د.غسان القيم – حضارات الشرق القديم
٧ فبراير ٢٠٢٠ م ·
شهدت الوثائق الكتابية التي اكتشفت في اوغاريت على أنه كان هناك ثماني لغات كانت متداولة في مملكتها ..لذلك استحقت ان تأخذ وسام اللغوية الدولية وهذه اللغات كما تمّ تسميتها من قبل علماء اللغات القديمة ..كانت الأوغاريتية -الآكادية -الحورية -الحثية -اللوفية -المصرية -القبرصية -السومرية -أما اللغة الأهم التي كان سكان أوغاريت يتداولها هي اللغة الاوغاريتية ..هذه اللغة التي فكّت رموزها بعد جهد كبير من العلماء واللغويين وتبين طابعها الابجدي المؤلف من ثلاثين علامة تتضمن كلمات متتالية قلما تزيد عن أربعة أحرف مفصولة بعضها عن بعض بفاصل شاقولي..
ويعود الفضل في أول من نشر النصوص الأولى كان العالم الفرنسي “شارل فيروللو”و”إدوار دورم”
الذي عمل على فك رموزها الكتابية وقد تمت معرفة قرابة عشرين حرفاً ثم أصبح بمقدور فيروللو بمساعدة العلماء واللغويين في عام *1931/من القرن الماضي أن يقدم ثلاثين حرفاً شكلت أبجدية أوغاريت ..وقد كتبت على الطين المشوي على شكل رقيّمات ..واستخدمت لأول مرة إشارات مسمارية منقوشة ..وتم فك رموز الكتابة المسمارية الأوغاريتية ..
وفي عام /1939/م جاء التأكيد على صحة هذه الدراسات والرموز ولا سيما ترتيب أبجدية مؤلفة من ثلاثين حرفاً لها الترتيب نفسه للحروف التي استعملت في اوغاريت ..أي التراتيب الذي يشكل اجمالي ترتيب الأبجدية العالمية القديمة اللاحقة والتي تضم أثنين وعشرين حرفاً مثل الفينيقية والآرامية ..حيث اختفت الأحرف الأسنانية /الأحرف التي تلفظ بوضع رأس اللسان على مؤخرة الأسنان الامامية العليا/والاحرف اللهوية *نسبة إلى اللهاة /المدرجة بين مكان وآخرفي الأبجدية الأوغاريتية ..
ويعود تاريخ هذه الأبجدية إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد..وقد نشرها الى العالم القديم سكان ساحلنا السوري الجميل سكان اوغاريت في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد..
أوغاريت امتلكت النعمة لكنها لم تحتكرها لنفسها وتمنعها عن بقية الشعوب والامم..ما زالت اسنان السنين تختزن في باطنتك يا أوغاريت الف حكاية وحكاية لم ترويها لنا بعد لننتظر ربما القادمات من الأيام تروي لنا أسرار وأخبار لم نسمعها منك سابقاً
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..