في مثل هذا اليوم
منذ ٣ سنوات
Fareed Zaffour
د.غسان القيم
١١ فبراير ٢٠١٨ ·
الملكة الأوغاريتية ذائعة الصيت /أحت ملكو/ التي كانت وصية على عرش أوغاريت لسنوات ..حتى هيات لأبنها الأثير الملك /عميشتمرو الثاني/ كل الظروف لاستلام العرش لصغر سنه..
……………………………………………………………………………………..
أحت ملكو أو ملكي ..وتعني بالكنعانية /أخت الملك/هو اسم ملكة من ملكات اوغاريت ومن أهل القرن الثالث عشر قبل الميلاد..ولعل هذه الملكة هي الأكثر صيّتاً في نساء اوغاريت ..وكنت أفردت لها بحث في منشور سابق عن جهاز العرس الخاص بها في يوم زفافها..
لكن هذه المرة بحثي عن هذه الملكة سيكون في مجال آخر من حياتها في مملكة اوغاريت ..
وأحت ملكو..هذه لم تكن أوغاريتية الاصل بل كانت عمورية ..ونحن نعرف من خلال المعلومات التي حصلنا عليها من النصوص التي أكتشفت في موقعي /راس الشمرة /أوغاريت /ورأس أبن هاني /..وكيف كان الزواج السياسي يلعب أهمية بالغة في عصر البرونز الحديث الذي امتد من /1500/قبل الميلاد الى /1200/قبل الميلاد..وهذه الفترة كانت الذهبية من حياة أوغاريت الحضارية..
لقد اقترنت الصبية /أحت ملكو/أبنة الملك العموري “دوتيشوب”بملك أوغاريت /نقميبا/ وهذا ابن الملك الأوغاريتي ذائع الصيت /نقماد الثاني /وكان في نهايات القرن الرابع عشر قبل الميلاد..وعند وفاة زوجها في حدود /1274/قبل الميلاد ..غدت أحت ملكو وصية على عرش أوغاريت كما ثبت ذلك أحد الرقيمات الفخارية الموقع بخاتمها..والسبب في ذلك إن ابنها “عميشتمرو الثاني “كان حدثاً صغيراً عند موت أبيه ..ولم يستلم العرش إلا في حدود /1260/قبل الميلاد..
وكان هذا الإبن الحدث أثيراً لدى أمه /أحت ملكو/فهيأت له الظروف المؤاتية ووطدت حكمه الذي دام ثلاثون عاماً ..من /1260الى 1230/قبل الميلاد..وكانت أوغاريت في تلك الفترة منحازة هذه المرة أكثر الى سياسة الحثيين بسبب وقوعها في منطقة نفوزهم بعد معاهدة /1266/قبل الميلاد..بينهم وبين المصريين ..بعد المعركة الغير حاسمة بين الدولتين آنذاك التي جرت أحداثها في تل النبي مند عند قادش على نهر العاصي قرب حمص..وادعى وقتها كل من المصريين والحثيين الانتصار في هذه المعركة..
ونعود إلى سياق البحث عن علاقة الملكة /أحت ملكو بابنها الأثير “عميشتمرو الثاني “وإيثارها الشديد له جعلت أثنين من أشقائه يدبران له مؤمراة ضده وبعد انكشاف أمر المؤامرة حكمت الملكة في امرهما الى البلاط الحثي وبلاد دولة كركميش /جرابلس/على الفرات ..فحكما بنفي الشقيقين إلى جزيرة قبرص بعد نيلهما حصتيهما من الميراث على أن يقسما انهما لن ينازعا “عميشتمرو الثاني “ومن بعده أولاده الحكم ..وأن يكون حراً قي أختيار خليفته من بعده..
لقد نفت أحت ملكو ولديها سعياً لتوطيد حكم إبنها الأثير “عميشتمرو الثاني “بعد ذلك طلقته من زوجته /بدّاي/أبنة الملك العموري/بنتيشينا/بتهمة سعيها بالشر ..ويبدو بأن هذه التهمة سياسية على الأغلب..ولعل الملكة أحت ملكو انهازت هذه المرة الى مصر أو سايرت الموالين لمصر ضد السياسة الحثية ..بعد ذلك نراها بأنها أجبرت ابنها عميشتمرو على طلاق زوحة عمورية أخرى بتهمة فاحشة لعلها الزنا..
وبفضل دهاء الملكة الأم /أحت ملكو/فشلّت كل المؤامرات التي دبرت للتخلص من أبنها عميشتمرو الثاني وظل محتفظاً بالعرش ثلاثون عاماً ..ومن ثم انتفل العرش بعده الى أبنه /إبرانو/..
أوغاريت التي تدهشنا في كل موسم أثري بحكاية جديدة ومكتشفات تحمل لنا أخباراً تبشرنا بنتائج سارة تعودنا أن نسمعها تسلط الضوء على تاريخ حافل بالعطاء قدمه الانسان السوري خلال الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد..
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..
في الاعادة افادة