جمال السعيدي علامة فوتوغرافية فارقة عربيا وعالميا
جمال السعيدي علامة فوتوغرافية فارقة عربيا وعالميا… اقامت وكالة الانباء العالمية رويترز حفل تكريم لكبير مصوريها في العالم العربي الزميل جمال السعيدي وذلك احتفاء بتقاعده بعد مضي 32 عاما في خدمة وكالة رويترز كمصور ورئيس المصورين في لبنان، سوريا والاردن. تكريم وكالة رويترز قد يكون عاديا بنظر البعض انما لاول مرة يجري تكريم مصور في نهاية خدمته بهذه الطريقة اللائقة ليس لجمال وانما لكل مصور صحفي في لبنان والعالم العربي. هو ليس بالتكريم التقليدي او وفق المعايير المتعارف عليها، انه تكريم اخلاقي بالدرجة الاولى ومعنوي ومادي بالدرجة الثانية. جهدت الزميلة سامية نخول مديرة الشرق الاوسط وافريقيا في رويترز على تنسيق هذا التكريم وجعله يليق بالكبارعبر عشاء حاشد دعت اليه زملاء جمال المصورين واصدقائه الاعلاميين الى الشخصيات السياسية ولكامل اعضاء عائلته في ارقى مطاعم منطقة الاشرفية . جمال، من مواليد بيروت 1957 ، تدرب على يدي شقيقيه “استديو سعيدي اخوان” في منطقة عائشة بكار ببيروت. بداية معرفتي بجمال كانت بعيد انضمامه لجريدة النداء في العام 1977، غطى جزء كبيرا من الحرب الاهلية بيومياتها ومآسيها حيث برزت صوره المعبّرة على الصفحات الاولى للجريدة. في مرحلة لاحقة تزاملنا سوية في وكالة الاسوشيتدبرس حيث عمل كمصور متعاون من العام 1980 – 1987 . قبل ان يغادر الى وكالة رويترز كمصور متفرغ في العام 1987 حتى تقاعده في العام 2019. عرفت جمال انسانا لطيف المعشر، طيب الخلق، شخصية ديناميكية مخلص لعمله رغم انه كان منافسي في السباق الاعلامي التي زرعته وكالات الانباء العالمية في مخيلتنا، صادق الكلمة وعلى العهد دائما، مهادن الى ابعد الحدود، لا اذكر بتاتا انه قد تشاجر مع اي انسان طيلة حياته المهنية . صديقي وزميلي جمال انت علامة فارقة في مهنة التصوير الصحافي عربيا ودوليا … بأسمي واسم كل مصور صحفي حر وكل زميل او صديق نقول لك شكرا لك لما قدمته . الشكر الاكبر لوكالة رويترز التي تحترم وتقدر موظفيها والمتعاونين لديها. صالح الرفاعي . وكانت كلمة للزميلة نخول التي عددت مزايا رفيق دربها المهني والاخلاقي، اندفاعه واخلاصه لعمله الذي اعطاه من عمره وعمرعائلته. تقول نخول: “جمال” هو رفيق الدرب، رفيق الحرب، رفيق السلم، ورفيق الأفراح والأتراح. لم تكن المسيرة سهلة على جمال. كان فيها ألم،معاناة،تضحية وخسارة. انا متأكدة ان احلك الايام التي عاشها جمال كانت حين تلقى خبر استشهاد زميلنا المصور جورج سميردجيان، خلال تغطيته اشتباكات حرب الالغاء. بعد مرور 18 يوما على حادثة سمرجيان، كنت قد عدت الى المكتب بعد تغطية لقصة من خطوط التماس مع المصور خليل الدهيني الذي بقي ليلتقط مزيدا من الصور ، رن الهاتف من الجامعة الامريكية ليخبروا جمال ان خليل قد استشهد برصاص قناص وطلبوا منه ان يأتي للتعرف على الجثة. طالما حييت لن انسى كيف كان وجه جمال وقتها حين تلقى خبرالفاجعتين, وكيف تعامل بشجاعة وحكمة مع هالمأساة ومع عيلة جورج وخليل. كان بالفعل كابوس، حتى كان مجرد نقل جثة جورج عبر خط التماس لعائلته في المنطقة الشرقية كان مستحيلا بسبب القصف، وتمت الجنازة والدفن المؤقت في احد كنائس منطقة الحمرا.” ماريا” ابنة جورج كان عمرها سنتين ونصف ولاتتذكر شيء … والآن ماريا تشتغل برويترز بفضل جمال. ثم عرض فيلم وثائقي انتجه زملائه في مكتب رويترز في بيروت كتحية وتقدير لزميلهم تضمن سيرة جمال المهنية وبعض اعماله المصورة الى جانب شهادات العاملين في مكاتب رويترز في العالم العربي. Photos by Mohamad Azakir
