انور الدرويش
١٣ فبراير، الساعة ٢:١٨ ص ·
(مدينة الموصل في الحلم)هذا ما طرحه المصور الشاب ريسان حميد في تجربته الفلسفية الصورية المركبه ٠٠٠مجموعة لصور مركبه ٠ عبارة عن تجربة او محاولة للخروج عن التقليد والنمطية اراد من خلالها المصور ان يعبر للملتقي عن حالات نفسية تجسدت في حلم ٠ لكن هذا الحلم هو من نتاج الواقع ٠وهي فكرة او فلسفة للروح الانسانية عند المصور ٠ لكن بادراك ووعي كامل ٠لقد اراد المصور ان يقول للمشاهد من خلال هذا الحلم اننا محكومون بمشاعر وهذه المشاعر هي التي تسيطر علينا او على الاقل ٠ تسيطر على جزء منا وتحتل جزء كبير من تفكيرنا ووعينا ٠بكل الاحوال ٠ هذا الطرح يمثل تجربة؛ صوريه بتركيبه معاصرة ٠ لكنها تجربة جريئة ٠ وربما يتولد عنها ردود أفعال متباينة ٠ ورغم ذلك اراد المصور ريسان طرح موضوعه والافصاح عن معاناته الذاتية ٠ والتي هي معانات انسانيه شاملة بذات الوقت ٠ ولقد أشارت التجربه بالاحتجاج والادانة على أحداث جسيمة ٠ مر بها المصور كأنسان ومرت بها المدينة كوطن لهذا الإنسان ٠لقد اعتمد المصور في هذه المجموعه من الصور المركبه على الإختزال والتبسيط ٠ من خلال تناوله مفردة واحدة مستقلة بذاتها ليعبر بها عن نفسه ويوصل من خلالها فكرته بدون تشتيت او مبالغة ووظف التصميم كلغة بصرية لخدمة المضمون ٠ ولقد اعتمد على ذلك أيضا باختياره لارضية من صوره ملتقطه جوا من الأقمار الصناعية ليحقق بذلك التواصل مع المفردة الرئيسية في الشكل ويكمل بذلك فكرته او رسالته ٠ومن جهة اخرى تحقق هذه المفردة الرئيسية تباين او عزل مع الأرضية ٠ وذلك بفضل اختياره لدرجات او تونات رماديه باهته تعزل العنصر او هذه المفردة عنها ٠ هذا من الناحية الشكليه ٠ لكنها تجسد في ذات الوقت بقعة من كوكب تمثل الوطن بالنسبة للمصور ( الانسان ) اما اللون الرمادي بدلالته الضبابيه ٠ فهو يحيلنا إلى اللامبالاة والتجاهل ٠ ويتعزز هذا التجسيد من خلال اختياره العنوان ( مدينة الموصل في الحلم ) والذي يمزج بين الواقع من جهة واللاوأقع من جهة اخرى في ذات الجملة ٠انها انفعالات نفسية انعكست على اكثر من مشهد بصري مركب ٠ لتشكل موضوعا إنسانيا متكاملا ٠ومع انها تجربة ٠ لكنها بذات الوقت تعد طرحا جريئا ٠ اراد من خلاله المصور إيصال رسالة انسانية عميقة ٠٠٠٠