منذ ٧ سنوات
Fareed Zaffour
٢٥ يناير ٢٠١٤ ·
الفنان المبدع تيسير السعدي ذكريات قرن كامل للفن والإبداع .. من خيال الظل وصولا للمسرح والسينما والتلفزيون.. رائد فن الراديو ومن أعماله المسلسل الإذاعي (صابر وصبرية) الذي قدمه مع زوجته صبا المحمودي وبث منه حوالي 3000 حلقة ..
يجلس تيسير السعدي ابن حي القيمرية بدمشق 1917 في بيته في مشروع دمر تفصله عن الشارع ثمانية طوابق وعن دمشق عدة كيلو مترات لينظر إلى المدينة مستذكراً قرناً كاملاً من الحب والإنجاز والفن وليلوح بهذه الذاكرة ويبوح بها لمن يزوره محاولاً قدر الإمكان استعادة التفاصيل بجزئياتها ..تفاصيل تقدم صورة واضحة المعالم لقرن كامل من تاريخ سورية الفني.
اتجهت نحو الفن معجباً بعروض خيال الظل والدمى المتحركة التي كانت تقوم على حوارات كوميدية بسيطة
يتذكر الفنان تيسير السعدي محطات أساسية في مسيرته في حديثه لوكالة سانا فيعود إلى تلك السنين التي أسس فيها عدد من الفنانين أرضية الفن السوري بجهودهم الشخصية في مسارح صغيرة معتمدين على نصوص مترجمة وكاميرات قديمة جداً قد يعيد خلالها الممثلون فيلماً كاملاً لمجرد وجود خطأ صغير في نهايته على اعتبار أن المونتاج لم يكن متوفراً في تلك المرحلة.
http://www.almooftah.com
http://www.almooftah.com/vb/showthread.php?t=19716&highlight=%E4%E5%C7%CF+%DE%E1%DA%ED
رحيل الممثل تيسير السعدي “حارس الذاكرة”.. و”المضحك المبكي” عن عمر 97 عاماً..
الشرق الأوسطنشرالسبت، 11 أكتوبر / تشرين الأول 2014م
- محمد الأزن
دمشق، سوريا (CNN.– فارق الممثل السوري تيسير السعدي الحياة في دمشق، صباح السبت 11 أكتوبر/ تشرين أوّل، عن عمر يناهز الـ97 عاماً (1917-2014)، شهد خلالها على قرابة قرنٍ من التحولات، ولم يمهله العمر ثلاث سنواتٍ أخرى ليكمل عامه المائة، فرحلَ بصمت في زمن الموت المجانيّ الذي يتربصّ بالسوريين.
رحلَ السعدي أحد روّاد فن التمثيل السوري الحقيقين، في وقتٍ ترتفع فيه الأصوات المحذّرة من مآل هذا الفن، وتردّي الدراما السوريّة، بفعل عواملَ كثيرة، ربما أكثرها خطورة مؤخراً تداعيات الحرب التي تشهدها البلاد.
تعرّف الراحل إلى جماليات فن المسرح، في مدرسة “اللاييك” بدمشق، خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وقاده شغفه بهذا الفن إلى دراسة التمثيل بالقاهرة مطلع الأربعينيات، انضم هناك إلى فرقة نجيب الريحاني بدار الأوبرا المصرّية، وشارك إلى جانب سيدّة الشاشة العربية فاتن حمامة بفيلم “الهانم” 1947، ثمّ عاد إلى الشام ليؤسس الفرقة السوريّة للتمثيل والموسيقا، وضمّت آنذاك العديد من الشباب الطموحين، وقت كان الفنّان لايزال يعاني من نظرةٍ اجتماعيةٍ دونية، وضمّت فرقته فنّان الشعب رفيق سبيعي، والقصّاص الشعبي حكمت محسن، وشكّل مع الأخير ثنائياً هاماً، كان له عميق الأُثر في ذاكرة أجيال من مستمعي إذاعة دمشق، حيث يعتبر تيسير السعدي مؤسس الدراما الإذاعية السوريّة، عبر ما أخرجه عن نصوص لمحسن، وشارك به ممثلاً في الإذاعة، لاسيما شخصيتي “صابر” و”صبرية”، الثنائي الذي شكّله السعدي مع زوجته الراحلة الممثلة صبا المحمودي.
يطغى الرصيد الإذاعي على المسيرة الفنيّة للممثل السوري الراحل تيسير السعدي، وتحسب الأعمال التي قدّمها للإذاعة السوريّة بالآلاف، أما في السينما فلم يتعّدَ حضوره المشاركة بأفلام سينمائية تجارية قليلة، وكان له مشاركات بالدراما التلفزيونية منذ أيّام الأبيض والأسود، ولعلّ أكثر ما تتذكر له الأجيال الحاليّة، دور المنجد “أبو ضاهر” في مسلسل “أيّام شاميّة” الشهير في العام 1992، كشيخ كار يحرص على تلقين أجيره المتدّرب المشاكس تقاليد المهنة، وبدا السعدي في هذا الدور حارس التقاليد الشاميّة الأصيلة، وبما يتمتّع به من نبرةٍ صوتيةٍ خاصّة تليق بحكواتي أصيل؛ لعبَ السعدي الرواي لأحداث مسلسل “الزير سالم” سنة 2000 أحد أبرز الإنتاجات التلفزيونية السورية.
غابَ بعدها تيسير السعدي عن الواجهة، وعاد ليشهد على تجربة جيله من بوّابة “نادي الذاكرة” إحدى فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، وقدمّت الاحتفالية ضمن إصداراتها، كتاباً خاصّاً عن تجربته بعنوان “تيسير السعدي.. ممثل بسبعة أصوات” من تأليف ميسون علي.
بعد هذا التكريم؛ دخل السعدي مجدداً في دائرة الغياب، وسط انتقادات كثيرة طالت الممثلين السوريين لتقصيرهم بحّق روّاد الفن السوريّ، ووقتها توجّه وفدٌ منهم لزيارته، ضم جمال سليمان، وأيمن زيدان، وآخرين، وكان ذلك مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، وأواخر الشهر ذاته كرمّته جائزة “أدونيا” السوريّة بنسختها الأخيرة.
سجّل الممثل السوري الراحل تيسير السعدي آخر ظهور تلفزيوني له؛ عبر برنامجٍ “المضحك المبكي”، الذي بث خلال شهر رمضان الماضي، وروى فيه تجربته على حلقات، وكان بمثابة الشهادة الأخيرة.
- محمد الأزن – مراسل CNN بالعربية