رشدي أباظة في شبابه بعدسة فان ليو
ولد ليفون ألكسندر بويادجيان المعروف باسم فان ليو في تركيا عام 1921 وهاجر إلى مصر مع أهله عام 1925 وهو في الرابعة من عمره، وفي مصر انخرطت الأسرة في المجتمع الأرمني في القاهرة والذي كان جل أبنائه يعملون في الحرف اليديوية كخياطة الملابس وصياغة الذهب والتصوير الفوتوغرافي.
في عام 1941 افتتح فان ليو مع شقيقه أنجلو استديو صغير أطلقا عليه إسم “استديو أنجلو”، وفي عام 1947 اشترى فان ليو استديو تصوير خاص به في شارع فؤاد (26 يوليو) والذي بقي فيه حتى تقاعده عام 1998، وطوال نصف قرن من عمله التقط فان ليو صوراً لأبرز مشاهير مصر من فنانين وأدباء وسياسيين، حتى يمكن القول بأن فان ليو هو أفضل من صور البورتريه في مصر، حيث تميز بقدرته العالية على توظيف الضوء والظل بطريقة خلاقة، كما كان يقوم بتلوين صوره كلها بنفسه وبشكل يدوي.
من أرشيف فان ليو الغني اخترنا لكم 10 صور لعدد من مشاهير مصر الذين وقفوا أمام عدسته المبدعة فكانت هذه الصور التي تشبه في تكوينها وقوة الظلال فيها اللوحات الفنية !
رشدي أباظة
شكري سرحان
عمر الشريف
طه حسين
ماجدة
كريمان
لبلبة
شريهان
سمير صبري
ميرفت أمين
Van Leo، مصور نجوم السينما المصرية منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي حتى السبعينيات
الثلاثاء 27 فبراير 2018م
لا يستعيد أحد ملامح من كان وراء الكاميرا لتسجيل بورتريهات نجوم السينما المصرية، منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي حتى نهاية السبعينيات، رغم كونه البطل لأكثر من بورتريه ذاتي. تصادف يوم 18 مارس، الذكرى الرابعة عشرة لرحيل المصري / الأرميني فان ليو (1921-2002) Van Leo. عام 1896 سارت أول عربة ترام كهربائية في شوارع القاهرة، بعد ذلك بأكثر من 25 سنة تربى الطفل الأرميني ليفون إسكندر بويادجيان Levon Boyadjian بريف الزقازيق (محافظة الشرقية)، حين قدِمَت العائلة إلى مصر، هرباً من ثقل الولادة في تركيا، بعد مذابح الأرمن في الدولة العثمانية بعدة سنوات وما تلاها من ترحيل قسري.
طفولة ريفية
كان والده يعمل في شركة الترام في الريف المصري. سيسجل صديق للوالد صورة ليفون وأخيه في مشهد لمسرحية عن ولادة المسيح. يؤدي ليفون/فان ليو، دور الملاك طفلاً، ليبدأ مع هذه الصورة شغفه بالفوتوغرافيا. درس في مدارس البعثات الإنجليزية، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1940، تاركاً إياها ليحترف تصوير الفوتوغرافيا، ثم أسس استوديو خاصاً به في وسط القاهرة بعد سبع سنوات وحمل اسماً فنياً: فان ليو. قبل ذلك، وفي سن مبكرة، تعلّم التصوير في استوديو فينوس، لصاحبه الأرمني ارتنيان Artinian.
مغامرات وخدع
هناك إيحاء حسي يرتبط بأعمال ليو. سحر أو كهرباء يغلفان الأشخاص. لا ترتبط المسألة بسحر قِدَم زمن تألقه، النصف الثاني من القرن العشرين، حين سجل تفاصيل الحياة خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بل يحيط غموض بصوره، ما يجعل أي بورتريه لفان ليو عملاً خالداً. كان يتقن لعبة الظل والضوء، يبدو بارعاً في صناعة مشهد مؤثر. يظهر ليو بمجموعة من بورتريهات لنفسه خلال مراحل عمرية مختلفة، تبدأ بالعشرين إلى ما بعد الأربعين. كان هذا جانباً من مغامرات فنية لم يتحمس لها زوار الاستوديو، وكان هو بطلها.
قد تخدع الملامح صاحبها إذا جددت زوايا التصوير. ذات مرة غافل درية شفيق (1908-1975) ليصوّرها بينما كانت تنظر إلى يمين الكاميرا. ظهرت كما لو أنها مصممة على قرار ما. جسدت هذه اللقطة وجهاً مختلفاً للرائدة النسوية المصرية. البورتريه ليس لحظة مسجلة، إنما يكشف حكاية. تخبر صوره بوجود حكاية أطول من هذا الكادر الثابت. كما لو أننا أمام شريط سينمائي لم ينل مشاهدوه إلا مشهداً وحيداً. لم تجذبه الألوان، بل كان حريصاً على التقاط الصور بالشكل الذي يُفضله، حسب درجات الأبيض والأسود. بلا ظلال لونية، وإن كان قد عالج بعض اللقطات لتحمل أطيافاً لونية. لوّن لقطة تجمع اثنين من راقصي أحد الملاهي الليلية. تظهر السيدة في زي راقص يكشف ساقها، بينما تغطي رأسها بتاج صغير، والرجل يحمل طبلة يدق عليها بأنامله السوداء. تسمع أصوات الدق وتتخيل حركة السيدة. يسجل ليو في هذه الصورة حياة كائنات عالم الترفيه الليلي، حين كانت مصر ملتقى لنجوم الترفيه في العالم، لإسعاد جنود الحرب العالمية الثانية.
مجتمع صار أقل تسامحاً
أطل من شرفة استوديو شارع 26 يوليو/ فؤاد سابقاً على تحولات المجتمع المصري. شهد هذا الحي حين كان أوروبياً، مكاناً لحركة الأجانب والأنتلجينسيا المصرية المفتوحة على حضور جاليات أجنبية ويهود مصريين، غادروا بعد حرب عام 1957. عايش تحوّل الحي لمكان يتغذى على آثار ماضٍ يخبو، كان المصوّر شاهداً على ذلك، خصوصاً أنه مِن أبرز أبطاله.
وكان وسط العاصمة المصرية مكاناً لعدة استوديوهات شهيرة للفوتوغرافيا، لكن المصوّر الذي حاز جائزة الأمير كلاوس عام 2000، كان قد ترك بصمة خاصة في فن التصوير، تختلف عن معاصريه. صوّر جنود الحرب العالمية الثانية، وكبار موظفي الحلفاء، وعدداً من نجوم هوليوود، الذين كانوا يحضرون إلى مصر للترفيه. كان المعتاد أن يروج المصوّر للاستوديو الخاص به، عن طريق لقب مثل المصور الخاص للملك فاروق ملك مصر والسودان، لكن ليو لم يسع لذلك. كان حرفياً، يقوم بجميع المهمات، يطبع الصور ويعالجها. كان يتصرف كفنان، وليس كصاحب مشروع تجاري. لم يتخل عن أسلوبه القديم، ظل وفياً للأبيض والأسود، مع رتوش لونية يضيفها عبر المعالجة.
خلال تأمّله لهذه التحولات حرق أرشيفه الشخصي. أشعل النار في أفلام سالبة لسيدات تعرّين أمامه لتجسيد خريطة أجسادهن لأن المجتمع صار محافظاً، بحسب ما يعترف في فيلم أكرم زعتري“هو وهي فان ليو”،(2001)Her + Him Van Leo من إنتاج المؤسسة العربية للصورة في بيروت. يكشف تأمّل ما تركه ليو عن تنوع زمنه. أبطال البورتريه فتيات مصريات، أرمينيات، إيطاليات، يونانيات، أمريكيات، إلى جانب مَن جئن ليصورن بورتريهات عارية. يؤكد، في الفيلم، أن ذلك تمّ بناءً على طلبهن. كانت جدة زعتري واحدة منهن، وصورها حين خلعت ملابسها عام 1959 باستوديو ليو.
تَرَك ليو حصيلة بصرية هائلة، رغم أنه كان يتأمّل عمله بوصفه حرفة صارت إلى زوال. يشكو من عدم إقبال الناس على الصور التقليدية، من أجل تقديمها للمصالح الحكومية للحصول على الوثائق الرسمية. قلما قابل مَن يتحمس لخوض مغامرات فنية أمام كاميرته. لم يعد أحد يقبل على بورتريه الأبيض والأسود في مصر خلال سنوات المصور الأخيرة. ترك الاستوديو قبل وفاته بأعوام، ليضعإرثه تحت إشراف الجامعة الأمريكية في القاهرة، وكان قد ترك الدراسة فيها أواخر عقده الثاني من أجل شغفه بالكاميرا. الشيطان والجنّ في السينما المصريةالسينما المصرية مأزومة… زمن الأفلام منخفضة التكلفةالمثلية في السينما المصرية: كثير من السواد قليل من قوس قزحفنمصر