الفنانة التشكيلية يوسفي رفيقة من سوق أهراس: الفنان في الجزائر لا قيمة له
رغم أنها من منطقة محافظة ولا يسمح فيها للمرأة بدخول عالم الفن، إلا أنها تحدت ذلك، ودخلت الفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها بعد أن وجدت نفسها في عائلة فنية، فالوالد خطاط والوالدة خياطة خاصة في مجال الطرز، وهو ما نمّى موهبتها الفنية، فأصبحت سفيرة منطقتها عبر كل مناطق الوطن، إنها الفنانة التشكيلية يوسفي رفيقة من ولاية سوق أهراس التقت بها جريدة “الموعد اليومي” خلال مشاركتها في إحدى صالونات ولاية النعامة، فكان هذا اللقاء.
زرتي ولاية النعامة، ماذا اكتشفتي؟
النعامة فضاء متنوع من التقاليد، ما زال الناس يحافظون على تقاليد زمان خاصة مثل هذه الجلسة الحميمية التقليدية التي تجعلك تحس وكأنك في بيتك مع الأكلات التقليدية خاصة في هذه المنطقة السياحية، وهي تيوت منطقة رائعة بامتياز، فهي من أحسن المناطق في الجزائر، نطلب من المسؤولين إعطاءها التفاتة خاصة لأنها مهمشة، زرنا محطة الصخور المنقوشة التي تعود لحقبة ما قبل التاريخ، اكتشفنا مقابر تعود إلى 9 آلاف سنة قبل الميلاد.
كيف كانت بدايتك مع الريشة؟ البداية كانت من الأهل، فوالدي خطاط والوالدة خياطة طرز، فكبرت في عائلة تهتم بالجماليات وبالألوان، وهذا ما ساعدني على تنمية هذه الموهبة، ووالديا هما من أحبا أن أكمل في الفن، وهما من شجعاني على اختيار الفن التشكيلي، أول مشاركة لي في الصالونات كانت في مهرجان سوق أهراس للفنون التشكيلية، وقد كان أول صالون في الجزائر سنة 1987 .
أهم مشاركاتك داخل الوطن وخارجه؟
شاركت في معظم الصالونات المحلية، الجهوية والوطنية خاصة سيبوزيوم خنشلة، الجزائر عاصمة الثقافة العربية، تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، أما خارج الوطن فشاركت بأعمالي فقط بتونس وبفرنسا، حيث بعثت أعمالي للمشاركة فقط.
نعود إلى مشاريعك المستقبلية؟
نتمنى أن تكون لنا مدرسة للفنون الجميلة بسوق أهراس حتى نعلم الأطفال الصغار وننمي فيهم موهبة الرسم التشكيلي، وندعم من خلالها الفن لأن المنظومة التربوية حاليا لا تركز على مادة الرسم، فهي تعتبرها مادة مكملة فقط، فأنا أتمنى أن تكون مادة أساسية لأن مادة الرسم تخدم كل المواد، لأن التلميذ إذا لم يستطع الرسم، فإنه لا يستطيع الرسم في العلوم الطبيعية أو الجغرافيا أو التاريخ وكل المواد الأخرى..
خلال هذه المسيرة الفنية الأكيد أنها اعترضتك مشاكل أو عقبات؟
أول مشكل اعترض طريقي الفني أنه أنا امرأة من ولاية سوق أهراس، وهذه الولاية هي منطقة محافظة جدا، فإنني أخرج للعلن وأقول لهم أنا فنانة تجد إشكالا كبيرا، كيف يمكن أن تقنعهم وكيف للمرأة أن تصرح أنها امتهنت الفن هذا من جهة، ومن جهة أخرى تريد أن ترسم جدارية من المستحيل أن ترسمها، فالمرأة إن هي اقتحمت الرسم تجد عراقيل وصعوبات، إن أرادت الرسم عليها أن ترسم في بيتها، فهي تواجه تحديا كبيرا لممارسة هذا الفن.
واقع الفنان وواقع الفن التشكيلي في الجزائر؟
بصراحة واقع الفن التشكيلي في الجزائر نتأسف عليه لأن الفنان في الجزائر ليست له أي قيمة، والدليل أنهم لم يقوموا بدعوة مغني أو راقص يتم تخصيص له ميزانية خاصة، إلا الفنان التشكيلي فهو يأتي بإمكانياته الخاصة، يأتي بأعماله، هو من يعلّم هذا المجتمع كيف يتذوق الفن، كيف يرتب الألوان ولكن ليست له أي قيمة في المجتمع.
رفيقة فنانة تشكيلية، ما هو الطابع الذي انتهجته؟ أنا فنانة مررت بكل المدارس من الواقعية للتجريدية للتكعيبية للسريالية …الخ، لكن كل مرة من حياتي كنت أهتم بمدرسة معينة فمثلا في العشرية السوداء اهتميت بالفن التجريدي فقط لأنها مرحلة خاصة، مرة أخرى اهتممت بالفن التكعيبي لأنني لاحظت أن مجتمعنا غامض وعلينا تحديد اشكالنا …لكن حاليا أستطيع أن أقول من كل روضة زهرة.
كلمة نختم بها هذا اللقاء؟ ندائي إلى سكان النعامة، اهتموا بالفن لديكم مناظر خلابة، لوحات فنية ما شاء الله مفتوحة في الهواء الطلق، مناظر سياحية خلابة، فعلى فناني هذه المنطقة استغلال هذه الكنوز وفرض أنفسهم وتحياتي لك على إتاحتك لي هذه الفرصة لأطل من خلالها على جمهوري ولجريدة الموعد اليومي شكرا جزيلا لكم.