في مثل هذا اليوم
منذ ٧ سنوات
Fareed Zaffour
١٠ فبراير ٢٠١٤ ·
تعرف على تاريخ انطلاق المسرح السوري في عام 1871 على يد رائد المسرح السوري والعربي أحمد أبوخليل القباني – وأهم الفرق المسرحية السورية منذ بداية القرن العشرين ..
المسرح في سورية
المسرح ظاهرة فنية مركبة، لا تتحقق نتاجاً بصرياً-سمعياً إلاّ في عمل جماعي تتضافر فيه جهود مجموعة من البشر، منسجمة أو متقاربة في مشاربها وتوجهاتها الفنية والفكرية، ولا يتخلق العرض المسرحي إلاّ على قاعدة اقتصادية توفر أكلافه قبل أن يتلقي بالجمهور الذي هو الطرف الآخر في هذه المعادلة الثنائية. وقد أثبت التاريخ منذ البدايات أن المسرح لا ينهض ويزدهر إلاّ عندما يمر المجتمع بمنعطف حاسم في تطوره، يوطد أركانه وطنياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، مما يتيح للحركة الثقافية أن تنفتح، ومنها المسرح.
أما بصدد المسرح العربي الذي بدأ في شكله الحديث المستورد من أوربا مع عرض مسرحية «البخيل» لمارون النقاش في منزله ببيروت عام 1848، فقد كانت انطلاقته امتداداً لأفكار عصر النهضة العربية، التي حملتها البرجوازية المدينية الناشئة على أكتاف مثقفيها، ممن احتكوا بالغرب وأتقنوا لغاته، أو بالأستانة العثمانية المهيمنة. هذا إلى جانب امتلاك هؤلاء المثقفين معرفة واسعة بتراث وطنهم ولغته، ووعياً كافياً بضرورات المرحلة التي يمر بها على مستوى الثقافة التنويرية. إلا أن مبادرات هؤلاء المثقفين لإيجاد المسرح على مستوى الإعداد والتأليف والترجمة والعرض كانت فردية ومتباعدة لأسباب عدة، منها ظروف الهيمنة العثمانية وسياسة التتريك المعادية لأي توجه عروبي، إلى جانب الرجعية الدينية آنئذ المناهضة لحركة التنوير، وما حدث مع أبي خليل القباني في دمشق خير دليل على ذلك. وعلى الصعيد العملي المادي، لم تتوافر شروط تضافر أو استمرارية هذه المبادرات، إذ لم تكن هناك دور عرض مسرحي أو ممثلون وفنيون كي يتحقق للعرض المسرحي المبتغى شرطه الفني اللائق الذي كان سيشكل عنصر الجذب نحو هذا الشكل الفني الجديد الطارئ الذي لم يألفه الجمهور العربي ولم يتقبله آنئذ.
http://www.almooftah.com