإيصال أجمل صورة، شخصياً هو إنسان متواضع ومتعاون وهو عرّابي في عملي كمراسلة تلفزيونية وشريك نجاحي، باختصار هو مصور محترف بكل معنى الكلمة أتوقع له الوصول للعالمية».
يذكر أنّ “محمد علاء عبد الله بيطار” من مواليد مدينة “اللاذقية” عام 1971، مصور تلفزيوني لقناة “سما” ومدير مكتب موقع “سيريا ستار تايمز” الإخباري في “اللاذقية”.